فرط تعرق الطفل الليلي هو أمر شائع إلى حد ما عند الرضع والأطفال الصغار، وفي الواقع، وجدت دراسة أجريت عام 2012، والتي نظرت في 6381 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 7 إلى 11 عامًا، أن ما يقرب من 12 بالمائة يعانون من التعرق الليلي.
ويمكن أن يحدث فرط تعرق الطفل الليلي للأطفال في أي عمر، وقد يحدث بشكل منتظم أو مرة واحدة فقط كل فترة. وفي بعض الأحيان تكون مرتبطة بمشكلات صحية أخرى، مثل تلك التي سنتحدث عنها أدناه، ولكن في بعض الأحيان تحدث بدون سبب على الإطلاق.
أعراض تعرق الطفل ليلاً
فرط تعرق الطفل ليلاً يمكن أن يعني أشياء مختلفة، وقد لا يعاني طفلك طوال النهار من الفرط التعرق، ولكن يبدأ ذلك معه أثناء النوم، فقد يعاني من الأعراض الآتية:
- التعرق الموضعي: وهذا يعني كثرة التعرق في منطقة واحدة فقط، فقد يكون فرط التعرق في فروة الرأس أو الرأس والوجه والرقبة بالكامل، فقد تجد وسادة طفلك مبللة بينما يكون سريره جافاً، كما قد يعاني الأطفال الأكبر سناً من التعرق في منطقة الإبطين فقط أثناء النوم.
- التعرق العام: وهو فرط التعرق في الجسم كله.
وإلى جانب التعرق قد يعاني طفلك من:
- احمرار الوجه أو الجسم.
- دفء الجسم والأيدي.
- رطوبة الجلد بسبب فرط إفراز العَرق.
- الغضب أو البكاء في منتصف الليل بسبب التعرق.
- النعاس أثناء النهار بسبب اضطراب نوم الطفل نتيجة التعرق الزائد.
أسباب التعرق الليلي عند الأطفال
يمكن تقسيم التعرق الليلي إلى نوعين حسب السبب، ويشمل: التعرق الأساسي، وهو التعرق بدون سبب أو لأن الطفل يشعر بالدفء الشديد، والتعرق الثانوي، وهو التعرق في كل الجسم لأسباب صحية، وتشمل الأسباب المحتملة لفرط التعرق الليلي لدى الأطفال ما يلي:
-
الغرفة الدافئة
التعرق الليلي شائع عند الأطفال، وبشكل خاص عند الرضع والأطفال الصغار، فوضع طفلك لينام مع الكثير من البطانيات أو في غرفة دافئة جداً يمكن أن يزيد من حالة فرط تعرق الطفل ليلاً، وكما أن الأطفال في سن مبكر لم يتعلموا التخلص من الملابس أو الفراش الثقيل، وللتذكير يجب ألا يكون لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنة واحدة أي وسائد أو بطانيات أو أي أشياء أخرى في سريرهم معهم.
-
بدون سبب
إذا قمت بخفض مستوى التدفئة وكان يرتدي طفلك الصغير لباسًا داخليًا خفيفًا، لكنه ما يزال يتعرق بشكل مفرط ويبلل فراشه، لذا يحدث فرط تعرق الطفل ليلاً بدون سبب على الإطلاق، فليس من الضروري أن يكون فرط تعرق الطفل بسبب صحي أو لدواعي مَرَضية دائماً، حيث إن الطفل الصغير يمتلك عدداً أكبر من الغدد العَرَقية لكل قدم مربع مقارنة بالبالغين، وذلك لأن الطفل أصغر حجماً وجسمه أقل مساحة، بالإضافة إلى ذلك فإن أجسامهم الصغيرة لم تتعلم بعد كيفية موازنة درجة حرارة الجسم بخبرة مثل أجسام البالغين، وهذا يمكن أن يؤدي إلى التعرق أثناء الليل دون سبب على الإطلاق.
-
أسباب وراثية
في بعض الأحيان قد يكون طفلك نسخة مصغرة منك على المستوى الجيني، فإذا كنت عرضة للتعرق كثيراً فقد يكون ذلك أمراً وراثياً في العائلة، فقد يكون لدى طفلك نفس الجينات الصحية التي تجعل الغدد العَرقية تعمل بشكل مفرط.
