في المقال السابق استعرضنا تطبيقات هرمون الكورتيزون العلاجية والأعراض الجانبية التي تحدث نتيجة استخدامه لفترة طويلة وكيفية التعامل معها. في هذا المقال نستعرض وظائف الكورتيزون كهرمون داخل الجسم، والمشاكل التي تحدث نتيجة اضطراب إفرازه، وكيفية تشخيص هذه الاضطرابات.
مبدئيا يجب أن نعلم أن الكورتيزون، أو ما يعرف في صورته النشطة بالكورتيزول cortisol، هو الهرمون الذي يتم إفرازه داخل الجسم من الجزء الخارجي من الغدة الكظرية (فوق الكلوية) المعروف بقشرة الغدة.
بالإضافة إلي الكورتيزول، تفرز هذه القشرة مجموعة أخرى من الهرمونات تشمل الألدوستيرون وجزءا من هرمونات الذكورة.
يلعب الكورتيزول دورا حيويا في التمثيل الغذائي الخاص بالعديد من العناصر الغذائية. فهذا الهرمون يضاد أثر الإنسولين حيث يعمل علي زيادة نسبة الغلوكوز والأحماض الدهنية الحرة في الدم. كما يؤدي إلى زيادة تكسير البروتين في العضلات وهشاشة العظام، بالإضافة إلى تأثيره المضاد للالتهابات، وقد يؤدي ارتفاع نسبة الكورتيزول لوقت طويل إلى ضعف المناعة.
هناك كذلك تأثير الكورتيزول على الجهاز الدوري (القلب والأوعية الدموية)، حيث يعمل على المحافظة على وجود الماء والأملاح في الجسم، وهو ما قد يؤدي إلى حدوث ارتفاع في ضغط الدم.
يفرز هذا الهرمون بناء على أوامر من الغدة النخامية التي تفرز الهرمون المحفز لقشرة الغدة الكظرية (Adrenocorticotropic Hormone ACTH)، الذي يفرز بدوره بناء على أوامر أعلى من تحت المهاد المخي.
عندما ينخفض مستوى الكورتيزول في الدم، يعمل تحت المهاد المخي والغدة النخامية على تنشيط الغدة الكظرية لتفرز هذا الهرمون. هذا الإفراز يختلف على مدار اليوم طبقا للساعة البيولوجية، حيث يرتفع الكورتيزول بين الرابعة صباحا وفترة الظهيرة، وينخفض أثناء المساء.
يتأثر مستوى الهرمون في الجسم بالعديد من العوامل، فهو يزداد مع الإجهاد البدني مثل الحمى، الجراحة، انخفاض مستوى الغلوكوز في الدم، وكذلك مع الحرمان من الغذاء. هذه العوامل تؤدي إلي اضطراب الساعة البيولوجية الخاصة بتنظيم مستوى هذا الهرمون وتغير مستوياته في ساعات اليوم المختلفة.
1. تناول الكورتيزون من الخارج بجرعة كبيرة للعلاج كما ذكرنا في المقال السابق.
2. قد تكون زيادة الإفراز نتيجة نشاط زائد من الغدة النخامية التي تفرز كمية كبيرة من الهرمون المحفز لقشرة الغدة الكظرية، ما يؤدي إلي نشاط كبير في عمل الغدة.
3. أحيانا يكون سبب المرض وجود ورم في الغدة الكظرية نفسها يفرز كميات كبيرة من الهرمون دون وجود أمر خارجي يستدعي ذلك النشاط.
يمكن لهذا المرض أن يصيب أي شخص، لكن عادة ما تتم مشاهدته بين 20 - 50 سنة، وهو أكثر انتشارا بين النساء من الرجال.
هذا المرض يتم التعرف عليه من خلال مجموعة من الأعراض المميزة، هذه الأعراض تشمل:
- توزيعا للسمنة في منطقة الجذع مع نحافة في الذراعين والطرف السفلي، واستدارة وامتلاء الوجه (وهو ما يعرف بوجه القمر moon face)، وزيادة نسبة الدهون في منطقة الرقبة والكتفين.
- ارتفاع في ضغط الدم.
- زيادة مستوى الغلوكوز في الدم.
- زيادة القابلية للعدوى.
- اضطرابات في الدورة الشهرية، وظهور الشعر في مناطق غير طبيعية لدى النساء.
- صعوبة في التئام الجروح.
- بالإضافة إلى ذلك، قد يعاني المريض من ضعف ومشاكل في العضلات والعظام، وتورم في الجسم.
- مشاكل في النظر نتيجة المياه البيضاء أو الزرقاء.
- العطش المستمر وزيادة عدد مرات التبول.
- كذلك بعض الاضطرابات النفسية.
لا يوجد تحليل واحد يمكنه تشخيص هذا المرض، لذلك يجب استخدام مجموعة من التحاليل معا. نظرا لتغير قيمة الكورتيزول عبر اليوم، فلا تكفي أيضا عينة واحدة لتحديد الإصابة بالمرض من عدمها.
