مرض مورغيلونسMorgellons Disease (MD) هو حالة نادرة تظهر فيها ألياف تحت الجلد، أو تخرج من تقرحات في الجلد بطيئة الشفاء. وغالبًا ما يُبلغ الأشخاص المصابون بمرض مورغيلونس عن شعورهم بالوخز أو التنميل أو الحرق على جلدهم. ويمكن أن تكون هذه الأعراض مؤلمة وطويلة الأمد وتؤثر على نوعية الحياة. لكن هذه الحالة مثيرة للجدل، ففي حين يعتقد بعض الأطباء والعلماء أن مرض مورغيلونس يعتمد على العدوى، يعتقد البعض الآخر أنها قد تكون ناتجة عن حالة نفسية بحتة.
من يصاب بمرض مورغيلونس؟
لا يزال مرض مورغيلونس حالة غامضة إلى حدٍ ما. وهناك دراسات محدودة حول من يصاب بالضبط بمرض مورغيلونس، وما إذا كانت هناك أي عوامل خطر مرتبطة به.
أجرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في أمريكا (CDC) دراسة سكانية بين عامي 2006 و2008. كان الهدف هو توصيف مرض مورغيلونس بشكل أفضل، ومعرفة المزيد عن الأشخاص الذين يصابون به. نُشرت نتائج هذه الدراسة في عام 2012 في المجلة العلمية PLoS One. كان الباحثون قادرين على تحديد 115 فردًا مصاباً بمرض مورغيلونس في منطقة شمال كاليفورنيا. كان معظم الذين أبلغوا عن إصابتهم بمرض مورغيلونس هم من:
- الإناث.
- الذين تتراوح أعمارهم بين أوائل وحتى منتصف الخمسينيات من العمر.
- الأشخاص أصحاب البشرة البيضاء.
أفاد المشاركون في الدراسة أيضًا بشكل متكرر أنهم يعانون من التعب المزمن. وأكثر من نصفهم (54%) صنفوا صحتهم العامة على أنها ضعيفة. بالإضافة إلى ذلك، من بين 40 شخصًا أكملوا تقييمًا نفسيًا، وُجِد أن 63% لديهم مخاوف جسدية مهمة سريريًا. يحدث هذا عندما تسبب الأعراض الجسدية قلقًا أو ضائقة كبيرة. كان الاكتئاب المهم سريريًا هو النتيجة اللاحقة الأكثر شيوعًا بنسبة (11%).
ما أعراض مرض مورغيلونس؟
تتمثل الأعراض الرئيسية لمرض مورغيلونس بظهور ألياف متعددة الألوان تحت الجلد، أو تخرج من تقرحات جلدية بطيئة الشفاء. نظرًا لأن الألياف يمكن أن تكون حمراء أو خضراء أو زرقاء أو بيضاء أو سوداء، فقد تبدو مثل الألياف الخاصة بالملابس. وقد تشمل الأعراض الأخرى لمرض مورغيلونس ما يلي:
- التعب المزمن أو الشديد.
- صعوبة في التركيز.
- مشكلات في الذاكرة.
- آلام في العضلات والمفاصل.
- التنميل.
- اعتلال الأعصاب.
تشخيص مرض مورغيلونس
قد يقوم الطبيب بتشخيص مرض مورغيلونس إذا كان لدى الشخص آفات جلدية بطيئة الشفاء، وإحساس بالتنميل في الجلد. إذا وجد اختصاصيّ الرعاية الصحية مادة تشبه الألياف في الآفات الجلدية، فقد يرسل عينة إلى المختبر لمزيد من التحليل.
قد يكشف فحص عينات الدم والجلد عن علامات وجود عدوى بكتيرية، والتي قد تشمل بكتيريا بوريليا بورجدورفيري. يمكن للناس أيضًا أن يصابوا بعدوى المكورات العنقودية الثانوية بسبب وجود جرح مفتوح.