-
تغيرات هرمونية
قد يعاني الأطفال الأكبر سناً من التعرق الليلي بسبب التغيرات الهرمونية، ويمكن أن يبدأ البلوغ في وقت مبكر من عمر 8 سنوات عند الفتيات و9 سنوات عند الفتيان، ويمكن أن يؤدي البلوغ المبكر إلى فرط التعرق العام أو التعرق الليلي في البداية، والفرق هو ظهور رائحة العَرق، فإذا بدأت رائحة الجسم تظهر لدى طفلك فقد يكون سبب التعرق الليلي هو دخول البلوغ حياة طفلك.
ما هي الأمراض التي تسبب فرط تعرق الطفل ليلاً ؟
التعرق الليلي كعَرَض لا يجزم دائماً بوجود أي مشكلة صحية أو مَرضية، وقد يكون بدون سبب ولا يدعو للقلق، أو لا يحتاج إلى أي فحوصات أو مراجعات طبية، لكن هناك بعض الأمراض التي إذا أصيب بها الطفل يكون أحد أعراضها التعرق الليلي، ويكون أيضاً مصاحباً لمجموعة من الأعراض الأخرى، وتشمل هذه الأمراض ما يلي:
-
الزكام
قد يكون سبب فرط تعرق الطفل الليلي لدى طفلك هو أنه يعاني من نزلة برد، ونزلات البرد عادة ما تكون عدوى فيروسية غير ضارة. والأطفال الذين تقل أعمارهم عن 6 سنوات هم الأكثر عرضة للإصابة بنزلة البرد، ومن المحتمل أن يصاب بالبرد مرتين أو ثلاث مرات في السنة أيضاً، وتستمر الأعراض عادة ما يزيد قليلاً عن أسبوع.
-
صحة الأنف والحنجرة والرئة
قد يكون فرط تعرق الطفل الليلي مرتبطاً أيضاً بحالات صحية شائعة أخرى، فمن المرجح أن يكون لها علاقة بالأنف والحنجرة والرئتين. ولن يعاني كل طفل مصاب بإحدى هذه الحالات الصحية من التعرق الليلي، لكن الأبحاث الطبية وجدت أن الأطفال الذين يعانون من التعرق الليلي كانوا أكثر عرضة للإصابة بمخاوف صحية أخرى، مثل:
- الحساسية.
- الربو.
- سيلان الأنف من الحساسية.
- ردود فعل حساسية الجلد مثل الأكزيما.
- توقف التنفس أثناء النوم.
- التهاب اللوزتين.
- فرط النشاط.
- الغضب أو مشكلات المزاج.
-
الالتهاب الرئوي الناتج عن فرط الحساسية
قد بدأنا الآن في الخوض في الأمور الأكثر جدية، لكن ضع في اعتبارك أن هذه الأشياء نادرة جدًا أيضًا، والالتهاب الرئوي الناتج عن فرط الحساسية (HP) هو نوع من التهاب الرئة (تورم واحمرار) يشبه الحساسية، ويمكن أن يحدث من استنشاق الغبار أو العفن.
ويمكن أن يعاني كل من البالغين والأطفال من هذه الحالة، يمكن أن يبدو HP مثل الالتهاب الرئوي أو عدوى في الصدر، لكنه ليس عدوى ولا يتحسن بالمضادات الحيوية.
يعد HP أكثر شيوعًا عند الأطفال الذين يعانون من الربو والحساسية الأخرى، ومن أبرز أعراضه فرط التعرق الليلي خاصة عند الأطفال، وفرط التعرق الليلي عَرَض غير جازم بإصابة الطفل للالتهاب الرئوي الناتج عن فرط الحساسية، بل يشمل أيضاً مجموعة من الأعراض الأخرى.
هل التعرق الليلي دليل على السرطان؟
إذا كان طفلك يعاني من التعرق الليلي فقط فيمكنك التأكد تماماً من عدم إصابته بالسرطان، وتعتبر الأورام اللمفاوية وأنواع السرطان الأخرى سبباً نادراً جداً للتعرق الليلي، إذ يمكن أن تحدث ليمفوما هودجكين عند الأطفال دون سن 10 سنوات، ولحسن الحظ؛ نسبة شفاء هذا النوع من سرطان الغدد الليمفاوية تزيد عن 90% مع العلاج.
