الفوائد الصحية لعرق السوس ومحاذير تناوله

عرق السوس كلمة عربية الأصل، تعني امتداد جذور النبات في الأرض، أو الخشب حلو المذاق، وهي مكونة من مقطعين "عرق" أي جذر، و"سوس" تعني متأصل، و قد عرف قدماء العرب هذا النبات وورد وصفه في كثير من المراجع القديمة، وعُثر على جذور عرق السوس في قبر الملك توت عنخ آمون، وكان يقتصر استخدامه وشرابه على الملوك الفراعنة، وكان الأطباء الفراعنة يخلطونه بالأدوية المرة لإخفاء طعم مرارتها، وكانوا يعالجون به أمراض الكبد والأمعاء، والسعال الجاف والربو والعطش الشديد.

* المادة الفعالة في عرق السوس

المادة الفعالة في عرق السوس هي الكلتيسريتسن، وثبت أن عرق السوس يحتوي على مواد سكرية وأملاح معدنية، من أهمها البوتاسيوم، الكالسيوم، المغنيسيوم، الفوسفور، ومواد صابونية تسبب الرغوة عند صب عصيره، ويحتوي كذلك على زيوت طيارة. وفي عام (1955- 1960) فُصل مركَّب سيترويدي وأُطلق عليه اسم حمض الجلسريزيك glycerrhysic acid من جذور نبات عرق السوس، وقد تبين أن هذا الحمض يشبه في بنيته الكيميائية مركب الكورتيزون المعروف، إلا أنه يتميز عنه بخلوه تماماً من الآثار الجانبية المعروفة عند التداوي بالكورتيزون خصوصاً لمدة طويلة.

* فوائد عرق السوس

هناك أكثر من 300 مركَّب مختلف في عرق السوس، يحتوي بعضها على خصائص مضادة للفيروسات ومضادة للميكروبات. واختلفت الآراء في أهمية "عرق السوس". فلنتعرف معاً  إلى فوائده وأضراره:

- مضاد للسعال والبلغم

وجد أن مسحوق عرق السوس ومستخلصه مفيدان في علاج التهاب الحلق والسعال ونزلة الشعب الهوائية. حيث وجد أن جذور عرق السوس تحتوي على تسعة مركبات لها تأثير مقشع للبلغم، بالإضافة إلى مركب عاشر له تأثير مضاد لسموم الجسم. كذلك إن مادة (صابونين) الموجودة في عرق السوس هي التي تقوم بالأثر العلاجي، وتدخل أيضاً في الأدوية المعالجة لآلام الحنجرة والكحة وضعف التنفس، كذلك فإنها تصلح مضاداً للإمساك. ولعلاج التهاب الحلق والسعال، يؤخذ من مسحوق عرق السوس ملعقة صغيرة وتوضع في ملء كوب ماء سبق غليه، وتترك لمدة خمس دقائق ثم يُصفّى ويشرب. وتُكرر العملية ثلاث مرات في اليوم، مع ملاحظة أن للاستمرار في استعماله لمدة طويلة أو زيادة الجرعة تأثيرات سلبية، مثل الصداع، ارتفاع ضغط الدم واحتباس السوائل ونقص في البوتاسيوم.

- عرق السوس لأمراض الأعصاب

عرق السوس يكون مؤثراً في علاج حالات التهاب الأوتار، مثله مثل الكورتيزون شائع الاستخدام. ومن المعروف أن المادة التي تشبه الكورتيزون في عرقسوس هي جلسراتيك لا تسبب الأضرار الجانبية التي يسببها الكورتيزون مثل زيادة الوزن وسوء الهضم واضطراب النوم وضعف المناعة تجاه العدوى، ويمكن ملء ملعقة صغيرة من مسحوق عرق السوس مرة إلى مرتين في اليوم، مع ملاحظة عدم استخدامه من قبل الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم.

