تتغير الفيروسات طوال الوقت في محاولة للنجاح في تجاوز نظام المناعة الدفاعي لجسمك، والتكاثر حتى تتمكن من البقاء وإصابة الآخرين.
نرى هذا يحدث مع فيروس الإنفلونزا، وفي كل عام يتوصل العلماء إلى الخروج بلقاحات الإنفلونزا التي يمكنها محاربة السلالات الجديدة، والهيمنة على الفيروس لتقليل انتشاره وشدة الأعراض المرتبطة بالإنفلونزا.
لا تختلف فيروسات كورونا عن بعضها، فهي الأحدث في سلسلة طويلة من فيروسات الجهاز التنفسي التي تستمر في التطور، وتصل إلى ذروتها خلال فصلي الخريف والشتاء.
واستعدادًا لموسم أمراض الجهاز التنفسي لهذا العام، أعلنت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) عن إطلاق لقاح جديد ومحدَّث لكوفيد-19، يستهدف هذا اللقاح على وجه التحديد المتحورات الجديدة الحالية للفيروس.
هل لا يزال فيروس كورونا (COVID-19) خطيرًا؟
أكد العلماء أن فيروس كورونا (COVID-19) لم ينته بعد، ولكننا وصلنا إلى الوضع الطبيعي الجديد بأن أصبح فيروس كورونا (COVID-19) الآن جزءًا من مجموعة من فيروسات الجهاز التنفسي الموسمية التي تبلغ ذروتها خلال فصلي الخريف والشتاء.
وهذا يعني أنه على الرغم من إمكانية الإصابة بمرض كوفيد-19 في أي وقت من العام، فإن هناك ظروفًا سانحة يمكن أن تسبب فيها سلالات جديدة من الفيروس عدوى واسعة النطاق.
أشار الأطباء إلى أننا أكثر عرضة للإصابة بـCOVID-19 مرة أخرى عامًا بعد عام مثل الأمراض المنتشرة الأخرى، مثل الفيروس المخلوي التنفسي (RSV) والإنفلونزا.
يتغير خطر تكرار الإصابة بعدوى كوفيد-19 مع كل سلالة، وحتى الأشخاص الذين تم تطعيمهم يمكن أن يكون لديهم معدلات عالية من بعض حالات الإصابة بـCOVID-19 إذا تغيرت السلالة بشكل كبير بما فيه الكفاية للإصابة وظهور الأعراض والمضاعفات.
تشمل قائمة الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة وحدوث مضاعفات ما يلي:
- الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة.
- الأشخاص المصابين بأمراض الرئة.
- الإصابة بأمراض القلب والسكري والسرطان
- الأشخاص فوق سن 60 عاما.
يتعرض هؤلاء الأشخاص بشكل خاص لخطر التقاط أكثر من عدوى واحدة في وقت واحد، مما يعني أنهم قد يصابون بفيروس كورونا (COVID-19) مع الفيروس المخلوي التنفسي (RSV) مع فيروس الإنفلونزا في وقت واحد.
وأوضح الأطباء أن فيروس كورونا (COVID-19) لن يكون واسع الانتشار أو مميتًا كما كان في وقت سابق من الوباء بالنسبة لبعض الأشخاص، ولكنه يمكن أن يصل إلى هناك في مجموعات سكانية معينة.
هل لا تزال حالات الإصابة بفيروس كورونا (كوفيد-19) في ارتفاع؟
من المرجح أن تستمر حالات كوفيد-19 في الارتفاع والانخفاض مع مرور كل موسم لانتشار الأمراض التنفسية، لكن متتبع البيانات من مراكز السيطرة على الأمراض في أمريكا يظهر أن هناك زيادة مطردة في عدوى كوفيد-19 تحدث بالفعل قبل موسم الجهاز التنفسي لهذا العام.
يرجع سبب زيادة حالات الإصابة بكوفيد-19 في بعض الأحيان إلى قدرة الفيروس على تطوير الطفرات، فتتعرض أجسامنا مع كل تحور جديد لفيروس كوفيد-19 لاختبار مناعي لتتمكن من محاربته.
ولهذا السبب تم تصميم لقاحات كوفيد-19 لتكون مستجيبة ضد سلالات كوفيد-19 الحالية والأكثر انتشارًا، ولكن إذا تغيرت السلالة بشكل كبير، فقد يؤدي ذلك إلى جائحة أخرى، بحيث لا يكون لدينا أي مناعة موجودة مسبقًا تمنحنا حماية جزئية على الأقل.
كيف تعرف إذا كنت بحاجة إلى جرعة معززة أخرى للقاح فيروس كوفيد-19؟
يختلف لقاح كوفيد-19 الجديد لعام 2023 عن اللقاحات الثنائية التكافؤ السابقة؛ لأنه يقف بمفرده كوسيلة للحماية من المتغيرات الحالية للفيروس.
وعلى غرار اللقاحات التي توفر الحماية ضد الفيروس الأصلي، فإن هذا اللقاح المحدَّث هو لقاح أحادي التكافؤ mRNA يحتوي على مكون واحد يتوافق مع متغير معين من الفيروس، أي أن هذا اللقاح الجديد مصمم ليكون الطريقة الفعالة الوحيدة للحماية من متحورات الفيروس المختلفة المنتشرة الحالية.
