تمر الأيام والأسابيع وفي كل حين يغيّب الموت المفاجئ شخصاً أثّر في حياتنا، قد تظهر عليه الأعراض قبل ساعات من الحدث وقد لا تظهر، وما يذهلنا أننا لم نزل نذكر ذلك الإنسان بيننا بصحة جيدة، ولا ندرك حقاً كيف يداهم شبح السكتة القلبية أشخاصاً أصحاء من مختلف الأعمار، ولذلك لا بد لنا من إلقاء نظرة على الظروف المصاحبة لهذا الحدث.
ما هو هذا الموت القلبي المفاجئ؟
هو حالة مفاجئة وغير متوقعة من توقف ضربات القلب والدورة الدموية، تحدث من دون سابق إنذار، مما يؤدي إلى توقف الدم عن الدماغ والأعضاء الحيوية الأخرى، وذلك حسب تعريف المعهد القومي الأميركي للقلب والرئة والدم.
ما هو هذا الموت القلبي المفاجئ؟
هو حالة مفاجئة وغير متوقعة من توقف ضربات القلب والدورة الدموية، تحدث من دون سابق إنذار، مما يؤدي إلى توقف الدم عن الدماغ والأعضاء الحيوية الأخرى، وذلك حسب تعريف المعهد القومي الأميركي للقلب والرئة والدم.
قد تختلف أسباب الموت القلبي المفاجئ، فبحكم التعريف إن معظم الأسباب ذات صلة بالقلب ولكنها ليست بالضرورة ناجمة عن نوبة قلبية. فالنوبة القلبية الناتجة عن الجلطة القلبية هي حالة مرضية سببها انسداد في أحد شرايين القلب التاجية، التي قد تسبب في بعض الحالات سكتة قلبية، مما يؤدي إلى موت فجائي وتوقف في فاعلية عضلة القلب.
ما هو حجم المشكلة؟
وفقاً لتقارير نشرتها جمعية القلب الأميركية، فإن حوالي 325000 من الأميركيين يعانون من توقف القلب المفاجئ كل عام، ولا تكاد تصل نسب الحالات الناجية منهم إلى عشرة بالمئة.
وفي إحدى الدراسات الأميركية التي تناولت 19300 حالة سكتة قلبية، لوحظت زيادة في فرص النجاة مع تطور استخدام أجهزة صادم القلب الكهربائي، فقد أدى استخدام هذه الأجهزة إلى نجاة 31% من المصابين، حسب إحصائيات جمعية القلب الأميركية لعام 2015.
وبالمقارنة مع الدراسات الأميركية، فقد تناولت دراسة آسيوية ستا وستين ألفا وسبعمائة وثمانين حالة، منها 41 ألف حالة قلبية، تتراوح أعمار أصحابها بين 41 - 49، أثبتت أن أقل من 1% من الضحايا قد تلقوا إنعاشاً مباشرا، وقد تفاوتت نسب نجاح الإنعاش من 5 إلى 8.5 %، أما نسب حالات الإنعاش الناجحة المؤدية إلى الحفاظ على الوظائف العصبية، فقد كانت متدنية جدا، تتراوح بين 1.6 إلى 3% فقط.
بناء على هاتين الدراستين تبرز أهمية استخدام أجهزة صادم القلب الكهربائية الأوتوماتيكية لإنعاش القلب، وأهمية توافرها في المرافق العامة.
قد يحصل الموت القلبي المفاجئ عند الكبار، لكن الأطفال أيضا عرضة لخطر الإصابة بالسكتة القلبية المفاجئة، فقد تم رصد عشرة آلاف ومائتي حالة من توقف القلب عند الأطفال خارج المشفى في الولايات المتحدة سنويا.
وقد أُلقي الضوء على حالات توقف القلب المفاجئ، ولا سيما عند الرياضيين، ففي دراسة أجريت في ولاية مينيسوتا، بين عامي 1993 و2012، تبين أن نسب حدوث توقف القلب عند الرياضيين قد تكون منخفضة وقد تصل إلى 0.24 عند كل مئة ألف رياضي سنويا.
السكتة القلبية المفاجئة هي حالة قاتلة وسريعة للغاية، فمع تأخر تنشيط القلب في كل دقيقة يزيد خطر الوفاة من 7٪ إلى 10٪.
ما هي أسباب الموت القلبي المفاجئ؟
تعد أمراض الشرايين التاجية السبب الأكثر شيوعاً للموت القلبي المفاجئ، وقد تكون مسؤولة عن 80٪ من حالات الموت القلبي المفاجئ، أما الأسباب الأخرى فقد تشمل الاضطراب في انتظام ضربات القلب ومتلازمة وولف باركنسون وايت وبروكادا والتسارع البطيني متعدد الأشكال ومتلازمة كيو تي الطويلة.
ما هي الأسباب المهمة الأخرى للموت القلبي المفاجئ؟
- التمزق الشرياني الأبهري، وهي حالة مفاجئة تحصل في معظم الأحيان عند مرضى ارتفاع ضغط الدم، حيث يحصل تمزق في جدران الشريان الأبهري، مما يؤدي إلى نزيف حاد في جدار الشريان، وقد يمتد هذا التمزق باتجاه الشرايين المغذية للقلب أو الدماغ، والشرايين المغذية للأعضاء الحساسة الأخرى أو قد يتطور إلى نزيف داخلي قاتل.
