صحــــتك

الأليلوز هو السكر الجديد المختبئ في الطعام

الصورة
حمدي المهدي
الأليلوز هو السكر الجديد المختبئ في الطعام
الأليلوز هو مُحلٍّ موجود في السوق منذ عام 2015 ويكتسب شعبية الآن بسبب انخفاض عدد السعرات الحرارية فيه، ووفقًا لمجلس التحكم في السعرات الحرارية، فهو يحتوي على سعرات حرارية أقل بنسبة 90% من سكر المائدة.

من المفترض أن يكون سكر الأليلوز له نفس طعم وملمس السكر العادي، ولكنه يحتوي على الحد الأدنى من السعرات الحرارية، وبالإضافة إلى ذلك، تشير الدراسات المبكرة إلى أنه قد يوفر بعض الفوائد الصحية.

* ما هو الأليلوز Allulose؟

الأليلوز هو سكر بسيط يوجد بشكل طبيعي بكميات صغيرة في بعض الأطعمة مثل القمح والتين والزبيب، بينما يمتص جسمك الأليلوز، فإنه لا يقوم بعملية التمثيل الغذائي له - مما يجعله منخفضا للغاية في السعرات الحرارية.

على الرغم من وجود كميات صغيرة من هذا السكر النادر في بعض الأطعمة، فقد استخدم المصنعون في السنوات الأخيرة إنزيمات لتحويل الفركتوز من الذرة وغيرها من النباتات إلى الأليلوز، ووُصف أنه في المذاق والملمس مماثل لسكر المائدة وحلو بنسبة 70% مثل سكر المائدة. 

* ماذا تعني إرشادات إدارة الغذاء والدواء الجديدة بشأن الأليلوز؟

في أبريل 2019، أصدرت إدارة الغذاء والدواء إرشادات تفيد بأن مادة الأليلوز ستظل تحتسب في إجمالي السعرات الحرارية للطعام، وهذا يعني أنه يُسمح الآن للمصنعين باستخدام 0.4 سعر حراري لكل جرام من الأليلوز عند تحديد عدد السعرات الحرارية التي تأتي من الأليلوز في وجبة طعام أو مشروب، وفي السابق، وفقا لقاعدة ملصق حقائق التغذية لعام 2016، تم حساب الأليلوز على أنه 4 سعرات حرارية لكل غرام من المُحلي - وهو نفس عدد السعرات الحرارية في سكر المائدة.

نظرا لأن أجسامنا تستجيب للأليلوز بشكل مختلف تماما عن استجابتنا لسكر المائدة، فقد اتخذت إدارة الغذاء والدواء قرارا باستبعاده من إعلان السكريات.

* كيف يختلف الأليلوز عن الأنواع الأخرى من المحليات؟

هناك أنواع مختلفة من السكريات، بما في ذلك السكريات الأحادية، والسكريات الثنائية، والسكريات المتعددة. السكريات الأحادية هي أبسط أنواع السكريات وتشمل الجلوكوز والفركتوز والجالاكتوز، ويتكون سكر المائدة العادي من الجلوكوز والفركتوز، وعندما يتم ربط اثنين من السكريات الأحادية معًا، يطلق عليها اسم السكريات الثنائية.

مثل الجلوكوز والفركتوز، يعد الأليلوز سكرا أحاديا، وفي المقابل، فإن سكر المائدة، المعروف أيضا باسم السكروز، هو سكر ثنائي مصنوع من الجلوكوز والفركتوز.

في الواقع، يحتوي الأليلوز على نفس الصيغة الكيميائية مثل الفركتوز، ولكن يتم ترتيبها بشكل مختلف، هذا الاختلاف في البنية يمنع جسمك من معالجة مادة الأليلوز بنفس الطريقة التي يعالج بها الفركتوز.

على الرغم من أن 70-84٪ من مادة الأليلوز التي تستهلكها يتم امتصاصها في دمك من الجهاز الهضمي، فإنه يتم التخلص منه في البول دون استخدامه كوقود لأنه لا يتم استقلابه من قبل الجسم، لذا فإنه لا يرفع مستويات السكر في الدم أو الأنسولين ويوفر الحد الأدنى من السعرات الحرارية.

لقد ثبت أنه يقاوم التخمير بواسطة بكتيريا الأمعاء، مما يقلل من احتمال حدوث الانتفاخ أو الغاز أو مشاكل الجهاز الهضمي الأخرى، ويوفر الأليلوز أيضا 0.2-0.4 من السعرات الحرارية لكل غرام، أو حوالي 1/10 من السعرات الحرارية لسكر المائدة، وبالإضافة إلى ذلك، تشير الأبحاث المبكرة إلى أن سكر الأليلوز له خصائص مضادة للالتهابات، وقد يساعد في منع السمنة ويقلل من خطر الإصابة بأمراض مزمنة.

