الكلاميديا والسَّيَلان هما أكثر أنواع العدوى البكتيرية المنقولة جنسيًا شيوعًا. يمكن أن يؤدي كل من الكلاميديا والسَّيَلان عندما يُتركان دون علاج إلى مشكلات صحية أكثر خطورة، وطويلة الأمد، وهذا هو سبب أهمية الخضوع للفحوصات للكشف عنها، بغض النظر عما إذا كنت تعاني من الأعراض أم لا.
بالنسبة للنساء اللاتي تقل أعمارهنّ عن 25 عامًا، والمتزوجون الجدد، يوصي مركز السيطرة على الأمراض بفحص الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي مرة واحدة على الأقل. يمكن أن يساعد فحص الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي في عملية التشخيص والعلاج المبكّر، كما يمكن أن يُقلل التشخيص المبكّر للأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي من خطر المضاعَفات المحتَملة لها. لحسن الحظ، هناك مضادات حيوية يُمْكِنها علاج كل من الكلاميديا والسَّيَلان بشكل فعّال.
سنتعرّف في هذه المقالة على أبرز الاختلافات بين الكلاميديا والسَّيَلان، بما في ذلك أسبابهما وأعراضهما، كما سنتحدث عن كيفية تشخيص كل منها وعلاجه، وما هي التدابير التي يمكن أن تساعد في الوقاية منها.
الكلاميديا والسَّيَلان
الكلاميديا والسَّيَلان كلاهما من الأمراض البكتيرية شديدة العدوى، يمكن أن ينتشرا من خلال الاتصال الجنسي غير المَحمِيّ. غالبًا ما توجد هذه الالتهابات في الأعضاء التناسلية، ولكن يمكن أيضًا العثور عليها في المستقيم والحلق.
تختلف مُسبِّبَات العدوى للكلاميديا والسَّيَلان، فقد يحدث مرض السَّيَلان بسبب بكتيريا النَّيسرِيّة البُنِّيّة (Neisseria gonorrhoeae bacterium)، والمعروفة أيضًا باسم المكوّرات البُنِّيّة، أما مرض الكلاميديا فيحدث بسبب بكتيريا تُسمّى المُتدثِّرة الحثرية (Chlamydia trachomatis).
أعراض الكلاميديا والسَّيَلان
لا يعاني جميع المصابين بالكلاميديا أو بالسَّيَلان من الأعراض، لهذا السبب يمكن أن يؤخِّر عدمُ ظهور الأعراض وقتَ التشخيص، لذا يُنصَح بمراقبة أي أعراض جديدة أو غريبة.
أعراض الكلاميديا
تختلف أعراض الكلاميديا عند الذكور عنها عند الإناث. أبرز الأعراض الشائعة لمرض الكلاميديا عند الإناث:
- احمرار وانتفاخ المهبل.
- حكّة وحرقان في المهبل.
- تغيُّر في الإفرازات المهبلية.
- ألم عند التبوّل.
- الشعور بالحاجة للتبوّل بشكل متكرّر.
- الشعور بالألم عند الجماع.
تشمل أعراض الكلاميديا عند الذكور على الآتي:
- شعور بالحرقان أثناء التبول.
- إفرازات غير عادية من القضيب.
- ألم في البطن، خاصة في أسفل البطن.
- ألم أو انتفاخ في الخصيتَين.
أعراض السَّيَلان
تختلف أعراض مرض السَّيَلان أيضًا بين الذكور والإناث. تشمل الأعراض الأكثر شيوعًا لمرض السَّيَلان عند الإناث ما يلي:
- حكّة أو حرقان أو تورّم أو احمرار في المهبل.
- زيادة الإفرازات المهبلية أو اصفرارها.
- شعور مؤلم أو حارق عند التبوّل.
- كثرة التبوّل بشكل أكثر من المعتاد.
- النزيف بين فترات الحيض، أو التعرّض لفترات حيض طويلة، وأكثر غزارة من فترات الحيض المعتادة.
- الشعور بالألم عند الجماع.
- ألم في البطن أو الحوض.
أكثر أعراض مرض السَّيَلان شيوعًا عند الذكور:
- شعور مؤلم أو حرقة عند التبوّل.
- إفرازات بيضاء أو صفراء أو خضراء من القضيب.
أسباب الكلاميديا والسَّيَلان
يَنتُج كِلَا المَرَضَين عن البكتيريا. تحدث الإصابة بمرض السَّيَلان بسبب بكتيريا النيسرية البُنّية، بينما تُسبِّب بكتيريا المتدثّرة الحثرية مرض الكلاميديا. يمكن لأي شخص نَشِط جنسيًا أن يُصاب بمرض السَّيَلان أو الكلاميديا ، ولكن هناك بعض العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالعدوى. وتشمل على:
- ممارسة الجنس غير المَحمِيّ مع شركاء جدد أو مُتعدِّدين.
- وجود شريك جنسي مصاب بالكلاميديا المؤكّدة أو السَّيَلان، أو أي مرض آخر ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي.
- إذا كنت شابًا ونشِطًا جنسيًا.
- إذا كان لديك حاليًا مرض آخر من الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي.
