يحدث التسمم بالليثيوم عندما تتناول جرعات زائدة من الليثيوم، وهو دواء يستخدم في علاج الاضطراب ثنائي القطب والخلل الاكتئابي الحاد. يساعد الليثيوم على الحد من نوبات الهوس، ويقلل من حالات انتحار الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالات النفسية.
تحتلف الجرعة العلاجية من الليثيوم من شخص لآخر، ولكن يتراوح ما يتم وصفه لمعظم الناس بين 900 مللي جرام إلى 1200 مللي جرام يوميًا. بعض الناس يأخذون أكثر من 1200 مللي جرام يوميًا، وخاصة خلال النوبات الحادة. وقد يكون بعض الناس أكثر حساسية للجرعات المنخفضة.
مستوى الليثيوم الآمن في الدم هو 0.6 و1.2 ملي/لتر. ويمكن أن تحدث سمية الليثيوم عندما يصل هذا المستوى إلى 1.5 ملي Eq/L أو أعلى. وتحدث سمية الليثيوم الشديدة عند مستوى 2.0 ملي Eq/L أو أكثر، والتي يمكن أن تكون مهددة للحياة في حالات نادرة. أما المستويات 3.0 مل Eq/L وأعلى، فتعتبر حالة طبية طارئة.
أعراض التسمم بالليثيوم
ترتبط أعراض سمية الليثيوم بكمية الليثيوم الموجودة في دم الشخص وفي أنسجة جسمه. ويؤدي ارتفاع مستويات الليثيوم في الدم إلى أعراض أكثر شدة، ومع ذلك، فإن الأعراض، أو درجة السمية، قد لا ترتبط دائمًا مع مستويات الليثيوم في الدم، وذلك لأن الليثيوم يعمل داخل الخلايا، ومستويات المصل تقيس الليثيوم الموجود خارج الخلايا فقط.
بالإضافة إلى ذلك، بعض الناس هم أكثر حساسية لليثيوم من الآخرين. والأشخاص الذين يعانون من سمية ليثيوم خفيفة أو متوسطة الشدة يعانون عادة من أعراض تشمل:
- الإسهال.
- الغثيان أو القيئ.
- ضعف العضلات.
- الدوار.
- النعاس.
- نقص بسيط في الاتزان.
- رعشة خفيفة أو تشنجات.
في حين قد تسبب سمية الليثيوم المتوسطة أو الشديدة الأعراض التالية:
- ارتباكًا متوسطًا أو نقصًا في الوعي.
- الهياج.
- حركات لا إرادية متكررة للعين.
- الدوخة.
- عدم وضوح الرؤية.
- طنينًا في الأذن.
- تصلبَ العضلات.
- زيادةَ التبول.
- انخفاضَ ضغط الدم.
أنواع التسمم بالليثيوم
هناك ثلاثة أنواع من سمية الليثيوم. تتراوح من خفيفة إلى شديدة وخطيرة إذا تركت دون علاج:
- التسمم الحاد بالليثيوم.
- تسمم الليثيوم الحاد بعد المزمن.
- التسمم المزمن بالليثيوم.
أسباب تسمم الليثيوم
تحدث سمية الليثيوم عندما يتراكم الكثير من الليثيوم في أنسجة الجسم أو الدم. يساعد الليثيوم على استقرار المزاج من خلال تأثيره على توازن مواد كيميائية في الدماغ تسمى الناقلات العصبية، والتي تشمل السيروتونين، والدوبامين، والنورأدرينالين.
وقد أظهرت الأبحاث أن الليثيوم فعال في علاج العديد من الحالات المختلفة. ومع ذلك، فإن المجال العلاجي له ضيق للغاية، وهذا يعني أن السمية يمكن أن تتطور بجرعات قريبة من تلك التي تستخدم للعلاج. ونتيجة لذلك، فمن السهل نسبيا للذين يتناولون الليثيوم التعرض إلى سمية خفيفة من خلال تناول حبوب إضافية أو عدم تناول السوائل بما فيه الكفاية.
