صحــــتك

الوحمات والعلامات الولادية، هل هي خطرة؟

الوحمات والعلامات الولادية

مع ولادة مولودنا الجديد، يولد معه شعور عميق بالحب والحنان، يرافقه فضول يدفعنا لمراقبة كل تفصيل في جسده الصغير بدقة وعناية، وقد نُفاجأ أحيانًا بوجود بعض العلامات على جسمه تثير تساؤلاتٍ حول طبيعتها وسبب ظهورها، ونخشى أن تكون علامة على وجود مرض أو خلل ما عند الطفل. في هذا المقال، سنقدِّم إجابات على تلك التساؤلات التي تدور في رأس الأبوين والتي قد تُقلق بالهم، فما هي الوحمات (العلامات الولادية)؟ وما هي أنواعها؟ ومتى تستدعي هذه العلامات مراجعة الطبيب لفحصها؟

ما هي الوحمات (العلامات الولادية)؟

الوحمات أو العلامات الولادية هي علامات ملونة تظهر على جلد المولود في أي مكان في الجسم عند الولادة أو بعدها بفترة قصيرة، وقد تظهر هذه العلامات بألوان وأشكال وأحجام مختلفة. هناك عدة جوانب يجب الانتباه إليها عند ملاحظة هذه العلامات، والتي تساعد في تحديد نوعها وما إذا كان يجب استشارة الطبيب بشأنها. وتشمل هذه الجوانب لونها، ومكانها، وحجمها، وشكلها، وما إذا كانت بارزة أم مسطحة.

ما هي أنواع الوحمات عند حديثي الولادة؟

تتنوع العلامات الولادية التي تظهر على أجساد المواليد وتختلف في أشكالها، وألوانها، وأحجامها، ومواقعها، وتنقسم إلى نوعين رئيسيين وهما الوحمات الصبغية والوحمات الوعائية (الموحمات الدموية).

ما هي الوحمات الصبغية؟

تظهر الوحمات الصبغية عند الولادة أو بعدها بفترة قصيرة، وتتسم باللون البني الداكن أو الأسود، ويمكن تصنيفها إلى نوعين بحسب حجمها:

الشامات الصغيرة

تظهر الشامات عند طفل واحد من بين كل 100 مولود جديد، وغالبًا ما تكون الشامات الولادية صغيرة، أي يقل قطرها عن 7.5 سم. تنمو هذه الشامات عادة مع الطفل، وعادة لا تسبب الشامات الولادية أي مشكلات، إلا أنها نادرًا ما تتطور إلى نوع من أنواع سرطان الجلد الخطير (الميلانوما) في وقت لاحق. وعلى الرغم من أنه لا داعي للقلق فورًا بشأنها، فإنه من المهم مراقبة هذه الشامات بعناية، وإجراء فحص دوري لها من قِبل طبيب الأطفال. وإذا لاحظ طبيب الأطفال أي تغيير في لونها أو حجمها أو شكلها، فقد يُحيل الطفل إلى أخصائي أمراض جلدية للأطفال لتقييم الحاجة إلى إزالتها أو المتابعة الدقيقة لها.

الشامات الكبيرة

تعتبر هذه الشامات الأكثر خطورة، وتتميز بقطرها الذي يتجاوز 7.5 سم، وقد تكون مسطحة أو مرتفعة قليلًا عن سطح الجلد، كما قد ينمو عليها الشعر في بعض الأحيان، على الرغم من أن الشامة الصغيرة أيضًا قد ينمو عليها الشعر أحيانًا. وعلى الرغم من ندرة حدوثها، فهي تظهر عند طفل واحد تقريبا من بين كل 20000 مولود جديد، إلا أنها أكثر أنواع الشامات عرضة للتحول والتطور إلى سرطان الجلد. لذا، من الضروري مراقبة الشامات الكبيرة ومتابعتها بدقة من قِبل الطبيب.

ومن الجدير بالذكر أن هذين النوعين من الشامات يظهران عند الولادة، أما الشامات التي تظهر بعد فترة من ولادة الطفل فهي غالبًا لا تشكل أي خطر صحي يستدعي القلق. ومع ذلك، عند ملاحظة عدم انتظام في شكل الشامة، أو تلونها بعدة ألوان، أو إذا كان قطرها أكبر من قطر الممحاة الخلفية الموجودة في أقلام الرصاص، يُفضل مراجعة الطبيب لفحصها ومتابعتها.

ولا يفوتنا هنا ذكر النمش، الذي ليس له علاقة بالعلامات الولادية، ولكنه يعتبر من التلونات الجلدية التي قد يُظن أنها ذات علاقة بالعلامات الولادية. نوضح أن النمش هو من العلامات المكتسبة (ليست ولادية أو خلقية)، ويظهر بعد الولادة بفترة تتراوح بين سنتين إلى أربع سنوات. تظهر هذه العلامات الجلدية في مناطق الجسم المعرَّضة للشمس، ويزداد حجمها ويصبح لونها أغمق أثناء فصل الصيف، وتخف حدتها في فصل الشتاء. وعادةً ما يكون النمش متوارثًا في عائلات معينة، إلا أنه لا يسبب أي مشكلات صحية عند ظهوره عند الأطفال.

