ويمكن أن تحدث الإصابة في أي مستوى من مستويات الحبل الشوكي ويمكن أن تكون:
- كاملة
وفيها يفقد المصاب عند هذا المستوى تقريبًا جميع وظائف الإحساس والقدرة على التحكم في الحركة أسفل إصابة الحبل الشوكي، ويطلق على هذه الإصابة حينئذٍ إصابة كاملة.- أو غير مكتملة
ويصنف الشلل الناجم عن إصابة الحبل الشوكي بما يلي:
- الشلل الرباعي أو التام
وهذا يعني تأثر الذراعين واليدين والورك والساقين وأعضاء منطقة الحوض بالكامل بإصابة الحبل الشوكي.- الشلل النصفي..
يؤثر هذا النوع من الشلل على جميع أو بعض الأجزاء من الورك والساقين وأعضاء منطقة الحوض.ويمكن إجمال العلامات والأعراض المصاحبة لإصابات الحبل الشوكي أيًا كان نوعها في واحد أو أكثر مما يلي:
- فقدان الحركة.- فقدان الحس، بما في ذلك فقدان القدرة على الشعور بالحرارة والبرودة واللمس.
- فقدان التحكم في الأمعاء أو المثانة.
- تشنجات أو ردود فعل عكسية مفرطة.
- تغيرات في الوظيفة الجنسية والحساسية الجنسية والخصوبة.
- ألم أو إحساس بالوخز الشديد بسبب تلف ألياف العصب في الحبل الشوكي.
- صعوبة التنفس أو السعال أو إخراج إفرازات من الرئتين.
علامات طارئة لإصابة الحبل الشوكي بعد الحادث:
- ألم رهيب بمنطقة الظهر أو ضغط في الرقبة أو الرأس أو الظهر.- الضعف أو عدم انتظام الحركة أو الشلل في أي جزء من أجزاء البدن.
- التنميل أو الوخز أو فقدان الحس في اليدين أو أصابع اليدين أو القدمين أو أصابع القدمين.
- فقدان التحكم في الأمعاء أو المثانة.
- صعوبة الاتزان والمشي.
- صعوبة في التنفس بعد الإصابة.
- وضع غريب للرقبة أو الظهر أو التواؤهما.
ويحتاج أي شخص يصاب بصدمة كبيرة في منطقة الرأس أو الرقبة إلى إجراء فحص طبي فوري بحثًا عن احتمال إصابة الحبل الشوكي.
وعموما، يجب تلقي جمع المصابين الرعاة الطبية، حيث لا تظهر إصابات الحبل الشوكي الخطيرة في الحال دائمًا، وفي حالة عدم التعرف عليها، قد تتفاقم درجة الإصابة.
* أسباب إصابات الحبل الشوكي
- حوادث السيارات والدراجات النارية هي السبب الرئيسي لإصابات الحبل الشوكي، والتي تمثل أكثر من 35 بالمائة من إصابات الحبل الشوكي الحديثة كل عام.
- السقوط هو السبب الرئيسي في إصابة الحبل الشوكي للأشخاص البالغين من العمر أكثر من 65 عامًا. وبوجه عام، تتسبب حالات السقوط في أكثر من ربع إصابات الحبل الشوكي.
- الأعمال العنيفة بنسبة 15 بالمائة تقريبًا من إصابات الحبل الشوكي. وغالبًا ما تنطوي هذه الأعمال على إطلاق النار والضرب بالسكين.
- إصابات الأنشطة الرياضية والترفيهية.
- شرب الكحول.
- بعض الأمراض أيضًا مثل السرطان والتهاب المفاصل وهشاشة العظام والتهاب الحبل الشوكي تتسبب في إصابات الحبل الشوكي.
* مضاعفات إصابة الحبل الشوكي
- مشكلات التحكم في المثانة
حيث يمكن تخزين البول من الكليتين، ومع ذلك، قد لا يستطيع الدماغ التحكم في المثانة على نحو جيد بسبب إصابة حامل الرسائل (وهو الحبل الشوكي). وتؤدي التغيرات في التحكم في المثانة إلى زيادة خطورة عدوى المسالك البولية، وقد تتسبب أيضًا في الإصابة بعدوى في الكلية أو تكوين حصوات المثانة أو الكلى، وأثناء إعادة التأهيل، ستتعرف على التقنيات الحديثة التي تساعدك على تفريغ المثانة.
