يعتمد العلاج على موضع الإصابة وشدتها، فقد يكون علاج الكسر البسيط باستخدام جبيرة وكمادات ثلج والراحة والمسكنات. ومع ذلك، قد تحتاج العظمة المكسورة إلى إعادة تقويم (رد) في غرفة الطوارئ أو في غرفة العمليات. وقد يتطلب الكسر المضاعف إجراء عملية جراحية لتقويم العظم المكسور وزرع أسلاك أو شرائح أو أسياخ للحفاظ على موضعه الصحيح في أثناء الالتئام.
* أعراض كسر الذراع
قد يكون سماع صوت طقة أو صوت انكسار أول إشارة إلى إصابتك بكسر في الذراع. تتضمن العلامات والأعراض الأخرى ما يأتي:
- ألم شديد قد يزداد مع الحركة.
- التورم.
- الكدمات.
- التشوه، مثل انثناء الذراع أو المعصم.
- عدم القدرة على تدوير الذراع من وضعية الكفّ نحو الأعلى إلى وضعية الكفّ نحو الأسفل، أو العكس. وإذا كنت تعاني من ألم في الذراع لدرجة أنك لا تستطيع استخدامها بشكل طبيعي، فبادر إلى زيارة الطبيب على الفور، وينطبق الأمر نفسه على طفلك، حيث يمكن أن يؤدي التأخير في تشخيص وعلاج كسر الذراع إلى سوء الالتئام، خصوصاً لدى الأطفال الذين تلتئم إصاباتهم بشكل أسرع من البالغين.
تشمل الأسباب الشائعة لكسر الذراع ما يأتي:
- السقوط.. يعد السقوط على ذراع ممدودة أو مرفق ممدود، السبب الأكثر شيوعاً لكسر الذراع.
- الإصابات الرياضية.. تُعَدّ الضربات والإصابات المباشرة في الساحة أو الملعب سبباً شائعاً لكل أنواع الكسور.
- الصدمة القوية.. يمكن أن تنكسر واحدة أو أكثر من عظام الذراع خلال حادث سيارة، أو حادث دراجة أو أي صدمة مباشرة أخرى.
- العنف ضد الأطفال.. بالنسبة إلى الأطفال، قد يحدث كسر الذراع نتيجة للعنف ضد الأطفال.
* ما عوامل الخطورة لحدوث كسر الذراع؟
-
المشاركة في رياضات تنافسية عنيفة
تؤدي المشاركة في أي رياضة تنطوي على تنافس مع تلاحم جسدي أو رياضة عالية الخطورة لزيادة خطر الوقوع، بما في ذلك كرة القدم والجمباز والتزحلق والتزلج، وإلى زيادة خطر الإصابة بكسر الذراع.
-
تشوهات العظام
بعض الحالات المرضية تسبب ضعف العظام، مثل هشاشة العظام وأورام العظام، ويكون المصابون بهذه الأمراض أكثر عرضة لخطر الإصابة بكسر الذراع. ويُعرف هذا النوع من الكسور بالكسر المرضي.
* ما مضاعفات كسر الذراع؟
تكون توقعات سير المرض جيدة للغاية بالنسبة إلى معظم كسور الذراع إذا عولِجَت مبكرًا. ولكن قد تتضمن المضاعفات ما يأتي:
- عدم تساوي نمو العظام.. نظراً لأنّ عظام ذراع الطفل لا تزال تنمو، فإن أي كسر في صفيحة النمو، وهي المنطقة التي يحدث عندها النمو قرب نهايات العظام الطويلة، قد يؤثر في النمو الطبيعي للعظام.
- التهاب المفصل.. قد تسبب الكسور التي تمتد إلى المفصل حدوث التهاب بالمفصل في الأعوام اللاحقة.
- التيبس.. يمكن أن يسبب تقييد الحركة المطلوب لالتئام الكسر في عظم العضد أحياناً تقليل نطاق الحركة للمرفق أو الكتف، حيث يصبح محدوداً ومؤلماً.
- العدوى الجرثومية في العظام.. إذا برز أي جزء من العظم المكسور من خلال الجلد (الكسر المفتوح) فقد يتعرض للجراثيم التي يمكن أن تسبب العدوى. ويكون العلاج الإسعافي لهذا النوع من الكسور ضرورياً.