يمر التشخيص عادة بمرحلتين: الأولى لتأكيد ارتفاع مستوى الكوتيزول في الدم، والثانية لتحديد السبب (إذا كانت المشكلة من الغدة النخامية أم الكظرية أو غيرهما).
تشمل التحاليل الأولية قياس نسبة الكورتيزول في الدم، وقياس نسبة الهرمون الحر في البول أو اللعاب، والتحليل المسمى بتثبيط الديسكاميثازون الليلي Dexamethasone suppression test.
عادة ما يتم قياس نسبة الهرمون صباحا ومساء. سيطلب منك الطبيب عدم ممارسة نشاط عضلي عنيف، وربما يطلب منك الراحة لمدة نصف ساعة قبل سحب العينة. كما قد يطلب منك أن تتوقف عن تناول بعض الأدوية بشكل مؤقت. هذه الأدوية تشمل مضادات الصرع، وهرمون الأستروجين، وهرمونات الذكورة.
تتراوح القيمة الطبيعية للهرمون بين 7-28 μg/dL صباحا، وبين 2-18 μg/dL مساء. لكن تجدر الإشارة أن هذه القيم تتفاوت بين المعامل.
التحليل الثاني هو قياس نسبة الكورتيزول الحر في البول خلال 24 ساعة، حيث ترتفع نسبة الكورتيزول الحر لدى المرضى إلى أكثر من μg120، في حين لا تزيد النسبة الطبيعية عن μg100، وربما يطلب منك الطبيب إعادة هذه التحاليل عدة مرات إذا كانت غير طبيعية.
أما التحليل الثالث فهو بتثبيط الديسكاميثازون الليلي، حيث يتناول المريض جرعة من هرمون يسمى الديسكاميثازون مساء ليعمل على تقليل كمية الكورتيزول التي يتم إفرازها من الجسم الذي يتم قياسه في الصباح التالي. عند الشخص الطبيعي، ستنخفض قيمة الهرمون إلى أقل من 5 μg/dL، بينما لا يحدث هذا لدى مرضى المتلازمة.
أما تحديد السبب فيتم من خلال مجموعة أخرى من التحاليل التي تشمل قياس نسبة الهرمون المحفز لقشرة الغدة الكظرية ومجموعة أخرى من التحاليل بعد إجراء اختبارات معينة، بالإضافة إلى القيام بالعديد من الأشعات والتي تشمل الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي على الغدة النخامية والغدة الكظرية. قد يحتاج الطبيب في بعض الأحيان إلى أخذ عينة من الأوردة التي تجمع الدم من الغدة النخامية لقياس نسبة الهرمون المحفز لقشرة الغدة الكظرية ومقارنته بمستوى الهرمون في أوردة الذراع.
بالإضافة إلي الكورتيزول، تفرز هذه القشرة مجموعة أخرى من الهرمونات تشمل الألدوستيرون وجزءا من هرمونات الذكورة.
يلعب الكورتيزول دورا حيويا في التمثيل الغذائي الخاص بالعديد من العناصر الغذائية. فهذا الهرمون يضاد أثر الإنسولين حيث يعمل علي زيادة نسبة الغلوكوز والأحماض الدهنية الحرة في الدم. كما يؤدي إلى زيادة تكسير البروتين في العضلات وهشاشة العظام، بالإضافة إلى تأثيره المضاد للالتهابات، وقد يؤدي ارتفاع نسبة الكورتيزول لوقت طويل إلى ضعف المناعة.
هناك كذلك تأثير الكورتيزول على الجهاز الدوري (القلب والأوعية الدموية)، حيث يعمل على المحافظة على وجود الماء والأملاح في الجسم، وهو ما قد يؤدي إلى حدوث ارتفاع في ضغط الدم.
يفرز هذا الهرمون بناء على أوامر من الغدة النخامية التي تفرز الهرمون المحفز لقشرة الغدة الكظرية (Adrenocorticotropic Hormone ACTH)، الذي يفرز بدوره بناء على أوامر أعلى من تحت المهاد المخي.
عندما ينخفض مستوى الكورتيزول في الدم، يعمل تحت المهاد المخي والغدة النخامية على تنشيط الغدة الكظرية لتفرز هذا الهرمون. هذا الإفراز يختلف على مدار اليوم طبقا للساعة البيولوجية، حيث يرتفع الكورتيزول بين الرابعة صباحا وفترة الظهيرة، وينخفض أثناء المساء.
يتأثر مستوى الهرمون في الجسم بالعديد من العوامل، فهو يزداد مع الإجهاد البدني مثل الحمى، الجراحة، انخفاض مستوى الغلوكوز في الدم، وكذلك مع الحرمان من الغذاء. هذه العوامل تؤدي إلي اضطراب الساعة البيولوجية الخاصة بتنظيم مستوى هذا الهرمون وتغير مستوياته في ساعات اليوم المختلفة.
- ماذا يحدث إذا زاد إفراز الكورتيزول؟
1. تناول الكورتيزون من الخارج بجرعة كبيرة للعلاج كما ذكرنا في المقال السابق.
2. قد تكون زيادة الإفراز نتيجة نشاط زائد من الغدة النخامية التي تفرز كمية كبيرة من الهرمون المحفز لقشرة الغدة الكظرية، ما يؤدي إلي نشاط كبير في عمل الغدة.