- مشكلات التحكم في الأمعاء
على الرغم من أن المعدة والأمعاء قد تعمل بنفس الطريقة التي كانت عليها قبل الإصابة، إلا أن التحكم في حركات الأمعاء غالبًا ما يتغير. وقد يساعد النظام الغذائي الذي يحتوي على نسبة عالية من الألياف في تنظيم حركة الأمعاء، وستتعرف على التقنيات الكفيلة بتحسين وظيفة الأمعاء أثناء إعادة التأهيل.
- الإحساس عبر الجلد
أسفل المستوى العصبي للإصابة، قد تعاني من فقدان الإحساس عبر الجلد بشكل جزئي أو كلي، ولذا لا يستطيع الجلد إرسالة رسالة إلى الدماغ عندما يكون مصابًا بأشياء معينة مثل الضغط لفترات طويلة أو الحرارة أو البرودة.
وهذا قد يجعل الشخص أكثر عرضة لقرحات الضغط، ولكن تغيير الأوضاع بشكل متكرر قد يساعد في الوقاية من هذه القرحات؛ بمساعدة آخرين إن لزم الأمر. ستتعلم أثناء إعادة التأهيل طرق العناية الصحيحة بالجلد، الأمر الذي قد يساعدك على تجنب هذه المشكلات.
- التحكم في الدورة الدموية
قد تتسبب إصابة الحبل الشوكي في حدوث مشكلات في الدورة الدموية تتراوح من نقص ضغط الدم الانتصابي إلى تورم الأطراف. وقد تؤدي هذه التغيرات في الدورة الدموية أيضًا إلى زيادة مخاطر حدوث الجلطات الدموية، مثل خثار الأوردة العميقة أو الوصمة الرئوية.
- مشكلات الجهاز التنفسي
قد تتسبب الإصابة في صعوبة التنفس بشكل أكثر والسعال في حالة تأثر عضلات البطن والصدر، وهذه تتضمن الحجاب الحاجز وعضلات جدار الصدر والبطن. ومستوى الإصابة العصبي هو الذي سيحدد أي نوع من مشكلات التنفس ستعاني منه، فإذا كنت تعاني من إصابة عنقية أو قطنية في الحبل الشوكي، فأنت عرضة لزيادة مخاطر الالتهاب الرئوي ومشكلات الرئتين الأخرى. وقد تعالج الأدوية وطرق العلاج الأخرى هذه المشكلات.
- مشكلات توتر العضلات
أما تشنجات أو عضلات رخوة تفتقر إلى توتر العضلات اللازم (الرخاوة). وتظهر أعراض فقدان الوزن وضمور العضلات سريعًا بعد إصابة الحبل الشوكي.
- مشكلات الصحة الجنسية
قد تؤثر إصابة الحبل الشوكي على الحياة الجنسية والخصوبة والوظيفة الجنسية. فقد يلاحظ الرجال من جانبهم تغيرات في الانتصاب والقذف؛ بينما قد تلاحظ النساء تغيرات في ترطيب المهبل.
- مشكلات الألم المزمن والاكتئاب والتغيرات النفسية
يعاني بعض الأشخاص من الألم، مثل وجود ألم بالمفاصل أو العضلات. وقد يصاب بعض الأشخاص بالاكتئاب نتيجة عدم قدرتهم على التكيف مع جميع التغيرات المصاحبة لإصابة الحبل الشوكي والعيش في ظل الشعور بالألم.
* كيف تتصرف في حال حدوث إصابات الحبل الشوكي؟
وفي حالة الاشتباه في تعرض شخص لإصابة في الظهر أو العنق:
- لا تحرّك الشخص المصاب؛ فقد ينتج عن تحريكه شلل دائم أو مضاعفات أخرى خطيرة.
- اتصل برقم الطوارئ.
- حافظ على ثبات الشخص.
- ضع مناشف ثقيلة على كلا جانبي الرقبة أو أمسك الرأس والرقبة للحيلولة دون تحركهما حتى يصل فريق الرعاية الطارئة.
