صحــــتك

ما الفرق بين رعشة الرضيع الطبيعية والاختلاجات؟

الصورة
ذكرى القيسي
رعشة الطفل

قد يَفزع الوالدان أو مقدّمو الرعاية عندما يَروْن رعشة الرضيع ، أي ما يقوم به من حركات لا إرادية وهو نائم، أو حتى وهو مستيقظ، كأن ترتجف أو تنتفض يداه أو ساقه. عادة ما تكون رعشة الرضيع نتيجة للجهاز العصبي لحديثي الولادة، الذي ما يزال في دَور التطور، لكن في بعض الأحيان، يمكن أن تكون الهزات والارتعاش علامة حمراء على حدوث اختلاجات (الصرع) أو مشكلات أخرى.

فكيف يمكنك معرفة متى تكون هذه الحركات طبيعية ومتى تقلق منها؟ فيما يأتي بعض أسباب الارتعاش عند حديثي الولادة، والقرائن لاكتشاف الفَرْق بين الحركات الطبيعية والنوبات أو الاختلاجات المحتَملة.

هل رعشة الرضيع طبيعية؟

عندما يتحدث الآباء عن ارتعاش حديثي الولادة، فإنهم يشيرون عادةً إلى حركات الرعشة أو الرجفة البسيطة التي عادةً ما تستمر لبضع ثوانٍ فقط. وعلى الرغم من قصر مدة هذه الحركات الاهتزازية، فقد تحدث بشكل متكرر، وقد تلاحظ هذه السلوكيات عندما يكون الطفل نائماً، أو قد ينتفض الأطفال أيضاً استجابةً لحملهم أو تحريكهم أو خوفهم، كما يحدث عندما يسمعون ضوضاء عالية.

في أول شهر أو شهرَين من العمر، من الشائع جداً رعشة الرضيع، سواء كانوا مبتسرين أو ناضجين، أو يتيبَّسون لحظياً عند البكاء. قد تلاحظ أيضاً ارتعاش ذراعَي طفلك أو ساقيه أو فكه، ثم تتوقف تلك الارتعاشات من تلقاء نفسها، ولكن يمكنك المساعدة في تهدئتها من خلال الإمساك برفق بجزء من الجسم الذي يرتجف، ويمكنك أيضاً محاولة إعطاء طفلك اللهاية أو الرضاعة لوقف الارتعاش.

ما سبب رجفة الجسم المفاجئة عند الأطفال؟

أظهرت الأبحاث أن ما يصل إلى ثلثي الأطفال حديثي الولادة يعانون من رعشة خلال الأيام القليلة الأولى من حياتهم، وبعض الأطفال، وخاصة الخدج، يمكن أن يكونوا مضطربين أو متوترين لأسباب مختلفة. معظم حالات رعشة الرضيع لدى حديثي الولادة ليست مدعاة للقلق،  ومن المحتملان تكون أسباب الرجفة عند الأطفال حديثي الولادة أن تكون أحد الآتية:

أولاً: الجهاز العصبي غير الناضج

الأطفال حديثو الولادة لديهم جهاز عصبي غير ناضج، والمسارات التي تنقل الإشارات من الدماغ إلى أجزاء الجسم لم تتطوّر بالكامل بَعْدُ، لذا يمكن أن تبدو حركاتها متشنجة ومضطربة. سيصبح الارتجاف والارتعاش أقل تكراراً بعد الأسابيع القليلة الأولى من الحياة، إذ ينضج الجهاز العصبي للطفل.

قد تبدو ردود أفعال الأطفال الخدج غير متوقعة لبضعة أشهر حتى يتمكنوا من اللحاق بأقرانهم الناضجين، وفي بعض مراحل النمو المبكّرة لدى الأطفال المولودين قبل أوانهم، قد ترتجف أجزاء مختلفة من الجسم للمساعدة على تطور جزء أو رد فعل معيَّن. على سبيل المثال، تساعد نفضات الرأس والأطراف على إعداد الطفل الحديث الولادة لرفع رأسه وتعلم ما يمكن أن تفعله ذراعاه وقدماه.

