العين الوردية أو التهاب الملتحمة أو احمرار العين، هو التهاب واحمرار في الغشاء الشفاف الذي يبطّن الجزء الأمامي من العين والجفون. تُعتبر هذه الحالة أكثر شيوعًا عند الأطفال الصغار مقارنة بالبالغين، فقد يَفركون أعينهم ويَنقلون العدوى إلى أقرانهم في مرحلة ما قبل المدرسة، أو في الرعاية النهارية، أو في الملعب.
سنتناول في هذه المقالة كل شيء عن احمرار العين عند الأطفال الصغار، أو ما تُسمّى العين الوردية، والأسباب والأعراض، وكذلك العلاج.
أعراض احمرار العين عند الأطفال
تشمل أعراض احمرار العين عند الأطفال:
- جفاف العين والحكة والاحمرار.
- عيون دامعة.
- رؤية وَميض متكرر.
- الشعور بوجود شيء عالق في العين.
- الحساسية للضوء.
- جفون منتفخة.
- خروج إفرازات من العين.
- الألم.
عادة ما تختفي أعراض التهاب الملتحمة من تلقاء نفسها في الحالات الخفيفة، وغالباً لا يستطيع الأطفال الصغار التعبير عن الأعراض بوضوح، لذلك يجب على الآباء ومقدّمي الرعاية الصحية التحقّق مما إذا كان الطفل:
- يتجنّب الأضواء الساطعة كثيراً، ويقوم بتغطية عينيه.
- البكاء في كثير من الأحيان، أو التعرض لنوبات غضب.
- يواجِه صعوبة في التركيز.
- حوَل في العينين، أو سوء تركيز النظر.
أسباب احمرار العين عند الأطفال
هناك ثلاثة أسباب شائعة لالتهاب الملتحمة:
- التهاب الملتحمة الفيروسي: هذا هو السبب الأكثر شيوعًا لالتهاب الملتحمة، ويَحدث بسبب عدوى فيروسية في العين أو الأنسجة المحيطة بها، وغالبًا ما تسبّب الفيروسات الغدّية التهاب الملتحمة الفيروسي.
- التهاب الملتحمة البكتيري: هذا نوع آخر من التهاب الملتحمة المُعْدي، ويَحدث بسبب التهابات بكتيرية.
- التهاب الملتحمة التحسسي: يمكن أن تسبب المواد المسببة للحساسية والمهيجات التهاب الملتحمة عند ملامستها للعين.
أسباب أقل شيوعاً لاحمرار العين عند الأطفال
- الحالات الصحية العامة: يمكن أن يسبب التهاب الملتحمة بعض الحالات الصحية الأساسية، مثل التهاب المفاصل التفاعلي والوردية.
- التهاب الملتحمة السامّ: يمكن أن يؤدي استخدام أدوية العين على المدى الطويل إلى جفاف العين والأنسجة المحيطة بها أو تندّبها، وهذا يمكن أن يؤدي إلى التهاب الملتحمة.
- التهاب غدد الميبوم: هو التهاب في غدد الميبوميان التي تبطّن الجَفن خلف الرموش، ويَحدث عندما تجفّ الزيوت الطبيعية في هذه الغدد، وهذا أمر غير شائع عند الأطفال الصغار.
- التهاب الجَفن: وهي حالة تَحدث عندما تنسدّ الغدد الموجودة عند قاعدة الجفن.
التهاب الملتحمة المتكرر
يصاب بعض الأطفال الصغار بالتهاب الملتحمة بشكل متكرر، وهذا ليس بالأمر غير المعتاد، لأن الأطفال في المدارس والرعاية النهارية وغيرها من الأماكن المجتمَعية أكثر عرضة لتكرار العدوى أو المواد المسببة للحساسية.
ومع ذلك، يمكن أن يشير تكرار التهاب الملتحمة إلى حالات صحية أساسية، مثل متلازمة ستيفنز جونسون، أو حساسية غير مشخصة.
هل التهاب الملتحمة مُعدٍ؟
يكون التهاب الملتحمة مُعديًا عندما تسبّبه عدوى بكتيرية أو فيروسية.
يجب على الآباء ومقدّمي الرعاية للأطفال الصغار المصابين بالتهاب الملتحمة افتراض أن الحالة مُعْدية، وإبقاء الطفل في المنزل بعيدًا عن مراكز الرعاية النهارية أو المدرسة، خاصة إذا كانوا يعانون من الحمى، أو لا يشعرون أنهم بصحة جيدة، ويوصي بعض الأطباء بأن يبقى الأطفال في المنزل حتى تختفي الأعراض.
وفي معظم الحالات تبقى العين الوردية بسبب العدوى مُعدية طالما أن الشخص لا يزال يعاني من الأعراض.
