ترهل المهبل.. يعد المهبل من الأعضاء المهمة جدا في الجهاز التناسلي للأنثى، فبالرغم من مرونة عضلات المهبل وقدرتها على التمدد أثناء الولادة، إلا أنها تعود إلى شكلها المعتاد في وقت وقصير، وقد تصبح العضلات المحيطة بالمهبل أقل قوة مع تقدم السن والولادات المتكررة، مما يؤدي إلى الشعور بالارتخاء في المهبل، وقد تؤدي عضلات قاع الحوض الضعيفة أيضًا إلى مشكلات مثل سلس البول، وعندها يمكن أن تساعد تمارين تقوية عضلات قاع الحوض في تقوية عضلات المهبل. سنتعرف في هذه المقالة على حقيقة مصطلح "ترهل المهبل" وأسبابه وكيفية علاجه.
ما أسباب ترهل المهبل؟
انتشرت قديمًا خرافة مفادها أن العلاقة الزوجية المتكررة هي السبب في ترهل المهبل. إلا أن الأبحاث العلمية أثبتت كذب تلك الخرافة، وأرجعت ترهل المهبل واتساعه إلى أسباب معينة، من أهمها:
1. تقدم السن وعلاقته بترهل المهبل
يعتبر تقدم السن من العوامل الرئيسة لاتساع المهبل وترهله. فمع التقدم في العمر، تضعف قوة العضلات ومرونة الجلد بشكل طبيعي في جميع أجزاء الجسم، بما في ذلك المهبل. يبدأ هذا التغيير المرتبط بالعمر في مرونة المهبل عندما تصل المرأة إلى الأربعينيات من عمرها. ويتزامن هذا مع الوقت الذي تبدأ فيه مستويات هرمون الأستروجين في الانخفاض في فترة ما حول انقطاع الطمث. ويعد المهبل المترهّل أو الفضفاض أحد الأعراض الكلاسيكية لضمور المهبل، وهي حالة تحدث غالبًا في وقت لاحق.
وفي حالة ضمور المهبل، تصبح بطانة المهبل أكثر جفافاً وأرق وأقل تمددًا، مما يسبب الحكة والشعور بالحرقان والألم أثناء ممارسة العلاقة الجنسية، والتهابات المسالك البولية وكثرة التبول. كما أن انخفاض مستويات هرمون الأستروجين يقلل أيضًا من كمية السوائل والإفرازات المهبلية الطبيعية، ويغير التوازن الحمضي للمهبل، فيعد ضمور المهبل شائعًا جدًا بين النساء اللاتي مررن بانقطاع الطمث.
2. الحمل والولادة المهبلية وعلاقته بترهل المهبل
يعدّ كثير من الأطباء الحملَ والولادةَ المهبلية هما السببان الرئيسيان لاتساع المهبل. يحدث هذا عندما ينتقل الطفل عبر عنق الرحم ويخرج عبر المهبل، والذي يجب أن يتمدد من أجل السماح للطفل بالمرور.
تتمكن العديد من النساء من شد عضلاتهن المهبلية عن طريق القيام بتمارين منتظمة لقاع الحوض، ولكن هذا الجزء من الجسم غالبًا لا يعود إلى حالته قبل الولادة عن طريق ممارسة تمارين كيجل وحدها. كما يمكن أن يؤدي المهبل الفضفاض الناجم عن الولادة إلى سلس البول. قد يكون هذا عرضًا مؤقتًا وقد لا يحدث. فإذا كان لديك أكثر من طفل، فهذا يعني أن عضلاتك المهبلية قد تفقد مرونة أكثر مما لو ولدت مرة واحدة فقط.
3. انخفاض مستويات هرمون الأستروجين وعلاقته بترهل المهبل
تنخفض مستويات هرمون الأستروجين مع التقدم في العمر كما ذكرنا سابقًا، مما يؤثر بشكل طبيعي على مهبل المرأة. فيتسبب انخفاض مستويات هرمون الأستروجين في أن تصبح الأنسجة المهبلية أكثر جفافاً وأقل سمكًا، مما يؤدي في النهاية إلى فقدانها لمرونتها، وقد وُجِد في دراسة طبية أن حوالي 50% من النساء الخاضعات لتلك الدراسة قد أبلغن عن تراخي ملحوظ في المهبل بعد انقطاع الطمث، بسبب انخفاض مستويات هرمون الأستروجين.
وعلى الرغم من أن انقطاع الطمث يعد سببًا شائعًا لانخفاض مستويات هرمون الأستروجين، إلا أن بعض المشكلات الصحية أو بعض الأدوية قد تكون مسؤولة أيضًا عن ذلك الأمر. تشمل هذه الأدوية التي تحتوي على خصائص مضادة للإستروجين مثل عقار تاموكسيفين الذي يستخدم لعلاج ومنع سرطان الثدي، وعقار الميدروكسي بروجستيرون الذي يستخدم لعلاج نزيف الرحم غير الطبيعي والتوقف غير المعتاد للدورة الشهرية، وعقار النفاريلين الذي يعالج أعراض الانتباذ البطاني الرحمي.
