توصلت دراسة جديدة إلى أن أدوية ضغط الدم الشائعة قد تضيف سنوات إلى حياة المرضى المصابين بسرطان البنكرياس، وهو سرطان معروف بصعوبة علاجه مع انخفاض معدلات البقاء على قيد الحياة.
آلية عمل الأدوية:
تعمل هذه الأدوية، المعروفة باسم مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE) وحاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين 2 (ARBs)، على خفض ضغط الدم من طريق توسيع أو استرخاء الأوردة والشرايين والسماح للقلب بضخ الدم بسهولة أكبر.
وقد أظهرت الدراسات التي أجريت على الحيوانات أن هذه الأدوية قد تبطئ نمو سرطان البنكرياس. وأشارت العديد من الدراسات الصغيرة التي أجريت على الأشخاص إلى الشيء نفسه، لكن عدد المرضى المشمولين بها كان صغيراً جداً، بحيث لا يمكن استخلاص استنتاجات قاطعة.
أما في الدراسة الجديدة، فقد فحص الباحثون بيانات 3.7 ملايين بالغ من إيطاليا، وحددوا 8158 شخصاً شُخِّصَت إصابتهم بسرطان البنكرياس بين عامي 2003 و2011. ووجدت الدراسة، التي نُشرت في مجلة BMC Cancer، أن الغالبية العظمى من هؤلاء المرضى (86٪) ماتوا في غضون 6 أشهر تقريباً من تشخيصهم. لكن المرضى الذين تناولوا حاصرات مستقبل الأنجيوتنسين بعد تشخيصهم بسرطان البنكرياس كانوا أقل عرضة للوفاة بنسبة 20٪، مقارنة بالمرضى المماثلين الذين لم يتناولوا حاصرات مستقبل الأنجيوتنسين.
وفي مجموعة أصغر من المرضى الذين خضعوا لجراحة لعلاج السرطان، كان مستخدمو أدوية مستقبلات الأنجيوتينسين 2 ARB أقل خطراً للوفاة بنسبة 28٪. أيضاً، كان المرضى الذين يعانون من سرطان البنكرياس والذين تناولوا مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين أقل عرضة للوفاة بنسبة 13٪ في السنوات الثلاث الأولى بعد التشخيص، لكن هذه الفائدة تقلصت لاحقاً.
محاذير يجب أخذها بالاعتبار
حذر الباحث والمشرف على الدراسة سكوت كيث من جامعة توماس جيفرسون في فيلادلفيا، قائلاً: "حاصرات مستقبل الأنجيوتنسين ومثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين لا تزال بحاجة إلى اعتبارها علاجات تجريبية لسرطان البنكرياس".
كذلك يحذر تيموثي باوليك من مركز السرطان الشامل بجامعة أوهايو، من القفز إلى استنتاجات ثابتة بناءً على هذه الدراسة. وأضاف: "البيانات لا يمكن اعتبارها قاطعة، والدراسة بأثر رجعي، ما يجعلها عرضة للتحيز في الاختيار والعلاج، بالإضافة إلى ذلك، تم الحصول على البيانات من قاعدة بيانات الرعاية الصحية الإدارية، التي يمكن أن تكون سيئة السمعة بسبب افتقارها إلى البيانات السريرية الدقيقة".
ويلاحظ باوليك أيضاً أن الدراسات التي تقيِّم فوائد أدوية ضغط الدم على مخاطر الإصابة بالسرطان ونتائجه مختلطة. على سبيل المثال، تشير العديد من الدراسات السابقة إلى أن مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين وحاصرات مستقبل الأنجيوتنسين قد تحمي من الأورام الخبيثة مثل سرطان القولون والمستقيم، بينما تشير بيانات أخرى إلى وجود صلة محتملة بين مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين وزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، مثل سرطان الرئة.
المصدر
ARBs and Cancer Risk: New Meta-Analysis Raises Questions Again