صحــــتك

دراسة: بطانة الرحم المهاجرة لا تسبب الولادة المبكرة

الصورة
ذكرى القيسي

تتوالى الأبحاث العلمية ونتائجها والتي تكشف يوما بعد يوم جوانب من الحياة كانت مبهمة سابقا أو تصحح معلوماتنا السابقة عنها.

 

بطانة الرحم لا تزيد خطر الولادة المبكرة

توصلت دراسة حديثة أجريت في فرنسا، وشملت أكثر من 1300 امرأة من مراكز صحية متعددة، إلى أن وجود بطانة الرحم المهاجرة لا يزيد من احتمالية حصول الولادة المبكرة لدى النساء، وهو ما ينافي ما بينته الدراسات السابقة وعكف على العمل بمقتضاه في العديد من مراكز رعاية الحوامل حول العالم.

 

وأضافت الدراسة الحديثة أن مراقبة الحوامل اللواتي تم تشخيص وجود بطانة الرحم المهاجرة لديهن لمنع الولادة المبكرة قد لا تكون ضرورية.

ويضيف فريق البحث، بقيادة الدكتور لويس مارسيلين (الحاصل على دكتوراه في الطب والذي يعمل في قسم أمراض النساء والتوليد في جامعة باريس في فرنسا): "إن اختلاف أنماط المرض (بطانة الرحم المهاجرة) لا يزيد أو يؤثر في احتمالية الولادة المبكرة".

 

وهذا يخالف أيضا الدراسات القليلة السابقة عن هذا الموضوع، والتي أظهرت أن خطر الولادة المبكرة يكون أكثر وضوحًا لدى النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة العميقة مقارنة بالنساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة في المبيض.

 

وعن تأثير بطانة الرحم المهاجرة على نتائج الولادة يقول الدكتور مارسيلين: "لا يُعرف سوى القليل عن تأثير بطانة الرحم الهاجرة على نتائج الولادة، وعلى عكس الدراسات السابقة، فإننا لم نلاحظ أي فروق في خطر الولادة المبكرة بين النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة وأولئك النسوة غير المصابات به، حتى بعد تعديل النتائج وفقًا لتأثير عوامل أخرى في حصول الولادة المبكرة".

 
حيث أخذ الباحثون في الحسبان عمر الأم، مؤشر كتلة الجسم قبل الحمل، بلد الولادة، عدد المرات التي ولدت فيها المرأة، الولادة القيصرية السابقة، وتاريخ حصول ولادة مبكرة لدى المرأة سابقا، وبعد ضبط عوامل الإرباك المحتملة، لم تترافق الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة مع حصول ولادة مبكرة.

ولم يجد الباحثون فرقا في احتمالية حصول الولادة المبكرة باختلاف نوع الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة والتي تشمل بطانة الرحم المهاجرة من النوع السطحي المعزول والتي تصيب الغشاء المحيط بالأمعاء، بطانة الرحم المهاجرة والتي تصيب المبيض، والنوع العميق الذي يصيب الأنسجة العميقة للرحم.

 

وهذا يعني عدم الحاجة إلى مراقبة الحمل لدى النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة خارج البروتوكولات العادية، ولكنه يتطلب القيام بالمزيد من الأبحاث حول احتمالية وجود تأثيرات سلبية أخرى لبطانة الرحم المهاجرة في الفترة المحيطة بالولادة أو التسبب بمضاعفات محددة تكون نادرة.

 

آراء مخالفة لنتائج هذه الدراسة

من الطبيعي أن تكون هناك آراء مغايرة ومشككة أحيانا لنتائج الدراسة الجديدة، خاصة أنها تنقض ما كان متعارفا عليه سابقا في الأوساط الطبية من كون الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة تزيد من احتمالية حصول الولادة المبكرة. 


وهنا تقول الدكتورة دانييلا كاروسي مديرة التوليد الجراحي والتشوهات المشيمية في قسم التوليد وأمراض النساء في مستشفى بريجهام والنساء في بوسطن/ ماساتشوستس، إن الصعوبة في تصميم الدراسة تكمن في أن الولادة المبكرة ليست مشكلة واحدة أو مرضًا واحدًا، إذ يمكن أن يتسبب العديد من المشاكل الصحية المختلفة بحصول الولادة المبكرة. ففي بعض الأحيان، يمكن أن تحصل الولادة المبكرة نتيجة لعدوى أو التهاب أو نزيف في الرحم أو ارتفاع ضغط الدم لدى الأم.


وتضيف الدكتورة كاروسي أن هذه الدراسة تجمع كل هذه الأشياء معًا ومن المحتمل تمامًا أن يكون لبطانة الرحم المهاجرة تأثير كبير في أحد الأسباب المذكورة أعلاه وليس لها تأثير على بقيتها، إلا أن تصميم الدراسة لن يكون قادرًا على تحديد ذلك.

وفي نهاية كلامها عن الدراسة أثنت الدكتورة كاروسي عليها، وقالت إن الدراسة تمت بشكل جيد وتضمنت عينة كبيرة من النساء وإنه من المهم التحدث عن مضاعفات الحمل التي تمت مناقشتها قليلاً. وقالت إن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة وأطباءهن يركزون بشكل أكبر على الحمل والحديث عن طول فترة حملهن.

آراء مؤيدة للدراسة

في تعليق مشترك لكل من الدكتور ليزو سافاليني ( Liisu Saavalainen ) والدكتور اوسكاري هايكيهيمو ( Oskari Heikinheimo ) الحاصلين على شهادة الدكتوراة في الطب والعاملين في قسم أمراض النساء والتوليد في مستشفى جامعة هلسنكي / فنلندا، كتبا أن العديد من الدراسات السابقة اقترحت أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة تزيد لديهن خطورة حصول الولادة المبكرة، وأن هذه الدراسات كانت في الغالب بأثر رجعي واختلفت في طريقة تصنيف الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة والطريقة التي تم اختيار المرضى خلالها، إضافة إلى أن معظم النساء في هذه الدراسات كن يعانين عادة من ضعف الخصوبة.

وأضافا أن الدراسة التي أجراها مارسيلين وزملاؤها تختلف عن الأبحاث السابقة ذات الصلة بالموضوع في كونها قيمت خطر الولادة المبكرة لدى النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة وغير المصابات به من العديد من مراكز الأمومة في فرنسا، وتم تصنيف النساء المصابات على حسب شدة مرضهن. وإن هذه الدراسة لم تكن بأثر رجعي ولقد تحدثت نتائج معظم الدراسات السابقة عن هذا الموضوع.


وتبدو هذه النتائج قيّمة ومريحة، وهناك ايضا خبر سار أنها قد حفزت على القيام بدراسات جديدة حول مخاطر الحمل المرتبطة بمختلف أنواع الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة.

آخر تعديل بتاريخ
15 فبراير 2022
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.