يعتبر نبات الحلبة من أكثر أنواع النباتات فائدة للإنسان لما فيه من فوائد وقيم غذائية مرتفعة جدًا، ولقد استُخدمت الحلبة كدواء منذ مئات السنين حين سجل المصريون وصفة صُنعت من الحلبة كعلاج للحروق المختلفة التي تصيب الإنسان، كما كانت تُستعمل في حالات الولادة، وقد استخدمها الصينيون لعلاج الأمراض الجلدية، وغيرها من الحالات الأُخرى، وفي السنوات الأخيرة أصبحت الحلبة واحدة من أشهر التوابل المنزلية، وقد بدأ العلم الحديث في دراستها، فما هي فوائد الحلبة الصحية وكيف يتم استخدامها؟
ما هي القيمة الغذائية للحلبة؟
تحتوي بذور الحلبة على عدد كبير من المكونات الكيميائية، حسبما أشار مركز ميموريال سلون كيترينج للسرطان، وهي تشمل البروتينات والأحماض الأمينية، والفلافونويد، والصابونين، والصابونين الستيرويدية، والكومارين، والدهون، والفيتامينات، والمعادن، وألياف الجالاكتانان، والقلويات، مثل التريجونيلين. كل 11 غراماً، أي ما يعادل ملعقة كبيرة من بذور الحلبة، يحتوي على:
- 1.0 غم ماء.
- 36 سعرة حرارية كطاقة.
- 2.5 غم بروتينات.
- 0.7 غم دهون.
- 2.7 غم ألياف غذائية.
- 20 ملغم كالسيوم.
- 3.7 ملغم حديد، وهى تمثل 20% من احتياجات الفرد اليومية.
- 21 ملغم مغنيسيوم، بما يعادل 7% من احتياجات الفرد اليومية.
- 33 ملغم فسفور.
- 85 ملغم بوتاسيوم.
- 7 ملغم صوديوم.
- 0.28 ملغم الزنك.
- 0.3 ملغم الفيتامين ج.
- 835 ميكروغرامًا من الفيتامين أ.
ما هي فوائد الحلبة الصحية؟
الموطن الأصلي للحلبة شمال إفريقيا والبلدان التي تحد شرقي البحر المتوسط، وهي تُزرع حالياً في أغلب مناطق العالم، ونبات الحلبة عبارة عن نبات عشبي حولي صغير يحمل ثماراً على هيئة قرون، تحمل كل ثمرة عدداً من البذور ذات لون أصفر تميل إلى الخضار. تمتلك الحلبة العديد من الفوائد الصحية، إذ تحتوي بذورها على العديد من العناصر الغذائية المفيدة لصحة الجسم، كما تعد أوراق الحلبة مصدرًا غنيًا بالفيتامين (ك). تشمل فوائد الحلبة ما يلي:
-
تنظيم مستويات السكر في الدم
في إحدى الدراسات التي أجريت على مرضى السكري من النوع الأول، أضاف الباحثون 50 غراماً من مسحوق بذور الحلبة إلى وجبات الغداء والعشاء للمشاركين لمدة 10 أيام. كانت النتيجة انخفاض نسبة السكر في الدم لديهم بنسبة 54٪ على مدار 24 ساعة، بالإضافة إلى انخفاض في الكوليسترول الكلي، والكوليسترول المنخفض الكثافة. كذلك في إحدى الدراسات أُعطي المشاركون غير المصابين بالسكري بذور الحلبة وسُجل لديهم انخفاض بنسبة 13.4٪ في مستويات السكر في الدم بعد أربع ساعات من تناول الحلبة.
-
زيادة إفراز حليب الأم
حليب الأم هو الغذاء الأمثل لحديثي الولادة، وهو أفضل مصدر للتغذية ونمو الطفل، وقد تتأثر كمية إفراز حليب الثدي بعدة عوامل، وعادة ما يتم وصف أدوية لزيادة كميته، وقد وجدت الدراسات أن نبات الحلبة يساعد على إفراز الحليب، لذلك يمكن اعتباره بديلاً طبيعياً آمناً عن تلك الأدوية، وقد وجدت دراسة استغرقت 14 يوماً على 77 من الأمهات الجدد أن تناول الحلبة قد زاد من إنتاج لبن الأم بما يعادل الضعف، مما ساعد الأطفال على زيادة الوزن.
-
زيادة إفراز هرمون التستوستيرون عند الرجال
وجدت بعض الدراسات أن لبذور الحلبة آثاراً مفيدة في زيادة مستويات هرمون التستوستيرون وزيادة الرغبة الجنسية، ففي إحدى الدراسات، قدَّم الباحثون 500 ملغم من الحلبة يومياً لمدة 8 أسابيع إلى 30 رجلاً، ووجد الباحثون زيادة في هرمون التستوستيرون لدى المشاركين، وكان هناك أيضاً انخفاض 2٪ في الدهون الكلية في الجسم عند هؤلاء الرجال.
