لكن الخبر السار هو أن هذا السلوك مؤقت وسيقل ويختفي في النهاية مع تقدم العمر. وبصفتك أحد الوالدين، يمكنك إدارة مثل هذه المشكلات السلوكية لدى الأطفال الصغار من خلال تطبيق بعض الحلول البسيطة وسهلة المتابعة.
المشكلات السلوكية عند الأطفال الدارجين وطرق التعامل معها
يفهم الأطفال ويشعرون أكثر مما يستطيعون التعبير عنه بالكلمات. وبالتالي، قد يشعرون بالإرهاق العاطفي، ما يؤدي إلى الصراخ ونوبات الغضب وما إلى ذلك. ويمكن أن تبدو التعبيرات السلوكية الشائعة للشعور بالإرهاق العاطفي كما يلي:1. الصراخ
إن طفلك الصغير عبارة عن حزمة من الطاقة، وربما اكتشف للتو أنه يمكنه الصراخ. أيضًا، نظرًا لأنه في كل مرة يفعل ذلك، فإنك تهرع إليه وتكون إلى جانبه، سيكون الأمر بمثابة طلب اهتمام بالنسبة له. وبالنسبة للطفل الصغير، لا يعني الصراخ سلوكًا غاضبًا لأنه لم يعرف بعد أن الصراخ ليس شيئًا جيدًا.
الحل
سيزداد الموقف سوءًا إذا صرخت في وجه طفلك لأنه سيشعر أنه لا بأس من الصراخ. بل يجب عليك تعليمه الفرق بين الصوت العالي والناعم. على سبيل المثال، اصرخ بصوت عال واطلب منه أن يفعل ذلك، ثم اخفض صوتك بنغمة من اللطف والنعومة واطلب منه التكرار. وفي المرة القادمة التي يصرخ فيها الطفل، اطلب منه استخدام صوته الناعم بدلاً من ذلك. وتأكد من أنك تستخدم صوتًا ناعمًا بنفسك أثناء القيام بذلك.
2. الركل والعض
في سن الثانية أو الثالثة، قد تظهر على طفلك الدارج الملائكي علامات عدوانية عن طريق عض وركل كل من حوله. ربما يفعل ذلك لجذب انتباهك.
الحل
يجب عدم الرد عليه في كل مرة يفعل ذلك لأن هذا قد يتحول بعد ذلك إلى عادة. ومع ذلك، مثل العادات المماثلة الأخرى، فإن هذه العادات أيضًا سوف تتلاشى مع مرور الوقت. لكن، إذا كان طفلك ينغمس بشكل منتظم في هذه الأفعال العدوانية، فتأكد من تعليمه أن هذه الإجراءات قد تؤدي إلى عواقب معينة. مثلا، عندما يبدأ بالصراخ أو عندما يركل أو يعض، خصص كرسيًا في ركن معين من المنزل واجعله يجلس هناك حتى تهدأ مشاعره ويعرف خطأه.
3. نوبات الغضب
بعمر بين سنة وثلاث سنوات، يتعرض طفلك الصغير لمجموعة واسعة من المشاعر. قد لا يكون قادرًا على التعبير عن نفسه بشكل صحيح، على الرغم من أنه يستطيع فهم كل ما تقوله. وقد يكون هذا محبطًا للطفل ويؤدي إلى نوبات الغضب. ويعد الصراخ بصوت عالٍ ورمي الأشياء من الأشكال الشائعة لنوبات الغضب.
الحل
هناك طريقة بسيطة جدًا للتعامل مع سلوك الطفل الدارج من هذا النوع وهي أن تحافظ على هدوئك. إذا صرخت بشدة وغضبت، فقد تسوء الأمور. لا ترفع صوتك أو تجبر طفلك على الصمت. انزل إلى مستوى عين الطفل وامسك بيده واحتضنه، سيؤدي هذا لتهدئة الطفل وشعوره بالراحة. كرر أنك تحبه وسيكون كل شيء على ما يرام. وإذا لم يفلح هذا، دع طفلك ينفد من نوبة الغضب ثم اشرح له الأمور بهدوء.
4. الرفض (قول لا)
من المحتمل أن يكون طفلك الصغير قد اكتشف أخيرًا نتيجة قوله "لا". نظرًا لأنه كثيرًا ما سمع هذه الكلمة منك، فإنه يبذل قصارى جهده لاستخدامها أثناء الرد عليك.
الحل
أثناء التعامل مع مشكلات سلوك الطفل، يجب أن تتذكر دائمًا أن طفلك هو الأصغر وأنه يتعلم منك الجيد والسيئ، لهذا حافظ على هدوئك، وكن قدوة صالحة بالحفاظ على الهدوء وعدم الغضب أو الصراخ، واشرح له الأمر مرة ثانية وثالثة حتى يفهم ما ترغب بقوله.
5. مقاطعة الكلام
لم تتطور ذاكرة طفلك قصيرة المدى بعد، ما يعني أنه سيرغب في قول الأشياء قبل أن ينساها. وقد يبدو هذا بمثابة مقاطعة، على الرغم من أنه لا معنى له بالنسبة للطفل الصغير. في هذا العمر، لا يستطيع أن يفهم أنه يجب عليك إدارة مختلف الأشخاص والمواقف الأخرى والاستجابة لها. لكنه سيفهم هذا المفهوم بعد 4 سنوات أو نحو ذلك.
