المَصْع Whiplash هو مصطلح يطلق على الإصابات التي تلحق بالرقبة نتيجة تحرك الرقبة بقوة وبسرعة إلى الخلف ثم إلى الأمام، مثل ضربة السوط. وتحدث معظم الحالات أثناء حوادث السيارات أو الحوادث الرياضية أو الاعتداء الجسدي أو غير ذلك من الصدمات. وقد يُطلق على المصع أيضًا التواء الرقبة أو تمزق الرقبة، ولكن هذان المصطلحان يتضمنان أنواعًا أخرى من إصابات الرقبة.
علامات المصع
تظهر علامات وأعراض المصع عادة خلال 24 ساعة من الإصابة، وقد تتضمن ما يلي:
- الشعور بألم بالرقبة وتيبسها.
- تفاقم الألم مع تحريك الرقبة.
- عجز الرقبة عن التحرك في النطاق الكامل لها.
- حالات الصداع، وغالبًا تبدأ في قاع الجمجمة.
- توجع أو ألم بالكتفين أو الجزء العلوي من الظهر أو الذراعين.
- وخز أو تنميل في الذراعين.
- التعب.
- الدوار.
- عدم وضوح الرؤية.
- طنين الأذن.
- اضطرابات النوم.
- الهياج.
- صعوبة التركيز.
- مشكلات الذاكرة.
- الاكتئاب.
وينبغي التحدث إلى الطبيب عند التعرّض لأي ألم في الرقبة أو غير ذلك من أعراض المصع في الفترة التي تلي التعرّض لحادث سيارة أو إصابة رياضية أو غير ذلك من الإصابات الناتجة عن الصدمة. ومن الأهمية بمكان الحصول على التشخيص الفوري والدقيق واستبعاد الكسور أو غير ذلك من حالات تلف الأنسجة التي يمكن أن تساهم في حدوث الأعراض.
أسباب إصابات الرقبة نتيجة الحركة المفاجئة
عندما يتحرك رأس المريض بقوة وبسرعة إلى الخلف ثم إلى الأمام، يمكن لهذه الحركة أن تصيب عظام العمود الفقري والأقراص الموجودة بين العظام والأربطة والعضلات والأعصاب وغيرها من أنسجة الرقبة. ويمكن أن يحدث هذا النوع من الإصابة بسبب حوادث السيارات، الاعتداءات أو الهجمات البدنية ورياضات التلاحم.
مضاعفات إصابات الرقبة نتيجة الحركة المفاجئة
معظم الأفراد الذين يتعرضون للمصع يتعافون خلال أشهر قليلة. ومع ذلك، قد يستمر شعور بعض الأفراد بالألم لعدة أشهر أو سنوات بعد حدوث الإصابة. ويتعذر توقع النتيجة، ولكن في العموم، يترجح حدوث ألم مزمن عندما تتضمن الأعراض الأولية بدء الألم سريعًا وألم الرقبة الحاد وحالات الصداع والألم الذي ينتشر وصولاً إلى الذراعين.
تشخيص وعلاج إصابات الرقبة نتيجة الحركة المفاجئة
إن السؤال عن الحادثة والأعراض أول خطوة يلجأ إليها الطبيب ليجري التشخيص. وأثناء الفحص، يحتاج الطبيب أن يلمس الرأس والرقبة والذراعين وأن يحركها. وسوف يطلب أيضًا من المريض التحرك وتنفيذ مهام بسيطة. وتساعد هذه الفحوصات الطبيب على تحديد:
- نطاق حركة الرقبة والكتفين.
- درجة الحركة التي تسبب الألم أو تزيده.
- التوجع بالرقبة أو الكتفين أو الظهر.
- المنعكسات وقوة الأطراف والإحساس بها.
ويُرجح أن يطلب الطبيب إجراء اختبار تصوير أو أكثر ليستبعد بعده الأمراض الأخرى التي يمكن أن تسبب أو تساهم في حدوث ألم الرقبة. وهذه الاختبارات تتضمن الأشعة السينية، التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي.
ويتمثل هدف العلاج في السيطرة على الألم واستعادة نطاق الحركة الطبيعي بالرقبة والعودة إلى ممارسة الأنشطة الاعتيادية. ويختلف برنامج العلاج بحسب حدة الإصابة، فبالنسبة لبعض الأفراد، قد يكفي تناول العقاقير التي تتوفر دون وصفة طبية أو الرعاية في المنزل. بينما يحتاج آخرون للأدوية التي لا تتوفر إلا بوصفة طبية أو علاجات الألم المخصصة أو العلاج الفيزيائي.
1. معالجة الألم
- الراحة، وخاصة خلال أول 24 ساعة تالية للإصابة.
- وضع كمادات الثلج أو كمادات التدفئة على الرقبة لمدة 15 دقيقة نحو ست مرات يوميًا.
- مسكنات الألم التي تصرف بدون وصفة طبية، مثل "أسيتامينوفين" (تيلينول وأدوية أخرى) و"إيبوبروفين" ("أدفيل" و"موترين آي بي" وغير ذلك)، للتخلص من الألم الخفيف والمتوسط.
- مسكنات الألم التي تتوفر بالوصفة الطبية، للمرضى الذين يعانون من حالات الألم الأكثر حدة.
- مرخيات العضلات، للتخفيف من تشنج العضلات وتساعد في استعادة النوم الطبيعي إذا كان الألم يمنع المريض من النوم جيدًا ليلاً.
- استخدام حقن ليدوكائين (زيلوكين) وهو دواء مخدر يتم حقنه في العضلات بمنطقة الألم لتقليله حتى يتسنى للمريض أداء التمرين البدني.
2. ممارسة الرياضة
يترجح أن يصف الطبيب مجموعة من تمرينات الإطالة والحركة للمساعدة على استعادة نطاق الحركة بالرقبة ولتمكين المريض من استئناف الأنشطة الطبيعية. وقد يُنصح المريض بوضع الماء الدافئ أو الاستحمام بماء دافئ قبل ممارسة الرياضة. وقد تتضمن التمارين الرياضية ما يلي:
- تدوير الرقبة في كلا الاتجاهين.
- إمالة الرقبة من جانب إلى جانب.
- ثني الرقبة باتجاه الصدر.
- تحريك الكتفين في حركة دورانية.
3. العلاج الطبيعي
قد يحيلك الطبيب إلى اختصاصي المعالجة الفيزيائية إذا كنت تحتاج لتعلم تدريبات نطاق الحركة، أو إذا كنت تعاني من ألم مزمن. ويمكن أن يضيف اختصاصي المعالجة الفيزيائية تمرينات أخرى لتقوية العضلات وتحسين الوضعية واستعادة الحركة الطبيعية.
4. الياقات المصنوعة من الفوم
كان يكثر استخدام ياقات الرقبة الرخوة المصنوعة من الفوم لعلاج إصابات المصع لحفظ الرقبة والرأس في وضع ثابت. ومع ذلك، أظهرت الدراسات أن عدم تحريك الرقبة لفترة ممتدة يمكن أن يقلل قوة العضلات ويضعف الشفاء. وتختلف توصيات الأطباء حول استخدام الياقات، ولكن يحظرون الاستخدام بشكل عام لأكثر من ثلاث ساعات في المرة الواحدة خلال الأسبوع الأول من الإصابة، وذلك عندما يعاني المريض من ألم شديد. وقد يوصي الطبيب أيضًا باستخدام الياقة إذا كانت تفيد المريض في النوم ليلاً.
المصادر