مرض بيروني (Peyronie's disease) هو نمو نسيج ندبي ليفي داخل القضيب، مما يسبب انتصابًا منحنيًا ومؤلمًا. ويمكن أن يعيق الرجل عن الجماع أو ربما يسبب صعوبة في الانتصاب أو الحفاظ عليه (خلل الانتصاب)، وبالنسبة للكثير من الرجال، يتسبب مرض بيروني أيضًا في الضغط النفسي والقلق. وفي نسبة قليلة من الرجال، يزول مرض بيروني من تلقاء نفسه، لكن في معظم الحالات، يظل مستقرًا أو يزداد سوءًا، وقد يلزم العلاج إذا كان الانحناء حادًا بما فيه الكفاية لإعاقة الاتصال الجنسي بنجاح، فما هي أسباب حالات الانتصاب المنحني والمؤلم للقضيب؟ وما هي طرق علاجها؟
أعراض مرض بيروني
قد تختفي علامات مرض بيروني وأعراضه فجأة أو تظهر تدريجيًا، وتشمل العلامات والأعراض الشائعة ما يلي:- النسيج الندبي.. يمكن الشعور بالنسيج الندبي (اللويحات) المرتبط بمرض بيروني تحت جلد القضيب ككتل مسطحة أو مجموعة من الأنسجة الصلبة.
- انحناء كبير في القضيب.. قد يكون القضيب منحيًا لأعلى أو لأسفل أو مائلاً إلى أحد الجانبين. وفي بعض الحالات، قد يكون مظهر القضيب المنتصب به تضيّق أو حزوز أو أشبه بالساعة الرملية، مع ضيق النطاق المحيط بجَدْل القضيب.
- مشكلات في الانتصاب.. قد يتسبب مرض بيروني في مشكلات في إحداث الانتصاب أو الحفاظ عليه (خلل الانتصاب).
- قصر حجم القضيب.. قد يصبح القضيب أقصر، نتيجة لمرض بيروني.
- الألم.. قد تشعر بألم في القضيب، سواء عند الانتصاب أو بدونه.
وقد يتفاقم الانحناء المرتبط بمرض بيروني تدريجيًا. وبالرغم من ذلك، وفي مرحلة ما، يستقر لدى الغالبية العظمى من الرجال. فعند معظم الرجال، يخف الألم أثناء الانتصاب في غضون عام إلى عامين، لكن يظل النسيج الندبي والانحناء في معظم الأحيان. وعند بعض الرجال، يتحسن الانحناء ويخف الألم المرتبطان بمرض بيروني بدون علاج.
أسباب مرض بيروني
أسباب مرض بيروني ليست مفهومة بالكامل، لكن توجد عدة عوامل مرتبطة بهذا المرض، ومن المعتقد أن مرض بيروني يحدث غالبًا نتيجة تكرار تعرّض القضيب للإصابة، فعلى سبيل المثال، قد يصاب القضيب أثناء الجماع أو ممارسة نشاط رياضي أو نتيجة للتعرض لحادث. ورغم ذلك، في أغلب الأحيان، لا يتذكر الرجال الصدمة المحددة التي أصابت القضيب.وأثناء مرحلة الشفاء، يتشكل النسيج الندبي بصورة عشوائية، والذي قد يؤدي إلى عقدة قد تشعر بها أو إصابة القضيب بالانحناء، ويحتوي كلا جانبي القضيب على أنبوب يشبه الإسفنج (الجسم الكهفي) والذي يحتوي على الكثير من الأوعية الدموية الدقيقة، وكل جزء من الجسم الكهفي مغطى بغلاف من نسيج مرن يسمى الغلالة البيضاء، والذي يتمدد أثناء الانتصاب.
وعند الإثارة الجنسية، يزداد تدفق الدم إلى هذه الغرف، ونظرًا لامتلاء هذه الغرف بالدم، فإن القضيب يتمدد ويستقيم ويصبح صلبًا، وهو ما يسمى بالانتصاب. وفي مرض بيروني، عند انتصاب القضيب، فإن منطقة النسيج الندبي لا تتمدد، وينحني القضيب أو يصبح مشوهًا وربما مؤلمًا.
وعند بعض الرجال، يحدث مرض بيروني بالتدريج ولا يبدو أنه مرتبط بإصابة، ويبحث العلماء عما إذا كان مرض بيروني قد يكون مرتبطًا بسمة موروثة أو ظروف صحية معينة.
