المكملات الغذائية وارتفاع ضغط الدم.. ارتفاع ضغط الدم من أكثر أمراض العصر انتشارًا، إذ يعاني نسبة كبيرة من الناس حول العالم من ارتفاع ضغط الدم، وقد يعتمدون في العلاج على الأدوية واتباع نمط حياة صحي. يعتقد بعض الناس أن المكملات الغذائية يمكن أن تساعد في خفض ضغط الدم، لكن هل يفيد استخدام المكملات الغذائية مرضى ارتفاع ضغط الدم؟ وما هي تلك المكملات التي يمكن أن تساعد على علاج الضغط المرتفع؟ هذا ما سنتناول الحديث عنه في السطور القادمة.
ما هو ارتفاع ضغط الدم؟
- ضغط الدم أو ضغط الدم الشرياني هو عبارة عن القوة التي تسلط على جدران الشرايين، عندما يضخ القلب الدم إلى أنحاء الجسم، عند انقباض عضلة القلب يتم ضخ الدم عن طريق الشريان الأورطي، وهو أكبر شريان في جسم الإنسان، والمسؤول عن توزيع الدم الحامل للأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم. ويعرف الضغط الدموي في هذه الحالة بالضغط الانقباضي، وهو الرقم الأعلى عند قياس الضغط، وبعد إتمام ضخ الدم يحدث انبساط في عضلة القلب، وإغلاق صمامات القلب من جهة الشريان الأبهر لمنع عودة الدم للقلب. يسمى ضغط الدم في هذه الحالة بالضغط الانبساطي، وهو الرقم الأدنى عند قياس الضغط.
- وفقًا لجمعية القلب الأمريكية (AHA)، فإن ما يقرب من نصف البالغين في الولايات المتحدة يعانون من ارتفاع ضغط الدم. يزيد ارتفاع ضغط الدم من خطر إصابة الشخص بقصور القلب والنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
- يمكن لاتباع نمط حياة صحي أن يقلل من ضغط الدم، ويشمل ذلك تناول نظام غذائي صحي قليل الملح، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والحفاظ على وزن صحي، وعدم التدخين، والحد من تناول الكحول.
- تشير بعض الأدلة إلى أن بعض المكملات الغذائية يمكن أن تساعد في خفض ضغط الدم.
المكملات الغذائية وارتفاع ضغط الدم
يمكن أن تساعد إضافة مكمل إلى نظامك الغذائي في تحسين صحتك بعدة طرق، فإذا كنت تعاني من ارتفاع أو انخفاض ضغط الدم، فهناك مكملات غذائية يمكنك تناولها للمساعدة في تنظيمه. ومع ذلك، يجب أن تتذكر أن المكملات الغذائية ليست بديلاً عن الدواء، ويجب عليك دائمًا استشارة طبيبك قبل البدء في تناول المكملات الغذائية، إذ قد يتفاعل بعضها مع بعض الأدوية.
1. المكملات الغذائية وارتفاع ضغط الدم.. البوتاسيوم
البوتاسيوم هو أحد المعادن التي تلعب دورًا رئيسيًا في تنظيم ضغط الدم. عندما يؤدي تناول الكثير من الملح أو الصوديوم في الطعام إلى ارتفاع ضغط الدم لدى الشخص، يقوم البوتاسيوم بإزالة الصوديوم من الجسم. يساعد البوتاسيوم على خفض ضغط الدم بطريقتين:
- عن طريق جعل الجسم يتخلص من المزيد من الصوديوم في البول.
- عن طريق استرخاء جدران الأوعية الدموية.
أفادت مراجعة لعدة دراسات عام 2017 أن مكملات البوتاسيوم يمكن أن تساعد في تقليل ضغط الدم الانقباضي والانبساطي، وكان التأثير أقوى لدى الأشخاص الذين تناولوا وجبات غذائية عالية الصوديوم، والأشخاص الذين تناولوا كمية منخفضة من البوتاسيوم قبل الدراسة، والأشخاص الذين لم يتناولوا أدوية ضغط الدم.
