وهكذا سألتني صراحة: دكتور (محمد) هل أنا مصابة بسرطان الكبد وسأموت كما مات زوجي؟
- كيف يصاب الإنسان بسرطان الخلايا الكبدية؟
حقيقة الأمر أن القصة تمر بمراحل طويلة للغاية، ولكن المزعج في كثير الأحيان أننا لا نعرف في أي مرحلة نحن. تبدأ الرحلة بالإصابة بالفيروس الكبدي (سي) ويظل الأمر مجهولًا بلا أي أعراض من اي نوع لسنوات عديدة، قبل أن يتطور الأمر فيصل إلى تليف الكبد، بل إن الأمر في أحايين أخرى قد يستمر في التطور ليصل إلى مرحلة سرطان الكبد دون أن يمر بمضاعفات تليف الكبد من أساسه.
يعد سرطان الكبد الأولى أو سرطان الخلايا الكبدية (Hepatocellular Carcinoma) - حيث إن الكبد من الممكن أن تصاب بأورام ثانوية منشأها أماكن أخرى كالقولون والبروستاتا والمبايض والرحم والبنكرياس وغيرها - هو من أكثر السرطانات شيوعًا، وأعداده آخذة في التزايد وخصوصًا بين الرجال كالعادة.
وقد بلغت معدلاته طبقًا لإحصائيات المعهد القومي للأورام في مصر حوالي 33 حالة جديدة لكل 100 ألف مواطن سنويًا، ويأتي في المرتبة الثانية حاليًا من حيث الإصابة، والسبب رقم واحد بالنسبة للوفيات.
- أسباب محتملة
1. بالطبع يأتي الالتهاب الكبدي الفيروسي (سي)، وتداعياته كتليّف الكبد على رأس قائمة الأسباب التي تؤدي للإصابة بسرطان الخلايا الكبدية.
2. ولكننا لا نغفل دور الأسباب الأخرى مثل الالتهاب الكبدي الفيروسي (بي)، والذي يمكنه أن يؤدي إلى السرطان دون المرور بمرحلة التليف.
3. بل وحتى أسباب التليف الأخرى كالالتهاب الكبدي الدهني، أو التليف المراري الأولي وغيرها.
4. وكذلك بعض السموم مثل (الأفلاتوكسين)، والذي تفرزه بعض الفطريات التي تنمو على سطح الخضروات والحبوب التي يتم تخزينها بصورة سيئة، وبعيدة عن المقاييس الدولية للتخزين.
5. كما وجد أيضا أن زيادة نسبة السمنة ومرض السكر أو البول السكري والتدخين من العوامل المهمة جدا فى زيادة الإصابة بسرطان الكبد في مصر.
لتوضيح الأمر أكثر فإنه يجب معرفة أن لكل 100 مريض بالفيروس الكبدي (سي) فإن نسبة 20% فقط سيصابون بتليف الكبد بعد حوالي 15 إلى 25 سنة من الإصابة، ويحتاج الأمر عندها من 5 إلى 15 سنة أخرى ليصاب بسرطان الكبد، وهو ما يصيب أقل من 5% من مجموع المصابين بالفيروس الكبدي (سي).
- كيف يتم تشخيص سرطان الخلايا الكبدية؟
بالطبع عندما يصل الورم إلى مراحله المتأخرة تكون فرص العلاج قليلة، ويصعب السيطرة عليه وتقل نسب الشفاء منه، والعكس صحيح فكلما اكتشف الورم السرطاني فى الكبد مبكرًا وكان في مراحله الأولى أمكن السيطرة عليه، وهو ما يحتاج لـ:
1. الكشف الدوري بواسطة الموجات الصوتية التي يجب أن يتم عملها في مكان مشهود له بالكفاءة، وبأجهزة حديثة، وأن يكون الفاحص خبيرًا في البحث عن تلك البؤر التي قد تبدأ على شكل ميليميترات قليلة.
2. إجراء تحليل دلالات الأورام المعروف باسم (ألفافيتوبروتين – Alpha fetoprotein).
