يحدث البلوغ المبكر عندما يبدأ جسم الطفل في التحول إلى جسم بالغ مبكرًا. ويبدأ البلوغ في المتوسط لدى الإناث بين سن 8 و13 ولدى الذكور بين 9 و14 عامًا. ويتم تشخيص البلوغ المبكر عندما تظهر علامات البلوغ على الإناث قبل سن الثامنة وعلى الذكور قبل سن التاسعة.
ولا يعرف السبب الحقيقي وراء حدوث البلوغ المبكر، وهناك نوعان منه:
- البلوغ المبكر المركزي
وهو النوع الأكثر شيوعًا. وفيه تبدأ الغدة النخامية في صنع هرمونات تسمى gonadotropins. وتحفز هذه الهرمونات الخصيتين أو المبايض لإنتاج هرمونات أخرى: التستوستيرون أو الإستروجين. وتسبب هذه الهرمونات الجنسية تغيرات سن البلوغ، مثل نمو الثدي لدى الإناث.
2- البلوغ المبكر المحيطي أو البلوغ الكاذب المبكر
هو حالة مختلفة أقل شيوعًا. وفيها تؤدي هرمونات الاستروجين والتستوستيرون إلى ظهور الأعراض. لكن الدماغ والغدة النخامية ليسا مسؤولين عن ذلك. عادة ما تكون مشكلة موضعية في المبايض، أو الخصيتين، أو الغدة الكظرية، أو الغدة الدرقية شديدة النشاط.
وهناك حالات أخرى قد تبدو مثل البلوغ المبكر للآباء - وأحيانًا لأطباء الأطفال - ولكنها ليست كذلك:
- عندما يبدأ ثدي الأنثى بالنمو في سن مبكرة. غالبًا ما يصيب الإناث اللائي يبلغن من العمر بضع سنوات فقط. وفي حين أنه مصدر قلق للوالدين، لكنه يتحسن من تلقاء نفسه ولا يعتبر بلوغا مبكرا، ولا يتطلب الأمر علاجًا.
- عندما يبدأ شعر العانة أو الإبط في النمو في سن مبكرة. ويمكن أن ينتج عن إفراز الغدة الكظرية للهرمونات في مرحلة مبكرة. لكن، على الرغم من أنه قد يبدو مقلقًا، إلا أنه لا يمثل مشكلة بشكل عام. كما أنه ليس علامة مبكرة على سن البلوغ. ولكن نظرًا لأنه قد يمثل أول علامة على إفراز هرمونات الغدة الكظرية بشكل مبكر، يجب عليك اصطحاب طفلك واستشارة الطبيب.
* علامات البلوغ المبكر
من علامات البلوغ المبكر وأعراضه، نمو الأعضاء التالي ذكرها قبل بلوغ الإناث عمر 8 سنوات، وقبل بلوغ الذكور عمر 9 سنوات:
- عند الإناث: نمو الثدي وبدء أول فترة حيض (بدء الطمث).
- عند الذكور: تضخّم الخصيتين والقضيب، ظهور شعر في منطقة اللحية والشارب، وخشونة الصوت.
وهناك علامات أخرى في كلا الجنسين:
- شعر العانة أو شعر تحت الإبط.
- النمو السريع (يكبر بسرعة).
- حب الشباب.
- رائحة جسم البالغين.
* أسباب البلوغ المبكر
في معظم الحالات، لا يعرف الخبراء أسباب البلوغ المبكر المركزي، خاصة عند الإناث. لكن، الأسباب الشائعة يمكن أن تشمل:
- الأورام، والتي غالبًا ما تكون حميدة.
- إصابة الدماغ، سواء من الجراحة أو ضربة في الرأس، ما يؤثر على التوازن الهرموني.
- التهاب الدماغ.
- وينتج عدد قليل فقط من حالات البلوغ المبكر المركزي عند الأطفال عن مشكلة طبية.
* من هم الأطفال الأكثر عرضة للبلوغ المبكر؟
- الجنس... الإناث أكثر عرضة 10 مرات للبلوغ المبكر المركزي من الذكور.
- علم الوراثة.. في بعض الأحيان، يمكن أن تؤدي الطفرات الجينية التي تؤدي إلى إفراز الهرمونات الجنسية إلى سن البلوغ المبكر. وفي أغلب الأحيان، يكون لدى هؤلاء الأطفال أحد الوالدين أو الأشقاء يعانون من مشاكل وراثية مماثلة.
- الأصل.. وجد أن الإناث الأميركيات من أصل أفريقي يبدأن سن البلوغ قبل الإناث البيض بحوالي عام.
- البدانة... أظهر عدد من الدراسات وجود صلة بين السمنة عند الإناث الصغيرات وزيادة خطر البلوغ المبكر. لكن الباحثين لا يعرفون مدى شدة الارتباط، لأنه لا يبدو أن السمنة مرتبطة بالبلوغ المبكر عند الذكور.
