متلازمة اليد الغريبة (بالإنجليزية: "Alien hand syndrome "AHS) هي حالة طبية نادرة تم وصفها لأول مرة عام 1908 يفقد فيها الشخص المصاب السيطرة على إحدى يديه، إذ لم يعد العقل قادرًا على إعطاء توجيهات لهذه اليد، فتسمى "اليد الغريبة"، لأنها أصبح غريبة عن الجسد وخارج نطاق السيطرة، لكنها تستمر في التحرك وممارسة الأنشطة بإرادة خاصة بها، وكأن عقلًا منفصلًا لها يتحكم بها، وغالباً ما تكون هذه الحركات غير ضرورية وغير مناسبة على الإطلاق، ويمكن أن تكون هذه تجربة مرعبة للأشخاص المصابين بها والمحيطين بهم.
أنواع متلازمة اليد الغريبة
هي في الأساس نفس متلازمة الأطراف الغريبة، ولكنه مصطلح أشمل وأوسع، وهذا يوضح حقيقة أن هناك حالات مماثلة تم تشخيصها تحدث في الساقين أيضاً، وحتى الآن جميع الحالات المصابة ظهرت في طرف واحد فقط في كل مرة. هناك ثلاث فئات رئيسية لمتلازمة اليد الغريبة بناء على الجزء من المخ الذي يسبب هذه الحالة، وهي:
- فئة الفص الجبهي: وهي الفئة الوحيدة التي تم الإبلاغ عنها وتؤثر على اليد اليمنى.
- فئة الجسم الثفني: تتضمن منطقة الجسم الثفني في الدماغ.
- الفئة الخلفية: تتضمن الفص الجداري.
أسباب متلازمة اليد الغريبة
لا يوجد حتى الآن سبب محدد لمتلازمة اليد الغريبة، ولكنها تحدث غالباً بسبب نوع من أنواع الضرر الذي يلحق بالدماغ بحيث يعطّل تحكّمه في اليد. في الحالة الطبيعية عندما يحتاج شخص ما إلى تحريك ذراعه، فإنه يقوم بتنشيط شبكات عصبية متعددة واسعة النطاق داخل الدماغ، لكن الأشخاص المصابين بهذه المتلازمة تكون مناطق التنشيط هذه أكثر عزلة عن بقية أجزاء الدماغ ولا تعمل بشكل متناسق.
وهناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث حول المتلازمة وحالة الدماغ لتحليل هذه الحالة بشكل كامل على المستوى العصبي، وعلى مستوى أوسع، تشمل أسباب تلف الدماغ التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بمتلازمة اليد الغريبة ما يلي:
- أورام المخ.
- السكتات الدماغية.
- توسع الأوعية الدموية في الدماغ.
- تلف الدماغ بسبب إصابة.
- كأثر جانبي لجراحة الدماغ.
- متلازمة باري رومبرج (Parry–Romberg Syndrome).
- مرض كروتزفيلد جاكوب (Creutzfeldt–Jakob Disease).
- متغيرات مرض باركنسون غير النمطية، مثل متلازمة القشرية القاعدية.
- أمراض التنكس العصبي الأخرى المختلفة.
ويجب التنويه إلى أن هذه المتلازمة هي أحد الآثار الجانبية النادرة جداً لهذه الحالات، فمن غير المرجح مثلاً أن تصاب بهذه المتلازمة إذا كنت مصاباً بسكتة دماغية، لكن في حالات أخرى محددة يمكن أن تكون احتمالية الإصابة بمتلازمة اليد الغريبة مرتفعة بشكل مدهش، إذ تشير البيانات إلى ظهورها في 30% من الأشخاص المصابين بنوع باركنسون المتلازمة القشرية القاعدية، وأيضاً تحدث عند 4% من الأشخاص المصابين بمرض كروتزفيلد جاكوب، وفي بعض الحالات تكون الأسباب مجهولة، مما يعني أن السبب الدقيق غير معروف.
كيف يتم تشخيص متلازمة اليد الغريبة ؟
هذه المتلازمة نادرة ولا يوجد سوى عدد قليل من الحالات المبلغ عنها، فحينما تزور الطبيب حاوِل تذكر الحركات الدقيقة التي كانت تقوم بها يدك، فسوف تساعد هذه التفاصيل في استبعاد الخلل الوظيفي الحركي، ويجب أن تخبر الطبيب بتاريخك الصحي الكامل، بما في ذلك الأدوية والجرعات التي تتناولها مؤخراً.
والخطوة الثانية في التشخيص هي فحص الدماغ لمحاولة معرفة السبب الأساسي وراء حدوث هذه المتلازمة، والذي قد يكون بسبب وجود ضرر في الدماغ، وقد يطلب طبيبك مجموعة من إجراءات التصوير الآتية:
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).
- التصوير المقطعي المحوسب (CT).