ويجب أن يكون سرطان الغدد الليمفاوية والأمراض المماثلة الأخرى بعيدة جدًا عن التسبب في أعراض مثل التعرق الليلي. لذا، فمن غير المرجح أن يكون هذا هو سبب تعرق طفلك أثناء النوم، فهناك أعراض أكثر شيوعاً للإصابة بالسرطان، مثل الحمى وضعف الشهية والغثيان والقيء وفقدان الوزن وصعوبة البلع والتنفس والسعال.
ما هو الحل للتخلص من التعرق؟
على الأرجح لا يحتاج طفلك إلى أي علاج على الإطلاق، ويُعَد التعرق العَرَضي وحتى المنتظم أثناء النوم أمرًا طبيعيًا لدى العديد من الأطفال، وخاصة الأولاد، وعادة لا يهدف الأطباء إلى معالجة التعرق الليلي، ولكن بدلاً من ذلك يهدفون إلى معالجة السبب الكامن وراء التعرق الليلي، وقد يشمل ذلك علاج حالة صحية كامنة أو تغيير الأدوية، كما تعتمد خيارات العلاج على نوع وسبب فرط التعرق لدى طفلك الأولي أو الثانوي، ومع ذلك ليس من الممكن دائماً منع حدوث التعرق الليلي، فما عليك إلا أن تقوم بالخطوات الآتية:
- حاوِل أن تُلبس طفلك بيجامات أخف وزناً، واختَر فراشاً خفيفاً واخفض التدفئة ليلاً.
- إذا كان هناك سبب صحي أساسي مثل نزلات البرد أو الإنفلونزا، فمن المرجح أن يختفي التعرق الليلي بمجرد شفاء طفلك من الفيروس.
- يمكن أن يساعد علاج الحالات الصحية الأخرى والحفاظ عليها مثل الربو والحساسية في السيطرة على التعرق الليلي لدى بعض الأطفال.
- قد يقوم طبيب الأطفال بعمل اختبار لعَرَق طفلك لاستبعاد الحالات الأخرى، وهذه الاختبارات تكون بسيطة وغير مؤلمة، ويمكن إجراؤها في عيادة الطبيب مثل:
- اختبار اليود النشا، حيث يتم مسح المحلول على جلد طفلك للعثور على المناطق الشديدة التعرق.
- اختبار الورق، حيث يتم وضع ورق من نوع خاص على المناطق التي يتعرق فيها طفلك كثيراً، ويمتص الورق العَرق ثم يتم وزنه لمعرفة شدة التعرق.
متى يتوجب عليك زيارة الطبيب
أخبر طبيبك إذا كان طفلك يعاني من أعراض أو مشكلات صحية قد تكون مرتبطة بالتعرق الليلي، فالحالات المزمنة مثل الربو والحساسية يمكن أن تسبب التعرق الليلي، ويمكن أن تؤدي العدوى أيضًا إلى التعرق. هناك بعض الأعراض التي يجب أخذ الحيطة من تطورها.
احصل على رعاية طبية عاجلة إذا كان طفلك يعاني أيضًا من الحمى التي تستمر لأكثر من يومين، أو إذا كانت تزداد سوءًا، راجع طبيب طفلك أيضاً إذا كانت رائحة جسم طفلك مختلفة أو كريهة، فقد تكون بسبب التغيرات الهرمونية الطبيعية أو مرتبطة بحالات أخرى. تشمل الأعراض التي يجب إخبار طبيبك عنها ما يلي:
- الشخير.
- التنفس الصاخب.
- التنفس عن طريق الفم.
- الصفير.
- ضيق في التنفس.
- ألم الأذن.
- تصلب الرقبة.
- رأس مرن.
- فقدان الشهية.
- فقدان الوزن.
- القيء الشديد.
- إسهال.
ختاماً، يمكن أن يحدث التعرق الليلي عند الأطفال لعدة أسباب، وفي بعض الأحيان يتعرق الأطفال وخاصة الأولاد ليلاً دون أي سبب صحي على الإطلاق، وفي معظم الحالات لن يحتاج طفلك إلى العلاج من فرط التعرق الليلي، لذا ننصح بالتحدث إلى طبيب الأطفال إذا كانت لديك أي مخاوف.