لكن استقلالية الطفل قد تسبب بعض الصعوبات لوالديه، وقد يصفونه بالطفل قوي الإرادة، أو بالطفل العنيد، وقد يعتبرونه تهديداً لهم، ويعتبرونه طفلاً صعب المراس، والحقيقة غير ذلك تماماً، فالطفل يحتاج أن يشعر باستقلاليته، وبالعكس فإن رفض استقلالية الطفل تخلق عنده مشاعر شديدة الصعوبة، كالشعور بالخزي والعار. فكيف يمكن الوالدين أن يدعما استقلال أطفالهما؟
* خصائص الطفل المستقل
عندما يكون طفلك مستقلاً، فإنه يتميز بالسمات الآتية:1. يفقد صبره بسرعة
يريد الأطفال المستقلون أن يفعلوا كل شيء بسرعة وأن يفعلوا كل شيء مرة واحدة. وهم يكرهون انتظار حدوث الأشياء، فالأكل والحديث والمشي، كل شيء يجب أن يحدث بسرعة.
2. يحب أن يسيطر على حياته
الطفل المستقل يحب إعطاء الأوامر، ويتوقع اتباعها، وغالباً لديه فكرة معينة في ذهنه عن الكيفية التي يجب أن تكون عليها الأشياء، وسيبذل جهده لتنفيذها، ولن يتردد في إخبارك بما يتوقع منك أن تفعله لجعل رؤيته حقيقة.
3. مقدام ويحب المجازفة
إنه يفضل التعلم بطريقة التجربة والخطأ بدلاً من اتباع التعليمات، كذلك فإنه يحب أن يُمنح خياراً لفعل شيء ما بدلاً من إخباره كيفية عمله.
4. لا يخضع للأوامر
مجرد إخبار طفلك أن يفعل شيئاً ما وبطريقة محددة، فإنه لن ينجز المهمة، وسيتعين عليك البحث عن طرق إبداعية لتوصيل الرسالة.
5. صاحب رأي
طفلك سيكون صاحب رأي، ويحب أن يعبّر عن وجهة نظره في كل مسألة حتى المسائل الصغيرة، حتى في ما يتعلق بخيارات الطعام والشراب أو لون ملابسه.
6. يغضب سريعاً
الأطفال، وخاصة الأطفال الصغار، عرضة لنوبات الغضب، والطفل المستقل قد يعاني من غضب شديد، ويحتاج للكثير من الوقت ليهدأ، وقد يجد صعوبة في التعبير عن غضبه.
7. صاحب حدس قوي بالصواب والخطأ
هؤلاء الأطفال سيفعلون ما يؤمنون به فقط، وبالتالي لن يترددوا في القتال من أجل ما يعتقدون أنه صواب. لا يمكن أيَّ قدر من الإقناع أن يغيّر رأيهم بمجرد أن يتخذوا قرارهم.
8. قادر على الجدال والمناقشة
سيستمر في متابعة موضوع ما حتى يُحَلّ بما يرضيه، ما قد يشعرك بالتعب من كثر المناقشة.
9. لا يستسلم
قد يجد الأطفال المستقلون صعوبة في التوقف عن فعل شيء ما قبل أن يصلوا إلى هدفهم أو إكمال المهمة بالكامل. فهم يميلون إلى بذل جهدهم للمهمة المطروحة، ولا يمكنهم ترك شيء ما في منتصف الطريق.
10. مفكر جيد
الطفل الذي تمكن من دعم استقلاله سيكون له طريقة تفكير وتفسيره للمواقف والقضايا مختلفة، ولن ينزعج مما قد يفكر فيه الآخرون ويفعلونه.
• نصائح لدعم استقلال طفلك
لا توجد صيغة واحدة يجب اتباعها عند تربية الأولاد والبنات الصغار لدعم استقلالهم، وسيكون عليك تعديل نهجك وفقاً لسلوك طفلك وموقفه. إليك بعض الأشياء التي يمكنك وضعها بالاعتبار في أثناء القيام بذلك:
1. احترم طفلك واقبله كما هو
عندما تحترم طفلك، فإن حاجته للقتال من أجل الوصول إلى غايته تتلاشى على الفور. وبمجرد أن يدرك أنه لا يتعين عليه القتال ليجعلك تحترمه، سيصبح أكثر انفتاحاً على التواصل.
2.ابتعد عن صراعات القوة
كن حازماً بشأن الحاجة إلى اتباع القواعد والروتين، لكن لا تكن عدوانياً في تنفيذها. وإذا كانت القواعد هي نفسها لكل فرد في المنزل، وسمحت لطفلك باتباعها بطريقته الخاصة، فسيكون ذلك أسهل.