كما تعاني النساء أيضًا من انخفاض في مستويات هرمون الأستروجين بعد الولادة؛ وذلك لأن المشيمة تنتج هرمون الأستروجين أثناء الحمل، ويُفقد هذا بمجرد ولادة الطفل. ويتفاقم هذا الانخفاض لوجود هرمون البرولاكتين المنتج للحليب، والذي يمنع مؤقتًا إنتاج هرمون الأستروجين بينما ترضع الأم طفلها رضاعة طبيعية.
وإذا كنت بحاجة إلى سبب آخر للإقلاع عن التدخين، فإن النيكوتين يقلل من مستويات هرمون الأستروجين، وقد ثبت أنه يسبب بداية انقطاع الطمث مبكرًا وجفاف المهبل.
4. بعض الأمراض والحالات الطبية الأخرى وعلاقتها بترهل المهبل
قد تتسبب بعض أنواع السرطان النسائية، وجراحات الحوض في ارتخاء وترهل المهبل، كما يمكن أن يتسبب العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي للسرطان في انخفاض أداء المبيض، مما قد يؤثر على ترهل المهبل. يمكن أن يؤدي استئصال المبيض (جراحة لإزالة المبيضين) أيضًا إلى جعل المهبل أكثر ترهلًا، كما يمكن أن تسهم الاضطرابات الجينية التي تنطوي على استقلاب الكولاجين أيضًا في ترهل المهبل، مثل اضطرابات الأنسجة الضامة كحالات متلازمة مارفان. وقد يحدث ارتخاء الأربطة الذي يمكن أن يسبب ترهل المهبل بعد إصابة مفاجئة في أسفل الظهر، أو إصابة في قاع الحوض أو بعد الولادة.
ما أعراض ترهل المهبل؟
1. انخفاض المتعة الجنسية
الشكوى الشائعة بعد الولادة هي انخفاض الإحساس في المهبل أثناء ممارسة العلاقة الجنسية. هذا يمكن أن يؤدي إلى انخفاض المتعة الجنسية ومشاعر الإحباط والقلق. ويمكن أن تتفاقم هذه المشكلة إذا تعرضت المرأة لإصابات في المنطقة أثناء الولادة، خاصة إذا لم تلتئم جيدًا. كما قد يؤدي هذا أيضًا إلى الجماع المؤلم.
2. سلس البول
عندما تتمدد عضلات قاع الحوض أثناء الولادة أو بسبب تقدم العمر، يمكن أن يتسبب ذلك في سلس البول، بالإضافة إلى الشعور بالحاجة المستمرة للذهاب إلى المرحاض. وعلى الرغم من أن حالات سلس البول الخفيفة قد تُشفى من خلال تمارين قاع الحوض، فمن المحتمل أن تحتاج الحالات الشديدة إلى التدخل الجراحي.
3. تدلي أو هبوط أعضاء الحوض
يعد تدلي أعضاء الحوض أحد الأخطار الحقيقية لترهل المهبل. فيحدث تدلي أعضاء الحوض عندما ينزلق واحد أو أكثر منها -أي الرحم أو الأمعاء أو المثانة أو الجزء العلوي من المهبل- إلى أسفل، ويخرجون من وضعهم الطبيعي مما يتركهم منتفخين في المهبل.
يتم تصنيف تدلي أعضاء الحوض من 1 إلى 4، اعتمادًا على شدته. ويعتبر التدلي من الدرجة الرابعة هو الأكثر شدة. كلما زادت شدة التدلي، زادت احتمالية الحاجة إلى الجراحة. ويمكن أن يسبب تدلي أعضاء الحوض الشعور بعدم الراحة والألم، ويؤثر بشكل خطير على حياة المرأة الزوجية والاجتماعية والنفسية.
ما علاج ترهل المهبل؟
يشمل علاج ترهل المهبل محورين رئيسيين، هما تمارين تقوية عضلات قاع الحوض، والجراحة.
1. تمارين تقوية عضلات قاع الحوض
إذا كان هناك قدر ضئيل من التراخي العضلي في المهبل، فقد تكون بعض التمارين فعالة. يجب عليكِ الضغط على فتحة الشرج وسحبها في نفس الوقت مع إغلاق وسحب المهبل في نفس الوقت لأعلى. يجب عليكِ القيام بذلك بسرعة عدة مرات قبل الإبطاء، واستمرار الانقباضات لأطول فترة ممكنة مدة تصل حتى 10 ثوانٍ قبل الاسترخاء. كما يجب تكرار كل تمرين 10 مرات ما بين أربع إلى ست مرات في اليوم للحصول على أفضل النتائج. يمكنكِ القيام بهذه التمارين وأنت واقفة أو جالسة.
2. الجراحة
يمكن أن تتضمن جراحة المهبل كلاً من شد قاع الحوض المهبلي بالإضافة إلى إعادة بناء وتقوية عضلات العجان الموجودة في الجزء الخارجي من المهبل. غالبًا ما يشار إليها باسم "رأب المهبل"، وهي عملية ترميمية لإعادة بناء قاع الحوض في الحالات التي تعاني فيها النساء من ترهل شديد في الأنسجة والعضلات المهبلية.
ختامًا..
قد يكون ترهل المهبل من الشكوى المحرجة رغم انتشارها بين كثير من السيدات، إلا أن الأمر يستدعي نشر ثقافة استشارة الطبيب المختص، نظرًا لأهميته وتأثيره على حياة السيدات الزوجية والنفسية.