عدة الحمل 38 أسبوعاً لمن أتمت حملها (أي قرابة 9.5 أشهر، وليس كما نحتسبها بـ 9 أشهر، فحسب)، لهذا سنقدم لك تفاصيل ما يجري داخل جسدك، أسبوعاً تلو الآخر، خلال الفترة الأولى من الحمل والأيام القليلة التي تسبق حدوثه.
* الأسبوع 1
بالنسبة للكثيرات، تعتبر فكرة محاولة الحمل فرصة لإجراء بعض التغييرات المهمة على عاداتهن الصحية، وذلك رغبة منهن في الحصول على حمل سليم وجنين مكتمل النمو، لهذا يجب على المرأة البدء في هذه التعديلات قبل حدوث الحمل، وأهمها الإقلاع عن التدخين أو حتى العقاقير الدوائية التي يمكن الحصول عليها دون وصفة دوائية.
وعليك استشارة طبيب نسائي للتأكد من أمان تناولك لأية عقاقير قد تحتاجينها.
* الأسبوع 2
لم يحدث الحمل بعد، ولكن اعلمي أن الاستعدادات له تجري على قدمٍ وساق داخل جسدك، فبعد الإخصاب يبدأ المبيضان في ضخ هرمون البروجيستيرون، وهو الهرمون الذي يحث الرحم على الاستعداد لاستقبال البيضة الملقحة، (وهي الناتجة عن اندماج النطفة الذكرية بالبيضة الأنثوية).
* الأسبوع 3
قد تلحظين حدوث نزف مهبلي خفيف (قد تخطئ المرأة بالظن أنها دورتها الشهرية، ولكنه في الحقيقة ليس كذلك).. هذا النزف ناتج عن تعشيش البيضة الملقحة (انغراسها) في الرحم. وقد يعتبر هذا النزيف الخفيف من إحدى العلامات المبكرة لحدوث الحمل.
لكن لا داعي للاتصال بالطبيب في هذا الوقت المبكر. وفي بعض الحالات النادرة قد يترافق هذا النزف ببعض الألم البطني أو ألم واخز في عنق الرحم أو تشنج في أحد جانبي البطن، وقد تكون هذه الأعراض دليلاً على حدوث حمل منتبذ أو أنبوبي، (يحدث هذا عندما تلتصق البيضة الملقحة في مكان خارج جدار الرحم ، كعنق الرحم أو ضمن قناة فالوب). وغالباً ما تحدث هذه الحالة نتيجة لالتهاب قناتي فالوب أو التهاب الرحم أو المبيضين.
* الأسبوع 4
تكون دورتك الشهرية قد تأخرت. وباختبار حمل تفاعلي، يمكنك اعتبار نفسك حاملاً رسميّاً، وغالباً ما تتجلى أولى الأعراض الجسدية للحمل بألم في الثديين والغثيان الصباحي، كما قد تعانين من حساسية زائدة لبعض الطعوم والروائح.
* الأسبوع 5
قد تشعرين بسعادة عارمة في لحظة واكتئاب مفاجئ في اللحظة التالية. يعتبر هذا التقلب المزاجي من الأعراض الطبيعية التي سترافقك في مراحل الحمل كافة، ونتيجة طبيعية للتغيرات الهرمونية التي تحدث داخل جسمك والتي ستجعلك تشعرين بالغضب والنزق والحساسية والسعادة والاكتئاب وخليط غريب من المشاعر في آن واحد.
وغالباً ما تزداد حدة تقلب المزاج، خلال الشهر التالي لهذه الفترة، ثم تقل حدته لتعاود الارتفاع عند نهاية الحمل.
هناك 10 – 12% من النساء يصبن بالاكتئاب أثناء الحمل، وهي نفس نسبة المصابات باكتئاب ما بعد الولادة. لهذا عليك بالمسارعة إلى استشارة طبيب مختص إن استمرت لديك حالة الاكتئاب مدة تزيد عن أسبوعين متتاليين.
* الأسبوع 6
ببلوغ الأسبوع السادس سيكون الحمل قد تأكد تماماً، وسيبدو ذلك جليّاً على جسدك بكثير من الأعراض المرافقة للثلث الأول من الحمل، أمثال الشعور بالإعياء والغثيان والإقياء وألم شبيه بألم التعضيل في الثديين، والشعور بالصداع والإمساك والإغماء، مع تقلب في المزاج، لكن حاولي مسايرة الوضع، وانظري إلى الجانب المشرق منه، وهو أن جسدك ينوء بمهمة صعبة ومعقدة في هذه الفترة وأن غالبية هذه الأعراض ستتراجع خلال أسابيع قليلة.
* الأسبوع 7
على الرغم من عدم انتفاخ بطنك بشكل واضح بعد، لكن قد تلحظين زيادة بضع كيلوغرامات في وزنك، وستشعرين بضيق ملابسك الداخلية، كما سيطرأ بعض التغيير على بشرتك (قد تلحظين توهجاً في بشرتك)، ولكن من الطبيعي أن تلحظ الحامل ظهور الحبوب والبثور وهذا نتيجة طبيعية للتقلب الهرموني داخل جسمها.