عادة ما يستمر التهاب الملتحمة البكتيري لمدة تتراوح بين 5 إلى 10 أيام، وغالبًا ما يتم علاجه بشكل أسرع باستخدام المضادات الحيوية.
أما التهاب الملتحمة الفيروسي فقد يستمر لمدة تصل إلى 14 يومًا، على الرغم من أنه عادة ما يتم علاجه بشكل مبكّر، ولا تستجيب العين الوردية الفيروسية للمضادات الحيوية.
تشخيص احمرار العين عند الأطفال
يمكن للطبيب عادةً تشخيص التهاب الملتحمة بناءً على الأعراض التي يعاني منها الطفل، على الرغم من أنه قد لا يتمكَّن من تحديد المسبّب بشكل دقيق. قد يَطرح الطبيب أسئلة حول التاريخ الصحي الحديث للطفل، وما إذا كان الطفل يرتدي النظارات، وما إذا كان أي شخص آخر في العائلة أو المدرسة يعاني من هذه الحالة.
كما قد يبدو التهاب الملتحمة مختلفًا اعتمادًا على سببه، فإذا كان الطفل يعاني من التهابات الملتحمة المتكررة، أو كانت حالته لا تستجيب للعلاج، فقد يأخذ الطبيب عيّنة من عَين الطفل لتحليلها، ويمكن أن يوفّر هذا معلومات حول ما إذا كان هناك إصابة بفيروس أو بكتيريا، أو مسبب للحساسية هو سبب العين الوردية، وما هي أفضل طريقة لعلاجها.
كيفية علاج احمرار العين عند الأطفال
يختلف العلاج بناء على وجود أنواع مختلفة من التهاب الملتحة (احمرار العين):
- التهاب الملتحمة الفيروسي: عادة ما يتم علاج هذا النوع من التهاب الملتحمة بشكل تلقائي خلال أسبوعين.
- التهاب الملتحمة البكتيري: في الحالات الخفيفة، قد يختفي التهاب الملتحمة البكتيري خلال أسبوعين دون علاج، ومع ذلك، قد يَصف الأطباء المضادات الحيوية في الحالات الأكثر شدة، وهذا قد يساعد على تسريع الشفاء.
- التهاب الملتحمة التحسسي: عندما يسبّب أحد مسببات الحساسية أو المهيّج التهاب الملتحمة، فإن تجنّب المسبّب للحساسية يمكن أن يساعِد، وقد يوصي الطبيب أيضًا باستخدام قطرات عين خاصة لتهدئة التهيج.
وبغضّ النظر عن نوع التهاب الملتحمة الذي يعاني منه الطفل، فإن العلاج المنزلي يمكن أن يساعِد في تخفيف الألم. يمكن للوالدَين ومقدّمي الرعاية تجربة الخطوات الآتية:
- اسأل الطبيب عن استخدام مسكنات الألم المتاحَة دون وصفة طبية.
- استخدام الدموع الصناعية أو غيرها من قطرات العين لتخفيف الألم بعد استشارة الطبيب حول نوع القطرة المناسب.
- وَضع كمادة باردة على العين. إذا لم تساعِد الكمادات الباردة، جرّب الكمادات الدافئة بدلاً من ذلك.
- شجّع طفلك على فَرك عينه فقط بقطعة قماش باردة ونظيفة، وليس بيديه.
كيف أحمي الطفل من الإصابة باحمرار العين (التهاب الملتحمة)؟
يمكن أن ينتشر التهاب الملتحمة في مراكز الرعاية النهارية أو الروضات بأكملها، فقد يَنقل الطفل الصغير العدوى إلى أصدقائه، والذين قد ينقلونها إلى غيرهم أيضاً من الأطفال الصغار.
لذا يمكن لاستراتيجيات الوقاية البسيطة أن تقلل من انتشار العدوى، وتقلل من خطر تكرار التهاب الملتحمة:
- تشجيع الأطفال الصغار على تجنّب لَمس أو فَرك عيونهم.
- إبقاء الأطفال الذين يعانون من الحمى أو إفرازات العين السميكة في المنزل.
- عدم مشاركة المنتجات الخاصة بالعين.
- غسل اليدين بشكل متكرر.
- تشجيع الأطفال على عدم لَمس وجوه أصدقائهم.
الخلاصة في احمرار العين عند الأطفال
عادة ما يكون التهاب الملتحمة حالة مؤقتة وليس بالضرورة علامة على وجود مشكلة صحية خطيرة في العين، فقد يصاب العديد من الأطفال بالتهاب الملتحمة، ويتعافى معظمهم خلال أسبوع إلى أسبوعين.
وعندما تكون الأعراض شديدة أو لا تختفي من تلقاء نفسها، يجب على الآباء أو مقدّمي الرعاية الاتصال بالطبيب، فالعلاج الفوري يمكن أن يعالِج أو يساعِد في مَنع مشكلات خطيرة على صحة العين.