معدّل الذكاء (IQ) هو مقياس الذكاء النسبي الذي يتم تحديده من خلال إجراء اختبار معيَّن، ويساعد هذا الاختبار في تحديد مدى ذكاء الطفل وتطوره وفقاً لعمره. يكون ذكاء الطفل متوسطًا أو طبيعيًا إذا كان معدل الذكاء (IQ) يتراوح بين 90%-110%.
عوامل تؤثّر على معدل الذكاء لدى الطفل
هناك عوامل عدة لها تأثير مباشر على ذكاء الطفل والتطور العقلي لديه، وتنقسم إلى:
- عوامل جينية وراثية.
- عوامل بيئية.
اقرأ أيضاً: الجفاف قد يشوش التفكير والإدراك
عوامل تؤثّر على معدل ذكاء الطفل قبل الولادة
- عمر الأب.
- تعرض الأم للقلق الزائد والتوتر.
- التعرّض للرصاص: يؤثّر وجودُ مستويات عالية من الرصاص في الهواء يؤثر سلبًا على ذكاء الطفل.
- مشكلات الغدة الدرقية لدى الأم.
عوامل بيئية تؤثّر على ذكاء الطفل
- مكان الولادة والنشأة.
- التغذية: سوء التغذية في السنوات الأولى له دور خطير في ظهور الأمراض العقلية.
- التعرُّض للملوثات.
- الظروف الاجتماعية والاقتصادية.
- الكيماويات.
- يؤثّر نقص الأكسجين عند الولادة سلباً على القدرات العقلية.
- يؤدى شرب المنبهات (الشاي والقهوة) بجرعات معتدلة إلى تنشيط العمليات العقلية، إذْ إن الكميات المعتدلة من الكافيين تؤثّر إيجابياً على المخ.
- تعاطي الكحوليات له أضرار جسيمة على العمليات العقلية.
ما هو ارتجاج المخ؟
تحدث الارتجاجات نتيجة ضربة في الرأس، مما يَنتُج عنها إصابة جسدية في الدماغ تؤثّر على وظائف المخ. يصعب التوصّل لأعراض ارتجاج المخ عند الأطفال، خاصة الرضّع، لعدم استطاعتهم وصف ما يشعرون به، لكنْ هناك مؤشرات تدل على وجود ارتجاج في المخ:
- عدم التوزان.
- الخمول والشعور بالتعب بسرعة.
- الترنح أثناء المشي.
- تغيّر في عادات الأكل والنوم.
- القيء.
- نوبات مَرَضية غير مفسَّرة.
أعراض طارئة تستوجب الذهاب للطبيب فورا
- قيء أو غثيان متكرر.
- فقدان وعي لمدة أكثر من 30 ثانية.
- صداع متفاقم.
- خروج سائل أو دم من الأذن أو الأنف.
- اضطرابات في الرؤية.
- صعوبة في التركيز.
- حساسية للضوء والضوضاء.
- مشكلات في النوم.
ارتجاج المخ عند الأطفال
يتعافى معظم الأطفال تماما من الارتجاج خلال أقل من أربعة أسابيع، وقد تستمر لمدة أطول من شهر.
اقرأ أيضاً: اختبارات الذكاء المختلفة.. ما لها وما عليها
تأثير الإصابة بالارتجاج على معدل ذكاء الطفل
تُظهر النتائج المأخوذة من دراسة في بعض مستشفيات الأطفال في كندا والولايات المتحدة أن معدل الذكاء لا يتأثر بطريقة مهمة سريريًا بارتجاج دماغ الأطفال.
قارنت هذه الدراسة 566 طفلاً مصابين بارتجاج في المخ، و300 مصابين بجروح في العظام. تراوحت أعمار الأطفال بين 8 أعوام و16 عامًا، وتمت مشاركتهم في دراستَين. تشمل المجموعة الكندية البيانات التي تم جمعها من خمس غرف طوارئ بمستشفيات للأطفال، بما في ذلك مستشفى ألبرتا للأطفال في كالجاري، إلى جانب تلك الموجودة في فانكوفر وإدمونتون أوتاوا ومونتريال في المستشفيات الكندية، أكْمَل المرضى اختبارات الذكاء بعد ثلاثة أشهر من الإصابة.
اقرأ أيضاً: تناول الأسماك أسبوعياً يزيد ذكاء الأطفال
الخَرَف عند الأطفال وعلاقته بالارتجاج
الخرَف هو مجموعة من الأعراض التي تصيب الذاكرة والتفكير والقدرات الاجتماعية بدرجة تؤثّر على ممارسة الحياة اليومية، وتحدث الإصابة بالخرف نتيجة للإصابة بعدة أمراض، ويكون فقدان الذاكرة أحد مؤشراته.
قد تؤثّر الإصابات المتكررة في الرأس في الصغر أو على فترات طويلة إلى خطر احتمالية الإصابة بالخرف عند التقدم في العمر، ويحدث ذلك بسبب زيادة نسبة البروتينات المرتبطة بتلف الخلايا العصبية في الدماغ.
بَرَز الأمر لأول مرة بعد وفاة لاعب كرة القدم البريطاني جيف أستيل عن 59 عاما، وكان أستيل قد أصيب بالخرَف المبكّر، وعند إعادة فحص مخه عام 2014 تبيَّن أنه توفي بسبب الإصابة بأحد أشكال التلف الدماغي المزمن. ترتبط هذه الإصابة برياضة الملاكمة، وتَتَسبب في فقدان الذاكرة والاكتئاب والخرَف كما رُصدت في أنواع الرياضات التلاحمية الأخرى، وجزم أحد الباحثين بأن السبب وراء تلف مخ أستيل يرجع لسنوات عديدة من ضربه للكرة بالرأس، إنما لا يوجد دليل علمي يثبت حدوث ذلك حتى الآن.