لا يستجيب الناس لليثيوم بنفس الطريقة، وهذا يعني أن الجرعة التي يمكن أن تسبب السمية يمكن أن تختلف بين الأفراد. وقد أظهرت مصادر موثوق بها علمياً أن سمية الليثيوم يمكن أن تحدث عند مستويات الليثيوم في الدم حول 1.5 ملي/لتر واحد (mEq/l). وتتطور الحالات المتوسطة إلى الشديدة عادة عند مستويات تتراوح بين 2.5 و3.5 ملEq/L.
تندرج معظم حالات سمية الليثيوم في واحدة من ثلاث فئات، تبعاً لكيفية حدوثها:
1. التسمم الحاد بالليثيوم
يحدث هذا النوع من السمية عندما يأخذ الفرد جرعة كبيرة من الليثيوم، إما عن طريق الصدفة أو عن تعمد (محاولة انتحار). السمية الحادة غالبا ما تسبب أعراضًا معدية معوية على الفور، في حين أن الأعراض الأخرى تتطور على مدى عدة ساعات، عندما ينتقل الليثيوم إلى الأنسجة والخلايا بسبب عدم وجود مخازن الليثيوم.
2. تسمم الليثيوم الحاد بعد المزمن
تحدث السمية الحادة بعد المزمنة عندما يتناول الشخص الليثيوم بكميات كبيرة بانتظام، إما عن طريق الخطأ، أو عن طريق العمد، أو لأنه تلقى جرعة خاطئة. أعراض السمية الحادة بعد المزمنة يمكن أن تختلف من خفيفة إلى شديدة، وذلك يعتمد بشكل أساسي على كمية الليثيوم التي تناولها الشخص مقارنة بجرعته العادية.
3. التسمم المزمن بالليثيوم
تحدث السمية المزمنة بالليثيوم عندما يخضع الشخص الذي يتناول الليثيوم على المدى البعيد إلى تغيير في طريقة تخلص من الليثيوم أو امتصاصه. وبعض الحالات الطبية الأخرى، وخاصة عند مرضى الفشل الكلوي، هي المسؤولة عادة عن هذا التغيير. ومع ذلك، فإن العوامل التي تزيد من امتصاص الملح في الكلى يمكن أيضا أن تزيد من امتصاص الليثيوم. ويشمل ذلك ما يلي:
- الجفاف وعدم توازن الشوارد.
- الوجبات الغذائية ذات الصوديوم المنخفض أو الملح القليل.
- مدرات البول.
- الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية.
- مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين.
- مرضى فشل القلب.
- الحمى.
- الإسهال، الغثيان، والقيء.
- ممارسة الرياضة والتعرق المفرط.
مضاعفات التسمم بالليثيوم
- يمكن لسمية الليثيوم الشديدة أن تحدث ضررًا عصبيًا دائمًا، وخاصة للمخيخ.
- كلما طالت الأعراض التي يعاني منها الشخص لمدة طويلة، زادت احتمالية تعرض الشخص لمضاعفات طويلة الأمد.
- كما أن الأشخاص الذين يعانون من سمية الليثيوم المزمنة هم أكثر عرضة للإصابة بالمضاعفات أكثر من الأشخاص الذين يعانون من حالات حادة أو حادة بعد مزمنة.
- السمية التي تحدث في الكلى، والتي تشمل الحالات التي تضر وظيفة الكلى أو قدرتها على تركيز البول، هي أكثر شيوعا في الأشخاص الذين يستخدمون الليثيوم على المدى الطويل.
- الأشخاص الذين يتناولون الليثيوم لفترات طويلة هم أيضا أكثر عرضة لحدوث أمراض الغدة الدرقية، وخاصة قصور الغدة الدرقية، إذ يمكن أن يتداخل الليثيوم مع إنتاج هرمونات الغدة الدرقية.
