* أولا: مقدمة عن الهرمونات التناسلية
ربما يجب - قبل أن نناقش الاضطرابات في هذه الهرمونات - أن نشرح الوضع الفسيولوجي الطبيعي، وكما ذكرنا من قبل، يتم التحكم في أغلب هرمونات الجسم عن طريق تحت المهاد المخي Hypothalamus الذي يستحث الغدة النخامية التي تفرز هرمونات مثل الهرمون اللوتيني (luteinizing hormone LH)، والهرمون المنشط للحويصلة Follicle stimulating hormone FSH.
تعطي هذه الهرمونات الأمر للأعضاء التناسلية لتفرز الهرمونات الجنسية، وهي الهرمونات التي يتم إفرازها من المبيض والخصية - بشكل أساسي - لتكسب الشخص الصفات الجنسية الأولية والثانوية. والهرمونات المسؤولة عن الصفات الأنثوية تعرف بالاستروجينات، بينما تعرف تلك المسؤولة عن الصفات الذكوية بالأندروجينات.
* الهرمونات الذكورية
عند الذكور تفرز هذه الهرمونات (FSH & LH) من الغدة النخامية على شكل نبضات (بشكل متقطع)، حيث يوجد أعلى تركيز منها في الصباح الباكر وأقل تركيز في المساء، ويؤثر الهرمون اللوتيني على بعض خلايا الخصية ليحفزها على إنتاج هرمون التستوستيرون Testosterone. في المقابل، فإن دور الهرمون المنشط للحويصلة ليس معروفاً أو محدداً بشكل واضح عند الذكور، لكنه يعمل بشكل عام على تحفيز عملية إنتاج الأمشاج (الحيوانات المنوية) وإنتاج الهرمون المسمى إنهبين Inhibin.
تعمل هرمونات الذكورة على تكوين الأعضاء التناسلية الذكرية داخل الرحم، كما تساعد على ظهور وبقاء الصفات الذكورية الثانوية، مثل خشونة الصوت، وتساعد في تكوين الكتلة العضلية والعظمية، وظهور الرغبة الجنسية والأداء الجنسي لدى الرجال.
* الهرمونات الأنثوية
أما لدى السيدات فالقصة تختلف كثيرا؛ حيث يعمل المبيضان الموجودان على جانبي الرحم على إنتاج البويضات وإفراز الهرمونات الجنسية (الإستروجين والبروجسترون). هذه العملية تتم بترتيب دقيق ومحكم بين تحت المهاد المخي والغدة النخامية والمبيض لتنظيم عملية الطمث أو ما يعرف بالدورة الشهرية للمرأة.
في البداية يعمل الهرمون المنشط للحويصلة على نمو الحويصلة التي تحتوي على البويضة داخل المبيض وعلى إفراز الإستروجين منها. بعدها يستحث الهرمون اللوتيني عملية التبويض وإفرز البروجيسترون من الجسم الأصفر (حيث تتحول الحويصلة بعد خروج البويضة إلى الجسم الأصفر).
تعمل الإستروجينات على تكوين وبقاء الأعضاء الجنسية الأنثوية والصفات الأنثوية الثانوية. تساعد هذه الهرمونات بالتعاون مع البروجستيرون على تنظيم دورة الطمث ونمو الثدي والرحم، وكذلك على استمرار الحمل. تلعب هذه المجموعة أيضا دورا مؤثرا في تنظيم أيض الكالسيوم، وفي المحافظة على كثافة العظام لدى السيدات، وهو ما يفسر نقص مستوى المعادن وحدوث هشاشة العظام والكسور لدى السيدات بعد انقطاع الطمث نتيجة نقص هذا الهرمون.
يفرز هذا الهرمون في المعتاد من المبيض قبل وبعد التبويض، لكنه يفرز أيضا بشكل أساسي من المشيمة أثناء الحمل. أما البروجسترون فبالإضافة إلى دوره في تنظيم دورة الطمث، فهو يعمل على تجهيز الرحم وإعداده لاستقبال البويضة المخصبة إذا حدث الحمل. يفرز هذا الهرمون من المبيض أثناء الدورة ومن المشيمة أثناء الحمل.
حين يتوقف الطمث بشكل نهائي بسبب عدم قدرة المبيض على إنتاج البويضات تعرف الحالة بانقطاع الطمث Menopause. وتنتج هذه الحالة بسبب عدم قدرة المبيض على إنتاج كميات كافية من الإستروجين. متوسط سن انقطاع الطمث في الولايات المتحدة هو 51 عاما، لكن هذا العمر ليس ثابتا بالطبع. وبشكل عام يصنف حدوث انقطاع الطمث قبل سن 40 عاما باعتباره فشلا مبكرا في المبيض. وعادة ما تبدأ التغيرات الهرمونية قبل سن انقطاع الطمث بحوالي 5 سنوات مع ضعف استجابة المبيض للتحفيز الذي يتم عن طريق هرمونات الغدة النخامية وعدم انتظام الدورة الشهرية.
