يؤثر الحمل تأثيرا عميقا على حجم الغدة الدرقية ووظيفتها، علاوة على تأثيره على سير أمراضها، كما أن أمراض الغدة الدرقية تؤثر في سير الحمل، وتؤثر هي وأدويتها في كل من المرأة الحامل وجنينها.
* التغيرات الهرمونية
تحدث أثناء الحمل الطبيعي جملة من التغيرات الفيزيولوجية الطبيعية تؤثر في حجم الغدة وهرموناتها، نذكر منها:
1- يزداد إفراز اليود بواسطة الكلى، ما يؤدي لهبوط مستويات اليود في الدم، وبالتالي تزداد خلال الحمل الاحتياجات من اليود لدى حوامل.
يؤدي نقص اليود أثناء الحمل، خصوصا في المناطق التي تحتوي على نسب قليلة من اليود، إلى نقص اليود أكثر فأكثر عند الأم، وبالتالي نقص نقل اليود للجنين عبر المشيمة، ما يؤدي لتضخم الغدة الدرقية عند الأم والجنين.
أما في فترة الإرضاع، فإن اليود يتركز بشكل كافٍ في الحليب، الذي يزود الرضيع بنحو 100 مكغ يوميا.
وبالتالي يوصى بأن تكون حاجة المرضع من اليود كما هو الحال عند الحامل.
2- تزداد "تراكيز" الهرمون الموجه للغدد التناسلية والذي يفرز من المشيمة البشرية hCG في الثلث الأول للحمل.
لهذا الهرمون قوة ارتباط ضعيفة بمستقبلات الهرمون المحرض للدرقية TSH، ولكن قد تؤدي مستوياته المرتفعة في الدم خلال الثلث الأول من الحمل إلى زيادة إنتاج هرمونات الدرقية وبالتالي نقص تركيز TSH.
لذا تكون تراكيز TSH خلال الحمل منخفضة عما كانت عليه قبل الحمل، ويمكن أن تصل لقيم 0.4 مل وحدة/لتر عند 15% من الحوامل.
وترتفع قيم TSH في الثلث الثاني والثالث من الحمل، لكنها تبقى أقل من القيم ما قبل الحمل عند المرأة الحامل.
3- بحلول الأسبوع السابع من الحمل، يزيد الأستروجين من تركيز البروتينات الرابطة للهرمونات الدرقية TBG، وبالتالي تصبح مستويات الهرمونات الدرقية الكلية مرتفعة، وتصل قمة ارتفاعها في الأسبوع 16 من الحمل، وتستمر مرتفعة حتى الولادة.
يبقى الجزء الحر غير المرتبط من هذه الهرمونات (FT3 & FT4) على الحدود العليا للطبيعي.
لذا ينبغي عدم استعمال معايرة T4 وT3 الكليين لتقييم وظيفة الدرق أثناء الحمل.
* تغيرات حجم الغدة الدرقية
يزداد حجم الغدة الدرقية أثناء الحمل بنسبة 10% لدى الحوامل اللواتي يتواجدن بالمناطق التي تتوافر فيها نسبة كافية من اليود؛ و20% لدى الحوامل اللواتي يتواجدن بالمناطق التي يقل فيها تناول اليود، ويسمى تضخم الغدة الدرقية بالسلعة الدرقية Goiter.
التداخل بين وظيفة الدرق عند الأم وجنينها
- يعتمد الجنين كلياً على الهرمونات التي تنتجها الغدة الدرقية للأم، وذلك خلال الأسابيع العشرة أو الاثني عشر الأولى من الحمل.
- ابتداء من نهاية الثلث الأول من الحمل، تبدأ الغدة الدرقية للجنين بإنتاج هرموناتها الخاصة.
- يبقى الجنين معتمداً على ما تتناوله الأم من اليود الضروري لإنتاج هرمونات الأم والجنين.
اقرأ أيضا:
هل يؤثر فرط الدرقية وعلاجها على الجنين؟
أهم المعلومات عن تحاليل الغدة الدرقية
7 أسباب يمكن أن تؤدي لتضخم الغدة الدرقية
كيف يؤثر الحمل في الغدة الدرقية؟
تعتبر أمراض الغدة الدرقية من الأمراض الشائعة خلال الحمل، حيث يتطور فرط نشاط الغدة الدرقية عند نحو 5 من كل 1000 امرأة حامل، ويتطور قصور الغدة الدرقية عند نحو 3–10 من كل ألف امرأة حامل.
آخر تعديل بتاريخ
07 يناير 2019