- إصابة الأعصاب أو الأوعية الدموية.. إذا انكسر عظم الذراع العلوي (العضد) إلى قطعتين أو أكثر، فإن نهايات الكسر الحادة قد تُصيب الأعصاب والأوعية الدموية المجاورة. لذا، التمس الرعاية الطبية الفورية إذا لاحظت أي تنميل أو مشكلات في الدورة الدموية.
- الوذمة ومتلازمة الحيز.. يمكن أن يعوق التورم المفرط للذراع المصابة وصول الدم إلى جزء من الذراع، ما يسبب الألم والتنميل. وتحدث متلازمة الحيز عادة بعد 24 إلى 48 ساعة بعد الإصابة، وهي حالة طبية طارئة تتطلب جراحة. ويمكن أن تنتج كذلك بسبب الضيق الشديد للجبيرة.
بعد مناقشة الأعراض ومعرفة كيفية حدوث الإصابة وفحص ذراعك، سيطلب الطبيب على الأرجح صور الأشعة السينية لتحديد مدى الكسر والإصابة في المفاصل المجاورة وتحديد موقع الكسر. وفي بعض الأحيان، قد يوصي الطبيب أيضاً بإجراء فحص آخر، مثل التصوير بالرنين المغناطيسي، للحصول على صور أكثر تفصيلاً.
* علاج كسور الذراعيختلف علاج كسر الذراع بحسب نوع الكسر. ويعتمد الوقت المطلوب للالتئام على عوامل متنوعة، بما في ذلك شدة الإصابة، ووجود إصابة بحالات مرضية أخرى، مثل داء السكري، والعمر، والتغذية، وتعاطي التبغ والتناول المفرط للمشروبات الكحولية.
* تصنيف كسور الذراع
تُصنَّف الكسور إلى واحدة أو أكثر من الفئات الآتية:
- الكسر المفتوح (المركب).. يحدث ذلك عندما يخترق العظم المكسور الجلد، وهي حالة خطيرة تتطلب علاجاً فورياً وقوياً لتقليل خطر الإصابة بالعدوى الجرثومية.
- الكسر المغلق.. يبقى الجلد من دون جرح في هذا النوع من الكسور.
- الكسر المنزاح.. لا تكون شظايا العظام الموجودة على كل جانب من الكسر منتظمة في موضعها، ما قد يتطلب عملية جراحية لإعادة تقويم العظام ووضعها بشكلها الطبيعي.
- الكسر المفتت.. ينكسر العظم إلى قطع، وهو ما قد يتطلب عملية جراحية للالتئام الكامل.
- كسر الغصن النضير.. يتصدع العظم وينثني، لكنه لا ينكسر تماماً، مثل ما يحدث عندما تحاول كسر غصن نضر من الخشب. وتكون معظم حالات هذا النوع من كسر العظم لدى الأطفال من نوع كسر الغصن النضر، لأن عظام الطفل أكثر ليونة ومرونة من عظام البالغين.
- الكسر المنحني (الكسر الحيدي).. ينضغط جانب واحد من العظام، ما يسبب ثني (انحناء) الجانب الآخر. وهذا النوع من الكسر أكثر شيوعاً لدى الأطفال.
* علاج كسر الذراع
-
تثبيت العظم
إذا كنت مصاباً بكسر من النوع المنزاح، فقد يحتاج الطبيب إلى تحريك الأجزاء المكسورة وإعادتها إلى مواضعها الصحيحة، وهي العملية التي يطلق عليها اسم رد الكسر. وبناءً على شدة الألم وحجم الورم، تحتاج إلى دواء مرخٍّ للعضلات أو مخدر، أو حتى تخدير كلي قبل هذا الإجراء.
-
تقييد الحركة
يُعَدّ تقييد حركة العظم المكسور أمراً ضرورياً لالتئامه. وللقيام بذلك، فقد تحتاج لوضع جبيرة أو حمّالة ذراع أو دعامة. وإذا كانت الذراع المكسورة تتطلب جبيرة، فمن المرجح أن ينتظر الطبيب حتى يختفي التورم والوذمة، وعادة ما يحدث ذلك في غضون خمسة إلى سبعة أيام بعد الإصابة. وفي تلك الأثناء، من المرجح أن تضع جبيرة مؤقتة. وقد يطلب منك الطبيب العودة لإجراء المزيد من صور الأشعة السينية خلال عملية الالتئام، للتأكد من أن العظام لم تتحرك من مكانها.