3. الأشعة المقطعية ثلاثية المراحل (Triphasic CT)، والرنين المغناطيسي الحركي (Dynamic MRI) من الوسائل الدقيقة أيضًا لاكتشاف أورام الكبد في مراحلها المبكرة، وهو ما يتيح فرصة علاجها والقضاء عليها قبل أن تنتشر وتتفاقم الحالة وتستعصي على العلاج.
- ما هي طرق الوقاية من سرطان الخلايا الكبدية؟
الوقاية خير من العلاج هي الجملة الطبية الأشهر على مدار التاريخ، وبالطبع هناك أهمية قصوى للاكتشاف المبكر لسرطان الخلايا الكبديه، ولكن الأهم الوقاية من الإصابة بالسرطان، حيث يمكن منع حدوث المرض والوقاية من خلال خطة ثلاثية المراحل والأبعاد، وهذه المراحل الثلاث هي:
1. المرحلة أو البعد الأول يتمثل في الوقاية من المنبع.
2. البعد الثاني هو الاكتشاف المبكر.
3. أما البعد الثالث فيشمل العلاج.
وبما أننا علمنا معظم الأسباب التي تؤدى إلى سرطان خلايا الكبد إذن فالوقاية منه أصبحت ممكنة، من خلال:
1. تجنب الإصابة بالفيروسات الكبدية وأهمها فيروس (سي) و(بي) وذلك باتباع الوسائل الصحية المعروفة بناء على التعليمات العلمية.
2. تعقيم الأدوات الطبية في كل ما له علاقة بالدم ومشتقاته.
3. ضرورة التطعيم ضد فيروس (بي) الذي ينصح به لكل الأعمار لأنة تطعيم واق من الإصابة بهذا الفيروس بنسبة 100 %.
4. الكشف المبكر عن هذه الفيروسات، وعلاجها بشكل حاسم وسريع، حيث تصل معدلات الشفاء من الفيروسي الكبدي (سي) حاليًا ما يصل إلى 95% من الحالات، وصار بالإمكان علاج كل الحالات حتى تلك المصابة بتليف الكبد. والفيروس الكبدي (بي) يمكن التحكم فيه الآن بنسبة كبيرة، وسيتم الإعلان قريبًا عن أدوية تقضي عليه نهائيًا، ولا تكتفي بدور المثبط لتكاثره ونشاطه.
5. عدم إغفال أهمية علاج الالتهاب الكبدي الدهني في مراحله الأولى، وعدم إهماله حتى يصل إلى مراحل تليف الكبد.
6. أما بالنسبة للمرضى الذين تم تشخيص إصابتهم بالالتهاب الكبدي المزمن أو بتليف الكبد، فبناء على توصية منظمة الصحة العالمية والمنظمات الدولية تنصح بعمل موجات صوتية وتحليل دلالات الأورام كل ثلاثة أشهر، وبالتالي نستطيع تشخيص الورم في مراحله المبكرة جدا مما يدعم فرص الشفاء الكامل.
كبسولة أخيرة..
باختصار علينا تفادي الإصابة بالفيروسات الكبدية، فإن أصبنا بها، يكون اكتشافها مبكرًا، ومن ثمّ علاجها بشكل حاسم، وحتى لمن وصل لمرحلة المرض المزمن أو التليف فعليه الكشف الدوري، وإجراء الفحوص اللازمة كل ثلاثة أشهر.
اقرأ أيضا:
الالتهاب الكبدي C: أعراضه وأسبابه ومضاعفاته
الفيروس الكبدي بي.. مازال الخطر مستمراً
زراعة الكبد لمرضى سرطان الكبد
العلاج الموجه.. سلاح جديد في مواجهة السرطان
هل يمكن الوقاية من السرطان؟
أكبر الأخطار التي تهدد صحتك كرجل
استشارات ذات صلة:
والدتي وسرطان الكبد.. الفحص الرباعي مهم
أمي تعاني من سرطان الكبد.. أريد حلاً