قد يحيل الأطباء شخصًا ما إلى طبيب نفسي لمزيد من التقييم إذا كان الشخص يعاني من أعراض الاكتئاب أو القلق، أو لديه تاريخ من المرض النفسي. يمكن أن يتضمن تشخيص مرض مورغيلونس اختبارات متعددة. في النهاية، سيعتمد الأطباء في تشخيصهم على الفحص البدني والاختبارات المعملية.
يجب أن يتابع المرضى حالتهم مع اختصاصيّ رعاية صحية موثوق به، خاصةً إذا كان لديهم حالة لا يعرفها الأطباء إلا بشكل محدود، كما هو الحال مع مرض مورغيلونس. قد يحصل الأفراد على نتائج علاجية أفضل عندما يطورون علاقة عمل جيدة مع الطبيب.
لماذا يعتبر مرض مورغيلونس حالة مثيرة للجدل؟
أدى عدم فهم مرض مورغيلونس إلى وجود خلاف حول الحالة. تم اقتراح كل من الأسباب النفسية والمعدية. الألياف نفسها هي أيضًا مثيرة للجدل. إذْ يعتقد البعض أن الألياف المجهرية في مورغيلونس ينتجها الجسم. لكن بعض الأبحاث تشير إلى خلاف ذلك.
قامت دراسة CDC لعام 2012 بتحليل 23 عينة من الألياف أو المواد التي تم جمعها من 12 مشاركًا في الدراسة. ووجد أنها تتكون في الغالب من الجلد السطحي، أو من السليلوز، وهو مادة موجودة في ألياف القطن الموجود في الملابس. كما تم الكشف عن الأصباغ في بعض العينات أيضًا.
في دراسة حالة أجريت عام 2016 استخدم المجهر الإلكتروني لمقارنة الألياف التي تم جمعها من شخص مصاب بمرض مورغيلونس بالألياف التي تم جمعها حول شقته، مثل شعر الإنسان أو شعر الحيوانات الأليفة أو الألياف البلاستيكية. في هذه الحالة، تم العثور على الألياف الموجودة في مرض مورغيلونس في البيئة، وليست من الجسم.
وفي الوقت نفسه، أفادت دراسة حالة أجريت عام 2018 أن الألياف نفسها كانت غير عضوية، أي لا تأتي من كائن حي، ومختلطة مع الكيراتين، وهو بروتين مهم في بنية الجلد.
أسباب مرض مورغيلونس
-
النفسية
لم يتم فهم مورغيلونس بشكل جيد منذ أن تم تحديده وتسميته لأول مرة في القرن السابع عشر. تتضمن الأمراض الجلدية التي حدثت في مرحلة الطفولة والتي تسمى "مورغيلونس" ظهور الشعر أو الديدان من الجلد، مما أثار الجدل حول أصلها. يعتقد بعض الأشخاص الذين يعانون من مورغيلونس أن بشرتهم كانت موبوءة بالطفيليات. أدى ذلك إلى تسمية الحالة "بالطفيل الوهمي" في عام 1946، وإلى الاعتقاد السائد بأن مرض مورغيلونس هو اضطراب وهمي. في الواقع، العديد من الأشخاص الذين يبلغون عن مرض مورغيلونس لديهم تاريخ من حالات الأمراض النفسية.
قيمت دراسة عام 2012 أجريت على 147 فردًا في عيادات مايو كلينيك لتشخيص وعلاج الإصابة المبلغ عنها. أفاد 20% منهم بوجود ألياف على جلدهم أو بداخله. وجد تحليل أن 81% من الأشخاص المشمولين في الدراسة لديهم تاريخ من الحالات النفسية.
اشتملت دراسة أصغر عام 2017 على 35 شخصًا في مستشفى لندن الملكي. وجد الباحثون فيها أن:
- الحالات النفسية المصاحبة كانت شائعة، حيث كان يعاني 48.2% و25.7% من المشاركين من الاكتئاب أو القلق، على التوالي.
- تم الإبلاغ عن إساءة استخدام المواد الحالية أو السابقة لدى 14% من المشاركين.
- أظهر 40% من المشاركين تحسنًا ملحوظًا عند استخدام خطة علاج تركز على علاج الآفات الجلدية، وكذلك معالجة الصحة النفسية.