3. استمع إليه
استمع إلى ما يقوله طفلك عن الأمر المطروح. سيساعدك هذا على فهم سبب تصرفه بالطريقة التي يتصرف بها.
4. اعرض عليه خيارات
لن تسير الأوامر جيداً دوماً مع الطفل قوي الإرادة. بدلاً من ذلك، امنح طفلك مجموعة من الخيارات حتى يشعر كأنه يتحكم. على سبيل المثال، اسأل طفلك عمّا إذا كان يريد العودة إلى المنزل من الحديقة الآن أو في غضون عشر دقائق دون أي ضجة.
5. دع الطفل يتخذ قرارات بشأن جسده
عند الخروج، إذا أراد طفلك ارتداء زي معين، فلا تجبره على قبول اختيارك. وإذا كان الزي غير مناسب للطقس، يمكنك إخباره بأخذ سترة يمكنه ارتداؤها إذا لزم الأمر.
6. غيّر موقفك
لا تعتبر طفلك المستقل يريد استفزازك عن قصد، فإذا وجدت أن رأيه قابل للصواب وليس هناك ضرر من تغير موقفك، فامنحه فرصة ليجرّب.
7. انتظر الوقت المناسب للتأديب
يخدم التأديب غرضه فقط عندما يفهم الطفل السبب وراءه. لذا، انتظر حتى يهدأ طفلك قبل النطق بالعقوبة وتحديد العواقب.
8. تعاطف معه
إذا كنت في جدال أو كان طفلك غاضباً جداً لأنك أخلفت بوعد، فعليك أن تتعاطف معه وتضع نفسك مكانه. مثلاً، ما شعورك إذا وُعدت بشيء ثم لم يُوفَ به؟
9. امنح طفلك بعض السلطة
يحتاج الأطفال للشعور بالسيطرة. لذلك، بدلاً من إزعاج طفلك لإنجاز الأعمال المنزلية، استمر في مطالبته بتذكر الأعمال الفائتة حتى يكملها بنفسه.
10. تذكر أنه يتعلم من الخبرة
يحتاج الأطفال للتعلم من خلال التجربة. طالما لا يوجد خطر التعرض لإصابة خطيرة، دع طفلك يتعلم من التجربة وارتكاب الأخطاء.
11. حافظ على القواعد في حدّها الأدنى
الكثير من القواعد ستخنق الطفل وتتعبك أنت وهو، ويمكن أن تؤدي إلى تجاهل طفلك لها. كن مرناً في وضع القوانين، وتأكد من أنها تنطبق على البالغين أيضاً، ويلتزمها الجميع.
12. لا تبخل عليه بالثناء وتقدير السمات الإيجابية
تأكد من الثناء على طفلك بكلمات مشجعة للسلوك الجيد، وعزز الإجراءات الإيجابية، مثل عندما يتعاون الطفل بسرعة، ووجه نقاط قوته بالطريقة الصحيحة، وتذكر أنه ما يمكن أن يوصف بأنه عند وصعوبة، ما هو إلا مثابرة وحزم.
13. لا تصرخ ولا تضرب
سيؤدي الصراخ والضرب إلى تفاقم الأمور، وقد تؤدي السخرية أو الحدة إلى تحول طفلك إلى وضع القتال. لذا، خذ نفساً عميقاً وتحدث بصوت هادئ وحازم وعبّر عن وجهة نظرك.
14. تمسك بروتين النوم
تأكد من أن طفلك يتبع جدول نوم يمنحه راحة كافية كل ليلة، لأن قلة النوم يمكن أن تجعله غريب الأطوار وتؤدي إلى الخلاف المتكرر.
-
فوائد أن تكون والداً لطفل مستقل
الطفل الصغير الذي تدرب على استقلاليته منذ نعومة أظفاره سيصبح شخصاً بالغاً مستقلاً يلتزم معتقداته بحزم. وعادة ما يتحول هؤلاء الأطفال إلى أشخاص ناجحين لأنهم لا يتخلون عن الأشياء لمجرد وجود بعض العقبات. أيضاً، هو يحب التحديات ويواجهها بحذر، وهذا الميل يبقى معه حتى مرحلة البلوغ.
• أخيراً..
قد يبدو أن تربية طفل مستقل مهمة صعبة، وخاصة في السنوات الأولى. ومع ذلك، من خلال رعاية شخصية طفلك بالطريقة الصحيحة، يمكنك مساعدته على التحول إلى شخص بالغ حازم وواثق من نفسه ستفتخر به. من خلال تحويل انتباهك إلى السمات الإيجابية لطفلك، ستتمكن من توجيه طاقته بالطريقة الصحيحة.
* المصادر
Growing Independence: Tips for Parents of Young Children
6 Tips for Raising Independent Children
Strong Willed Child – Parenting Tips and more