بعد تسعة أشهر من الحمل ومتاعبه، يأتي المولود الجديد إلى هذا العالَم ليزرع البسمة والفرحة والبهجة والسعادة على وجوه الأهل والأحبّة، وفور سماع خبر قدوم المولود الجديد، يتشوّق المعارف من أقرباء وأصدقاء لزيارة الأم من أجل تهنئتها بالسلامة والمباركة بالمولود السعيد.
قبل أن تذهب إلى المستشفى أو إلى منزل الأسرة لتقول هنيئاً ومرحباً، حبّذا لو ألقيْتَ نظرة على الأشياء التي يجب عليك ألا تفعلها، لتكون الزيارة موفّقة ومفيدة، ولا تُرهِق كاهل العائلة التي تزورها.
لا تقُم بهذه الأشياء عند زيارة المولود الجديد
حسناً، إذا قرَّرْت أن تزور الأهل لتقديم التهاني والتبريكات بالمولود الجديد، فيجب عليك ألا تقوم بهذه الأشياء لكيلا تكون زائراً غير مرغوب بدعوته في المرات القادمة:
-
لا تذهب من دون موعد
يحتاج المولود الجديد إلى البقاء في حضن أمّه والرضاعة من حليبها لمدة طويلة من اليوم، من هنا فإن الحضور بشكل ُمباغت وغير معلَن هو أمر غير محبِّذ على الإطلاق، لأنه قد يثير غضب الأم. عدا هذا، فقد يكون الطفل يشكو من المغص ويبكي لساعات، وقد تكون الأم متألّمة ومتعَبة، وربما مكتئبة، ومن باب النصيحة، أرسل رسالة نصية تعبِّر فيها عن تهانيك وتمنِّيَاتك الطيبة، مع الذكر أنك ترغب في الزيارة، وأنك في انتظار الدعوة.
-
لا تذهب خالي الوفاض
إحضار وجبة صحية ومٌعدَّة في المنزل أثناء زيارة عائلة المولود هو أمر مفيد للغاية، سواء لتناولها على الفور، أو لوضعها في الثلاجة لتناولها لاحقاً. أيضاً، يمكن إعداد وجبة كاملة لتقاسمها مع الوالديْن، فهذا سيترك أثراً طيباً، خاصة لدى الأم.
إذا لم تستطِع جلب الطعام، فبإمكانك أن تجلب أشياء مفيدة، مثل الحفّاضات والملابس والمناديل والمراويل، أو بطاقات هدايا جاهزة.
-
لا تذهب للزيارة إذا كنتَ مريضاً
إذا كنت مصاباً بنزلة برد أو بعدوى، فإنه يجب عليك أن تبقى بعيداً، لكيلا تهدِّد صحة وسلامة الأم وطفلها، خاصة أن مناعة كليهما في تلك الفترة تكون ضعيفة. انتظر حتى تكون أنت وأفراد عائلك بصحة أفضل قبل الذهاب للترحيب بالقادم الجديد.
-
لا تمكُث طويلاً
إذا ذهبْتَ للزيارة والتهنئة وقمْتَ ببعض الدردشة وعرضْتَ المساعدة فإنّك تفعل حسناً، ولكن إياك أن تطيل المكوث، لأن هذا غير مرحّب به أبدًا، وربما يتذمّر الأب والأم من سلوكك هذا.
-
لا تجلِب معك حَشداً
إذا ذهبت للترحيب بالمولود الجديد فلا تصطحب معك أطفالك أو ضيوفاً آخرين من دون موافقة أهل المولود، فهم لا يريدون زوّاراً لم يكونوا يتوقعونهم.
-
احترم رغبات الوالديْن
إذا لم يرغب والدا المولود الجديد بزيارتهما في المستشفى ويفضّلان البقاء دون ضيوف لبضعة أيام، فعليك أن تحترم رغبتهما، وأن تظل بعيداً إلى أن تنقضي هذه الفترة.
-
لا تنشر صوراً للطفل من دون إذن
إنه لخطأ جسيم أن تنشر صوراً للمولود الجديد على وسائل التواصل الاجتماعي من دون موافقة أهله، فهذا التصرف يزعج الكثير من الآباء، لأنه يعد انتهاكاً صارخاً لخصوصية الطفل، واستفزازاً للأهل.
-
لا تبدِّل خططك في اللحظة الأخيرة
إذا قلت لوالدَيّ الطفل أنك ستزورهم في ساعة محدّدة، فيجب عليك الالتزام بالموعد، وإذا وعدتهم بإحضار العشاء فافعل ولا تتقاعس. لا تغيِّرْ خططك في آخر ثانية، لأنه يعتبر أمراً مزعجاً أشدّ الإزعاج للوالديْن، خاصة للأم.
-
لا تنْسَ أن تغسل يديك
بمجرد وصولك إلى المستشفى أو للمنزل قل مرحباً، وتوجَّه فوراً إلى المطبخ أو الحمّام لغسل وتنظيف يديك للتخلص من الميكروبات التي قد تُشكِّل خطراً على الطفل، خاصة أنه يملك جهازاً مناعياً غير ناضج بعد.
-
لا تُعْطِ نصائح أو تُبْدِ تعليقات غير مرغوب بها
يجب الحذر عند إسداء النصائح، أو صياغة التعليقات، أو إطلاق التحذيرات، أو توجيه الانتقادات، وذلك منعاً لزيادة التوتر. ولعل من الأفضل عدم اقتراح أي شيء، اللهم إلا إذا طلبوا منك اقتراحات ونصائح، هنا، فلا تتردَّد في مشاركة أفكارك.