-
الأدوية المساعدة
لتقليل الألم والالتهاب، قد يوصي الطبيب بتناول أحد مسكنات الألم التي تباع من دون وصفة طبية. وإذا كنت تعاني من ألم شديد، فقد تحتاج إلى دواء موصوف من الطبيب يحتوي على مادة مخدرة لبضعة أيام. وفي حالة الكسر المفتوح، سيصف لك الطبيب مضادات حيوية لمنع حدوث الالتهاب الجرثومي.
-
التأهيل والعلاج الفيزيائي
يبدأ التأهيل بعد وقت قصير من العلاج الأولي. وفي معظم الحالات، من المهم، إن أمكن ذلك، البدء ببعض الحركات لتقليل التيبس في الذراع واليد والأصابع والكتف ما أمكن، بينما تضع جبيرة أو حمالة ذراع. وبعد رفع الجبيرة أو الحمالة، قد يوصي الطبيب بتمارين فيزيائية إضافية لإعادة التأهيل أو العلاج الطبيعي لاستعادة قوة العضلات وحركة المفاصل ومرونتها.
-
الجراحة
قد تكون العملية الجراحة ضروريةً لتثبيت العظام في بعض الكسور، خاصة المفتتة والمتبدلة وتلك التي تمرّ عبر مفصل، وعندها قد ينتظر الطبيب حتى يتلاشى التورم لإجراء العملية الجراحية. وسيقلل من التورم تحديد حركة الذراع ورفعها إلى أعلى من مستوى القلب ما أمكن، خاصة في أثناء الاستلقاء والنوم. وقد يلزم استخدام أجهزة تثبيت، مثل الأسلاك أو الشرائح أو الأسياخ أو البراغي، أو تركيب شرائح ومسامير في الذراع للحفاظ على العظام في مكانها الصحيح في أثناء الالتئام. ونادراً ما تحدث مضاعفات، لكنها يمكن أن تشمل العدوى الجرثومية وسوء التئام العظام أو عدمه.
* الوقاية من كسور الذراعيحدث كسر الذراع عادة في لحظة غير مخطط لها وغير متوقعة. وعلى الرغم من أنّ من المستحيل التنبؤ بتلك اللحظة أو منع حدوثها، فقد توفر هذه النصائح الأساسية بعض الحماية.
-
الغذاء الصحي الذي يقوّي العظام
اتبع نظاماً غذائياً صحياً يشمل الأغذية الغنية بالكالسيوم، مثل الحليب والزبادي والجبن وفيتامين د، التي تساعد جسدك في امتصاص الكالسيوم. ويمكنك الحصول على فيتامين د من الأسماك الدهنية، مثل السلمون، ومن الأطعمة المدعمة مثل الحليب وعصير البرتقال، ومن التعرض لأشعة الشمس. واستشر طبيبك بشأن كمية الكالسيوم وفيتامين د التي تحتاجها.
-
ممارسة الرياضة بانتظام لتقوية العظام
يمكن الأنشطة البدنية وتمارين القوة والتمارين الرياضية التي تحسّن من التوازن والوضعية أن تقوي العظام وتقلل من فرصة حدوث الكسر. فكلما زاد نشاطك ولياقتك البدنية مع التقدم في العمر، يقل احتمال تعرضك للسقوط وكسر العظام.
-
إجراءات الوقاية من السقوط
يُعَدّ السقوط إلى الأمام على يد ممدودة السبب الرئيسي لكسر الذراع. وللوقاية من هذه الإصابة الشائعة، ارتدِ أحذية متزنة، وتخلص من مصادر الخطر المنزلي، مثل السجاجيد غير الثابتة وعدم وجود إضاءة كافية. احرص على توفير الإضاءة الكافية في مكان المعيشة، وثبّت السجاجيد وضع مقابض ارتكاز في الحمام ودرابزيناً على السلالم إذا لزم الأمر.
-
استخدام المعدات الواقية عند اللزوم
احرص على ارتداء ما يقوي ثبات الرسغ ويحميه في أثناء ممارسة الأنشطة عالية الخطورة، مثل التزلج على عجلات والتزحلق على الجليد ولعبة كرة القدم.