* الفوائد الصحية للأليلوز؟

الأليلوز هو بديل رائع للأفراد الذين يحاولون إنقاص الوزن وتناول الطعام الصحي، وتزداد السعرات الحرارية بسرعة إذا كنت تستخدم سكر المائدة العادي، مما يعني أنه يمكنك خفض السعرات الحرارية بشكل كبير عن طريق استبدال سكر المائدة بالأليلوز، فهو لا يسبب تسوس الأسنان، وهي مشكلة أخرى تظهر مع الاستهلاك المفرط للسكر لدى الأطفال والبالغين.

وجدت العديد من الدراسات أن الأليلوز يمكن أن يرتبط بمجموعة متنوعة من الفوائد الصحية، بدءا من زيادة حرق الدهون إلى تقليل الالتهاب، وفيما يلي بعض الفوائد الصحية المحتملة لبديل السكر هذا:
  • قد يعزز فقدان الوزن

أحد أكبر الاختلافات بين الأليلوز مقابل السكر من حيث محتوى السعرات الحرارية، وفي الواقع، يحتوي الأليلوز على 0.4 سعر حراري فقط للجرام، وهو أقل من السعرات الحرارية بحوالي 90% من السكر.

يعد تقليل استهلاك السعرات الحرارية طريقة سهلة لزيادة فقدان الوزن، وعند إقرانه بالتمرين المنتظم واتباع نظام غذائي صحي وجيد، فإن تبديله مع سكر المائدة يمكن أن يساعدك على تقليل السعرات الحرارية، مما قد يعزز فقدان الوزن.
  • قد يعزز فقدان الدهون

تشير الأبحاث التي أجريت على الفئران إلى أن الأليلوز قد يساعد أيضا في زيادة فقدان الدهون، ويشمل ذلك دهون البطن غير الصحية، والمعروفة أيضًا باسم الدهون الحشوية، والتي ترتبط بشدة بأمراض القلب وغيرها من المشكلات الصحية.

في إحدى الدراسات، تم إطعام الفئران البدينة نظاما غذائيا طبيعيا أو غنيا بالدهون يحتوي على مكملات من كل من الأليلوز أو السكروز أو الإريثريتول لمدة ثمانية أسابيع.

من المهم أن نلاحظ أن الإريثريتول، مثل الأليلوز، لا يوفر السعرات الحرارية تقريبا ولا يرفع مستويات السكر في الدم أو الأنسولين.

ومع ذلك، كان للأليلوز فوائد أكثر من الإريثريتول، واكتسبت الفئران التي أعطيت الأليلوز دهون بطن أقل من الفئران التي تناولت الإريثريتول أو السكروز.

في دراسة أخرى، تم تغذية الفئران بنظام غذائي غني بالسكر مع 5٪ من ألياف السليلوز أو 5٪ من الأليلوز، وأحرقت مجموعة الأليلوز كمية كبيرة من السعرات الحرارية والدهون خلال الليل، واكتسبت دهونا أقل بكثير من الفئران التي تغذت على السليلوز، ودراسة أخرى على الحيوانات في المجلة الدولية لعلوم الغذاء والتغذية كان لها نتائج مماثلة، وذكرت أن تغذية الأليلوز إلى الفئران زاد من إنفاق الطاقة وانخفاض الدهون في الجسم، ووفقًا للدراسة، فقد قام الأليلوز أيضا بتغيير نشاط بعض الإنزيمات المشاركة في هضم الدهون والكربوهيدرات، والتي قد تؤثر أيضا بشكل إيجابي على فقدان الوزن.

من الواضح أن هناك حاجة لدراسات عالية الجودة على البشر قبل إجراء أي استنتاجات،
وقد يساعد فى السيطرة على مستويات سكر الدم، وتظهر بعض الدراسات أن الأليلوز يمكن أن يكون أداة قوية للمساعدة في تعزيز التحكم في نسبة السكر في الدم بشكل أفضل، وليس فقط انخفاض مؤشر نسبة السكر في الدم، مما يعني أنه لا يؤثر على مستويات السكر في الدم، ولكن قد يحمي أيضا خلايا بيتا في البنكرياس المسؤولة عن إنتاج الأنسولين.

وجدت إحدى الدراسات عام 2010 أن استهلاك الأليلوز مع وجبة الطعام أدى إلى انخفاض كبير في مستويات السكر في الدم بعد 30-60 دقيقة، وتظهر أبحاث أخرى أنه يمكن أن يقلل أيضا من مستويات الأنسولين، مما قد يحسن قدرة الجسم على نقل السكر من مجرى الدم إلى الخلايا بشكل أكثر كفاءة.
  • قد يدعم صحة الكبد

على الرغم من أن الأبحاث الحالية تقتصر على النماذج الحيوانية في الغالب، فقد وجدت بعض الدراسات أن الأليلوز يمكن أن يقلل من تخزين الدهون في الكبد، ويمكن أن يساعد هذا في الحماية من أمراض الكبد الدهنية، وهو اضطراب خطير يمكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى تليف الكبد أو تندب الكبد.