- الجلطة الرئوية الكبرى، وهي حالة مرضية تحصل نتيجة انتقال خثرة دموية كبيرة، تكون قد تجمعت في أوردة البطن أو الحوض أو الفخذ، وتنتقل إلى الشريان الرئوي وتسبب انسداده، مما قد يمنع مرور الدورة الدموية خلال القلب والرئتين مسببة اختناق المريض والموت المفاجئ إذا كانت الجلطة كبيرة جدا.
من هم الأشخاص الأكثر عرضة لتوقف القلب المفاجئ؟
- الأشخاص ذوو التاريخ العائلي لأمراض القلب.
- تاريخ المريض الطبي قبل الإصابة بالمرض ووجود قصة لأمراض سابقة مثل: نقص تروية القلب، أزمة قلبية سابقة، ارتفاع ضغط الدم، تضخم عضلة القلب...
- تاريخ شخصي أو عائلي من السكتة القلبية.
- بعض حالات عدم الانتظام في ضربات القلب، خاصة البطينية المنشأ.
- تشوهات القلب الخلقية.
- فشل القلب الاحتقاني.
- استخدام الأدوية والمنشطات.
- التهاب عضلة القلب غير المعروف أو غير المعالج.
- الإجهاد والتوتر.
ما هي أوصاف الشخص الأكثر عرضة للإصابة؟
- العمر من: 45 - 75.
- الرجال أكثر عرضة بثلاث مرات من النساء.
- ارتفاع الضغط الدموي وارتفاع الكولسترول.
- السكري.
- التدخين.
- البدانة.
- عدم ممارسة الرياضة.
- وجود تاريخ مرضي للقلب.
ما يجب القيام به لإبقاء القلب سليماً:
- التمارين المنتظمة.
- تخفيف الوزن.
- التوقف عن التدخين.
- ضبط الكولسترول وضغط الدم والسكر.
- مراجعة الطبيب بانتظام.
ما يجب القيام به عند مواجهة حالة من توقف القلب:
- التعامل مع الحدث باعتباره حدثا يهدد الحياة.
- الاتصال بالطوارئ.
- بدء الإنعاش القلبي والرئوي.
- يفضل استخدام الأجهزة الأوتوماتيكية لإنعاش القلب (صادم القلب الكهربائي) في حال وجودها.
- نقل المصاب إلى أقرب مركز طوارئ وتوفير العناية الطبية.
قضايا الصحة العامة والتوصيات من أجل الحد من أمراض القلب:
- بدء تعليم الإنعاش القلبي الرئوي في المدارس الابتدائية.
- وضع الأجهزة الأوتوماتيكية لإنعاش القلب (صادم القلب الكهربائي) في المرافق العامة.
- تثقيف الجمهور عن الأعراض المبكرة لأمراض القلب.
- توفير بيئات خالية من التدخين.
- تعزيز السيطرة على ضغط الدم والكولسترول والسكري.
- تأكيد أهمية السيطرة على الوزن.
- تشجيع ممارسة الرياضة المنتظمة للناس من مختلف الأعمار.
- الفحوص الطبية المنتظمة.
ناقوس خطر
على الرغم من أن عدد حالات الوفاة الناجمة عن توقف القلب المفاجئ غير معروف، إلا أنه على سبيل المثال، قد تعزى أسباب 36% من الوفيات، الذين تقل أعمارهم عن الستين عاما، في الأردن، لأمراض القلب، حسب مصادر موثوقة في وزارة الصحة الأردنية.
وقد أدى الموت القلبي المفاجئ إلى رحيل شخصيات مهمة تركت بصمات في تاريخ المنطقة والعالم؛ فقد توفيت المهندسة المعمارية زها حديد، وهي واحدة من أكثر المهندسين المعماريين شهرة في العالم، وقد بعثت وفاتها بسبب الموت القلبي المفاجئ موجات من الصدمة في عالم الهندسة والعمارة والفن.
وتوفي رئيس الأطباء النفسيين الأردنيين عن عمر يناهز الخامسة والأربعين نتيجة الموت القلبي المفاجئ، وقبل بضع سنوات توفي الشريف زيد بن شاكر، وهو رجل سياسي ودبلوماسي أردني معروف، إثر حالة مفاجئة من توقف القلب.
وتوفي الحفيد الشاب للرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر بسبب الموت القلبي المفاجئ،
وإذا عدنا تاريخيا إلى عام 1970، نسترجع إصابة الأمة العربية بكارثة فقدان الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر فجأة بسبب الموت القلبي المفاجئ.
ولذا يجب الاهتمام ببرامج التوعية على علامات التحذير وعوامل الخطر، التي تؤدي إلى أمراض القلب المبكرة وموت القلب المفاجئ.
ويمكن هنا الاطلاع على بعض المحاضرات ذات الصلة.
وتوفي رئيس الأطباء النفسيين الأردنيين عن عمر يناهز الخامسة والأربعين نتيجة الموت القلبي المفاجئ، وقبل بضع سنوات توفي الشريف زيد بن شاكر، وهو رجل سياسي ودبلوماسي أردني معروف، إثر حالة مفاجئة من توقف القلب.
وتوفي الحفيد الشاب للرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر بسبب الموت القلبي المفاجئ،
وإذا عدنا تاريخيا إلى عام 1970، نسترجع إصابة الأمة العربية بكارثة فقدان الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر فجأة بسبب الموت القلبي المفاجئ.
ولذا يجب الاهتمام ببرامج التوعية على علامات التحذير وعوامل الخطر، التي تؤدي إلى أمراض القلب المبكرة وموت القلب المفاجئ.
ويمكن هنا الاطلاع على بعض المحاضرات ذات الصلة.