-
السيطرة على الشهية
أظهرت ثلاث دراساتٍ أُجريت على بذور الحلبة قدرتها على خفض الشهية، والتقليل من تناول الدهون. ووجدت دراسة أُجريت على مدى 14 يوما أنّ المشاركين قد قل تناول الدهون لديهم بنسبة 17%.
-
خفض مستويات الكوليسترول
تحتوي بذور الحلبة على مادة الصابونين التي تقلل من امتصاص الكوليسترول من الأطعمة الغنية بالدهون؛ إذ أظهرت دراسة نشرت في مجلة العلوم البيولوجية والتكنولوجية الحيوية أن بذور الحلبة تساعد على خفض مستويات الدهون الثلاثية والكوليسترول في الجسم.
-
تخفيف حرقة المعدة
وجدت دراسة مدتها أسبوعان على أشخاص يعانون من حرقة متكررة في المعدة أن الحلبة تخفف من أعراضها، إذ وجد أن تأثير الحلبة مماثل لتأثير الأدوية المضادة للحموضة.
-
تقليل خطر الإصابة بالسرطان
قد تساعد المركبات المضادة للأكسدة والمضادة للالتهابات الموجودة في الحلبة في الوقاية من الجذور الحرة، ما يؤدي الى تقليل خطر الإصابة بالسرطان.
ما هي أضرار ومحاذير تناول عشبة الحلبة؟
بالرغم من الفوائد العديدة لبذور الحلبة، فإن لها بعض المحاذير، لكن الجرعات الزائدة قد تسبب اضطرابات المعدة، والغثيان، والغازات، وقد تكون سبباً للنزيف. تحتوي الحلبة على مادة الكومارين التي تعمل بمثابة مميع للدم، وفي حال تم تناول كميات كبيرة من الحلبة خلال اليوم فهي قد ترفع من خطر الإصابة بالنزيف، لذا فإن الذين يعانون اضطرابات في الدم ومشكلات النزيف والتخثر، يُنصحون بعدم تناول الحلبة بكميات كبيرة دون استشارة الطبيب، إذ قد تشكل خطراً على حياتهم، وتؤدي إلى زيادة النزيف.
هل تُشرب الحلبة قبل الأكل أم بعده؟
تشير الدراسات إلى أن الحلبة تعمل على تنظيم مستويات السكر في الدم، مما يعني أن فائدتها تظهر بتناولها قبل أو خلال تناول الطعام، خاصة الوجبات الغنية بالكربوهيدرات. بالإضافة إلى ذلك فقد يكون تناولها صباحاً على معدة فارغة مفيدًا في تخفيف الكوليسترول الضار في الجسم.
الأسئلة الأكثر شيوعاً
ما هي فوائد الحلبة المغلية؟
من أبرز فوائد الحلبة أنها تساعد في التخفيف من حرقة المعدة، كما تساعد في تعزيز الهضم، وخفض مستويات الكوليسترول الضار، وقد تستخدم أيضاً كقاطع للشهية إذ إنها تعطي الشخص الشعور بالامتلاء والشبع.
هل الحلبة تقوي الانتصاب؟
بما أن الحلبة ترفع من مستويات التستوستيرون، فإنها تعزز الرغبة الجنسية لدى الرجال، وخاصة لدى الذكور الكبار في السن.
هل يمكن استخدام الحلبة لتكبير الثدي والمؤخرة؟
شاع بين النساء استخدام الحلبة لتكبير الثدي والمؤخرة، فقد وجدت بعض النساء فائدة لها بهذا الخصوص، بينما لم ترَ نساء أخريات أي نتائج ملموسة لها. لم يثبت علمياً إلى الآن صحة هذه النظريات وتحتاج إلى مزيد من الإثباتات لاعتبارها حقيقة علمية.
نصيحة من موقع صحتك
الحلبة هي عشبة فريدة من نوعها، ومميّزة في فوائدها المذهلة للنساء والرجال معاً، فقد أثبتت الدراسات أنها تساعد في إنتاج الحليب لدى المرضعات، وتحفز الرغبة الجنسية لدى الرجال وخاصة كبار السن منهم، كما أشارت دراسات أخرى إلى وجود عناصر في الحلبة تساهم في خفض مستوى الكوليسترول الضار، وتحسين مستويات السكر في الدم وتنظيمها، مما قد يجعل منها خياراً مناسباً لمرضى السكري، مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة استشارة الطبيب المعالج.