بشكل عام، يبدو أن هناك صلة بين مرض مورغيلونس والصحة النفسية. لكن هناك حاجة لدراسات إضافية على نطاق أوسع لمواصلة توصيف طبيعة هذا الارتباط.
-
العدوى
فكرة أخرى هي أن مرض مورغيلونس يحدث كنتيجةٍ للعدوى. في أغلب الأحيان، ارتبطت العدوى المنقولة بواسطة حشرة القرّاد، مثل مرض لايم (مرض معدٍ) بمرض مورغيلونس. لكن مراجعة عام 2021 لأبحاث مورغيلونس تشير إلى أن معظم الدراسات المنشورة حول السبب المعدي لمرض مورغيلونس تم نشرها من قبل مجموعة المؤلفين أنفسهم، وأنهم في بعض الأحيان يعيدون استخدام المشاركين في دراساتهم.
الأدلة على وجود سبب معدٍ لـمرض مورغيلونس نادرة نوعًا ما. في الواقع، لم تتمكن دراسة مركز السيطرة على الأمراض لعام 2012 من العثور على دليل لوجود سبب معدٍ ضمن أفراد دراستهم.
ذكرت دراسة حالة واحدة في عام 2021 أن مرض مورغيلونس مرتبط بالتعرض للدغة القراد. لكن اختبارات الدم لبكتيريا بوريليا بورجدورفيري المسببة لمرض لايم جاءت سلبية. لم تعثر دراسات أخرى لأشخاص مصابين بمرض مورغيلونس أيضًا على أي دليل على الإصابة ببكتيريا بوريليا بورجدورفيري.
هل هو مرضٌ معد؟
يشير الإجماع العام إلى أن مرض مورغيلونس ليس معديًا. ومع ذلك، أشارت مراجعة 2018 للدراسات ذات الصلة إلى أن مورغيلونس قد يكون له سبب جسدي، مما قد يجعله معديًا. لاحظ الباحثون في مراجعتهم أن الألياف الموجودة غالبًا في الآفات ليست نسيجًا حيوياً، في إشارةً إلى أنها مادة صناعية، ولكن ربما تنشأ من خلايا أعمق في الجلد. كما أشاروا إلى أن العديد من الدراسات أظهرت وجود علاقة بين مرض لايم ومرض مورغيلونس، مما قد يشير إلى وجود عامل معدٍ مسؤول عن الحالة. كجزء من أدلتهم، لاحظوا أن الكلاب والماشية يمكن أن تصاب بآفات مماثلة مرتبطة ببكتيريا مماثلة.
كيف يتم علاج مرض مورغيلونس؟
لا تزال خيارات العلاج المناسبة والفعالة لـمرض مورغيلونس غير معروفة. كما أن الجدل وقلة الوضوح حول المرض يمكن أن يجعل من الصعب الحصول على العلاج الفعال.
إذا كان طبيبك يعتقد أن مورغيلونس ناتج عن عدوى، فقد يعطيك المضادات الحيوية والمراهم لتقليل الحكة. نظرًا لأن العديد من الأشخاص المصابين به يعانون من القلق أو الاكتئاب أيضًا، فقد يشمل علاجك أيضًا أدوية الصحة النفسية.
من ناحية أخرى، إذا اعتقد طبيبك أن الحالة مرتبطة بمشكلة تتعلق بالصحة النفسية، فمن المرجح أن يوصي بالأدوية أو العلاج النفسي.
اقترحت الأبحاث أن اتباع نهج شامل يعالج كلًا من مرض الجلد وصحتك النفسية قد يكون له نتائج إيجابية. للحصول على أفضل نتيجة، من المهم إقامة علاقة قوية وطويلة الأمد مع طبيب يستمع إلى مخاوفك.
العلاجات المنزلية:
حاليًا، لا توجد علاجات أو منتجات معروفة لعلاج مرض مورغيلونس. يمكنك العثور على العديد من العلاجات المنزلية لمرض مورغيلونس عبر الإنترنت، لكنها قد لا تكون آمنة أو فعالة. إذا كنت تفكر في تجربة علاج وجدته بنفسك، فمن الأفضل التحدث مع طبيبك أولاً.