ما هي أعراض متلازمة اليد؟
متلازمة اليد الغريبة لها آثار جسدية ونفسية، إذ إن المصابين ينفصلون تماماً عن أيديهم ولا يستطيعون التحكم بها، وهو أمر مزعج للغاية، وتعتمد الأعراض على المكان المصاب في المخ والجزء من الجسم الذي يتحكم به، والمثير للاهتمام أنه لم يبلِّغ أحد من المصابين عن وجود ألم. تشمل الأعراض المنسوبة إلى نسخة الفص الجبهي ما يلي:
- اللمس غير الإرادي، خاصة لمس أجزاء أخرى من الجسم أو الملابس.
- الإمساك غير الإرادي، ويمكن أن يمسك المريض أي شيء ويجد صعوبة في ترك الأشياء.
- ارتفاع الذراع في الهواء دون سبب.
- الصراعات النفسية بسبب عدم تعرف المصابين على أيديهم وفقدان السيطرة عليها، ويكثر هذا العرَض في النوع الثفني، فعلى سبيل المثال؛ يمكن أن تقوم بتزرير قميصك بيدك اليمنى، ويدك اليسرى المصابة بالمقابل تقوم بفك هذا التزرير.
- بمجرد أن تبدأ أعراض الحالة يمكن أن تستمر لمدة 30 دقيقة، وهي أقصر مدة تم الإبلاغ عنها، أو قد تستمر مدى الحياة في بعض الحالات.
علاج متلازمة اليد الغريبة
لا يوجد علاج لمتلازمة اليد الغريبة، ولكن جميع التقنيات المساعدة في العلاج تعمل على تخفيف المضاعفات الجسدية والنفسية الناجمة عن هذه الحالة. تشمل هذه التقنيات ما يلي:
- العلاج السلوكي المعرفي: يمكن أن يساعد هذا الأسلوب الأشخاص المصابين في التأقلم مع حالتهم، وتساعدهم على التفكير في اليد الغريبة بطرق جديدة والنظر إلى الجانب الإيجابي لهذه الحالة.
- تشتيت اليد: وجد بعض الأشخاص طريقة مفيدة وهي إشغال اليد بمهام بسيطة لإبقائها مشغولة، ويمكن أن يكون هذا الإجراء سهلًا بأن تحمل اليد مجلة مثلاً خلال اليوم.
- تقنيات التدريب البصري المكاني: تساعد هذه الاستراتيجية في المساعدة على إدراك الطرف الغريب وعلاقته ببقية الجسد، ونأمل أن يكون ذلك كافياً لاستعادة بعض السيطرة على اليد.
- دواء كلونازيبام: هناك حالة واحدة تم الإبلاغ عنها لفتاة مصابة بهذه المتلازمة في اليد اليمنى تبلغ من العمر 13 عاماً، وقامت بتناول دواء كلونازيبام لتخفيف الأعراض، وأدى ذلك إلى انخفاض الأعراض بنسبة 70% خلال يومين، ولسوء الحظ الدواء لم يتوافق معها وكان عليهم تجربة تقنية أخرى.
- حقن توكسين البوتولينوم: تم حقن نفس الفتاة البالغة من العمر 13 عاماً بتوكسين البوتولينوم في مناطق قليلة أعلى وأسفل ذراعها المصابة، وأظهر هذا انخفاضًا بنسبة 80٪ في أعراضها.
نصيحة من موقع صحتك
متلازمة اليد الغريبة نادرة جداً، ولم يتم التعرف إلا على حالات قليلة في العالم، وما يزال الناس يحاولون اكتشاف أفضل الطرق للتعامل معها، فإذا كنت مصابًا بهذه الحالة فإن الوصف الدقيق لتصرفات اليد غير الإرادية ضروري لمساعدة الفريق الطبي على اكتشاف الأعراض وتشخيص الحالة.
كما ويجب الذكر أن هناك بعض الحالات المصابة التي أبدعت في التعامل مع المتلازمة للسيطرة على اليد، فقد كان يعاني رجل من صعوبة في التحكم بيده بسبب أنها كانت تقوم بلمس جسده خلال نومه فقام بلبس قفازات الفرن أثناء النوم وحصل على نوم سليم.
وآخرون كانوا يشعرون براحة أكبر عند الجلوس على اليد الغريبة عندما يكونون في الأماكن العامة، وبهذه الطريقة لن يحتاجوا إلى مراقبة اليد باستمرار والقلق من صدور تصرفات غريبة أو غير مناسبة، وسيحتاج الطبيب أيضاً إلى علاج المريض من أي أسباب أساسية تم اكتشافها، فالعلاج سوف يعتمد على السبب، وقد يتطلب إجراء عملية جراحية إذا كان السبب يستدعي ذلك، كما في حالة أورام المخ، وفي معظم الحالات تكون هذه المتلازمة مجهولة السبب، ويحب على المريض التأقلم وإيجاد طريقة للتعايش معها.