سرطان الرئة هو أكثر أنواع السرطانات شيوعًا بين الرجال وثالث أكثر السرطانات شيوعًا عند النساء. والتوقعات تشير إلى أن 1 من كل 16 شخصًا سيتم تشخيص إصابتهم بسرطان الرئة في حياتهم - 1 من كل 15 رجلًا، وواحدة من كل 17 امرأة.
والكشف المبكر بفحوصات التصوير الدورية قد يساعد في اكتشاف هذا السرطان الخطير في مراحله الأولى، ما يزيد من فرص الشفاء، ولكن الإرشادات الحالية للفحوصات الدورية تقصرها على المدخنين الذين تراوح اعمارهم بين 50 و80 عاما، ورغم أنه لوحظت زيادة نسبة سرطان الرئة لدى مرضى السرطانات الأخرى بشكل عام، ولدى مريضات سرطان الثدي بشكل خاص، إلا أن الإرشادات الحالية لا تتضمن الإصابة بالسرطانات عامة أو الإصابة بسرطان الثدي بشكل خاص كعامل خطورة لسرطان الرئة.
وتهدف دراسة جديدة نُشرت في مجلة BJS Open، لتحديد أهمية تغيير إرشادات فحوصات التصوير للكشف المبكر عن سرطان الرئة لتشمل النساء اللواتي لديهن تاريخ من سرطان الثدي.
الإرشادات الحالية للفحص الدوري للكشف عن سرطان الرئة
تتضمن إرشادات الفحص لعام 2021:
- البالغين الذين تراوح أعمارهم بين 50 و80 عامًا.
- الذين لديهم تاريخ تدخين يصل إلى 20 علبة ويدخنون حاليًا أو أقلعوا عن التدخين خلال الـ15 عامًا الماضية.
لكن الإرشادات لا تشمل غير المدخنين أو المرضى الذين لديهم تاريخ من الأورام الخبيثة السابقة، مثل سرطان الثدي.
الدراسة الجديدة
أجرى الباحثون - بقيادة دانييلا مولينا، حاصلة على دكتوراه في الطب، وجراحة صدر ومديرة جراحة المريء في مركز ميموريال سلون كيترينج للسرطان في نيويورك - تحليلاً لـ2192 امرأة مصابة بسرطان الرئة لأول مرة وخضعن لاستئصال الرئة بين كانون الأول/ ديسمبر 2017، وكانون الثاني/ يناير 2000.
وكان الهدف من الدراسة الذي يعنينا في هذا المقال - بالإضافة لتحديد مرحلة المرض وقت التشخيص، واحتمالات البقاء على قيد الحياة - هو تحديد الأهلية لفحص الكشف عن سرطان الرئة بين النساء الذين تم تشخيصهم سابقًا بسرطان الثدي.
من نتائج الدراسة
- كانت أكثر من نصف المريضات في الدراسة 58.4% (1281 مريضة) مدخنات سابقات.
- فقط نسبة 33.3% منهن استوفت المعايير الموضوعة للخضوع لفحوصات الكشف المبكر ، ما يعني أن ثلثي العينة المبحوثة - رغم أنهن مصابات الآن بسرطان الرئة - لم تشملهن فحوصات الكشف المبكر.
والمقلق في هذه النتائج أن حوالي نصف المريضات بسرطان الرئة لسن مدخنات وليس لديهن تاريخ للتدخين، ونسبة منهن مصابات بسرطان الثدي الذي قد يكون عامل خطورة للإصابة بسرطان الرئة. وعلى هذا النحو، فإن دور التصوير لأسباب أخرى غير التدخين، يصبح مهمًا بشكل خاص للتشخيص المبكر لسرطان الرئة، ما يعني أنه لتقليل تشخيص السرطان في المراحل المتأخرة، ربما تكون هناك حاجة إلى مزيد من التقييم للمبادئ التوجيهية لفحوصات الكشف المبكر عن سرطان الرئة عند النساء. فما يقرب من 10% من النساء المصابات بسرطان الثدي سوف يصبن بورم خبيث ثانٍ في غضون 10 سنوات، وفي معظم الحالات يكون سرطان الرئة.
أيضا، لا تتضمن إرشادات فحوصات الكشف المبكر عن سرطان الرئة الأورام الخبيثة السابقة الأخرى، مثل سرطانات القولون والمستقيم، والتي تعتبر بالإضافة لسرطانات الثدي والرئة من أكثر السرطانات شيوعاً لدى النساء، وتمثل ما يقرب من 50% من جميع تشخيصات السرطان الجديدة لدى النساء في عام 2020، وهذه السرطانات الشائعة الأخرى ربما يثبت في دراسات مستقبلية أنها عوامل خطورة لتطوير سرطان الرئة.
سرطان الثدي وسرطان الرئة
وجد تحليل عام 2018 نُشر في Frontiers in Oncology، أنه من بين أكثر من 6000 امرأة مصابة بسرطان الرئة الأولى بعد إصابتهن المسبقة بسرطان الثدي، كانت نسبة 42% منهن مصابات بمرحلة متقدمة في وقت التشخيص. وبالنظر لأن معدلات البقاء على قيد الحياة منخفضة لسرطان الرئة، والتي في العادة تكون أقل من 20% لـ5 سنوات أقل من 20%، ما يجعل لزاما على المحتمع الطبي أن يعيد النظر في إرشادات الفحص المبكر لسرطان الرئة بحيث تشمل النساء اللواتي لديهن تاريخ من سرطان الثدي.
وحتى الآن لا تعرف بشكل واضح العلاقة التي تربط بين سرطان الثدي وسرطان الرئة، وإن كانت الأبحاث تشير لما يلي:
- من المعروف أن الإستروجين يلعب دورًا في تطور سرطان الرئة عن طريق تنشيط مستقبل عامل نمو البشرة (EGFR).
- أظهرت الأبحاث السابقة زيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة لدى المرضى الذين يعانون من سرطان الثدي السلبي لمستقبلات هرمون الإستروجين، أو مستقبلات البروجسترون السلبية، أو سرطان الثدي HER2 السلبي، أو الثلاثي السلبي.
- ثبت أن العلاج المضاد للإستروجين يقلل من الإصابة بسرطان الرئة وقد ارتبط بتحسين البقاء على قيد الحياة على المدى الطويل لدى مرضى سرطان الرئة التالي لسرطان الثدي.
قيود الدراسة
لكن، لاحظ المؤلفون عددًا من القيود على الدراسة، ومنها:
- الاعتماد على مستشفى واحد كمصدر وحيد للبيانات.
- التحليل لم يأخذ في الحسبان طول الفترة الزمنية منذ توقف المرضى عن التدخين وتشخيص الإصابة بسرطان الرئة.
- التحليل لم يأخذ في الاعتبار عوامل الخطر الأخرى، مثل العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي أو العلاجات المضادة للإستروجين.
المصادر