- وفر للشخص المصاب الإسعافات الأولية الأساسية، مثل إيقاف النزيف والعمل على راحة الشخص، بدون تحريك الرأس أو الرقبة.
وبعد نقل الشخص للطوارئ، سيتم إجراء الاختبارات التالية:
- فحص بالتصوير المقطعي المحوسب (CT)، لتحديد مشكلات العظام والقرص الفقري وغيرها من المشكلات.
- التصوير بالأشعة السينية، للكشف عن المشكلات الفقرية أو الأورام أو الكسور أو التغيرات الانتكاسية في العمود الفقري.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، لأنه يتيح النظر إلى الحبل الشوكي وتحديد انفتاق الأقراص أو الجلطات الدموية أو الكتل الأخرى التي قد تتسبب في الضغط على الحبل الشوكي.
وفي غرفة الطوارئ، يركز الأطباء على:
- الحفاظ على قدرتك على التنفس.
- الوقاية من الصدمات.
- تثبيت الرقبة للحيلولة دون حدوث مزيد من الضرر بالحبل الشوكي.
- تجنب المضاعفات المحتملة، مثل احتباس البول أو الغائط، وصعوبات التنفس أو القلب والأوعية وتكوين جلطات دموية عميقة بالوريد في أطراف الجسم.
وقد يتم تخديرك بحيث لا تتحرك لتلافي مزيد من الضرر أثناء إجراء الاختبارات التشخيصية لإصابة الحبل الشوكي.
وبعد مرور بضعة أيام بعد الإصابة، وعند اختفاء جزء من التورم، سيقوم الطبيب بإجراء فحص عصبي لتحديد مستوى الإصابة ودرجة اكتمالها، ويتضمن هذا الفحص اختبار قوة العضلات وقدرة الشخص على الإحساس باللمس الرقيق والوخز بالإبرة.
* هل من طريقة لعلاج إصابات الحبل الشوكي؟
للأسف، لا توجد حتى اليوم طريقة لإبراء الضرر الواقع على الحبل الشوكي وإزالته تمامًا. وتقتصر الطرق الموجودة على التعامل مع الضرر الناتج مثل، تركيب الأطراف الصناعية والأدوية التي تحفز تجديد خلايا الأعصاب أو تحسّن وظيفة الأعصاب التي تبقى بعد إصابة الحبل الشوكي. ودعم المصابين لعيش حياتهم مع أقل قدر ممكن من الآلام والمعاناة.
أولا: الأدوية
يعد ميثيل بريدنيزولون (أ-ميثابريد، وسولو-ميدرول) واحدًا من خيارات العلاج لإصابات الحبل الشوكي الحادة. في حالة تناول ميثيل بريدنيزولون في غضون الساعات الثماني الأولى بعد الإصابة، قد يشعر بعض الأشخاص بتحسن خفيف. ويعمل على تقليل تلف خلايا الأعصاب فضلاً عن تقليل الالتهاب الذي يظهر بالقرب من مكان الإصابة، ومع ذلك، فلا يعد علاجًا لإصابات الحبل الشوكي.
ثانيا: التثبيت
قد تحتاج إلى الجر للحفاظ على استقرار العمود الفقري أو لارتصافه بشكل صحيح أو لكلا الأمرين. في بعض الحالات، قد يكون من المفيد استعمال طوق قوي لتثبيت الرقبة. وقد يفيد الاضطجاع على سرير خاص أيضًا في تثبيت الجسم.
ثالثا: الجراحة
في كثير من الأحيان يجب التدخل الجراحي لإزالة شظايا العظام أو الأجسام الغريبة أو الأقراص المنفتقة أو الفقرات المكسورة التي يبدو أنها تضغط على العمود الفقري. وقد يكون التدخل الجراحي ضروريًا أيضًا لتثبيت العمود الفقري لتفادي الألم أو تشوه العمود الفقري مستقبلاً.
