ما تزال تأثيرات فيروس كورونا الجديد محل بحث ودراسة لمعرفة طرق عمل هذا الفيرس وتأثيره على أجهزة الجسم المختلفة، ومما بات معروفا لدى الأطباء أن فيروس كورونا الجديد يصيب القلب بطرق عدة:
- قد يصيب عضلة القلب إصابة مباشرة فيسبب التهاب عضلة القلب الفيروسي.
- قد يصيب الغشاء المحيط بالقلب فيسبب التهاب التامور الفيروسي وتجمع سائل حول القلب.
- قد يسبب تفاعلاً مناعياً شديداً يؤذي عضلة القلب ويسبب فيها التهاباً حاداً وضعفاً شديداً.
- لوحظ وجود ضرر وضعف في عضلة القلب يستمر أحياناً حتى بعد الشفاء من الإصابة بفيروس كورونا الجديد.
أظهر تسجيل الحالات في عديد من الدول أثناء جائحة مرض كوفيد-19 أن إصابة القلب تترافق بارتفاع نسبة الوفاة في هذا المرض؛ وفي دراسة حديثة أجريت في نيويورك وميلانو تم فيها فحص 305 من المرضى المصابين بفيروس كورونا الجديد تسببت إصاباتهم في الدخول إلى المستشفى.. درست إصابة القلب لديهم بالإيكو القلبي وتخطيط القلب وقياس انزيم تروبونين القلبي في الدم.
وأظهرت الدراسة أن 62 % من هؤلاء المرضى كان لديهم ارتفاع في التروبونين، مما يدل على إصابتهم بالتهاب عضلة القلب.
ووجد أن المرضى الذين لديهم ارتفاع التروبونين كان فحص الإيكو القلبي لدهم غير طبيعي بنسبة 63 %، بينما كان الإيكو القلبي غير طبيعي بنسبة 22 % فقط لدى المرضى الذين كان فحص التروبونين لديهم طبيعي.
-
نسبة الوفاة بمرض كوفيد-19 بحسب تغيرات الإيكو القلبي
أظهرت الدراسة أن نسبة الوفاة عند المرضى الذين كان فحص التروبونين في الدم والإيكو القلبي عندهم طبيعيا لم تتجاوز 5 %، بينما ارتفعت إلى 20 % إذا كان التروبونين مرتفعاً، وبلغت 31 % إذا كان التروبونين مرتفعاً والإيكو القلبي غير طبيعي أيضاً.
كان متوسط عمر المرضى 63 سنة، ومعظمهم من الرجال (66 %).
ورصدت الدراسة ارتفاع احتمال إصابة القلب مع التقدم في العمر وعند المصابين سابقاً بارتفاع ضغط الدم أو بالفشل الكلوي أو زيادة الوزن.
كما أظهرت دراسات عديدة لمرضى كوفيد-19 أن السمنة تترافق مع زيادة نسبة الوفيات وإصابة القلب والرئتين والكلية وطول فترة البقاء في المستشفى.
تبين هذه النتائج ضرورة قياس انزيم التروبونين في الدم لدى المرضى المصابين بفيروس كورونا الجديد، وأن يتبع ذلك فحص الإيكو القلبي إذا لوحظ ارتفاع مستوى التروبونين في الدم، لأن ذلك قد يترافق باحتمال أكبر لإصابة القلب واحتمال الحاجة إلى العناية المشددة والمتابعة القلبية المكثفة.
* المصدر