صحــــتك

التجربة الأيسلندية مع كورونا.. نتائج هامة

التجربة الأيسلندية في اكتشاف وتشخيص فيروس كورونا الجديد
منذ ظهر فيروس كورونا المستجد (المعروف علمياً باسم سارس–كوفي-2)، تسبب في كثير من الأمراض التنفسية الشديدة في الصين، ليظهر المرض الذي صار يعرف باسم مرض كورونا فيروس 19 (كوفيد-19). انتشر الفيروس بعدها حول العالم، لتعلن منظمة الصحة العالمية أن المرض يمثل جائحة، وليتجاوز عدد حالات الإصابة المسجلة مع حلول منتصف إبريل/ نيسان 2020 أكثر من 2 مليون حالة في أكثر من 200 دولة.




* حجم انتشار المرض

أشارت الدراسات المبدئية التي تم نشرها في الصين وإيطاليا إلى أن أعراض المرض تتفاوت في حدتها من شخص إلى آخر بحسب عمره وحالته الصحية. وأشارت هذه الأبحاث بوجه عام إلى أن الحالات الشديدة تظهر بشكل أكبر عند الذكور والبالغين مقارنة بالإناث والأطفال، لكن تفسير سبب هذه الملاحظات يظل مجهولاً، هل يرجع إلى ظروف العدوى التي تحمي هذه المجموعات بشكل ما؟ أم أنه يرتبط بخصائص في الفيروس نفسه؟ أو بجهاز المناعة لديهم؟

* اجراءات مشددة لمنع انتشار العدوى

مع انتشار الفيروس، اضطرت كثير من الدول إلى اتخاذ إجراءات مشددة لمنع انتشار العدوى بين مواطنيها. شملت هذه الإجراءات إغلاق الحدود، حظر التجول، منع التجمعات، وكذلك استخدام العزل والحَجر الصحي.

بالإضافة إلى ذلك، سعت الدول المختلفة إلى تشخيص الحالات على نطاق واسع لمعرفة المرضى والمخالطين واتخاذ الإجراءات المناسبة للتعامل معهم.

* استراتيجيات التشخيص في النموذج الأيسلندي

كان النموذج الأيسلندي مميزاً بين هذه الدول، فقد اعتمدت أيسلندا على نوعين من استراتيجيات التشخيص:
- الاستراتيجية الأولى هي إجراء التحاليل للأشخاص الذين لديهم احتمالات عالية للإصابة بالفيروس (الأشخاص الذين قدموا من مناطق عالية الخطورة ويعانون من أعراض، والأشخاص الذين كانوا على اختلاط مع الحالات المصابة).

- الاستراتيجية الثانية هي مسح السكان للتعرف على نسبة الإصابة العامة (تم ذلك على مرحلتين)، وهي الاستراتيجية التي يمكن أن تقدم دليلاً واضحاً على نجاح سياسات منع انتشار الفيروس.

- لم يكتف الأيسلنديون بذلك، بل قاموا أيضا بقراءة حروف الحمض النووي للفيروس (خريطته الوراثية) في عينات الأشخاص الذين أصيبوا في أماكن مختلفة، وذلك من أجل التعرف على مصدر الفيروس، وتحديد احتمالات حدوث طفرات مع انتشاره.

تم نشر نتائج هذه التجربة بالأمس في المجلة العلمية المعتمدة الشهيرة: نيوانجلاند جورنال أوف ميديسن.

* نتائج الدراسة الأيسلندية:

بدأت الدراسة في 4 إبريل 2020، وأجري التحليل لـ9199 شخصاً. وجد فيروس كورونا الجديد لدى 1221 (13.3%) منهم.

وعند دراسة 13080 شخصاً ليست لديهم أي أعراض، وجد الفيروس عند مئة منهم فقط (0.8%). في بداية الدراسة وجد أن 65% من الأشخاص الذين وجدت لديهم إصابة بالفيروس كانوا قد سافروا إلى الخارج حديثاً (الصين، إيطاليا، النمسا، سويسرا).

باستخدام الطرق المختلفة، ونظراً لقلة عدد السكان في أيسلندا (أقل من 400 ألف نَسمَة)، نجحت هذه الطرق في مسح حوالي 6 بالمائة من السكان.


- العدوى لدى الأطفال

أظهرت الدراسة أن الأطفال تحت سن 10 سنوات كانوا بالفعل أقل عرضة للعدوى بالمقارنة مع الأشخاص الأكبر سناً (المراهقين والبالغين).

- العدوى بين الرجال والنساء

كذلك كانت نسبة الإصابة أقل عند الإناث منها عند الذكور في مراحل المسح المختلفة، وهو ما يدعم النتائج السابقة في الدول الأخرى.

- ثبات نسبة الإصابة طوال مدة المسح

خلال مدة المسح في مراحله المختلفة (التي امتدت عشرين يوماً)، ظلت نسبة المصابين في أيسلندا ثابتة تقريباً (حوالي 0.8%)، وهو ما يدل على نجاح الجهود التي تم اتباعها من قبل الدولة والسلطات الصحية للحد من انتشار الفيروس. ولكن، على الرغم من سعادتهم بهذه النتائج، فقد حذر الباحثون من التوقف عن هذه السياسات، أو التراخي في تطبيقها حتى يتم احتواء العدوى بشكل كامل.

- حالات ايجابية بدون أعراض

كان من بين الملاحظات التي أثارت اهتمام الباحثين أنّ 57% من الأشخاص الذين أظهرت التحاليل الخاصة بهم نتائج موجبة لم يكونوا يعانون من أي أعراض، وإن كانت بعض الأعراض قد ظهرت لدى عدد منهم لاحقاً، وتشير هذه النقطة إلى أهمية إجراء التحاليل على نطاق واسع لمعرفة المصابين الذين قد يمثلون مصدراً للعدوى غير معروف في المجتمع.

- أنماط الفيروس المختلفة

درست نتائج قراءة الحمض النووي في 643 من العينات، وتبين وجود أنماط من الفيروس مختلفة ومتنوعة تغيرت مع مرور الوقت، حيث وجد الباحثون أن الأنماط التي انتشرت أثناء مسح السكان اختلفت عن تلك التي كانت موجودة في البداية لدى الأشخاص الذين جاؤوا من مناطق عالية الخطورة. لذا يعتقد الباحثون أن النمط الذي انتشر لدى عامة السكان جاء من مصادر مختلفة ربما عبر أشخاص وصلوا إلى البلد من دول لم تكن ضمن قائمة البلدان الأكثر خطورة في ذلك الوقت، واستنتجوا أن انتشار الفيروس وتنوع مصادره يقتضي الاستمرار في إجراءات الفحص والعزل والحَجر، ومتابعة المخالطين لفحصهم وعزلهم أيضاً لكي يضمنوا استمرار النجاح في السيطرة على الجائحة.



المصدر
Spread of SARS-CoV-2 in the Icelandic Population

آخر تعديل بتاريخ
17 أبريل 2020
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.