رابعا: إعادة التأهيل والعلاج الطبيعي
العلاج الطبيعي مهم جدا للحفاظ على وظيفة العضلات الموجودة وتقويتها، وإعادة تطوير المهارات الحركية الدقيقة وتعلم سبل التكيف لإنجاز المهام اليومية. وسيتم تثقيفك بشأن آثار إصابة الحبل الشوكي وطريقة تفادي المضاعفات، كما ستحصل على نصائح تخص إعادة تشكيل حياتك ورفع جودة نوعية الحياة لك، لاستئناف هواياتك المفضلة، والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية وأنشطة اللياقة البدنية والعودة إلى المدرسة أو العمل.
وتوجد أجهزة طبية وقائية تساعد الأشخاص الذين يعانون من إصابة الحبل الشوكي في التمتع بقدر أكبر من الحركة والاستقلالية، بل قد يؤدي استخدام بعض الأجهزة إلى استعادة وظائف معينة. وتتضمن هذه الأجهزة ما يلي:
- الكراسي المتحركة المتقدمة، فبعض الكراسي المتحركة مجهزة لصعود السلم والسير على الأراضي الوعرة ورفع الراكب الجالس إلى مستوى النظر للوصول إلى الأماكن العالية بدون مساعدة من الآخرين.
- تعديلات أجهزة الكمبيوتر، مثل واقيات المفاتيح والتعرف الصوتي.
- أدوات المساعدة الإلكترونية في شؤون الحياة اليومية، مثلا تشغيل الأجهزة أو إيقاف تشغيلها باستخدام مفتاح معين أو التحكم فيها صوتيًا ومن خلال وحدات التحكم عن بُعد المستندة إلى الكمبيوتر.
- أجهزة التحفيز الكهربائية، وهي تستخدم المنبهات الكهربائية للتحكم في عضلات الذراعين والساقين ليتسنى للأشخاص الذين يعانون من إصابة الحبل الشوكي الوقوف والمشي والوصول وإمساك الأشياء.
- التدريب الآلي على المشي.
* أخيرا..
قد لا يتسنى للطبيب التنبؤ بسير المرض على الفور، وعادة ما يبدأ الشفاء، إن بدأت علاماته، بعد مرور أسبوع إلى ستة أشهر من الإصابة. ومع ذلك، يلحظ بعض الأشخاص تحسنات طفيفة في مدة تصل إلى سنة كاملة أو تزيد.
ومن الوارد أن تمر عليك وعلى عائلتك مدة من الحزن والجزع، ورغم أن التعامل مع الحزن يختلف من شخص لآخر، إلا أنه من الشائع أن يعاني الشخص من مشاعر عدم تصديق وإنكار، تليها مشاعر حزن وغضب وبعض اليأس، ثم أخيرًا الرضا والتسليم. فمعالجة الحزن تعد جزءًا شائعًا وصحيًا خلال عملية الشفاء، ومن الطبيعي، بل ومن الفطري أن تحزن على فقد ما كنت تملك، ولكن من الضروري أيضًا وضع أهداف جديدة وإيجاد سبل كفيلة بالسير قدمًا بحياتك.
لكن إذا وصل بك الحزن والأسى إلى التأثير على رعايتك الصحية، أو تسبب في عزلتك عن الآخرين أو صار بمثابة الدافع نحو إدمان الكحول أو العقاقير الأخرى، فقد تكون بحاجة إلى التحدث مع اختصاصي اجتماعي أو اختصاصي في الطب النفسي أو طبيب نفسي.
وقد تؤثر إصابة الحبل الشوكي على استجابة الجسم للمثيرات الجنسية، ومع ذلك، فأنت إنسان طبيعي له رغباته الجنسية، ومن الممكن مواصلة أمور الجماع بشكل طبيعي لكن ذلك يحتاج التواصل مع الأطباء والصبر والتجريب. وقد يساعدك استشاري متخصص أنت وزوجك في الوصول إلى أفضل السبل لتلبية احتياجاتكما ومشاعركما، فطبيبك قد يمدك بالمعلومات الطبية التي تحتاج إليها في ما يتعلق بالصحة الجنسية، وستنعم بمستقبل ترضاه مفعم بالألفة والسعادة الجنسية.
* المصادر
Spinal Cord Injury Information
Spinal cord injury
What’s a spinal cord injury?