- عرق السوس ضد أنواع الإصابات الفطرية

لقد وجد أن عرق السوس يحتوي على 125 مركباً مضاداً للفطريات ويعتبر أكثر النباتات المسجلة غنىً بهذه المركبات، والطريقة عمل خلاصة مركزه من عرق السوس بأخذ نحو 5 ملاعق شاي من المسحوق، ووضعها في كوب ماء، ثم دهن المناطق المصابة بالسائل بواسطة قطعة قطن، وذلك مرتين إلى ثلاث مرات في اليوم. وإذا ما خُلط العرقسوس بالعسل، فإنه يُعَدّ علاجاً لفيروس الهربس الذي يصيب الشفاه وسقف الحلق.

- عرق السوس لعلاج التهاب وعدوى الجلد

الأكزيما مصطلح لمجموعة من الأمراض التي تصيب الجلد، والتي يمكن أن تسبب الحكة والاحمرار والتقشر والالتهاب. ولقد أظهرت العديد من الدراسات أن مستخلص جذورعرق السوس يحتوي على مواد فعالة ضد بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية، التي يمكن أن تسبب التهابات الجلد. كذلك إن أحتواء عرق السوس على مركب يشبه الهيدروكورتيزون يجعله علاجاً فعالاً للصدفية، والطريقة أن يؤخذ مسحوق العرقسوس الناعم ويخلط مع فازلين وتدهن به المناطق المصابة.

- علاج قرحة المعدة والاثني عشر

تحتوي جذور عرق السوس على الغلسرزين في هيئة أملاح الكالسيوم والبوتاسيوم لحمض الجلسرزيك، وهذا الحامض له تأثير ملطف للالتهابات، وله تأثير فعال في علاج قرح المعدة والاثني عشر، وأمكن بعد ذلك تحضير مشتق منه، هو الكارينكسنول، ويستعمل أيضاً في علاج قرح المعدة والاثني عشر، ويعمل من طريق زيادة إفراز الميوسين الذي يحمي جدار المعدة، وكذلك يوقف نشاط الأنزيمات التي تثبط إفراز البروستاجلاندينات، ولها أهمية في منع حدوث قرح المعدة.

كذلك يمكن أن تقلل من خطر الأصابة بجرثومة المعدة التي تسببها العدوى ببكتيريا تسمى Helicobacter pylori، والتي تؤدي إلى تقرحات في المعدة لدى بعض الأشخاص.

وتشير الأبحاث إلى أن مستخلص عرق السوس قد يساعد في قتل بكتيريا H. pylori، ووجدت تجربة سريرية لـ 120 شخصاً أن إضافة خلاصة عرق السوس للعلاج الدوائي ساهمت كثيراً في التخلص من جرثومة المعدة.

وأثبتت العديد من الدراسات أن جذور العرقسوس مضادة للتقلص، وهي تقلّل إنتاج حامض المعدة، وبالتالي تقلّل من حرقة الفؤاد.

- مضاد للالتهابات وأمراض الروماتيزم

يستخدم ضد أمراض الروماتيزم، حيث يحتوي على مواد تشبه في تأثيرها الهيدروكورتيزون، وقد بينت الأبحاث أن الغليسيريزين عندما يتفكك في الأمعاء يكون له مفعول مضاد للالتهاب ومضاد للروماتيزم شبيهة بمفعول الهيدروكورتيزون وغيره من الهورمونات الكورتيكورتيزونية. كما وجد أنه يخفف من أثار مرض باجيت الذي يصيب العظام، وينتشر هذا المرض بين الرجال فوق سن الأربعين.

- فوائد عرق السوس للكبد

قد يساعد الغلسريزين، وهو أحد مكونات خلاصة عرق السوس على شفاء مرضى الالتهاب الكبدي عامة وخاصة الالتهاب الكبدي الناتج من فيروس سي، وأوضحت الأبحاث فاعلية هذه المادة في وقف نمو السرطان الذي يصيب الكبد، ووصل اقتناع الهيئات الصحية باليابان بهذا الأمر إلى تسجيل مستحضر طبي تحت اسم "نيو مينو فاجن سي القوي" بوزارة الصحة اليابانية، الذي يستخدم بصفة رسمية في الآونة الأخيرة في علاج الالتهاب الكبدي سي.

