ويعاني عدد من المرضى المصابين بأمراض القلب الخلقية، مثل رباعي فالوت، من مشاكل في الصمام الرئوي منذ الولادة. وبالنسبة للعديد من المرضى، قد يوصى بإصلاح أو استبدال الصمام الضيق.
وحتى العقد الماضي، كان من الممكن استبدال الصمام الرئوي المريض بعملية القلب المفتوح فقط. ونظرًا لأن جميع الصمامات المزروعة جراحيًا لها عمر محدود، فقد خضع المرضى للعديد من العمليات الجراحية على مدار حياتهم لاستبدال الصمام الرئوي. لكن، احدثت القسطرة ثورة في رعاية هؤلاء المرضى.
علامات أمراض الصمام الرئوي
عندما لا يعمل الصمام الرئوي بشكل صحيح، فقد يعيق مرور الدم المتدفق من القلب إلى الرئتين مما يجبر القلب للعمل بجهد أكبر. وقد يتعرض بعض الأطفال الذين يولدون بمرض في الصمام الرئوي لعلامات وأعراض بعد الولادة بفترة وجيزة ومن ثم يحتاجون إلى العلاج الفوري. أو قد لا يسبب مرض الصمام الرئوي أي أعراض ملحوظة إلا بعد سنوات عديدة، وأحياناً حتى سن الكهولة.وقد تشمل علامات وأعراض مرض الصمام الرئوي وفقًا لشدة الحالة؛ ضيق التنفس، التعب والإرهاق، وعدم انتظام ضربات القلب (اضطراب نظم القلب) وفشل القلب.
دواعي إصلاح أو استبدال الصمام الرئوي
1- ارتجاع أو ترهل أو تدلي أو قلس الصمام الرئوي
يحدث ارتجاع أو "تهريب" الصمام الرئوي عندما يسمح الصمّام المصاب للدم بالعودة متدفقًا إلى القلب بدلًا من التدفق بصورة طبيعية إلى الرئتين للحصول على الأكسجين. وأكثر الأسباب شيوعًا للإصابة بارتجاع الصمّام الرئوي هو ارتفاع ضغط الدم الرئوي. تتضمن أسباب ارتجاع الصمام الرئوي الأخرى مرض القلب الخِلقي (على وجه التحديد، رباعي فالو أو مرض الصمام الرئوي الخلقي)، وحدوث عدوى بكتيرية في القلب (التهاب بطانة القلب المعدي)، ووأحياناً بشكل مضاعفات بعد عملية القلب، والحمى الروماتيزمية التي يندر تأثيرها على الصمام الرئوي.2- تضيّق الصمّام الرئوي
يحدث عندما يصبح الصمّام الرئوي سميكًا أو متليفاً مما يُصعّب انفتاحه على نحو سليم ويعيق مرور الدم إلى الشريان الرئوي وللرئتين. وعادة لا يكون سبب تضيّق الصمّام الرئوي معروفًا. وأحيانًا، يصيب الأطفال بسبب مرض خلقي في القلب، أو عدوى جرثومية أو فيروسية للأم أثناء الحمل.3- رتق الصمام والشريان الرئوي
هو عيب خِلقي في القلب حيث يُولد الطفل بدون تكون صمام رئوي واضح السِّمات. وعندها لا يمكن للدم أن يتدفق من البطين الأيمن إلى الشريان الرئوي. وتدفق الدم الوحيد الذي يصل إلى الرئتين يكون عبر ممر مفتوح بين الشريان الرئوي والشريان الرئيسي الذي يمد الجسم بالدم (الشريان الأورطي). قد يكون لدى الأطفال المولودين برتق الصمام الرئوي مشكلات أخرى في القلب.مخاطر جراحات إصلاح أو استبدال الصمام الرئوي
بناء على صحتك ونوع العملية وخبرة فريق الرعاية الصحية، تختلف المخاطر. وقد تشمل:- النزف.
- الجلطات الدموية.
- الخلل في عمل الصمام البديل.
- مشاكل النظم القلبي.
- العدوى.
- السكتة الدماغية.
إصلاح الصمام الرئوي
تحت تأثير التخدير العام، سيتم توصيلك بجهاز مجازة قلبية رئوية، والذي يحافظ على انتقال الدم عبر الجسم في أثناء الإجراء. ويُجرى إصلاح الصمام الرئوي عادةً عن طريق جراحة القلب المفتوح وشق عظمة الصدر (القص)، ثم يعيدوا ربط العظم معًا بعد الجراحة.