نشرت دراسة على الحيوانات في مجلة علوم الغذاء أظهر أن الأليلوز يقلل تراكم الدهون في الكبد مع تقليل وزن الجسم وكتلة الدهون، وأظهر نموذج حيواني آخر أن الأليلوز يمكن أن يقلل من تركيزات الكوليسترول والدهون الثلاثية، والتي قد تساعد أيضا في تحسين صحة الكبد.
  • قد يقلل الالتهاب

الالتهاب هو استجابة مناعية طبيعية تستخدمها أجسامنا للمساعدة في الدفاع ضد العدوى، ومن ناحية أخرى، يمكن أن يؤدي الالتهاب المزمن إلى تفاقم أعراض اضطرابات المناعة الذاتية وقد يساهم في حالات خطيرة مثل أمراض القلب والسرطان والسكري.

تشير بعض الأبحاث إلى أن الأليلوز يمكن أن يمتلك خصائص قوية مضادة للالتهابات، وعلى الرغم من أنه من غير الواضح بالضبط كيف يعمل، إلا أن دراسة أجريت عام 2020 أشارت إلى أن الأليلوز قد يتفاعل مع البكتيريا المفيدة في الأمعاء للمساعدة في تخفيف الالتهاب وتقليل زيادة الوزن.

* هل هناك أي أسباب للقلق بشأن الأليلوز في طعامك؟

الأليلوز مدرج في قائمة FDA للأطعمة المعترف بها عمومًا على أنها آمنة، وهذا يعني أن المكون آمن في ظل ظروف الاستخدام المقصود - ولكن، كما يقول الخبراء، هذا لا يعني أنه لا يجب أن تظل حذراً، وعلى الرغم من أن الدراسات التي أجريت على الحيوانات واعدة، إلا أن الدراسات البشرية محدودة.

في إحدى الدراسات، تم إطعام الفئران حوالي 1/2 جرام من الأليلوز لكل رطل (0.45 كغم) من وزن الجسم لمدة 18 شهرا، وبحلول نهاية الدراسة، كانت الآثار الضارة ضئيلة ومتشابهة، وتجدر الإشارة إلى أن هذه كانت جرعة كبيرة للغاية، وكمرجع، فإن الكمية المعادلة للشخص البالغ وزنه 150 رطلاً (68 كغم) ستكون حوالي 83 غراما في اليوم – أكثر من ثلث كوب.

في الدراسات الإنسانية، لم ترتبط الجرعات الأكثر واقعية التي تتراوح من 5 إلى 15 جراما (1-3 ملاعق صغيرة) يوميا لمدة تصل إلى 12 أسبوعا بأي آثار جانبية سلبية.

يبدو أن الأليلوز آمن ومن غير المرجح أن يسبب مشاكل صحية عند تناوله باعتدال، ومع ذلك، كما هو الحال مع أي طعام، هناك احتمال حدوث حساسية عند بعض الأفراد.

* الخلاصة

الأليلوز هو سكر نادر له نفس الصيغة الكيميائية مثل الفركتوز، لأنه لا يتم استقلابه من قبل الجسم، فإنه لا يرفع مستويات السكر في الدم أو الأنسولين، ويوفر الحد الأدنى من السعرات الحرارية.

الأليلوز يخفض مستويات السكر في الدم، ويزيد من حساسية الأنسولين ويساعد على حماية خلايا بيتا البنكرياسية المنتجة للأنسولين.

الأليلوز قد يزيد من حرق الدهون ويساعد على منع السمنة، ومع ذلك، لا تزال هناك حاجة إلى إجراء أبحاث عالية الجودة على البشر، كما قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض الكبد الدهنية. ومع ذلك، فإن عدد الدراسات محدود، وهناك حاجة إلى أبحاث عالية الجودة على البشر.

تظهر الدراسات على الحيوانات والبشر أنه يمكن استهلاكه بأمان باعتدال مع الحد الأدنى من مخاطر الآثار الجانبية، وهو معترف به بشكل عام من قبل إدارة الغذاء والدواء، مما يعني أنه يمكن استخدامه كمضاف غذائي.


المصادر
Is Allulose a Healthy Sweetener? - Healthline
Allulose: The New Sugar Hiding in Your Food
U.S. Food and Drug Administration: "FDA In Brief: FDA allows the low-calorie sweetener allulose to be excluded from total and added sugars counts on Nutrition and Supplement Facts labels when used as an ingredient"
Allulose - Calorie Control Council
آخر تعديل بتاريخ
29 مارس 2021
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.