هل يمكن أن يسبب مرض مورغيلونس مضاعفات؟
غالبًا ما يلجأ الأشخاص المصابون بأمراض جلدية، بما في ذلك مرض مورغيلونس، إلى حك جلدهم. يمكن أن يتسبب الحك المتكرر في حدوث تقرحات أو تفاقمها، وقد يؤدي أحيانًا إلى الإصابة بالعدوى.
يعاني العديد من الأشخاص المصابين بمرض مورغيلونس أيضًا من الاكتئاب أو القلق أو اضطرابات الصحة النفسية الأخرى. ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد العلاقة بين هذه الحالات.
في حالات نادرة، يمكن أن تتطور العدوى غير المعالجة إلى تعفن الدم. ويمكن أن تؤدي هذه الحالة الطبية الخطرة إلى فشل الأعضاء والموت إذا لم يتم علاجها.
بمرور الوقت، يمكن أن يؤثر مرض مورغيلونس على نوعية حياتك. قد تواجه مشكلات في التعامل مع الأصدقاء والعائلة بالطريقة التي اعتدت عليها. قد تبدأ في الشعور بالعزلة، أو تواجه مشكلة في التركيز على العمل. إذا واصلت حك جلدك وانتزاعه، فقد تصاب أيضًا بجروح لا تلتئم وتصاب بالعدوى. قد ينتهي بك الأمر أيضًا بتشكل ندبات على جلدك.
التعايش مع مرض مورغيلونس
يمكن أن يكون التعامل مع الأعراض الجسدية والعاطفية لمرض مورغيلونس مرهقًا. اعتمد خطة عمل لمساعدتك على ذلك:
- ابحث عن الأطباء والممرضات وغيرهم من المتخصصين في الرعاية الصحية الذين تثق بهم، والذين يأخذون حالتك الصحية والنفسية على محمل الجد.
- كن صبورًا. قد يستغرق استبعاد الحالات المرضية الأخرى وتحديد طريقة العلاج بعد التشخيص وقتًا طويلاً.
- كن صريحًا مع طبيبك، وكن منفتحًا بشأن العلاجات وخيارات العلاج.
- عالج صحتك النفسية. ابحث عن علاج لأي قلق أو اكتئاب أو مشكلات أخرى تتعلق بالصحة النفسية قد تتعامل معها جنبًا إلى جنب مع مرض مورغيلونس.
متى تتحدث مع الطبيب؟
قد يرغب المصابون في الاتصال بطبيبهم إذا:
- ظهرت جروح جلدية مفتوحة بدون سبب واضح.
- كان لديهم جروح جلدية طويلة الأمد.
- عثروا على أليافٍ مدمجةٍ أو بارزةٍ من جلدهم.
- عانوا من آلام المفاصل أو العضلات.
- شعروا بالتعب الشديد في معظم الأيام.
- عانوا من مشكلات في الذاكرة أو التركيز.
الخلاصة:
مرض مورغيلونس هو مرض جلدي نادر وغير مفهوم بشكل جيد، ويتسبب بحدوث جروح وتقرحات جلدية مزمنة، يمكن أن تحتوي على ألياف سوداء أو بيضاء أو حمراء أو زرقاء.
أبلغ الأشخاص المصابون بمرض مورغيلونس عن مجموعة واسعة من الأعراض، بما في ذلك الإحساس بالتنميل في جلدهم، وآلام المفاصل والعضلات، ومشكلات في الذاكرة.
لا يزال السبب الدقيق للحالة غير معروف. ومع ذلك، يعتقد بعض المتخصصين في الرعاية الصحية والباحثين أن مرض مورغيلونس ناتج عن عدوى بكتيرية تنقلها حشرات القراد، على غرار مرض لايم، بينما يعتقد البعض الآخر أنه ينشأ بسبب وجود اضطراب في الصحة النفسية.
المصادر