صحــــتك

هل التربية السلطوية أفضل لتربية الأطفال؟

هل التربية السلطوية هي الطريقة المثلى لتربية الأطفال؟
نختلف نحن الآباء في نظرتنا لأولادنا، ونظرتنا لأفضل طريقة لتربيتهم، وفي العادة نميل لاتباع إما نفس طريقة تربية والدينا، أو نتطرف للنقيض الآخر.

* طرق تربية الأطفال

يتبع الأمهات والآباء العديد من الطرق لتربية وتنشئة أطفالهم تتراوح بين التسامح والاستبداد، ووفقاً للباحثة الأميركية ديانا بومريند، المتخصصة في علم النفس والتربية، يمكن تصنيف تربية الأطفال إلى ثلاثة أنواع:
- المتساهلة.
- الحازمة.
- السلطوية.

ويشيع الاعتقاد بين العديد من أولياء الأمور أن هذا النمط الأخير هو الطريقة المثلى للتربية، وذلك لما يتضمنه من وجود قواعد صارمة يجب اتباعها، وأوامر ناهية ينبغي إطاعتها من قبل الأبناء والبنات. إلا أن هذا الأمر غير صحيح في مجمله، لذا تتناول هذه المقالة الطريقة السلطوية للتربية، ما لها وما عليها.



* ما هي التربية السلطوية؟

التربية السلطوية أو الاستبدادية (Authoritarian Parenting) هي أحد أساليب التربية الأكثر صرامة، حيث يكون هناك الكثير من القواعد والأوامر التي يضعها الوالدان، وينبغي على الأبناء التقيد بها من دون نقاش أو إبداء آراء بشأنها، ويعتقد الأهل الذين ينتهجون ذلك الأسلوب في التربية أنه الضمان الوحيد لتنشئة أطفال صالحين وناجحين يساهمون في تقدم المجتمع بالمستقبل.

ويمكن تمييز ذلك الأسلوب السلطوي الاستبدادي في التربية لدى قيام الوالدين بالأمور التالية:
- وضع قائمة طويلة من القواعد التي يجب الالتزام بها من دون تفسير مبررات تلك القواعد.
- توقع الإذعان الكامل من الأطفال لتلك القواعد من دون نقاش.
- التهديد والتوعد المستمرين حول عواقب عدم اتباع القواعد.
- إنزال العقوبات الحازمة والصارمة عند خرق القواعد.
- عدم السماح للأطفال بالتعبير عن أنفسهم أو إبداء أرائهم أو النقاش مع الوالدين.
- الحد من الخيارات المتاحة للأطفال في كافة أمور حياتهم.
- ضعف العلاقة العاطفية والجسدية بين الوالدين وأطفالهم.

* مساوئ التربية السلطوية

كما يتبدى من ملامح تلك الطريقة في التربية، فإنها قد تبدو قاسية وذات تأثيرات سلبية على الأطفال في الحاضر والمستقبل. الأمر الذي يعني ضرورة انتباه الأمهات والآباء لتلك العواقب الوخيمة حال انتهاجهم هذا الأسلوب التربوي.

- الاعتمادية على القواعد

إن اعتماد التربية السلطوية على وجود العديد والعديد من القواعد الملزمة يتسبب في اعتمادية الأطفال عليها بشكل دائم. الأمر الذي يعني أنه لدى مجابهة الطفل لموقف أو سياق لا يتضمن قواعد واضحة فإنه لا يستطيع التصرف ويشعر بعدم الأمان والعجز.

- انخفاض الثقة بالنفس

إن التأكيد المستمر على وجود عقاب كعاقبة للتصرفات خارج القواعد يعوق من قدرة الطفل على الاختيار. الأمر الذي يؤثر بشكل مباشر على ثقته بنفسه، مما يتسبب في معاناة الطفل في المواقف الاجتماعية أو البيئات الجديدة.

- التمرد والعصيان

إن إحاطة الأطفال بهذا الكم الهائل من القواعد التي لا تنتهي طوال حياتهم ستدفعهم عاجلا أم آجلا إلى التمرد عليها وعصيانها. الأمر الذي يعني قيام الأطفال بشكل متعمد بخرق القواعد أو اتباع سلوكيات عنيفة، أو التسبب في تعريض سلامتهم للخطر، كرد فعل على استبداد أمهاتهم وآبائهم.




- الانطواء العاطفي

حيث تتسبب التربية السلطوية في قمع مشاعر الأطفال وقدرتهم على التعبير عن ذواتهم. الأمر الذي يجعلهم خجولين ومنطوين عاطفيا.

- الاكتئاب والقلق

تشير العديد من الأبحاث والدراسات إلى أن اتباع ذلك الأسلوب في التربية يمكن أن يؤدي إلى إصابة الأطفال بالاكتئاب والقلق.

* منافع التربية السلطوية

لا يمكن الزعم بأن التربية السلطوية لا منافع لها. إذ إنها تتسبب في تنشئة أطفال مهذبين ويتصرفون بشكل جيد بسبب خوفهم من العقاب غالبا. إلا أن ما يجب التركيز عليه هو عدم الاعتماد على التربية السلطوية بشكل كامل لتربية الأطفال.

- السلوك الحسن

إن وجود القواعد الواضحة يساعد الأطفال على فهم ماهية الأمور المقبولة والمسموح القيام بها. كما أنهم يدركون بشكل واضح وجود عواقب سيئة للسلوكيات الخاطئة. كل ذلك يجعل الأطفال ينتهجون سلوكا حسنا بشكل عام ويتجنبون السلوكيات السيئة.

- السلامة والأمان

يقوم الوالدان اللذان يتبعان تلك الطريقة بالتأكد من السلامة والأمان الجسديين والعاطفيين لأطفالهم طوال الوقت عبر الاعتماد على القواعد والإلزام باتباعها. الأمر الذي يجعل أطفالهم مدركين لأهمية عدم الانخراط في أية أمور تهدد سلامتهم وأمنهم.

- تحقيق الأهداف

يساعد الأسلوب السلطوي أيضا في اتباع الأطفال للخطط ذات القواعد والتوجيهات الواضحة. الأمر الذي يجعلهم قادرين على اتخاذ الخطوات المناسبة نحو بلوغ الأهداف المنشودة وتحقيق النجاح.

* الخلاصة

كما أسلفنا فإنه برغم المساوئ العديدة للتربية السلطوية إلا أنها تمتلك بعض المحاسن أيضا. لذا فإن أهم ما ينبغي الانتباه إليه هو عدم الاعتماد على السلطوية والاستبداد كطريقة وحيدة للتربية. الحل الأمثل هو اتباع هذا الأسلوب مع الأساليب التربوية الأخرى المتساهلة والحازمة. فالسر يكمن في التوازن بين التساهل والسلطوية وفق ما يتطلبه الموقف، مع اتباع الأسلوب الحازم كخيار أوسط في غالبية المواقف.



المصادر:
Authoritarian Parenting: The Pros and Cons, According to a Child Psychologist
Authoritarian Parenting: The Right Way To Raise My Kids?

آخر تعديل بتاريخ
22 أبريل 2020
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.