ينصح الطبيب بالاستئصال الجراحي للسرطان عادة عندما تشير الدلائل أن هذه الطريقة يتوقع أن تخلص المريضة من كامل السرطان (أو الجزء الأكبر منه)، وأنه لم يتهيأ للورم بعد أن ينتقل الى أعضاء الجسم البعيدة.
هل هناك أنواع مختلفة من هذه العمليات الجراحية؟
نعم، هناك العديد من العمليات الجراحية لاستئصال ورم الثدي السرطاني، وسنذكر أهمها وأكثرها شيوعاً في البلدان العربية، وفي الغالب يتم تحديد نوع العملية الجراحية وحجمها بعد معرفة "هوية " الآفة السرطانية، ومرحلة تطورها، ومدى انتشارها، ودرجة تقبل المريضة لنتائجها، كل ذلك بعد مناقشة الخيارات المتوافرة مع المريضة المصابة.
عملية استئصال الورم ذاته مع بعض نسيج الثدي من حوله، واستئصال الغدد الليمفاوية تحت الإبط
وذلك للحفاظ على الثدي قدر المستطاع، تجرى هذه العملية (إذا تم اختيارها) للأورام الصغيرة، وفي هذه الحالة لابد من التأكد من خلو حواف العينة المستأصلة من الخلايا السرطانية، ويتم ذلك من خلال تحليل الأنسجة سواء بالتحليل الفوري أثناء العملية، أو بعد الانتهاء من العملية، وتجرى هذه التحليلات بواسطة أخصائي الباثولوجيا الجراحية، وهو الاستشاري المختص بتحاليل الأنسجة والأورام، وعادة يوصي الطبيب في هذه الحالات بالعلاج الإشعاعي للتخلص من أي خلايا سرطانية تكون قد تبقت بعد استئصال الكتلة الورمية.
عملية استئصال الثدي بكامله مع استئصال الغدد الليمفاوية تحت الإبط
(لم يعد معظم الجراحين ينزعون العضلات تحت الثدي كما كانوا يفعلون في السابق، مما جعل هذه العملية أقل تشويها)، ويلجأ لهذه العملية إذا كان الورم كبيراً، ويوصي الطبيب عادة بالعلاج بالأشعة للتخلص من أي بقايا سرطانية.
عملية استئصال الثدي بكامله بشكل وقائي
(حتى لا يتشكل الورم في ثدي سيدة معرضة للإصابة بالسرطان بسبب تاريخها الطبي العائلي، أو تعرضها لإصابة ثديها الآخر بالسرطان).
عمليات الاستئصال الكلي للثدي أو الاستئصال الجزئي للورم بدون استئصال الغدد الليمفاوية
وفي هذه الحالة يتم أخذ عينة من الغدة الليمفاوية الموجودة داخل الثدي (sentinal lymph node)، على اعتبار أنها الغدة الأولى التي تصل لها الخلايا السرطانية، فإذا كانت سلبية لا تستأصل الغدد الليمفاوية.
عمليات الاستئصال الكلي للثدي مع الاحتقاظ بالجلد أو الاحتفاظ بالحلمة
هل يمكن لعملية استئصال الثدي أن تتيح للخلايا السرطانية المزيد من الانتشار؟
كلا. وإذا تبين ارتداد في السرطان بعد العملية، فهو على الأغلب من خلايا متبقية لم تكن ظاهرة أثناء العملية، أو من نشوء ورم جديد، وهدف المعالجة الشعاعية بعد العملية هو التخلص من هذه الخلايا المخفية.
ما هي مضاعفات العمل الجراحي؟
- المضاعفات التي قد تحدث بشكل نادر بعد أي عملية، مثل التهاب الجرح، والنزف، ومضاعفات التخدير.
مضاعفات خاصة تحدث أحياناً بعد استئصال الثدي، وهي تورم الطرف العلوي بسبب إعاقة تصريف السائل اللمفي، إلا أن هذه المضاعفة أصبحت أقل حدوثاً بعد تطوير أساليب حديثة لإجراء هذه العمليات، كما أصبحت معالجتها أنجع وأفضل.
تعلق معظم النساء أهمية كبرى على أثدائهن كرمز لأنوثتهن، فهل هناك ما يمكن عمله لتجاوز هذا الإشكال عند استئصال الثدي؟
- نعم، فهناك أولاً الطرق المحافظة لاستئصال الورم التي أتينا على بعضها، والتي لا تستدعي استئصال الثدي برمته، ويترك للعلاج الإشعاعي تكميل عملية إزالة بقايا السرطان بالأشعة، ولكن هذه الطريقة لا يمكن تطبيقها على كل أنواع وأحجام سرطان الثدي، وعلى الطبيب والمريضة دوماً انتخاب الخيار الأسلم، ولو كان على حساب الناحية الجمالية.
- هناك، أيضاً، طرق جراحية حديثة للحفاظ على حلمة الثدي مع إزالة الورم تحتها يمكن تطبيقها في بعض الحالات.
- أخيراً، تلجأ كثير من النسوة لعملية تجميلية بعد عملية الاستئصال بهدف زرع ثدي جديد، صناعي أو من نسيج المريضة نفسها، يجريها عادة جراح التجميل، إما بعد عملية الاستئصال مباشرة، أو بعد بضعة أسابيع.
ما هي النتائج المتوقعة من العمل الجراحي؟
تتوقف نتائج العمل الجراحي بالدرجة الأولى على نوع السرطان ودرجة نموه وانتشاره، فإذا كان السرطان في المرحلة الأولى (الحجم حوالي 2 سم ولا توجد أي دلائل على انتشاره)، يتوقع للمريضة أن تبقى على قيد الحياة بنسبة 100% بعد 5 سنوات، وإذا كان في المرحلة الثانية (الورم صغيراً، لكنه انتشر لبعض العقد اللمفاوية في الإبط، أو أنه كبير - أكثر من 5 سم، لكنه لم ينتقل للعقد اللمفاوية بعد)، تبقى توقعات الحياة بعد 5 سنوات من العملية الجراحية عالية (حوالي 90%).
أما في المرحلة الثالثة، حيث يكون الورم كبيراً وانتقاله للعقد اللمفاوية مؤكداً، فيكون توقع البقاء بعد خمس سنوات من العملية حوالي 50%.
وتدخل عوامل عدة في تبديل هذه التوقعات بعض الشيء، مثل عمر المريضة، وعرقها، وتاريخ عائلتها المرضي، وخبرة الجراح، وما إذا استخدمت وسائل علاجية أخرى إضافة للجراحة.