عوامل الخطورة لمرض بيروني
الإصابة الطفيفة بالقضيب لا تؤدي دائمًا إلى مرض بيروني. ومع ذلك، يمكن لعوامل مختلفة المساهمة في ضعف التئام الجروح وتراكم النسيج الندبي الذي قد يلعب دورًا في مرض بيروني. وتشمل ما يلي:- الوراثة.. إذا كان والدك أو أخوك مصابًا بمرض بيروني، فأنت عرضة لخطر متزايد للإصابة بهذه الحالة.
- اضطرابات النسيج الضام.. الرجال المصابون باضطراب النسيج الضام تزاد لديهم مخاطر الإصابة بمرض بيروني. فعلى سبيل المثال، يُصاب العديد من الرجال المصابين بمرض بيروني أيضًا بحالة تعرف باسم تقلصات دوبويترن، وهو نسيج ليفي سميك يشبه الحبل يمتد عبر راحة اليد ويتسبب في سحب الأصابع نحو الداخل.
- العمر.. يزداد انتشار مرض بيروني مع التقدم في السن، وقد تسبب تغيرات الأنسجة المرتبطة بالعمر إصابتها بسهولة أكثر مع قلة احتمالية الشفاء بشكل جيد. كما قد ترتبط العوامل الأخرى - بما في ذلك ظروف صحية معينة والتدخين وبعض أنواع جراحة البروستاتا - بمرض بيروني.
مضاعفات مرض بيروني
- عدم القدرة على الجماع.
- صعوبة في إحداث الانتصاب أو الحفاظ عليه (خلل الانتصاب).
- القلق أو الضغط النفسي بشأن القدرة الجنسية أو مظهر القضيب.
- ضغوط نفسية بخصوص العلاقة الجنسية مع الزوجة.
- صعوبة أن تكون أبًا، لأن الاتصال الجنسي يكون صعبًا أو مستحيلاً.
تشخيص مرض بيروني
يستخدم الفحص الجسدي غالبًا لتحديد وجود النسيج الندبي في القضيب وتمرض بيروني، ونادرًا ما تسبب الحالات الأخرى أعراضًا مشابهة ومن ثم يلزم استبعادها، وقد تشتمل اختبارات التشخيص ما يلي:-
الفحص الجسدي
سيجس الطبيب (الفحص باللمس) القضيب عند عدم انتصابه، لتحديد موقع ومقدار النسيج الندبي، ومن المحتمل أيضًا أن يقيس طول القضيب. وإذا استمرت الحالة في التفاقم، فسيساعد هذا القياس المبدئي في تحديد ما إذا كان قد تناقص طول القضيب. وقد يطلب منك الطبيب أيضًا التقاط صور لانتصاب القضيب وأنت في المنزل وإحضارها معك. وبهذا يمكن تحديد مقدار الانحناء وموقع النسيج الندبي أو غيرها من التفاصيل التي قد تساعد على تحديد أفضل منهج للعلاج.
-
اختبارات أخرى
قد يطلب الطبيب إجراء تصوير بالموجات فوق الصوتية لفحص القضيب أثناء الانتصاب. وقبل التقاط الصور للقضيب، ستتلقى على الأرجح حقنة في القضيب مباشرة تتسبب في انتصابه. ويُعد التصوير بالموجات فوق الصوتية من الاختبارات الأكثر شيوعًا لتشوهات القضيب. وتستخدم للحصول على صور للأنسجة الرخوة، ويمكن أن تظهر هذه الاختبارات وجود النسيج الندبي وتدفق الدم في القضيب وأي تشوهات أخرى.
علاج مرض بيروني
قد يوصي الطبيب بأسلوب الانتظار والترقب (الانتظار اليقظ) في حالة:- كون انحناء القضيب غير حاد ولم يعد يتفاقم.
- استمرار القدرة على الجماع بدون ألم.
- كون الألم المصاحب للانتصاب بسيطًا.
- الانتصاب الجيد.
وإذا كانت الأعراض حادة أو تفاقمت بمرور الوقت، فقد يوصي الطبيب بتناول الأدوية أو الخضوع للجراحة.
-
الدواء
تتضمن أهداف المعالجة باستخدام الأدوية تقليل تكوّن اللويحات والألم، بجانب تقليص انحناء القضيب. ويوجد دواء واحد معتمد من إدارة الغذاء والدواء الأميركية لعلاج مرض بيروني. وهو يسمى إنزيم كولاجيناز المِطَثية الحالة للنُّسُج (زيافليكس). وقد تمت الموافقة على استعمال هذا الدواء مع الرجال المصابين بتكتل محسوس من اللويحات في القضيب ما يسبب انحناءً لا يقل عن 30 درجة أثناء الانتصاب.