-
لا تسأل أسئلة المُتطفِّلِين
إذا كانت السيدة الجديدة التي وضعت مولودها للتو لا تنوي أن تروي حيثيات الولادة دقيقة بدقيقة، فلا تسأل عن التفاصيل، فكل سيدة تختلف عن غيرها، خاصّة أن بعض قصص الولادة قد تكون مؤلمة أو صعبة.
-
لا تنْسَ الأشِّقاء الأكبر سناً
قد يَصُبُّ الزائر جُلَّ اهتمامه على المولود الجديد تاركاً أشِّقاءه الأكبر وكأنهم غير موجودين، ما يجعلهم يشعرون بالإهمال وقلة الاهتمام، وربما إلى اشتعال نار الغيرة لديهم. يجب إظهار بعض الحب تجاه الأخوة الأكبر سناً من خلال الدردشة، أو باللعب معهم، أو حتى بإحضار هدايا لهم.
-
لا تُقبِّل الطفل
إذا قمت بزيارة مولود جديد، فرجاء ثم رجاء عدم تقبيله، لا على الشفاه ولا على الوجه، لمنع نقل أي جراثيم أو فيروسات إليه يمكن أن تُعرِّض حياته للخطر.
-
لا تلمس الطفل أو تحْمله أو تحرّكه أو تنقله
إذا كنت تفكر في حمل الطفل أو لمسه أو تحريكه أو حتى نقله، فمن الأفضل ألا تفعل، إلا إذا أخذْتَ الضوء الأخضر من الأم أو الأب.
-
لا تشرب المشروبات الساخنة أثناء حمل الطفل
إياك ثم إياك أن تحمل المولود الجديد وأنت تشرب شيئاً ساخناً، يجب أخذ هذا التحذير على محمل الجد، لأن الوالديْن لن يكونا مرتاحيْن لهذا التصرف المثير للدهشة والاستغراب.
-
لا تحدِّق أثناء الرضاعة الطبيعية
إذا كان المولود الجديد يرضع أثناء الزيارة، فقد يخلق هذا نوعاً من التوتر الإضافي للأم، ما يجعلها تشعر بعدم الارتياح، وقد يبدو هذا جليّاً من تعابير وجهها، ولعلّ التصرف المثالي في هذه الحالة، هو أن تعرض مغادرتك للغرفة حتى تتمكن من إرضاع صغيرها، ولتتدبَّرَ أمورها، اللهم إلا إذا طلبت الأم منك أن تبقى، فعندها إياك أن تحدّق تجاهها خلال جلسة الرضاعة.
-
لا تتكلم بصوت عالٍ
لا تسبِّب الضوضاءُ التعبَ للأهل فقط، بل للأطفال حديثي الولادة أيضاً، لهذا ننصحك عند تبادل أطراف الحديث مع الأهل، أو مع أشخاص آخرين من الموجودين أثناء وقت الزيارة، أن تتحدثَ بصوت منخفض.
-
لا تسأل إذا كان الطفل ينام طوال الليل
من فضلك، لا تسأل أهل المولود الجديد عمّا إذا كان ينام طوال الليل، فهو سؤال في غير محله، لا في الزمان ولا في المكان، وربما يجعل الأهل يشعرون بالقلق خوفاً من وجود خطأ ما. شيء طبيعي ألا ينام الطفل الحديث الولادة طوال الليل، فهو يحتاج كثيرًا إلى الرضاعة.
-
لا تُبْدِ ملاحظات تتعلق بشكل الأم أو وزنها
بعد الولادة يتغيّر شكل الأم ويزيد وزنها، وقد يكون شعرها منكوشاً، لهذا فإن بعض الأصدقاء والأقارب قد يُصدرِون تعليقات تصبُّ في هذا الاتجاه، وهذا أمر مرفوض جملة وتفصيلاً، لأنه يثير انزعاج الأم وغضبها، ويزعزع ثقتها بنفسها.
إن الأم الحديثة الولادة تحتاج أكثر ما تحتاج إلى بعض المديح والمجاملة، والدعم والثناء والكلمات الطيبة، وليس إلى تعليقات سخيفة.
-
لا تلمِّحْ عن شكل ولون المولود
إن أكثر ما يغيظ الأم هو التلميح بتعليقات سلبية تتعلق بشكل ولون المولود، وهذا أمر غير مقبول ومؤسف، لأنه قد يزعزع صحة الأم النفسية ويصيبها بالاكتئاب.
خير الكلام
تكون الأم متعبة في الأيام القليلة التي تلي الولادة، كما أن الطفل حديث الولادة يكون ضعيفاً للغاية، لذا فإن غريزة الأم الجديدة تكون قوية للغاية في هذه الفترة لحماية فلذة كبدها. على الزائر الكريم التريّث وعدم التسرّع في الذهاب إلى المستشفى بمجرد سماع أن صديقه أو أحد أقاربه قد أنجب طفلاً جديداً. إذا تمّت الموافقة على الزيارة، فإنه لا بد من التقيّد بآداب معينة، ولعل الأهم من هذا كله، عدم القيام بأمور من شأنها أن تعقّد وضع الأم، وتُؤزّم وضع المولود الجديد. من يدري، إذا تقيَّدْتَ بما قلناه أعلاه، فقد تصبح الزائر المفضّل بعد الولادة، إن لم نقل الأفضل على الإطلاق.