الحل
في مثل هذه الحالة، من الأفضل تقليل المواقف التي يمكن أن يقاطعك فيها الطفل، ويشتت انتباهه عندما يفعل ذلك. حدد موعدًا مع الأصدقاء في الأماكن التي يمكنك الدردشة فيها ويمكن لطفلك أن يلعب، إما مع أطفال آخرين أو بالدمى والألعاب.
6. الكذب
قد لا يتمكن طفلك من التفريق بين الواقع والخيال حتى يبلغ سن 3 أو 4 سنوات. لا يزال مفهوم الكذب غير معروف له، ولا يفهم معنى الحقيقة، فهو لديه خيال نشط في هذا العمر وسيخلق مخلوقات خيالية وأشخاصًا، وينكر أنه رسم على الحائط أو سكب الحليب على ملابسه أو على السجاد.
الحل
إن اتهام طفلك بالقيام بعمل معين لن يساعد. بدلاً من ذلك، اخلق موقفًا أو شجع الحوار حتى يجد أنه من السهل الاعتراف بدلاً من الإنكار. وتذكر، إذا كنت تثقل كاهل طفلك بقائمة طويلة من الأوامر والنواهي، فقد يشعر بالارتباك وقد يُجبر على الكذب. اخلق بيئة من الثقة وأخبره بأنك تثق به وكذلك ينبغي عليه ذلك.
7. جز الشعر
على غرار الركل والعض، فإن جز الشعر هو أيضًا وسيلة لتعبير الطفل عن مشاعره وخلق بيئة مسيطر عليها من حوله. حيث يحرص الأطفال على الحصول على رد فعل من آبائهم أو أشقائهم، ومن المؤكد أن جز الشعر يوفر لهم تلك البيئة.
الحل
وضح له أن جز الشعر لا يجدي ولن يؤدي لجلب الانتباه وأنه تصرف خاطئ. واخبره بالتوقف عن السلوك كلما رأيته يفعل ذلك واشرح له أن ذلك التصرف لا يصلح له ولا لغيره. تحدث معه عن هذا السلوك عندما لا يفعله.
8. الأنين
قد يعتمد الطفل على الأنين أو البكاء للحصول على كل شيء يرغب به، مثل الأكل والشرب واللعب وحتى التنظيف بعد أن يتبرز، لأنه يشعر أنه بهذه الطريقة ستمنحه والدته كل ما يحتاجه وهذا، بالتالي، يصبح سلوكه المعتاد.
الحل
إذا سمعت أن طفلك يتذمر أو ينتحب أو يبكي، انزل إلى مستوى عينه وأكد له أنك تستمع إليه وأنك تهتم به. وتجاوب بسرعة معه وحقق طلبه عندما يطلب ما يريده بصوت طبيعي، لأنك بهذه الطريقة توصل إليه رسالة بأن تصرفه هذا هو السلوك الصحيح والطبيعي. وحاول تجنب كل المحفزات التي تسبب بكاءه مثل الجوع والتعب.
9. الخوف من الحشود
كطفل صغير، من المحتمل أن يصبح طفلك جامحًا ولا يمكن التحكم به عندما يكون محاطًا بمجموعة كبيرة من الناس. يمكن أن يحدث هذا في المركز التجاري أو في محطة سكة حديد مزدحمة أو حفلة مزدحمة أيضًا.
الحل
لم يعتَد طفلك على مواجهة حشود كبيرة من الغرباء في مكان غير مألوف وسيرغب في التشبث بك أو حتى إجبارك على مغادرة المكان. لا تتجاهل هذا، احتضن طفلك برفق واضغط على يده لتخبره بأنك معه وأنه في أمان. اتخذ خطوة واحدة في كل مرة وقم بتعريضه تدريجيًا للجمهور وامدحه عندما يفعل ذلك بدون خوف.
10. قضم الأظافر
يمكن أن يصبح قضم الأظافر عادة مع طفلك وقد يبدأ في فعل ذلك دون وعي وأحيانًا حتى بدون محفز، أو يحدث هذا عندما يشعر الطفل بالملل أو التوتر.
الحل
كلما وبّخته أو أزعجته أو دفعته للتخلي عن هذه العادة، تجده مستمرًا في ذلك. لكن، ابحث عن طرق لتقليل التوتر، وساعده في العثور على نشاط بدني مناسب للتخلص من الملل، ولا تزعجه أو توبخه خصوصًا أمام الآخرين عندما يقضم أظافره، بدلاً من ذلك، أنشئ إشارة سرية بينكما لتذكيره بالتوقف.
كلمة أخيرة
من المرجح أن يتم حل المشكلات السلوكية بين الأطفال الصغار من خلال التصرف السليم، بدلاً من القوة. ادعم طفلك وافهمه، فهذه السلوكيات قد تنبثق من التوتر أو اكتشافه لأشياء جديدة وغريبة من حوله. وكلما تم التعامل مع هذه المشكلات في وقت مبكر بحكمة، كان ذلك أفضل، حتى لا تصبح عادة عند الطفل وخصوصا مع اقترابه من سن المدرسة أو البلوغ.
* المصدر
10 Common Toddler Behaviour Problems and Their Solutions