تتخوف نساء كثيرات من طول استخدام موانع الحمل، خوفا من آثارها الجانبية على الصحة بصورة عامة وعلى القدرة الإنجابية بصورة خاصة. وعلى الرغم من أن وسائل منع الحمل المختلفة يمكن أن تسبب تأخير الحمل واستئناف دورات الحيض المنتظمة ومخاطر أخرى كثيرة على الصحة، إلا أن الأبحاث أظهرت أنها لا تسبب العقم.
ويعتمد مستوى الخصوبة عادة على عدة عوامل قد لا تكون مرتبطة باستخدام وسائل منع الحمل. على سبيل المثال، عندما تستخدم المرأة حبوب منع الحمل لفترة معينة يمكن أن تغطي الهرمونات المضافة مشاكل التبويض الموجودة لدى المرأة. أيضا، لم تعد المرأة في نفس العمر الذي كانت عليه عندما بدأت استخدام حبوب منع الحمل، إذا كان عمرها 30 عاما وأصبحت 35 عاما بعد التوقف عن استخدام مانع الحمل، فقد تقل احتمالية حدوث الحمل بسبب العمر.
كما أشار عدد من الدراسات إلى أن فرصة حدوث حمل بعد التوقف عن وسيلة تحديد النسل ستكون نفس الفرصة لدى المرأة التي لم تستخدم أي وسيلة لتحديد النسل مطلقًا. ويمكن أن تكون هناك فترة انتظار صغيرة بين وقت التوقف عن تحديد النسل وعودة الخصوبة، وهي فترة قصيرة بشكل عام.
1- حبوب منع الحمل
تعتمد موانع الحمل الفموية على هرموني الأستروجين والبروجسترون (بعضها يحتوي على كليهما، بينما يحتوي البعض الآخر على البروجسترون فقط). وتعمل على تثبيط الإباضة وزيادة سماكة مخاط عنق الرحم لمنع الحيوان المنوي من الالتقاء بالبويضة.
-
كيف تؤثر على الخصوبة؟
حبوب منع الحمل هي وسيلة شائعة لتحديد النسل. تشير الأبحاث إلى أن مستخدمي حبوب منع الحمل على المدى القصير والمدى الطويل يمكن أن يواجهوا تأخيرًا قصيرًا في الخصوبة، مقارنة بالنساء اللواتي يستخدمن موانع الحمل الحاجزة مثل الأغشية أو الواقي الذكري. ولكن بعد فترة الانتظار المؤقتة، فإن احتمالات الخصوبة الشهرية مماثلة لتلك الخاصة بالإناث اللواتي يعتمدن على الواقيات أو أغطية عنق الرحم. وحوالي 20 في المائة من النساء حققن الحمل في الدورة الأولى بعد التوقف عن تناول حبوب منع الحمل، و80 في المائة في غضون عام أو نحو ذلك.
ومن المثير للاهتمام أن الأبحاث تكشف أن استخدام حبوب منع الحمل لفترة معينة يمكن أن يعزز احتمالية الحمل. حيث تبين أن النساء اللائي استخدمن حبوب منع الحمل لمدة خمس إلى ست سنوات أكثر خصوبة مقارنة بمن استخدمنها لمدة عامين فقط. ولكن هناك نظرية متناقضة تنص على أن موانع الحمل الهرمونية مثل حبوب منع الحمل يمكن أن تؤثر سلبيا على الخصوبة عند استخدامها لفترة طويلة جدًا (10 سنوات أو أكثر)، حيث يمكن أن يؤدي هذا الاستخدام الممتد إلى ترقق بطانة الرحم للمرأة مما قد يؤثر على الانغراس. بمعنى آخر، يمكنها الحمل ولكنها قد لا تتمكن من الاستمرار في الحمل.
2- اللولب الرحمي الهرموني
اللولب الرحمي الهرموني عبارة عن قطعة صغيرة من البلاستيك على شكل حرف T. يطلق كمية صغيرة من هرمون البروجستين في الجسم والتي تشبه إلى حد كبير هرمون البروجسترون الذي ينتجه جسم المرأة بشكل طبيعي. ويمنع البروجستين الحيوانات المنوية من الوصول إلى البويضات عن طريق زيادة سماكة المخاط الموجود في عنق الرحم، كما أنه يمنع الإباضة.
-
كيف يؤثر على الخصوبة؟
تكشف الدراسات أن مستخدمات اللولب لديهن معدلات حمل مماثلة للنساء اللواتي لا يستخدمنه. وفي معظم الحالات، تتم استعادة الخصوبة الطبيعية في غضون بضعة أشهر بعد إزالة اللولب، وقد يحدث حمل في غضون عام واحد كحد أقصى لتأخر الإنجاب.
3- الحلقة المهبلية
الحلقة المهبلية (نوفارينج) عبارة عن حلقة ناعمة وشفافة تُزرع في المهبل، وتعمل على إطلاق هرموني البروجسترون والإستروجين في الجسم لمدة ثلاثة أسابيع تقريبًا. الأمر الذي يعرقل عملية الإباضة ويزيد من سماكة مخاط عنق الرحم ويخفف بطانة الرحم لمنع الحمل.
