وعلى الرغم من عدم تسبب زوائد القولون بأعراض ويتم اكتشافها بالصدفة، لكن بعض الأشخاص المصابين بزوائد القولون يعانون مما يلي:
1. نزيف المستقيم، وهو علامة قد تظهر في أمراض أخرى مثل سرطان القولون والبواسير.
2. تغير لون البراز للأسود أو مع خيوط دم.
3. المعاناة من الإمساك أو الإسهال مدة تزيد عن أسبوع، لكن هناك عددًا من الحالات المرضية الأخرى التي يمكنها أيضًا أن تتسبب في تغير عادات التبرُّز.
4. الألم أو الغثيان أو القيء.
5. فقر الدم بسبب نقص الحديد نتيجة النزف أثناء التبرز.
* أنواع زوائد القولون
- الورمية الغدية Adenomatous
يكون ثلثا الزوائد تقريبًا من نوع الزوائد الورمية الغدية، ولا يتحول منها في الواقع إلى زوائد سرطانية سوى نسبة صغيرة، لكنَّ جميع الزوائد السرطانية تقريبًا من نوع الزوائد الورمية الغدية.
- المنشارية Serratous
قد تتحول زوائد القولون المنشارية إلى زوائد سرطانية، وذلك على حسب حجمها وموقعها في القولون، فالزوائد المنشارية الصغيرة التي توجد في الجزء السفلي من القولون، والتي تعرف أيضًا باسم الزوائد مفرطة التنسج، نادرًا ما تكون زوائد خبيثة، أما الزوائد المنشارية الأكبر حجمًا، والتي عادة ما توجد في الجزء العلوي من القولون وتكون مسطحة (ملتصقة) ويصعب كشفها، فهي محتملة التسرطن.
- الالتهابية Inflammatory polypi
قد يظهر هذا النوع من الزوائد عقب الإصابة بالتهاب القولون التقرحي أو داء كرون الذي يصيب القولون. وعلى الرغم من أن زوائد القولون في حد ذاتها ليست ذات خطورة كبيرة، فإن الإصابة بالتهاب القولون التقرحي أو بداء كرون في القولون تتسبب في زيادة إجمالي مخاطر التعرض للإصابة بسرطان القولون.
* أسباب الإصابة بزوائد القولون
تنمو الخلايا السليمة وتنقسم بصورة منظمة، لكنَّ حدوث الطفرات في بعض الجينات يمكن أن يجعل الخلايا تستمر في الانقسام حتى مع عدم الحاجة إلى خلايا جديدة. ويمكن لهذا النمو غير المنتظم أن يتسبب في نمو الزوائد في القولون والمستقيم. ويمكن أن تنمو الزوائد في أي مكان في الأمعاء الغليظة. وبوجه عام، كلما زاد حجم الزائدة، ارتفعت احتمالية الإصابة بالسرطان.
والأشخاص الأكثر عرضة لزوائد أو سرطان القولون هم الذين:
- في عمر الخمسين من العمر أو أكبر.
- من يعانون من حالات الأمعاء الالتهابية مثل التهاب القولون التقرحي وداء كرون.
- لديهم تاريخ مرضي عائلي لوجود زوائد أو سرطان القولون.
- يتعاطون التبغ ويتناولون الكحول.
- يعانون السمنة ولا يمارسون الرياضة.
- يعانون من داء السكري من النوع الثاني الذي لا تتم السيطرة عليه بشكل جيد.
* دور الوراثة في نشوء زوائد القولون
في حالات نادرة، يرث بعض الأشخاص طفرات وراثية تتسبب في تكون زوائد القولون لديهم؛ فإذا كانت لديك إحدى هذه الطفرات الوراثية، فإنك تكون أكثر عرضة بكثير للإصابة بسرطان القولون والمستقيم، ويمكن للفحص والكشف المبكر أن يساعد في الوقاية من ظهور وانتشار هذه الأورام السرطانية.
تشمل الاضطرابات الوراثية التي تتسبب في ظهور زوائد القولون ما يلي:
- متلازمة لينش Lynch syndrome
وتسمى أيضًا بسرطان القولون والمستقيم الوراثي غير السلائلي، ويميل المصابون بمتلازمة لينش لأن يظهر لديهم عدد قليل نسبيًا من زوائد القولون، لكنها يمكن أن تتحول سريعًا إلى زوائد خبيثة. ومتلازمة لينش هي الشكل الأكثر شيوعًا من سرطان القولون الوراثي، وتكون مرتبطة كذلك بأورام الثدي والمعدة والأمعاء الدقيقة والمسالك البولية والمبيض.
- داء السلائل الورمي الغدي العائلي Familial adenomatous polyposis
وهو اضطراب نادر يتسبب في ظهور مئات أو حتى آلاف الزوائد في بطانة القولون بدءًا من سنوات المراهقة. وإذا لم يتم علاج هذه الزوائد، فإن احتمالية الإصابة بسرطان القولون تكون مؤكدة بنسبة 100 في المائة تقريبًا، وعادة ما يكون ذلك قبل سن الأربعين. ويمكن للاختبارات الوراثية أن تساعد في تحديد مدى خطر التعرض للإصابة بداء السلائل الورمي الغدي العائلي.
- متلازمة جاردنر Gardner's syndrome
وهي أحد أنواع داء السلائل الورمي الغدي العائلي الذي يتسبب في ظهور الزوائد في جميع أجزاء القولون والأمعاء الدقيقة. وقد تظهر أيضًا أورام غير سرطانية في أجزاء الجسم الأخرى، بما في ذلك الجلد والعظام والبطن.