ومع ذلك، يمكن أن تكون مكملات البوتاسيوم ضارة للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الكلى. كما هو الحال مع أي مكمل غذائي، من الجيد استشارة الطبيب قبل تجربة مكملات البوتاسيوم.
2. المكملات الغذائية وارتفاع ضغط الدم.. المغنيسيوم
المغنيسيوم هو معدن آخر يلعب دورًا مهمًا في تنظيم ضغط الدم، وهو يدعم العديد من العمليات في الجسم، بما في ذلك وظيفة العضلات والأعصاب، والجهاز المناعي، وتخليق البروتين.
وجدت دراسة أن مكملات المغنيسيوم على مدى 24 أسبوعًا أدت إلى انخفاض ضغط الدم الانقباضي والانبساطي، وكانت الجرعة المستخدمة بين 500 ملغ و 1000 ملغ يوميًا. هناك العديد من التفسيرات لكيفية عمل المغنيسيوم على خفض ضغط الدم، منها ما يلي:
- يعمل كحاصر لقنوات الكالسيوم.
- يزيد من مادة البروستاجلاندين.
- يزيد من تخليق أكسيد النيتريك.
وجدت دراسة أخرى في عام 2016 بعد تحليل نتائج 34 تجربة أن تناول 300 ملغ يوميًا لمدة شهر من مكملات المغنسيوم يساعد على زيادة تركيز المغنسيوم في الدم بما يكفي لخفض من مستويات ضغط الدم المرتفع. لذلك، يقترح الباحثون أنه يمكن استخدام مكملات المغنسيوم كوسيلة للوقاية أو كعلاج مساعد لارتفاع ضغط الدم.
3. المكملات الغذائية وارتفاع ضغط الدم.. الألياف الغذائية
الألياف الغذائية مهمة للحفاظ على صحة القلب والأمعاء، ويمكن أن يساعد تناول ما يكفي من الألياف الغذائية في تقليل:
- مستويات الكوليسترول.
- ضغط الدم.
- خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
تشير مراجعة عام 2018 إلى أن بعض مكملات الألياف الغذائية قد تخفض ضغط الدم الانبساطي والانقباضي، وأشارت مراجعة أجريت عام 2005 إلى أن استكمال النظام الغذائي بحوالي 12 غرامًا من الألياف يوميًا يمكن أن يساعد في تقليل ضغط الدم بكمية صغيرة.
توصي إدارة الغذاء والدواء (FDA) باستهلاك 25 غرامًا من الألياف يوميًا، ويلاحظ أن معظم الأشخاص في الولايات المتحدة لا يتناولون هذه الكمية.
4. المكملات الغذائية وارتفاع ضغط الدم.. فيتامين د
يعاني مرضى ارتفاع ضغط الدم من نقص مستويات الفيتامين د في الدم مقارنة بالأشخاص الأصحاء، كذلك يمكن أن تساعد المستويات الطبيعية من الفيتامين د على السيطرة على ارتفاع ضغط الدم، ففي دراسة أجريت في جامعة كامبريدج على أكثر من 300 شخص، وُجد أن الأشخاص الذين لديهم مستويات أعلى من الفيتامين د لديهم نسبة انخفاض في خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم تصل إلى 30 ٪، وذلك مقارنة بأولئك الذين لديهم مستويات أقل من الفيتامين د.
5. المكملات الغذائية وارتفاع ضغط الدم.. الفيتامين ج
وجدت 8 دراسات أجريت في جامعة تيانجين الصينية أن تناول مكملات الفيتامين ج بجرعة 300 ملغ إلى 1000 ملغ يوميًا يساعد على خفض مستويات ضغط الدم المرتفع، كذلك تزداد احتمالية إصابة الأشخاص الذين يعانون من نقص الفيتامين ج بارتفاع ضغط الدم مقارنة بغيرهم.
6. المكملات الغذائية وارتفاع ضغط الدم.. حمض الفوليك
يمكن أن يكون ارتفاع ضغط الدم ضارًا بشكل خاص أثناء الحمل، وهو ما يطلِق عليه الأطباء ارتفاع ضغط الدم الحملي. إذا لم تتلق المرأة علاجًا لهذه المشكلة، فقد يؤدي ذلك إلى مضاعفات مثل تسمم الحمل، والسكتة الدماغية، والولادة المبكرة، وانخفاض الوزن عند الولادة.