* الهرمونات التناسلية ووظائفها والتحاليل الخاصة بها
1. الهرمون المنشط للحويصلة (Follicle-stimulating hormone (FSH
يتم قياس نسبة هذا الهرمون في الحالات التالية:
- حالات العقم من أجل تقييم وظائف الغدد التناسلية (الخصية أو المبيض)، وكذلك وظيفة الغدة النخامية.
- يساهم هذا التحليل في تشخيص أسباب اضطرابات الدورة الشهرية وتأكيد حدوث انقطاع الطمث.
- يتم قياس نسبة هذا الهرمون لدى الأطفال أيضا من أجل تقييم أسباب حدوث البلوغ المبكر أو المتأخر.
- متى يرتفع الهرمون؟
يرتفع مستوى هذا الهرمون لدى السيدات بعد انقطاع الطمث، أما لدى الرجال فارتفاع مستوى الهرمون عادة يعني وجود مشكلة في الخصية، وهو ما قد يحدث نتيجة مشاكل في نموها أثناء الصغر أو بسبب عدوى فيروسية أو الإصابة أو التعرض للإشعاع أو بسبب أمراض المناعة الذاتية أو الإصابة بالأورام في ما بعد.
- متى ينخفض الهرمون؟
في المقابل، قد ينخفض مستوى هذا الهرمون لدى الجنسين في حالة وجود مشاكل في الغدة النخامية أو تحت المهاد المخي.
- الاستعدادات الخاصة قبل التحليل
لا توجد استعدادات خاصة لعمل هذا التحليل، لكن قد يتم طلب هذه العينة في يوم معين من أيام الدورة الشهرية، ويقوم الطبيب بمقارنة النتيجة مع النتيجة الطبيعية في هذه الفترة من الدورة.
- أدوية تؤثر على مستويات الهرمونات
قد يرتفع مستوى هذا الهرمون مع استخدام بعض الأدوية مثل بعض أدوية القلب (الديجيتاليس Digitalis)، والأدوية المنشطة للمبيض (كلوميفين Clomiphene)، أو التي تستخدم في علاج مرض باركنسون (ليفودوبا Levodopa).
في المقابل، قد ينخفض مستوى الهرمون مع استخدام أدوية منع الحمل والهرمونات، كما ينخفض بشكل طبيعي أثناء الحمل.
قد يطلب الطبيب قياس مستوى هذا الهرمون عدة مرات أثناء الدورة من أجل متابعة مستواه، حيث يتغير هذا المستوى أثناء الدورة كما ذكرنا.
2. الهرمون اللوتيني (Luteinizing hormone LH)
مثل الهرمون المنشط للحويصلة، يستخدم هذا الهرمون في:
- تقييم الخصوبة ووظائف الخصية والمبيض.
- كما يستخدم في تقييم حدوث البلوغ المبكر أو المتأخر في الأطفال.
- يساعد هذا الهرمون على تقييم عملية التبويض (خروج البويضة من المبيض) حيث يرتفع مستواه قبل التبويض مباشرة.
- كما يمكن استخدامه في تشخيص انقطاع الطمث لدى السيدات.
- الاستعدادات الخاصة قبل التحليل
مثل FSH لا توجد استعدادات خاصة لعمل التحليل، لكن الطبيب قد يطلبه في يوم محدد من أيام الدورة الشهرية، وقد يطلب في بعض الأحيان قياس نسبة الهرمون في البول، وقد يطلب تجميع البول لمدة 24 ساعة لتقييم إفراز الهرمون على مدار اليوم.
- ارتفاع وانخفاض مستويات الهرمون
ويرتفع مستوى الهرمون لدى الرجال والسيدات لنفس الأسباب المذكورة مع FSH.
اقرأ أيضاً:
البلوغ المبكر.. عندما يكبر طفلك فجأة (ملف)
معلومات هامة عن العقم عند النساء (ملف)
ما قبل انقطاع الطمث.. مشاكل متعددة (ملف)
كيف يتم التوصل إلى سبب العقم؟
تعرف على الطرق المختلفة لعلاج العقم وخطورتها
7 عوامل قد تؤدي للعقم لم تكوني تعرفينها
سن اليأس عند الرجال .. خرافة أم حقيقة؟
استشارات ذات صلة:
اضطراب الهوية الجنسية.. والعلاج الهرموني غير مجدٍ