- إذا كنتُ قد أُصِبت مؤخرًا بمرض آخر من الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي.
علاج الكلاميديا والسَّيَلان
الكلاميديا والسَّيَلان عدوى بكتيرية تتطلّب العلاج بالمضادات الحيوية. لا يمكن علاج أي من العدوى بشكل فعّال في المنزل، وهذا هو سبب أهمية الخضوع للفحوصات لتأكيد التشخيص. إذا تم التأكد من الإصابة بها، استشر الطبيب المختص حول خطة العلاج بالمضادات الحيوية المناسبة لك. بمجرد تشخيص إصابتك بالكلاميديا أو السَّيَلان، سيخبرك الطبيب المختص بخيارات العلاج وخطة الرعاية.
من المحتمل أن يوصي الطبيب المختص بإعادة الاختبار بعد الانتهاء من خطة العلاج الموصَى بها، بالإضافة إلى ذلك، قد يوصي بالخضوع لفحوصات أخرى للكشف عن الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي الأخرى، وسوف يوصي الطبيب أيضًا بالامتناع عن ممارسة الجنس أثناء تناولك للمضادات الحيوية لمدة أسبوع على الأقل بعد الانتهاء من العلاج.
العلاج الأمثل لمرض السَّيَلان هو الحَقْن المضادّ للبكتيريا من سيفترياكسون، في بعض الحالات يتم أخذ مضاد حيوي آخر عن طريق الفم (عادة أزيثروميسين أو دوكسيسيكلين). تُعالَج الكلاميديا عمومًا بجرعة واحدة من أزيثروميسين عن طريق الفم، أو بوصفة من دوكسيسيكلين يؤخذ مرتين يوميًا لمدة أسبوع.
تشخيص الكلاميديا والسَّيَلان
الفحص التشخيصي الأكثر شيوعًا لكلٍّ من المَرَضَين هو اختبار تضخيم الحمض النووي (NAAT) باستخدام عيّنة من البول أو عنق الرحم أو المهبل. عند فحص الكلاميديا عند الإناث، فإن المسحات المهبلية هي أفضل طريقة لضمان جمع عينة كافية. يمكن لمزوّدك أيضًا اختبار السَّيَلان والكلاميديا عن طريق مسح الحلق أو الشرج أو العينين.
مضاعَفات الكلاميديا والسَّيَلان
لسوء الحظ، يمكن أن يؤدي كلٌّ من السَّيَلان والكلاميديا إلى حالات صحية خطيرة عند تركها دون تشخيص أو علاج. لهذا السبب من المهم أن تخضع للفحوصات الطبية إذا كنت نشِطًا جنسيًا.
يمكن أن تحدث المضاعَفات التالية عند كلٍّ من الذكور والإناث:
- عدوى المكوّرات البُنِّيّة المنتشرة (DGI): عدوى تحدث عندما ينتشر السَّيَلان في الدم. يمكن أن يؤدي إلى التهاب المفاصل، والتهاب غمد الوتر (التهاب بطانة الغمد حول الوتر)، أو التهاب الجلد. يمكن أن تكون عدوى المكوّرات البُنِّيّة المنتشرة مهدِّدة للحياة.
- التهاب المفاصل التفاعلي: عندما تُترك الكلاميديا المصحوبة بأعراض أو بدون أعراض دون علاج، يمكن أن يحدث التهاب المفاصل التفاعلي عند كل من الذكور والإناث.
- العقم: في بعض الحالات، يمكن أن تؤدي مضاعَفات السَّيَلان والكلاميديا غير المعالَجَيْن إلى العقم.
يمكن أن تحدث المضاعَفات التالية عند الذكور:
- التهاب البربخ، هو التهاب في الأنبوب الذي يُثَبِّت الخصيتَين في مكانهما. على الرغم من ندرتها، يمكن أن تُسبِّب هذه الحالة العقم.
- التهاب البروستاتا، عدوى تصيب البروستاتا، وتتميز بزيادة السوائل في السائل المنوي. يمكن أن يتسبب التهاب البروستاتا في ارتفاع درجة الحرارة وآلام أسفل الظهر والقذف المؤلم.
يمكن أن تحدث المضاعَفات التالية عند الإناث:
- مرض التهاب الحوض (PID)، وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض، يحدث مرض التهاب الحوض المصحوب بأعراض عند حوالي 10-15 ٪ من النساء اللاتي لا يتلقَّيْن علاجًا من الكلاميديا، لكن يمكن أن يحدث مرض التهاب الحوض أيضًا باعتباره أحد مضاعفات مرض السَّيَلان غير المعالَج.
يمكن أن يُسبِّب مرض التهاب الحوض ألمًا شديدًا في البطن والحوض. بمرور الوقت، يمكن أن يؤدي إلى:
- خراجات داخلية.
- تلف قناتي فالوب.
- العقم.
- زيادة خطر الإجهاض.
- الولادة المبكّرة.
- الحمل خارج الرحم.
المصادر:
https://khealth.com/learn/std/chlamydia-vs-gonorrhea/
https://endinghiv.org.au/blog/what-is-the-difference-between-chlamydia-and-gonorrhoea/