ما هي الوحمات الوعائية (الوحمات الدموية)؟

تنشأ الوحمات الوعائية نتيجة نمو غير طبيعي في الأوعية الدموية في الجلد أثناء فترة الحمل، وتظهر هذه الوحمات باللون الوردي أو الأحمر عندما يحدث نمو غير طبيعي في الأوعية الدموية الموجودة في المناطق السطحية في الجلد، بينما تظهر الوحمات باللون الأزرق عندما يحدث نمو غير طبيعي في الأوعية الدموية الموجودة في المناطق العميقة من الجلد. وتنقسم هذه الوحمات حسب حجم الأوعية التي يحدث فيها النمو غير الطبيعي إلى الأنواع الآتية:

بقعة السلمون (عضّة اللقلق)

تُعد بقعة السلمون من أكثر الوحمات شيوعًا عند الأطفال حديثي الولادة، إذ تصيب ما يقارب 50% منهم. تظهر هذه البقع على شكل بقع مسطحة ذات لون وردي أو أحمر، وتنتج عن نمو غير طبيعي للأوعية الدموية في منطقة محددة من الجلد. تظهر هذه البقع على الجفون أو العنق أو الجبهة، وتختفي هذه البقع بعد فترة زمنية معينة.

فمثلًا، تختفي البقع الموجودة على الجفون بعد بضعة أشهر من الولادة، بينما قد تحتاج البقع الموجودة على الجبهة إلى حوالي أربع سنوات لتختفي تمامًا، وأيضًا تستغرق البقع الموجودة على العنق أربع سنوات أو أكثر لتختفي. تصبح هذه البقع داكنة أكثر أثناء البكاء، ولكنها لا تعتبر من المشكلات الصحية التي تستدعي زيارة الطبيب لمتابعتها.

الورم الوعائي الدموي الولادي (بقعة الفراولة)

الورم الوعائي الدموي الولادي هو نوع من الوحمات الجلدية التي تنشأ بسبب نمو غير طبيعي للشعيرات الدموية في منطقة معينة من الجلد، وهو من الوحمات الشائعة، إذ يظهر لدى طفلين من كل 100 طفل حديثي الولادة. وغالبًا ما يظهر هذا الورم على الجلد في الرأس، والرقبة، والجذع، ويمكن أن يظهر في أماكن أخرى من الجسم. تكون هذه الوحمة موجودة عند الولادة، ولكن لا يمكن ملاحظتها إلا بعد مرور شهر إلى شهرين من الولادة.

خلال الأشهر الستة الأولى، تنمو الأورام الوعائية بسرعة كبيرة، مما قد يثير قلق الوالدين. ولكن في كثير من الأحيان، تتوقف عن التوسع، وتبدأ في التسطح أو حتى الاختفاء مع مرور الوقت، والذي قد يصل إلى سن تسع سنوات. لذلك، يُفضل عند ظهور هذا النوع من الوحمات مراجعة طبيب الأطفال لمتابعتها وإعطاء النصائح اللازمة بشأنها. غالبًا ما يشعر الوالدان بالانزعاج من هذه الوحمات إلى درجة البحث عن أي طريقة لإزالتها فورًا، ولكن هذا القرار قد يكون خاطئاً، فمعظم هذه الوحمات تختفي خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل دون الحاجة إلى إزالتها.

أما الحالات التي تستوجب علاج الأورام الوعائية أو إزالتها فهي:

  • إذا كانت الوحمات قريبة من الأعضاء الحيوية في الجسم، مثل العين أو الفم.
  • إذا كانت الوحمات تنمو بشكل أسرع بكثير من المعتاد.
  • إذا كانت الوحمات تنزف بغزارة.
  • إذا أصيبت الوحمات بالعدوى.
  • إذا كانت الوحمات في الوجه، وذلك لتجنب الوصمة الاجتماعية التي قد يعاني منها الطفل، وكذلك لقلة حدوث الندب بعد إزالتها في هذا العمر. ويتم اتخاذ هذا القرار بالتشاور مع طبيب الأطفال، وطبيب الأمراض الجلدية للأطفال، وجراح التجميل الذي سيقوم بإجراء العملية.

في حالات نادرة، قد تكون هناك أورام وعائية بأعداد كبيرة على الوجه والجذع العلوي. في هذه الحالات، قد يطلب الطبيب إجراء المزيد من الفحوصات لاحتمال وجود هذه الأورام على الأعضاء الداخلية للجسم.

الوحمات الخمرية (بقع النبيذ)

هي نوع من الوحمات الجلدية ناتجة عن نمو غير طبيعي للأوعية الدموية الصغيرة، عادة ما تكون موجودة عند الولادة على الوجه أو الأطراف على جانب واحد من الجسم، وتكون ذات لون أحمر داكن، وقد تظهر في أماكن أخرى من الجسم. وعلى عكس الأورام الوعائية، غالبًا ما تبقى هذه البقع ولا تتلاشى بمرور الوقت. وبالرغم من أن هذه البقع لا تسبب مشكلات صحية في العادة، فإن وجودها في الجفن العلوي أو الجبين قد يشير إلى احتمال وجود مشكلة صحية أخرى تعرف بمتلازمة ويبر، أما وجودها مباشرة حول العين فقد يشير إلى احتمال إصابة العين بالزرق (الجلوكوما). من الضروري فحص بقع النبيذ من وقت لآخر لتقييم حجمها وموقعها ومظهرها، وإذا كان طفلك غير راضٍ عنها، يمكن استخدام مكياج خاص لإخفائها، أو قد يلجأ بعض الأطباء إلى استخدام الليزر في علاجها.

آخر تعديل بتاريخ
16 يوليو 2024
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.