* تشخيص البلوغ المبكر
لمعرفة ما إذا كان طفلك يعاني من سن البلوغ المبكر، قد يقوم طبيبك بما يلي:
- مراجعة التاريخ الطبي والمرضي للطفل.
- إجراء فحص جسدي.
- فحص الدم للتحقق من مستويات الهرمونات.
- الأشعة السينية على أيديهم ومعاصمهم لفحص عمر العظام.
فإذا رأى الطبيب علامات على إصابة طفلك بالبلوغ المبكر، فسيقوم أيضًا بإجراء اختبار لمعرفة نوعه. وسيتم إجراء اختبار تحفيز إفراز هرمون الغدد التناسلية (GnRH)، سيقوم الطبيب بإعطاء طفلك هرمون GnRH. وبعد ذلك سيتحقق من استجابة طفلك الهرمونية بمرور الوقت من خلال سلسلة من عينات الدم. فإذا ارتفعت هرمونات أخرى، فهذه علامة على البلوغ المبكر المركزي. أما إذا ظلت مستويات الهرمون كما هي، فهذه علامة على البلوغ المبكر المحيطي. وقد تكون هناك الحاجة لفحوصات أخرى، مثل الرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية للدماغ والغدد الكظرية.
* طرق علاج البلوغ المبكر
يعتمد علاج البلوغ المبكر على سببه، ولأن سبب حدوث البلوغ المبكر غير معروف غالبا، فقد تؤدي حالة مرضية معينة، مثل عدوى أو خلل الهرمونات أو أورام أو تشوهات الدماغ أو إصابات أخرى إلى البلوغ المبكر، إلا أن هذا نادر.
وينطوي العلاج عادة على دواء يعمل على تأخير المزيد من النمو.
1- علاج البلوغ المبكر المركزي
يمكن معالجة معظم الأطفال المصابين بالبلوغ المبكر المركزي الذي يكون سببه غير معروف بشكل فعال باستخدام الدواء. ويشتمل هذا العلاج عادة، والذي يسمى العلاج التناظري للهرمون المطلق لمواجهة الغدد التناسلية، على حقن شهرية من أدوية، مثل ليوبروليد (لوبرون ديبوت)، والذي يؤخر المزيد من التطور، ويمكن إعطاء بعض التركيبات الجديدة على فواصل زمنية أطول. ويستمر تناول الطفل لهذا الدواء حتى يبلغ سن البلوغ الطبيعي، وفي المتوسط، تبدأ عملية البلوغ في الظهور مرة أخرى بعد 16 شهرا من توقف الطفل المصاب عن تناول العلاج.
2- علاج المشكلة المرضية إذا وجدت
في حال وجود حالة مرضية أخرى تسبب البلوغ المبكر لدى الطفل، فإن العلاج في هذه الحالة يكون ضروريا لوقف تطور البلوغ المبكر. على سبيل المثال، إذا كان الطفل مصابًا بورم يفرز هرمونات ويسبب البلوغ المبكر، فعادة ما يتوقف البلوغ متى تم استئصال الورم جراحيًا.
وقد يشعر الأطفال الذين تبدأ لديهم مرحلة البلوغ بشعور مختلف عن أقرانهم، وبالرغم من أن هناك عددًا قليلاً من الدراسات حول الآثار النفسية للبلوغ المبكر، إلا أن هذا الشعور المختلف قد يسبب مشكلات اجتماعية ونفسية، مثل تجربة الجنس مبكرًا، وبصفتك والدا، قد تعاني أيضا من صعوبة في التعامل مع النمو المبكر لطفلك.
وإذا كنت أنت أو طفلك أو أي فرد آخر في عائلتك تعاني من صعوبة في التعايش مع هذه الحالة الطبية، فيرجى طلب المشورة، فقد تساعد الاستشارات النفسية عائلتك على فهم المشكلات والتحديات النفسية التي تصاحب حالة البلوغ المبكر وكيفية التعامل معها بشكل أفضل. وإذا كانت لديك أسئلة أو تود الحصول على توجيه وإرشاد حول كيفية الوصول إلى مستشارٍ يتمتع بالكفاءة، فتحدث مع أحد أعضاء فريق الرعاية الطبية.
* أخيرا..
البلوغ المبكر عادة تتضح أسبابه وعلاماته في ما بعد، وهو ليس بالتشخيص الطبي الخطير، وغالبا ما يعيش الأطفال الدين تم تشخيصهم بالبلوغ المبكر حياة نفسية واجتماعية وطبية جيدة. وهناك أشياء يمكنك القيام بها لتقليل فرص الإصابة بالبلوغ المبكر لدى طفلك، مثل إبقاء الطفل بعيدًا عن المصادر الخارجية لهرمونات الاستروجين والتستوستيرون، أي الأدوية الموصوفة طبيًا للبالغين الموجودة في المنزل أو المكملات الغذائية التي تحتوي مثلاً على هرمون الاستروجين أو هرمون التستوستيرون، وتشجيع طفلك على الحفاظ على وزن صحي للجسم.
* المصدر
Precocious (Early) Puberty
Precocious Puberty