- فوائد عرق السوس للبشرة

يحتوي عرق السوس على مواد سكرية وأملاح معدنية مهمة لتغذية خلايا الجلد، من بينها الصوديوم والمغنيسيوم، بالإضافة إلى العناصر الحيوية في تعزيز خلايا الجلد وشد البشرة مثل البوتاسيوم والفوسفور، وكذلك عرق السوس غني بالزيوت الطيارة التي تحافظ على ترطيب البشرة وإزالة التشققات وزيادة نضارتها، كما يساعد عرق السوس على إعادة شباب البشرة من خلال تجديد الخلايا وإزالة طبقة الجلد الميت، كما يدخل في علاج التصبغات الجلدية كالثعلبة، أو بسبب حروق الشمس، كما يعتبر مقشراً طبيعياً للبشرة.

- فوائد عرق السوس للشعر

عرق السوس قد يكون جيداً لفروة الرأس لخصائصه المرطبة، فهو يهدئ فروة الرأس الجافة ويمنع القشرة، وقم بتدليك الشاي مع قطرات قليلة من زيت جوز الهند على فروة رأسك، واتركها لمدة ساعة ثم اغسلها.

كما أنه قد يساعد على نمو الشعر، وقد يساعد في منع الصلع المبكر، كما يمكن استخدام خليط من عرق السوس مع الحناء ومسحوق الأملا كعلاج فعال للشعر لمختلف حالات الشعر، بما في ذلك أضرار أشعة الشمس والقشرة والنهايات المتقصفة والشعر الباهت.

- فوائد عرق السوس للمفاصل

عرق السوس يعمل إلى حد كبير مثل الكورتيكوستيرويدات الطبيعية في الجسم (التي تقلل الالتهاب)، ويقلل من الجذور الحرة في موقع الالتهاب، ويمنع إنتاج الإنزيم المتضمن في العملية الالتهابية، وGlycyrrhizin هو المكون في عرق السوس الذي يمنع الالتهابات ويخففها، كما أنه يدعم إطلاق الجسم للكورتيزول (الذي يثبط الجهاز المناعي، ويخفف من آلام التهاب المفاصل)، ولكنه يثبط أيضاً بعض الآثار الجانبية للكورتيزول.

مع ملاحظة أن عرق السوس ليس علاجاً جيداً لأولئك الذين يعانون من مشاكل ضغط الدم، وقد يعاني الأشخاص الذين يتناولون كميات كبيرة من عرق السوس بانتظام (20 جراماً/ يوم أو أكثر) من آثار جانبية خطيرة مثل الصداع وارتفاع ضغط الدم ومشاكل القلب، فإذا كنت تعاني بالفعل من ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب أو الكلى أو انخفاض البوتاسيوم (نقص بوتاسيوم الدم)، يرجى تجنب العشب تماماً.

* الآثار الجانبية المحتملة ومحاذير تناول عرق السوس

يمكن أن يسبب تناول الكثير من عرق السوس إلى أرتفاع ضغط الدم والتورم وعدم انتظام ضربات القلب، يعتقد أن هذا يرجع إلى تأثير عرق السوس على تحفيز عمل هرمون الألدوستيرون وبالإضافة إلى ارتفاع ضغط الدم قد يؤدي الكثير من خلاصة جذور عرق السوس إلى انخفاض مستويات البوتاسيوم في الجسم، ما يسبب ضعف العضلات. وفقاً لبعض الدراسات، عانى الأشخاص الذين تناولوا الكثير من جذور عرق السوس من احتباس السوائل وتشوهات التمثيل الغذائي.

تختفي جميع الأعراض عادةً مع التوقف عن تناول عرق السوس. بشكل عام، يعتمد ظهور الأعراض وشدتها على جرعة ومدة تناول عرق السوس، بالإضافة إلى القابلية الفردية.
كما يجب على النساء الحوامل عدم استهلاك كميات كبيرة من عرق السوس حيث وجدت دراسة أن استهلاك عرق السوس في أثناء الحمل يمكن أن يؤدي إلى الولادة قبل الأوان.