- وفي حالات نادرة قد تسبّب سمية الليثيوم أيضاً ما يلي:
- الغيبوبة.
- فشل عضلة القلب أو قصور عضلة القلب والأوعية الدموية.
- الفشل الكلوي.
- نوبات الصرع.
- الوفاة.
الفحوصات التي تفيد في تشخيص التسمم بالليثيوم
مراقبة الأدوية العلاجية ضرورية في معظم الحالات، ويجب أن يتم قياس مستويات الليثيوم في الدم عند المرضى الذين تظهر عليهم أي من الأعراض. ومع ذلك، قد لا يرتبط مستوى الليثيوم مع الأعراض السريرية.
وينبغي تكرار فحص مستوى الليثيوم بعد عدة ساعات، بعد إعطائه في الوريد، للكشف عن تغير مستوى الليثيوم في أي اتجاه. قد يكون هناك ما يفسر المستويات المتسلسلة في حالات تناول أقراص ممتدة المفعول. ويجب إرسال عينة الدم في أنبوبة خالية من الليثيوم، إذ يمكن الحصول على مستويات مرتفعة من الليثيوم بشكل خاطئ في عينات البلازما المأخوذة بأنابيب تحتوي على هيبارين الليثيوم كمضاد للتخثر.
كما ينبغي فحص البول، ووظيفة الكلى. انخفاض فجوة الأنيون أو انخفاض الثقل النوعي في البول قد يشير إلى سمية الليثيوم بسبب فقدان الصوديوم. يمكن أيضا النظر في وظائف الغدة الدرقية عند المرضى الذين يعانون من أعراض تشير إلى قصور الغدة الدرقية.
علاج التسمم بالليثيوم
إذا كنت تتناول الليثيوم وتعاني من أي من أعراض سمية الليثيوم، فعليك بزيارة الطبيب على الفور.
التسمم الخفيف
عادة ما يختفي التسمم البسيط بالليثيوم من تلقاء نفسه عند التوقف عن تناول الليثيوم وشرب بعض السوائل الإضافية. ولكن قد يرغب طبيبك في مراقبتك حتى تتعافى.
التسمم المتوسط إلى سمية شديدة
تتطلب سمية الليثيوم المتوسطة والشديدة عادة علاجاً إضافياً، مثل:
- غسيل المعدة، قد يكون ذلك خياراً إذا أخذت الليثيوم خلال ساعة قبل الفحص.
- تنظيف الأمعاء بالكامل، يتم ابتلاع محلول أو إعطاؤه عبر أنبوب ليساعدك على طرد الليثيوم الزائد من أمعائك.
- تناول السوائل الوريدية، قد تحتاج إلى ذلك لاستعادة توازن الشوارد في جسمك.
- غسيل الدم، يستخدم هذا الإجراء الكلية الاصطناعية، تسمى الهيمودياليزر، لإزالة التسمم من الدم.
- الأدوية، إذا بدأت تصاب بنوبات صرع، فقد يصف لك الطبيب دواءً مضاداً للتشنجات.
- متابعة العلامات الحيوية، وقد يختار طبيبك إبقاءك تحت المراقبة لمتابعة علاماتك الحيوية، مثل ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، بحثا عن أية علامات غير عادية.
يمكن أن يكون لسمية الليثيوم أثر دائم، لذلك من المهم أخذ الرعاية الطبية على الفور إذا كنت تعتقد أنك قد تكون مصابًا بها. تجنب العلاجات المنزلية، مثل الفحم المنشط، لأنه لا يرتبط بالليثيوم ولا يفيد في علاج التسمم بالليثيوم.
المصادر:
- https://www.healthline.com/health/lithium-toxicity#:~:text=What%20is%20lithium%20toxicity%3F,in%20people%20with%20these%20conditions
- https://www.webmd.com/bipolar-disorder/what-to-know-about-lithium-toxicity
- https://www.medicalnewstoday.com/articles/327145#causes
- https://emedicine.medscape.com/article/815523-overview