عملية إصلاح الرئوي قد تشمل أنواع مختلفة من الإصلاح بما في ذلك:
- فصل وريقات الصمام.
- إعادة بناء وريقة واحدة جديدة أو أكثر باستخدام أنسجة من قلبك مثل نسيج التأمور.
- إزالة الرقع السابقة التي تم وضعها في عملية الإصلاح الأولي لمرض القلب الخلقي، مثل رباعي فالو، وتجميع وريقات الصمام الرئوي معًا لإنشاء صمام سليم.
- إعادة تشكيل أو إزالة النسيج الزائد للسماح للصمام بالإغلاق بصورة أكثر إحكامًا.
ويمكن إصلاح الصمامات الرئوية التي لا تنفتح بشكل كامل بسبب التضيق في الصمام الرئوي عن طريق الجراحة أو بعملية عن طريق قسطرة القلب تُسمى رأب الصمام بالبالون، والتي تجرى تحت التخدير الموضعي وتتطلب إقامة أقصر بكثير في المستشفى من عمليات القلب التقليدية.
أثناء رأب الصمام بالبالون، يقوم طبيبك بإدخال أنبوب رفيع مجوف (قسطرة) في وعاء دموي، ويكون ذلك عادة في منطقة الفخذ، ويمرره إلى قلبك. تحتوي القسطرة على بالون في طرفها وعند نفخ البالون، يتوسع الصمام الرئوي المتضيق، ثم يفرغ الباللون ويخرج من الجسم.
يُستخدم رأب الصمام بالبالون لمعالجة الرضّع والأطفال المصابين بتضيق الصمام الرئوي. إلا أن الصمام يميل إلى أن يتضيق مرة أخرى مع تقدم العمر، وقد تحتاج إذا حدث ذلك إلى عملية إضافية لمعالجة الصمام المتضيق.
استبدال الصمام الرئوي
يستأصل الطبيب في هذه العملية الجراحية الصمام الرئوي ويستبدله بصمام ميكانيكي مصنوع من مواد اصطناعية، أو بصمام بيولوجي مصنوع من أنسجة البقر أو الخنازير.
ويلزم غالبًا استبدال صمامات الأنسجة الحيوية بعد سنوات لأنها تتلف بمرور الزمن. وإذا كان لديك صمام ميكانيكي، فينبغي أن تتناول الأدوية المسيلة للدم طوال عمرك لوقايتك من تخَثُر الدم على الصمام الميكانيكي. وقد تُجرى جراحة استبدال الصمام الرئوي عن طريق جراحة القلب المفتوح التقليدية أو بالتنظير الذي يحتاج إلى شقوق جراحية أصغر من تلك المستخدمة في جراحة القلب المفتوح.
يساعد استبدال الصمام الرئوي بالتنظير على تقليل عدد جراحات القلب المفتوح التي يخضع لها المريض على مدار حياته. كذلك فإن استبدال الصمام الرئوي بالتنظير أقل شيوعًا من جراحة القلب المفتوح التقليدية لأن نجاح تلك الطُرق وأمانها يتوقفان إلى حد كبير على مهارة وخبرة الطبيب والمركز الطبي القائمين بالإجراء.
فعندما تُجرى تلك العمليات التنظيرية على أيدي أطباء مهرة في مراكز متقدمة، فإن نتائج استبدال الصمام الرئوي بالتنظير لا تختلف كثيرًا عن نتائج جراحة القلب المفتوح التقليدية.
ويعد نوع تغيير الصمام الرئوي الأكثر شيوعًا الآن هو تغيير الصمام الرئوي عن طريق القسطرة (استبدال الصمام الرئوي عن طريق القسطرة). وفيها، يُدخل الطبيب قسطرة في الوعاء الدموي الكبير في المنطقة الفخذية أو عبر جدار الصدر ويوصلها إلى القلب. ويتم بعد ذلك في هذا المكان وضع صمام رئوي بديل وجديد وقابل للتمدد في نهاية أنبوب القسطرة. ثم ترفع القسطرة.
* المصادر
Pulmonary Valve Surgery
Pulmonary Valve Repair or Replacement
Transcatheter Pulmonary Valve Replacement (TPVR)