وجدت دراسة أجريت عام 2018 في جامعة كاليفورنيا أن تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على حمض الفوليك يقلل من خطر ارتفاع ضغط الدم الحملي وتسمم الحمل.
بالنسبة للأشخاص غير الحوامل، لم يحدد الباحثون بعدُ ما إذا كان حمض الفوليك له أي تأثير على ارتفاع ضغط الدم.
7.المكملات الغذائية وارتفاع ضغط الدم.. إنزيم Q10
الإنزيم المساعد Q10 (CoQ10) هو مادة طبيعية توجد في الجسم وتلعب دورًا مهمًا في كيمياء الخلايا، ويساعد هذا الإنزيم الخلايا على إنتاج الطاقة.
يعتقد بعض العلماء أن هذا المكمل يمكن أن يخفض ضغط الدم عن طريق العمل كمضاد للأكسدة، ويمنع تكوّن الترسبات الدهنية في الشرايين.
8. المكملات الغذائية وارتفاع ضغط الدم.. الميلاتونين
الميلاتونين هو هرمون يفرزه الجسم للتحكم في دورة النوم والاستيقاظ، يُستخدم بشكل أساسي كمكمل غذائي لعلاج الأرق، كما يعزز من إنتاج مادة أكسيد النيتريك التي تعمل كموسع للأوعية الدموية، وبالتالي تساعد على خفض ضغط الدم، وقد أظهرت دراسة أجريت عام 2019 في جامعة إيرانية أن تناول الميلاتونين يحسن من مستويات ضغط الدم عند المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم.
9. المكملات الغذائية وارتفاع ضغط الدم.. مستخلص الكركديه
يحتوي الكركديه على مركب له تأثير مدر للبول، كما أن مادة البوليفينول المستخرجة من الكركديه لها تأثيرات مضادة للأكسدة، وتساعد على خفض ضغط الدم. على سبيل المثال، في مراجعة لعدة دراسات، وُجد أن شرب شاي الكركديه أو مستخلصه أدى إلى خفض ضغط الدم الانقباضي والانبساطي لدى البالغين المصابين بارتفاع ضغط الدم المعتدل ومرض السكري من النوع 2.
10. المكملات الغذائية وارتفاع ضغط الدم.. مستخلص أوراق الزيتون
يمكن أن يساعد مستخلص أوراق الزيتون في علاج أمراض القلب والأوعية الدموية. وجدت دراسة أن تناول مستخلص أوراق الزيتون بانتظام قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية بنسبة 9-14%، شملت الدراسة 60 شخصًا نصفهم شربوا 20 مل من مستخلص أوراق الزيتون يوميًا لمدة 16 أسبوعًا، بينما النصف الآخر (المجموعة الضابطة) لم يشربوا مستخلص أوراق الزيتون. وُجد أن أولئك الذين شربوا مستخلص أوراق الزيتون كان لديهم ضغط دم أقل من المجموعة الضابطة.
كذلك وجد تحليل تلوي حديث لمستخلص أوراق الزيتون أن جرعة 500 ملغ يوميًا خفضت ضغط الدم الانقباضي.
المكملات الغذائية وارتفاع ضغط الدم.. الخلاصة
ارتفاع ضغط الدم هو مشكلة شائعة، وتشير بعض الأدلة العلمية إلى أن بعض المكملات الغذائية، بما في ذلك البوتاسيوم والمغنيسيوم والألياف الغذائية والفيتامين د والفيتامين ج وحمض الفوليك و الميلاتونين وإنزيم Q10 ومستخلص الكركديه ومستخلص أوراق الزيتون، يمكن أن تخفض ضغط الدم.
ومع ذلك، يجب أن تتذكر أن المكملات الغذائية ليست بديلاً عن الدواء، ويجب عليك دائمًا استشارة طبيبك قبل البدء في تناول المكملات الغذائية، إذ قد يتفاعل بعضها مع بعض الأدوية.