- داء السلائل المرتبط بالطفرة الجينية إم واي إتش MYH-associated polyposis
وهو عبارة عن حالة مرضية مشابهة لداء السلائل الورمي الغدي العائلي، ويحدث نتيجة لطفرات في الجين MYH، وعادة ما يظهر لدى المصابين بداء السلائل المرتبط بالطفرة الجينية MYH العديد من الزوائد الورمية الغدية، فضلاً عن الإصابة بسرطان القولون، وذلك في سن مبكرة. ويمكن للاختبارات الوراثية أن تساعد في تحديد مدى خطر التعرض للإصابة بداء السلائل المرتبط بالطفرة الجينية MYH.
- متلازمة بوتز - جيغر Peutz-Jeghers syndrome
وهي حالة مرضية تبدأ عادة بظهور نمش على الجسم كله، بما في ذلك الشفتان واللثة والقدمان، ثم يعقب ذلك ظهور زوائد غير سرطانية بطول الأمعاء. وقد تتحول هذه الزوائد إلى زوائد خبيثة، لذا، يكون المصابون بهذه الحالة أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون.
- متلازمة داء السلائل المنشاري Serrated polyposis syndrome
وهي حالة مرضية تؤدي إلى ظهور العديد من الزوائد الورمية الغدية المنشارية في الجزء العلوي من القولون، وقد تصبح هذه الزوائد خبيثة.
* تشخيص وعلاج زوائد القولون
1. تنظير القولون، وهو أشد الاختبارات حساسية للكشف عن وجود زوائد القولون أو سرطان القولون؛ فإذا اكتشف الطبيب وجود زوائد، فقد يستأصلها على الفور أو يأخذ منها عينات أنسجة (خزعات) لتحليلها.
2. تنظير القولون بالأشعة المقطعية، وهو اختبار يتم إجراؤه بقدر ضئيل من التدخل الجراحي، وتستخدم فيه الأشعة المقطعية لفحص القولون، ويحتاج تنظير القولون الافتراضي لنفس خطوات تحضير الأمعاء التي يحتاج إليها تنظير القولون العادي، وإذا وجدت أي زائدة، فسوف يلزم إجراء تنظير القولون بالطريقة العادية لاستئصالها.
3. التنظير السيني المرن، وفيه يتم إدخال أنبوب رفيع مضيء في المستقيم لفحصه ولفحص الثلث الأخير من القولون (القولون السيني)، وإذا وجدت أي زائدة، فسوف يلزم إجراء تنظير القولون بالطريقة العادية لاستئصالها.
وسيقوم الطبيب على الأرجح باستئصال جميع الزوائد التي يكتشفها أثناء فحص الأمعاء، وتشمل بعض خيارات الاستئصال ما يلي:
- الاستئصال أثناء الفحص
يمكن استئصال معظم الزوائد بملقط الخزعة أو بسلك حلقي يمسك الزائدة من قاعدتها، وتمكن المساعدة في إجراء ذلك عن طريق حقن سائل تحت الزائدة وذلك لرفعها وتمييزها عن جدار القولون لتسهيل استئصالها، وإذا كان حجم الزائدة أكبر من 0.75 بوصة (حوالي 2 سم)، فقد يُحقن أحد السوائل تحتها لرفعها وتمييزها عن النسيج المحيط بها كي يتمكن الجراح من استئصالها.
- الجراحات ذات التدخل الضئيل
بالنسبة للزوائد ذات الأحجام الضخمة أو التي لا يمكن الوصول إليها بأمان أثناء الفحص، فعادةً ما يتم استئصالها بالجراحة ذات التدخل الضئيل.
- استئصال القولون والمستقيم
إذا كان الشخص يعاني من إحدى المتلازمات الوراثية النادرة، مثل داء السلائل الورمي الغدي العائلي، فقد يلزم الاستئصال الجراحي للقولون والمستقيم (الاستئصال الكلي للمستقيم والقولون). تزداد احتمالية تحول بعض أنواع زوائد القولون إلى زوائد خبيثة عن البعض الآخر، لكن يجب في العادة أن يفحص طبيب مختص في تحليل عينات الأنسجة (اختصاصي علم الأمراض) عينة من نسيج الزائدة تحت المجهر ليحدد مدى إمكانية تحولها إلى سرطانية.
* أهمية المتابعة
إذا سبق وتعرض الشخص للإصابة بزائدة من النوع الورمي الغدي أو من النوع المنشاري، فإنه يكون أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون، وتعتمد احتمالية إصابته بالسرطان على حجم الزوائد الورمية الغدية التي تم استئصالها وعلى عددها وخصائصها.
يجب أن يلتزم المصاب بفحوص المتابعة للكشف عن الزوائد، ومن المحتمل أن يوصي الطبيب بإجراء تنظير القولون:
1. بعد خمسة أعوام، إذا لم يكن لدى الشخص سوى واحدة أو اثنتين من الزوائد الورمية الغدية.
2. بعد ثلاثة أعوام، إذا كان الشخص لديه أكثر من زائدتين من الزوائد الورمية الغدية أو زوائد ورمية غدية يزيد حجمها على 0.4 بوصة (حوالي 1 سم) أو أكبر، أو زوائد ورمية غدية ذات قواعد واسعة (زغابية).
3. خلال ثلاثة أعوام، إذا كان لدى الشخص أكثر من 10 زوائد ورمية غدية.
4. خلال ستة أشهر، إذا كان لدى الشخص زائدة ورمية غدية كبيرة جدًا أو توجب استئصالها في صورة قطع.
من المهم أن يتم تحضير القولون جيدًا قبل إجراء التنظير، فإذا كانت هناك بقايا براز في القولون وأعاقت رؤية الطبيب لجدرانه، فسوف يلزم، على الأرجح، إجراء تنظير قولون للمتابعة خلال مدة أقصر مما تنص عليه الإرشادات.
* المصدر
What are colonic polyps?