وجدت دراسة جديدة أن النساء في منتصف العمر اللواتي أبلغن عن استخدامهن لنوع أو أكثر من المضادات الحيوية، لمدة لا تقلّ عن شهرين، قد يكنّ أكثر عرضة لتراجع الإدراك في وقت لاحق من العمر.
الدراسة الجديدة
تم تحليل بيانات من عدد كبير من الممرضات اللواتي أبلغن عن شهرين على الأقل من التعرض للمضادات الحيوية في منتصف العمر، وكان لديهن متوسط درجات معرفية أقل بعد سبع سنوات، بعد تعديل عوامل الخطر للتدهور المعرفي. واقترح الباحثون وراء الدراسة، التي نُشرت في PLoS ONE، أن التأثير يمكن تفسيره بالتغيرات في الميكروبيوم بسبب استخدام المضادات الحيوية.
وقال الدكتور أندرو تي تشان من كلية الطب بجامعة هارفارد ومستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن: "هناك مجموعة متزايدة من الأدلة تدعم أن ميكروبيوم الأمعاء قد يكون مرتبطاً بالتدهور المعرفي أو تطور الخرف، وهناك أيضاً دليل على أن استخدام المضادات الحيوية على المدى الطويل قد يغير ميكروبيوم الأمعاء. وبالتالي، تظهر نتائجنا أن استخدام المضادات الحيوية المزمنة في منتصف العمر كان مرتبطاً بالوظيفة الإدراكية في وقت لاحق من الحياة يدعم دور ميكروبيوم الأمعاء في الإدراك".
كيفية الدراسة:
لإلقاء نظرة فاحصة على تأثير استخدام المضادات الحيوية على الإدراك، درس الباحثون صحة الممرضات في دراسة طويلة، وهي دراسة جماعية مستقبلية مستمرة على مستوى الولايات المتحدة، والتي بدأت في عام 1989 مع تسجيل أكثر من 116000 ممرضة تراوح أعمارهن بين 25 و42 سنة. وطلب من المشاركين تقديم معلومات مفصلة عن نمط الحياة والأدوية والعوامل المتعلقة بالصحة من خلال استبيان كل عامين.
وفي عام 2009، طلب الباحثون من المشاركات، الذين كان متوسط أعمارهم 55 في ذلك الوقت، الإبلاغ عن المدة الإجمالية لاستخدام المضادات الحيوية في واحدة من سبع فئات (تراوح من لا شيء إلى ثلاث سنوات أو أكثر). وبعد سبع سنوات في المتوسط، أخذ المشاركون بطارية اختبار معرفي عبر الإنترنت موحدة ومعتمدة وذاتية الإدارة (CogState). وأظهرت البيانات الخاصة بـ 14،542 من هؤلاء النساء أن زيادة التعرض للمضادات الحيوية في منتصف العمر كان مرتبطاً بشكل كبير بدرجات معرفية وإدراكية أقل.
وعندما قارن الباحثون النساء اللواتي تناولن المضادات الحيوية مع أخريات لم يتناولنها، وجدوا أن النساء اللائي استخدمن المضادات الحيوية لمدة شهرين على الأقل كان لديهن متوسط درجات أقل بمقدار 0.11 وحدة قياسية للإدراك العالمي، و0.13 بالنسبة إلى السرعة الحركية والانتباه و 0.10 بالنسبة إلى السرعة الحركية والانتباه. وبقي الارتباط حتى بعد تعديل عوامل الخطر المتعددة للتدهور المعرفي.
كيف يمكن التغييرات في ميكروبيوم الأمعاء أن تؤثر في الإدراك لاحقاً في الحياة؟
وقالت الدكتورة تشان إنّ "ميكروبيوم الأمعاء قد يكون مرتبطاً بحالة التهاب مزمنة قد تؤدي إلى التدهور المعرفي أو ضعف صحة الدماغ، وقد يرتبط ميكروبيوم الأمعاء أيضاً بإنتاج بروتينات أو نواتج أيضية قد تؤثر في الإدراك، وإن البحث يمكن أن يؤدي إلى طرق لحماية الدماغ". أضافت: "تدعم دراستنا دوراً محتملاً لميكروبيوم الأمعاء في الإدراك، ما يفتح آفاقاً جديدة للبحث في الطرق الممكنة لتعديل ميكروبيوم الأمعاء لمنع التدهور المعرفي مع التقدم في السن، وهذا يؤكد أيضاً أهمية الاستخدام الحكيم للمضادات الحيوية على مدار العمر لتقليل العواقب المحتملة طويلة المدى لتغيير ميكروبيوم الأمعاء".
* المصدر