* الأسبوع 8
قد لا تشعرين برغبة في تناول المخللات والمثلجات، لكن سيكون لما يسمى الوحام (craving) أثر كبير على نمطك الغذائي، صحيح أنك تأكلين عن شخصين (كما يقول العامة) ولكنك في الحقيقة بحاجة لـ 300 كالوري إضافية ( تتضاعف في حال الحمل بتوأم) فحسب زيادة عن حاجتك الطبيعية، وهذا قدر كافٍ لتأمين مستلزمات الجنين القابع في أحشائك.. لكن عليك أن تحاولي استهلاك بدائل غذائية صحية، كمخفوق الحليب والفواكه مثلاً.
* الأسبوع 9
يبدأ حجم الدم بالازدياد، وسيترافق هذا مع شعور متزايد من الدوخة، بالإضافة إلى رغبة متكررة في التبول، وستلحظين كذلك بروزاً في أوردة قدميك أو كفيك، وقد تعانين من الرعاف، وكلها أعراض تنم عن زيادة حجم الدم.
وهذه الزيادة الدموية تحدث لسبب مهم ألا وهو تأمين الحماية لجنينك عندما تقفين أو تستلقين، كما أنه تعويض مسبق لما ستفقدينه من دم أثناء المخاض والوضع.
وتجدر الإشارة إلى أن حدوث النزف المهبلي، خلال الثلث الأول من الحمل، أمر طبيعي غالباً، وليس نذير إجهاض بالضرورة. ولكن من المحتمل أن يكون أحد أعراض الإجهاض أو الحمل المنتبذ لذلك من الأفضل المسارعة لاستشارة طبيبك النسائي حالما تعانين من النزف في أي مرحلة من مراحل الحمل.
* الأسبوع 10
يبدأ وجهك بالتألق والتوهج، وذلك بسبب هرمونات الحمل والبروجيستيرون التي تزيد عدد الغدد الدهنية في الوجه، مما سيمنحك بشرة أكثر إشراقا ونضارة، وكذلك زيادة الدم في جسمك ستزيد من احمرار وجنتيك وامتلائهما.
كما ستلحظين امتلاء غير مسبوق في ثدييك، لأن مستويات الأستروجين والبروجيستيرون ستستحث غدد الحليب على النمو، تمهيدا للبدء في صنع الحليب.
* الأسبوع 11
ملامح الحمل تبدأ بالظهور. وإن كان هذا حملك الأول، فقد يأخذ بطنك شكلا شبيها بالنفخة، ويصبح حجم الرحم كحبة الكريفون، وغالبا ما يظهر بطن الحامل واضحا للعيان عند نهاية الثلث الأول من الحمل.
وعند موعدك القادم مع طبيبك النسائي، سيكون الطبيب قادرا على جس وتحديد مكان الجزء العلوي منه.
* الأسبوع 12
حتى هذه المرحلة، ما زال رحمك في وضع مريح داخل المنطقة السفلية من الحوض. لكن، ومع ازدياد نموه، سيبدأ بالارتفاع إلى الأعلى، ويمكنك تحديد هذه المرحلة بشعورك بتناقص الضغط قليلا عن مثانتك خلال هذا الأسبوع.
وسيبدأ البطن بالبروز والتكور. وقد تعانين من بعض التشوش في الرؤية، لأن ازدياد السوائل في الجسم سيؤدي إلى ازدياد سماكة الجسم البلوري والقرنية في عينيك، كما قد يتغير ضغط السوائل داخل كرة العين أيضا، وستؤدي جميع هذه التغيرات إلى تشوش الرؤية.
ومن المتوقع أن يصحح جسمك العيب الحاصل من تلقاء نفسه خلال شهرين من الولادة. لكن عليك أن تخبري طبيبك بهذه الأعراض، لأن تشوش الرؤية قد يكون نذيرا بارتفاع ضغط الدم، أو الإصابة بداء السكري.
* الأسبوع 13
هنا قد تكثر أخطاؤك وتعثراتك اليومية. وهذا بسبب "الريلاكسين"، وهو هرمون يؤدي إلى إرخاء أربطة جسمك ومفاصلك، تمهيدا لتحضير جسمك للولادة.
وعلى الرغم من أنك تحتاجين هذا الارتخاء في عضلات المهبل وعنق الرحم، ولكن تأثير هذا الهرمون سيمتد إلى جميع أنحاء جسدك، بما فيها يداك ورجلاك، شئت أم أبيت!
* الأسبوع 14
الآن نصل للثلث الثاني من الحمل. وهو الثلث الأكثر ارتياحاً، واحتمال حدوث الإجهاض ينحسر بشكل كبير بنهاية هذا الأسبوع (75% من حالات الإجهاض تحدث خلال الثلث الأول من الحمل).
كما قد تتحسّن حالتك النفسية تدريجياً، وعادة ما ترتفع هنا مستويات الحيوية وزيادة الشهية عند الحامل، وينحسر الغثيان الصباحي، وبالتالي قد تلحظين زيادة في وزنك.