وهذا العلاج يعمل على تكسير الكولاجين المتراكم والمتسبب في انحناء القضيب. ويتضمن هذا أخذ مجموعة حقن في عيادة الطبيب مباشرة في تكتل النسيج الليفي بالقضيب، علاوة على إجراء تمارين رياضية بسيطة لتمديد القضيب وجعله مستقيمًا.
وفي التجارب السريرية، نجح العلاج بإنزيم الكولاجيناز هذا في تقليل الانحناء والأعراض المزعجة المرتبطة بمرض بيروني بدرجة كبيرة لدى العديد من المشاركين. كذلك، ناقش الآثار الجانبية المحتملة لهذا الدواء مع الطبيب، حيث إن بعضها يمكن أن يكون خطيرًا.
وتشمل أمثلة الأدوية المستخدمة في غير الأغراض المخصصة لها لعلاج مرض بيروني، دواءً فمويًا يسمى البنتوكسيفيلين (ترينتال) وفيراباميل (حقن أو جل موضعي) وإنترفيرون (حقن).
-
الجراحة
يوصي معظم الخبراء بعدم الخضوع لعملية جراحية خلال المرحلة الالتهابية المبكرة لمرض بيروني. قد يوصي الطبيب بالعملية الجراحية إذا كان تشوه القضيب حادًا، لا سيما إذا كان مزعجًا أو يعيق الجماع. ولا يوصى بالجراحة عادة حتى يتوقف انحناء القضيب عن الازدياد.
وتشمل طرق الجراحات ما يلي:1. تخييط (تقصير) الجانب غير المصاب
يمكن أن تستخدم مجموعة متنوعة من الإجراءات، مثل تقصير الجانب غير المتأثر بالانحناء، لتخييط (تقصير) الجانب الأطول من القضيب (الجانب الخالي من النسيج الندبي). هذا الإجراء يمكنه تقويم القضيب، لكنه قد يؤدي إلى تقصير القضيب بشكل فعلي أو متصور. وفي بعض الحالات، يمكن أن تتسبب إجراءات التقصير في خلل الانتصاب.2. الشق أو الاستئصال والترقيع
يستخدم عادة في حالات الانحناء الأكثر شدة، ويرتبط هذا الإجراء بمزيد من مخاطر تفاقم وظيفة الانتصاب مقارنة بإجراءات التقصير. حيث يجري الجراح قطعًا واحدًا أو أكثر في النسيج الندبي، وأحيانا يزيل بعض تلك الأنسجة، ما يتيح للغلاف التمدد إلى الخارج واستقامة القضيب.3. زرع دعامة القضيب
وهي عملية جراحية يتم فيها زرع دعامة القضيب لتحل محل النسيج الإسفنجي الذي يمتلئ بالدم أثناء الانتصاب. ويمكن أن تكون دعامة القضيب المزروعة شبه متصلبة حيث يتم ثنيها يدويًا لأسفل في حالة عدم الرغبة في الجماع وللأعلى عند الرغبة في الجماع. وهناك نوع آخر من دعامة القضيب المزروعة، والتي يتم نفخها باستخدام مضخة مزروعة في كيس الصفن. ويمكن التفكير في زرع دعامة القضيب إذا كنت تعاني من مرض بيروني وخلل الانتصاب في آن واحد.-
علاجات أخرى
تتوفر تقنية تعرف باسم الإرحال الأيوني باستخدام تيار كهربائي ضعيف لإيصال مزيج من دواء الفيراباميل والديكساميثاسون خلال الجلد بدون تدخل جراحي. إلا أن الأبحاث أظهرت نتائج متضاربة في هذا الشأن.
وتجري دراسة العديد من طرق العلاج بدون أدوية لعلاج مرض بيروني، لكن الأدلة محدودة بخصوص مدى نجاحها والآثار الجانبية المحتملة لها. ويشمل ذلك استخدام موجات صوتية مكثفة لتكسير النسيج الندبي (العلاج بموجة صادمة)، وأجهزة لتمديد القضيب (العلاج بجر القضيب) وأجهزة التفريغ الهوائي.
المصادر:
Peyronie's Disease: Symptoms, Diagnosis & Treatment
Peyronie's Disease: Diagnosis, Treatment, and Outlook
Peyronie's Disease: What Is It, Treatment & Causes