-
كيف تؤثر على الخصوبة؟
لا يُعرف الكثير عن تأثير نوفارينج على الخصوبة. لكن تشير الدراسات القليلة التي أجريت في هذا الصدد إلى قدرة المرأة على استعادة الإباضة الفورية، ولكن ليس بالضرورة الحمل.
4- ربط البوق
استئصال الأنبوب أو ربط البوق هو إجراء جراحي يتم فيه إغلاق قناتي فالوب للمرأة أو قطعهما أو قصهما، مما يعيق انتقال البويضات إلى الرحم للتلقيح والانغراس وهي طريقة دائمة لتحديد النسل.
-
كيف تؤثر على الخصوبة؟
كلتا الطريقتين لا رجعة فيهما، مما يعني أنه من غير المحتمل أن تحمل المرأة مرة أخرى.
5- الطرق الطبيعية
تشتمل هذه الطرق على تقنيات طبيعية لتحديد النسل مثل تتبع الدورة الشهرية أو قياس درجة حرارة الجسم أو مراقبة مخاط عنق الرحم للتنبؤ بالإباضة. وقد يمتنع الزوجان عن الجماع في الأيام التي تكون فيها المرأة أكثر خصوبة أو إباضة.
-
كيف تؤثر على الخصوبة؟
لا تشمل طرق التوعية بالخصوبة التدخلات الطبية أو المتغيرات مثل جسم غريب أو هرمونات مضافة. بل تعتمد فقط على الممارسات الطبيعية. لذلك، من غير المرجح أن تحمل أي خطر على الخصوبة.
6- اللولب النحاسي
اللولب النحاسي أو ParaGard هو جهاز على شكل حرف T مكون من النحاس والبلاستيك يتم إدخاله في الرحم. يطلق النحاس بشكل مستمر، مما يُحدث تفاعلاً التهابيًا في الرحم يكون سامًا للحيوانات المنوية، ويساعد على منع التخصيب، ومنع الحمل لفترة تصل إلى 10 أعوام بعد إدخاله.
-
كيف يؤثر على الخصوبة؟
يمكن إزالة اللولب النحاسي في أي وقت، مما يمنحك عودة أسرع للخصوبة الطبيعية. وتكشف الدراسات أن مستخدمات اللولب لديهن نفس الفرصة لحدوث الحمل مقارنة بالنساء اللائي لا يستخدمن اللولب النحاسي. أيضًا، لم يكن هناك اختلاف ملحوظ في إجمالي الوقت الذي تستغرقه النساء من كلتا المجموعتين للحمل.
7- طريقة الحجب أو العوازل
وتشمل استخدام الإسفنج أو أغطية عنق الرحم أو الواقي الذكري، والتي تمنع الحيوانات المنوية فعليًا من الوصول إلى البيضة وتخصيبها.
-
كيف تؤثر على الخصوبة؟
في حالة الأساليب الحاجزة، يمكنك استعادة خصوبتك في اللحظة التي لا تستخدمينها فيها. فهذه الوسائل تعمل فقط بصورة آنية، وينتهي مفعولها بعد إزالتها. ويمكن للواقي الذكري أن يساعد في حماية الخصوبة من خلال توفير الحماية ضد الأمراض المنقولة جنسياً مثل السيلان والكلاميديا التي قد تسبب العقم.
8- مبيد النطاف
عادة، يستخدم مبيد النطاف إلى جانب إحدى طرق الحاجز لتكثيف فعاليته ضد حدوث الحمل. ويحتوي مبيد النطاف على Nonoxynol-9، وهي مادة كيميائية لا تمنع الحيوانات المنوية فحسب، بل تبطئها أو تقتلها أيضًا قبل أن تتمكن من الوصول إلى البويضة. ويأتي عادة على شكل رغوة أو كريم أو جل.
-
كيف تؤثر على الخصوبة؟
يمكن أن يؤدي النونوكسينول -9 إلى تآكل أغشية الخلايا المبطنة للمجرى التناسلي مما قد يزيد من خطر الإصابة بالعدوى المنقولة جنسياً والآفات التناسلية. ويمكن أن يسبب أيضًا تغيرات في البكتريا المفيدة الطبيعية الموجودة في المهبل، مما قد يؤدي إلى حدوث التهاب المهبل أو اختلالات أخرى.
** أخيرا..
يختلف جسد كل امرأة عن الأخرى، بمعنى أنه تستجيب كل سيدة بطريقة مختلفة عن سيدة أخرى تستعمل نفس وسيلة منع الحمل. وتظل حقيقة الأمر أن العديد من الأمور الطبية لا تزال بحاجة إلى المزيد من الدراسات والبحوث لتحديد كيفية تأثيرها على الجسم ومنها وسائل تحديد النسل.
* المصادر
Does Birth Control Affect Your Fertility Later in Life?