تأثير الإصابة لارتجاج المخ على السمع لدى الأطفال
يمكن أن تؤدي الإصابة في الدماغ إلى ضعف المراكز السمعية، ويُحدَّد ذلك بإجراء الاختبارات السمعية والسلوكية.
الفحوصات المطلوبة عند الإصابة بارتجاج المخ:
- فحص عصبي.
- اختبارات معرفية.
- الفحوصات الشعاعية.
1.الفحص العصبي:
- الإبصار.
- السمع.
- التوازن.
- الإحساس.
2.اختبار الإدراك والمهارات المعرفية:
- الذاكرة.
- التركيز.
- القدرة على تذكر المعلومات.
3.الفحوصات الشعاعية:
فحص الدماغ بالتصوير المقطعي (CT)، ولا يُفضَّل استخدامه إلا عند التأكد من الإصابة.
فحص الدماغ بالرنين المغناطيسي (MRI) للتعرف على التغيرات وتشخيص المضاعفات.
اقرأ أيضاً: كيف تربي طفلاً يتمتع بالذكاء العاطفي؟
هناك خطوات يمكنك اتخاذها لمساعدة الدماغ على الشفاء وتسريع التعافي.
1. الراحة الجسدية والعقلية
تُعَد الراحة النسبية في الأيام القليلة الأولى التالية للارتجاج هي الطريقة الأفضل للسماح للدماغ بالشفاء.
تقتضي الراحة النسبية على الحدّ من الأنشطة التي تتطلب التفكير والتركيز العقلي في اليومَين التاليَين للارتجاج، في أول 48 ساعة، يجب عليك الحد من الأنشطة التي تتطلَّب قدرًا كبيرًا من التركيز العقلي، مثل ممارسة ألعاب الفيديو، أو مشاهدة التلفاز، أو القيام بالواجبات المدرسية، أو القراءة، أو إرسال الرسائل النصية، أو استخدام الحاسوب، إذا تسبَّبت هذه الأنشطة في تفاقُم الأعراض.
يجب عليك أيضًا تجنُّب النشاطات البدنية التي تؤدي إلى تفاقُم أيٍّ من الأعراض، مثل المجهود البدني العام، أو ممارسة الرياضة، أو أي حركات عنيفة، حتى لا تتسبَّب هذه الأنشطة في تحفيز الأعراض.
بعد فترة من الراحة النسبية، يُوصى بزيادة الأنشطة اليومية تدريجيًّا، مثل قضاء وقت أطول أمام الشاشات إذا كنت تستطيع تحمُّلها دون تحفيز الأعراض. يمكنك البدء في الأنشطة البدنية والعقلية بمستويات لا تسبب تفاقُم الأعراض بصورة كبيرة. أثبتَت ممارسة التمارين الخفيفة والأنشطة البدنية على النحو المسموح به بعد بضعة أيام من الإصابة، أنها تساعد على سرعة التعافي؛ ومع ذلك، يجب تجنُّب أي أنشطة تنطوي على خطورة عالية من التعرُّض لصدمة أُخرى بالرأس حتى تُشفى تمامًا.
قد يوصي الطبيب بتقصير مدة الأيام الدراسية، أو تقليل عدد ساعات العمل، أو أخذ فترات راحة خلال اليوم، أو تعديل أعباء الواجبات المدرسية أو العمل، أو تقليلها أثناء التعافي من الارتجاج. قد يوصي طبيبك أيضًا بعلاجات مختلفة، مثل التأهيل البصري، أو تأهيل مشكلات التوازن، أو التأهيل المعرفي لعلاج مشكلات التفكير والذاكرة.
2. العودة إلى الأنشطة الطبيعية
مع تحسُّن الأعراض، قد تُضيف مزيدًا من الأنشطة التي تحتاج إلى التفكير تدريجيًّا، مثل أداء مزيد من الواجبات المدرسية أو مهام العمل، أو زيادة الوقت الذي تقضيه في المدرسة أو العمل.
سيخبرك الطبيب بالموعد الآمن لاستئناف الأنشطة البدنية الخفيفة. عادةً ما يُسمح بأداء الأنشطة البدنية الخفيفة بعد الأيام القليلة الأولى من الإصابة، مثل ركوب الدراجة الثابتة أو الركض الخفيف، قبل اختفاء الأعراض بالكامل، طالما لا تتسبب في تَفاقم الأعراض.
في نهاية الأمر، وبمجرد اختفاء جميع علامات وأعراض الارتجاج، يمكنك استشارة الطبيب حول الخطوات التي تحتاجها لتلعب الرياضة بأمان مرة أخرى. قد يزيد استئناف الرياضة في وقت سابق لأوانه من خطر حدوث إصابة دماغية أخرى، وقد يزيد احتمال التعرض للسقوط وتكرار الإصابة..
3. تسكين الألم
قد تحدث حالات الصداع بعد الارتجاج بأيامٍ أو أسابيع. للتحكُّم في الألم، استشر الطبيب عمّا إذا كان من الآمن أن تتناول مسكنًا للألم، وتجنَّب مسكنات الألم الأخرى مثل الأيبوبروفين؛ فقد تزيد من خطر الإصابة بالنزيف.
أخيرا
إذا تعرَّض طفلك لإصابة في الرأس تثير القلق، فاتصل بطبيب الأطفال فورًا. بناءً على العلامات والأعراض، قد يوصيك طبيبك بالسعي لطلب رعاية طبية عاجلة.
المصادر
1.https://www.cdc.gov/headsup/basics/concussion_whatis.html
2.https://www.sciencedirect.com/science/article/abs/pii/S1525505011001247
3.https://www.medpagetoday.com/podcasts/healthwatch/105678