وأكد الأطباء أن لقاح 2023 الجديد يتضمن الحماية ضد سلالات كوفيد-19 الأحدث في الحمض النووي الريبوزي، أي أنها أكثر حداثة، ويجب أن توفر مناعة حالية لأن فعالية اللقاح الثنائي التكافؤ آخذة في التضاؤل.
ولم تُصنف إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) هذا اللقاح بأنه معزَّز، وبدلاً من ذلك أشارت إليه على أنه لقاح محدَّث لكوفيد-19.
وأشار الأطباء إلى الحرص على تشجيع الناس على الحصول على لقاح الإنفلونزا السنوي، وكذلك الحال بالنسبة للقاح كوفيد-19 المحدَّث.
وأوضحوا أن وصفه بلقاح محدَّث لـ COVID-19 يعكس أيضًا أنه لا يعزِّز المناعة الحالية من اللقاحات السابقة فحسب؛ بل يَبني هذا اللقاح استجابة مناعية جديدة ضد متحورات فيروس كورونا (COVID-19) الجديدة المنتشرة حاليًا.
فإذا كنت أنت أو أطفالك تنتمي إلى أي من الفئات الآتية، فيجب عليك الحصول على جرعة واحدة على الأقل من لقاح 2023 المحدَّث في أقرب وقت ممكن:
- أي شخص يزيد عمره عن 6 أشهر ولم يحصل على لقاح كوفيد-19 من قبل.
- الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و4 سنوات والذين بدؤوا أو أكملوا جدول لقاح كوفيد-19 الخاص بهم.
- كل شخص يبلغ من العمر 5 سنوات فما فوق ولم يتلق لقاح كوفيد-19 في الشهرين الماضيين ولكن تم تطعيمه سابقًا ضد كوفيد-19.
- الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، وبعض الأمراض المزمنة، مثل السكري وأمراض القلب والرئة والسرطان.
متى يكون الشخص محصنًا باللقاحات الحديثة ضد فيروس كوفيد-19؟
يؤكد العلماء أنه حتى لو كنت قد حصلت على لقاح كوفيد-19 في الأشهر الستة الماضية، فلن تعتبر محصّننًا بشكل كامل حتى تحصل على هذا اللقاح الجديد.
ووفقًا لمركز السيطرة على الأمراض، فإن الإرشادات الآتية مفيدة في تحديد ما إذا كنت محصنًا بشكل كامل ضد فيروس كوفيد-19:
- يكون كل شخص يبلغ من العمر 5 سنوات فما فوق محصنًا بشكل كامل عندما يحصل على لقاح محدَّث من Pfizer-BioNTech أو Moderna ضد كوفيد-19.
- يتم تحصين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و4 سنوات عندما يحصلون على لقاح محدَّث واحد على الأقل لكوفيد-19 بأحد الأشكال الآتية:
- ثلاث جرعات من لقاح فايزر – بايونتك لكوفيد-19.
- جرعتان من لقاح موديرنا لكوفيد-19.
- الأشخاص الذين اختاروا عدم الحصول على لقاح mRNA الموصى به يكونون محصنين بشكل كامل عندما يحصلون على جرعات لقاح Novavax COVID-19 المعتمدة لفئتهم العمرية.
- الأشخاص الذين تلقوا لقاح جونسون آند جونسون/يانسن ضد فيروس كورونا (COVID-19) يكونون محصّنين بشكل كامل عندما يحصلون على لقاح واحد محدَّث لفيروس كورونا (COVID-19).
إذا كان عمرك أكبر من 65 عامًا أو كنت تعاني من ضعف المناعة، فقد تحصل أيضًا على لقاحات محدثة إضافية حسب الحاجة:
- قد يحصل الأشخاص الذين يبلغون من العمر 65 عامًا أو أكثر على جرعة إضافية واحدة من لقاح كوفيد-19 بعد أربعة أشهر أو أكثر من أول لقاح محدّث لكوفيد-19.
- قد يحصل الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة بشكل معتدل أو شديد على جرعة إضافية واحدة من لقاح كوفيد-19 المحدّث بعد شهرين أو أكثر من آخر لقاح محدّث لكوفيد-19.
وأشارت الدراسات أن فيروس كوفيد-19 لا يزال خطيرًا، فإذا كنت قلقًا أو غير متأكد من مناعتك ضد فيروس كوفيد-19، فإن تحديد موعد مع الطبيب يمكن أن يوفر بعض الوضوح الذي تشتد الحاجة إليه قبل أن تجد نفسك في ذروة موسم أمراض الجهاز التنفسي.
والآن بعد أن أصبحنا قادرين على الحصول على لقاح محدَّث لكوفيد-19، إلى جانب لقاحات الإنفلونزا التي يتم تحديثها بشكل متكرر، بالإضافة إلى لقاح جديد لفيروس RSV (الفيروس المخلوي التنفسي)، يمكننا أن نبدأ في حماية أنفسنا والآخرين بشكل أفضل خلال الأوقات الحَرجة للعدوى.
ويوضح الأطباء أن النهج المتبع في الإصدار الأحدَث من لقاح كوفيد-19 يشبه الطريقة التي نتعامل بها مع لقاحات الإنفلونزا المحدَّثة كل عام، ومن المتوقع أن تتحول عمليات طرح لقاح كوفيد-19 إلى ما أصبحت عليه الآن حملات التطعيم ضد الإنفلونزا الحالية، بمعنى أنه في كل خريف سيقدم الأطباء نسخة جديدة ومحدَّثة من اللقاح.
المصادر:
1-https://health.clevelandclinic.org/do-i-need-another-covid-booster/