3. أحيانا يكون سبب المرض وجود ورم في الغدة الكظرية نفسها يفرز كميات كبيرة من الهرمون دون وجود أمر خارجي يستدعي ذلك النشاط.
يمكن لهذا المرض أن يصيب أي شخص، لكن عادة ما تتم مشاهدته بين 20 - 50 سنة، وهو أكثر انتشارا بين النساء من الرجال.
هذا المرض يتم التعرف عليه من خلال مجموعة من الأعراض المميزة، هذه الأعراض تشمل:
- توزيعا للسمنة في منطقة الجذع مع نحافة في الذراعين والطرف السفلي، واستدارة وامتلاء الوجه (وهو ما يعرف بوجه القمر moon face)، وزيادة نسبة الدهون في منطقة الرقبة والكتفين.
- ارتفاع في ضغط الدم.
- زيادة مستوى الغلوكوز في الدم.
- زيادة القابلية للعدوى.
- اضطرابات في الدورة الشهرية، وظهور الشعر في مناطق غير طبيعية لدى النساء.
- صعوبة في التئام الجروح.
- بالإضافة إلى ذلك، قد يعاني المريض من ضعف ومشاكل في العضلات والعظام، وتورم في الجسم.
- مشاكل في النظر نتيجة المياه البيضاء أو الزرقاء.
- العطش المستمر وزيادة عدد مرات التبول.
- كذلك بعض الاضطرابات النفسية.
- كيف يتم تشخيص هذا المرض؟
لا يوجد تحليل واحد يمكنه تشخيص هذا المرض، لذلك يجب استخدام مجموعة من التحاليل معا. نظرا لتغير قيمة الكورتيزول عبر اليوم، فلا تكفي أيضا عينة واحدة لتحديد الإصابة بالمرض من عدمها.
يمر التشخيص عادة بمرحلتين: الأولى لتأكيد ارتفاع مستوى الكوتيزول في الدم، والثانية لتحديد السبب (إذا كانت المشكلة من الغدة النخامية أم الكظرية أو غيرهما).
تشمل التحاليل الأولية قياس نسبة الكورتيزول في الدم، وقياس نسبة الهرمون الحر في البول أو اللعاب، والتحليل المسمى بتثبيط الديسكاميثازون الليلي Dexamethasone suppression test.
عادة ما يتم قياس نسبة الهرمون صباحا ومساء. سيطلب منك الطبيب عدم ممارسة نشاط عضلي عنيف، وربما يطلب منك الراحة لمدة نصف ساعة قبل سحب العينة. كما قد يطلب منك أن تتوقف عن تناول بعض الأدوية بشكل مؤقت. هذه الأدوية تشمل مضادات الصرع، وهرمون الأستروجين، وهرمونات الذكورة.
تتراوح القيمة الطبيعية للهرمون بين 7-28 μg/dL صباحا، وبين 2-18 μg/dL مساء. لكن تجدر الإشارة أن هذه القيم تتفاوت بين المعامل.
التحليل الثاني هو قياس نسبة الكورتيزول الحر في البول خلال 24 ساعة، حيث ترتفع نسبة الكورتيزول الحر لدى المرضى إلى أكثر من μg120، في حين لا تزيد النسبة الطبيعية عن μg100، وربما يطلب منك الطبيب إعادة هذه التحاليل عدة مرات إذا كانت غير طبيعية.
أما التحليل الثالث فهو بتثبيط الديسكاميثازون الليلي، حيث يتناول المريض جرعة من هرمون يسمى الديسكاميثازون مساء ليعمل على تقليل كمية الكورتيزول التي يتم إفرازها من الجسم الذي يتم قياسه في الصباح التالي. عند الشخص الطبيعي، ستنخفض قيمة الهرمون إلى أقل من 5 μg/dL، بينما لا يحدث هذا لدى مرضى المتلازمة.
أما تحديد السبب فيتم من خلال مجموعة أخرى من التحاليل التي تشمل قياس نسبة الهرمون المحفز لقشرة الغدة الكظرية ومجموعة أخرى من التحاليل بعد إجراء اختبارات معينة، بالإضافة إلى القيام بالعديد من الأشعات والتي تشمل الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي على الغدة النخامية والغدة الكظرية. قد يحتاج الطبيب في بعض الأحيان إلى أخذ عينة من الأوردة التي تجمع الدم من الغدة النخامية لقياس نسبة الهرمون المحفز لقشرة الغدة الكظرية ومقارنته بمستوى الهرمون في أوردة الذراع.
اقرأ أيضا:
الهرمونات.. أنواع كثيرة ووظائف متعددة
دليل تفصيلي لتعاطٍ آمن للكورتيزون
أهم المعلومات عن تحاليل الغدة الدرقية
ما تحتاج إلى معرفته عن تحاليل السكري
ما هي القيم الطبيعية لتحاليل سكر الدم؟
افهم تحاليل وظائف الكبد.. واستعد لها جيداً
تحاليل الكالسيوم.. عظامنا تشتكي نقصه