ثانياً: الحركات الطبيعية أثناء النوم

غالباً ما يلاحظ الآباء ارتعاش أو رجفة عند الأطفال حديثي الولادة أثناء النوم عندما يتوقعون أن يكونوا أكثر استرخاءً، في أثناء النوم، وتشير الأبحاث إلى أن تشنجات النوم التي تحدث وقت القيلولة والنوم ليلاً، والمعروفة أيضاً باسم رمع النوم، تعزز نمو الأطفال الحسي والحركي. عادة ما تحدث هذه الارتعاشات أثناء فترة حركة العين السريعة للنوم، أي بداية النوم.

ثالثاً: المنعكس الجفل (Moro Reflex)

يعد المنعكس الجفل من أسباب الرعشة عند الأطفال الرضع، حيث يقفز الطفل أو يرتعش عندما يُفاجأ، كأن يسمع ضجيجاً عالياً، إذْ يتشنج ويتصلب الجسم كله فجأة، ثم تستقيم الذراعان والساقان بسرعة وتنفتح اليدان، ثم يسحب الطفل ذراعيه وساقيه للخلف بالقرب من جسده. يستمر رَدّ الفعل المفاجئ هذا، المعروف أيضاً باسم منعكس مورو، لبضع ثوانٍ فقط، وسيلاحظ الآباء أن أطفالهم يُظهِرون أحياناً انعكاس مورو في الأسابيع الـ 12 الأولى من حياتهم، وعادة ما يتبدد بعد 6 أشهر عندما يتمكن الطفل من دعم رأسه، وقد يتأخر تبدده قليلاً بالنسبة إلى الذكور عن الاناث.

رابعاً: الكثير من الكافيين في حليب الأم

إذا كنتِ تُرضعين طفلك وتشربين الكثير من المشروبات التي تحتوي على الكافيين، مثل القهوة أو الشاي أو الصودا، فإن الكافيين الذي تستهلكينه يذهب إلى حليب الثدي. لا يمثّل تناول كمية صغيرة من الكافيين مشكلة في العادة، ولكن قد يسبب الإفراط في تناول الكافيين وارتفاعه في لبن الأم، في أن يصبح طفلكِ عصبياً، ويواجه صعوبة في النوم، ويبدأ في إظهار علامات الارتعاش أو التوتر. لهذا، تأكدي من كمية الكافيين التي تتناولينها مع طبيبك. يوصي الخبراء بألّا تتناول الأمهات اللواتي يُرضِعن من الثدي  أكثر من 200 إلى 300 ملليجرام من الكافيين يومياً، وكلما قلّت الكمية أو تخلَّت الأم عن تناول مشروبات الكافيين كان أفضل.

 

ما الأسباب المرَضية لرعشة الرضيع؟

هناك بعض الأسباب المرَضية لرعشة الرضيع. إذا كان طفلك يُظهر توتراً أو رعشة متكررة، وكنتِ تشُكِّين في أي مما يأتي، فمن المهم استشارة طبيب الأطفال في أقرب وقت ممكن: 

أولاً: انخفاض سكَّر الدم

إذا انخفضت مستويات السكَّر في دم الطفل (الجلوكوز)، فقد تكون من أسباب الرجفة عند الأطفال حديثي الولادة. انخفاض نسبة السكَّر في الدم مشكلة شائعة يواجهها حديثو الولادة، خاصة إذا كانت الأم مصابة بسكري الحَمل، أو تسمم الحَمل في أثناء الحَمل. إذا كان انخفاض نسبة السكَّر في الدم هو السبب، فقد تكون التغذية كل ما يتطلبه الأمر، لإعادة مستويات طفلك إلى وضعها الطبيعي ووقف الارتجاف.

ثانياً: اختلالات الكهارل أو نقص الفيتامينات

يمكن أن يؤدي انخفاض الصوديوم في الدم إلى زيادة نشاط العضلات الذي يشبه الارتجاج أو الارتعاش. إذا كان طفلك يعاني من خلل في الإلكتروليت، فقد يحتاج إلى سوائل في الوريد، ويمكن أن تشير حركات الطفل غير الإرادية أيضاً إلى نقص المعادن، مثل نقص كالسيوم الدم أو نقص مغنسيوم الدم، ويمكن أن تكون الرعشات أيضاً علامة مبكّرة على انخفاض مستويات الفيتامين (د) عند الأطفال حديثي الولادة.

ثالثاً: أعراض الانسحاب

يمكن أن يعاني الأطفال الذين يولدون لأمهات يعانين من اضطرابات تعاطي المخدرات أو المواد الموصوفة، من رعشة وارتجاف في الأيام أو الأسابيع التالية للولادة، وقد لا يحتاج بعض الأطفال إلى أي علاج للانسحاب من المخدرات، لكن يعتمد ذلك على الدواء وشدة الأعراض.

ما الفرق بين رعشة الرضيع الطبيعية والاختلاج؟

تَحدُث الاختلاجات لدى ما يقارب 1.5٪ من الأطفال حديثي الولادة، وهي أكثر شيوعاً عند الأطفال المبتسرين. تبدو الاختلاجات مثل الاهتزاز الشديد أو الضرب، وقد تكون حركة اهتزاز متكررة في الذراعين أو الساقين، أو قد تبدو كحركة متكررة للفم واللسان أو الرأس، وقد تبدو النوبة أيضاً وكأنها تقوس أو تصلب دوري ثم إرخاء جزء من الجسم.
 

أحد الأدلة على أن الطفل يعاني من الاختلاج بدلاً من رعشة الرضيع الطبيعية، أنه لا يمكن للوالدين بسهولة إيقاف تلك الحركة بضغط يدوي لطيف. يمكن أن تبدو النوبات كحركات طبيعية وغير ضارة، لهذا، يجب استشارة الطبيب للتفريق بين الاثنين، ويمكن أيضاً تصوير الطفل أثناء تلك الحركة، وعرضها على طبيبه، الذي قد يطلب اختبارات معيَّنة مثل مخطط كهربية الدماغ (EEG)، أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، أو التصوير المقطعي المحوسب (CAT Scan) إذا كان يَعتقد أن طفلك تعرَّض لاختلاجات، لا ارتعاشات طبيعية.

أعراض الاختلاج:

  • حركات وسلوكيات ليست نموذجية للأطفال في ذات العمر.
  • حركات متكررة متطابقة في كل من السِّمات والمدة.
  • الحركات التي لا تحدث بسبب تغير في الموقف أو النشاط.
  • تغير ملحوظ في تعبيرات وجه الطفل وتنفسه ومعدل ضربات قلبه.
  • الحركات المنتَظمة التي قد تحدث في جانب واحد فقط من الجسم، أو تكون متماثلة، على سبيل المثال، تفعل كلا الذراعين الشيءَ نفسه في الوقت نفسه.
  • الاهتزاز الذي لا يمكن إيقافه، إذا كانت ذراع الرضيع ترتجف ويمكنك إيقافها عن طريق الإمساك بذراعه بلطف، فمن المحتمل ألا تكون نوبة صرع.
  • ضع في اعتبارك أنه عندما يبدأ الطفل في الإصابة بنوبات صرع، فقد يكون على ما يرام، ولكن بمرور الوقت، قد تتوقع بعض الأعراض أو المشكلات الأخرى في نموه إذا كان يعاني من نوبات أو تشنجات متكررة.

متى تكون رعشة الرضيع خطيرة؟

إذا لاحظت أن طفلك يعاني من الأعراض الآتية التي تهدد حياته أثناء النوبة المشتبه فيها، فمن المهم طلب الرعاية الطبية على الفور:

  • طفلك لا يستيقظ أو لا يتحرك أو لا يستجيب.
  • يبكي بصوت ضعيف غير معتاد.
  • يُصدِر أصوات شخير جديدة أو أنيناً.
  • ازرقاق المنطقة حول فم الطفل أو أنفه، ما يدل على مشكلات في التنفس.

ختاماً، عندما تلاحظ الارتعاش أو الارتجاف في جزء ما من جسم طفلك، أو كل جسمه، لا تقلق، لكن يجب دوماً تصوير تلك الحركات، والذهاب مع طفلك إلى طبيب الأطفال، الذي سيتمكن من معرفة السبب وإجراء الفحوصات الازمة، إن استوجب الأمر.

 

آخر تعديل بتاريخ
29 يوليو 2024
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.