ليس هناك من أب أو أم إلا واستخدما الباراسيتامول مرة أو أكثر لتسكين الألم أو تخفيض الحرارة عند أحد أبنائهم أو إحدى بناتهم، ذلك الدواء الذي يعتبر بجرعته الزائدة سبباً مؤدياً إلى قصور الكبد عند الأطفال، فإلى أي حد يعتبر هذا الدواء آمناً للاستخدام عند الاطفال؟ ومتى يجب إعطاؤه؟ وما هي الجرعة الزائدة من الباراسيتامول للأطفال؟
إذا كان لديك طفل فإن فرصة أن يكون هذا الدواء موجوداً في صيدلية المنزل عالية، وفرصة استخدامه لأغراض متعددة كتسكين الألم وخفض الحرارة هي عالية أيضاً، وحتى لوجع التسنين، وعلاج الزكام - كاستخدام شائع لكن غير صحيح - من قبل بعض الأهل خاصة عند تجاوز الجرعة، أو عدم الانتباه للزمن الفاصل بين الجرعات، والجرعة الكلية اليومية المسموحة التي قد تحول هذا الدواء من دواء آمن إلى مستحضر صيدلاني قاتل.
* أسباب أذى الكبد
إن الأذى الحاصل على الكبد جراء إعطاء الباراسيتامول قد يكون ناجماً عن:- إعطاء جرعة عالية جداً وحيدة من الدواء.
- أو إعطاء جرعات عالية بشكل بسيط لكن بشكل متكرر خلال فترة قصيرة.
* ما هي الجرعة الزائدة من الباراسيتامول للأطفال؟ وكيف نتجنب الأذى الحادث بسببه؟
- من الواجب والضروري معرفة الأهل بحدود الأمان لاستخدام دواء البارسيتامول؛ وأن:- الجرعة المناسبة تختلف من طفل لآخر حيث يتم تحديد الجرعة المناسبة لكل طفل حسب الوزن والعمر.
- معرفة الفترات الواجب منحها للجسم بين أي جرعتين.
- ما هو مقدار الجرعة الكلية اليومية المسموحة.
- كذلك من المهم أن يعرف الأهل مبدئياً أن تخفيض الحرارة ليس لازماً في كل الحالات المرضية أو كل درجات الحرارة المرتفعة، وأن إعطاء الباراستامول لعلاج الأمراض الفيروسية المشابهة للزكام وفي درجات الحرارة التي لا تتعدى 38.5 هو أمر غير ضروري أبداً.
- كما يجب أن يكون لديهم خبرة أيضاً في قراءة تركيب العبوة الدوائية بشأن التركيز الحقيقي للمادة الفعالة تبعاً لحجم السائل من الدواء.
- يضاف إلى ذلك أهمية معرفتهم بشروط تخزين الدواء بالنسبة لحرارة الجو والرطوبة، والزمن المسموح استخدام الدواء فيه بعد فتح العبوة.
* متى يجب استشارة الطبيب قبل تناول الدواء؟
- عند عدم تمكن الأهل من معرفة أي مما ذكر مسبقاً فعليهم استشارة الطبيب فوراً، وقبل الإقدام على استخدام الدواء.- تجب مراجعة الطبيب عند ظهور الأعراض المرضية التالية:
1. معاناة الطفل من الإعياء الشديد.
2. عمر الطفل أقل من ستة أشهر.
3. استمرار الحرارة بالارتفاع لمدة تزيد عن يومين رغم إعطاء خافض الحرارة.
4. وجود ألم في العنق أو خوف من الضوء.
5. ظهور طفح أو وجود إقياء أو رفض للطعام والشراب.
6. الميل للنوم أو وجود أعراض ضيق في النفس.
* أفكار عملية لضبط استخدام الباراسيتامول
- يجب أن لا ننسى أن بعض الإجراءات الأخرى كنزع الملابس السميكة، وتهوية الغرفة، والكمادات الفاترة قد تساعد الدواء في تأثيره لفترة أطول.- يجب أن نمتنع عن استخدام الباراسيتامول لتهدئة الطفل ليلاً كما يظن بعض الأهل عندما يواجهون قلق الطفل وعدم قدرته على النوم، فيفترضون أن به ألماً أو مرضاً عليهم تسكينه وتهدئته بإعطاء الباراسيتامول، وهذه إحدى الممارسات الخاطئة الشائعة في مجتمعنا العربي.
* أهم إرشادات الاستخدام الآمن لدواء باراسيتامول
ننصح عند أخذ القرار باستخدام الباراسيتامول بما يلي:- اختيار العبوة المناسبة وقراءة التركيز عليها بشكل دقيق.
- التأكد من تاريخ الصلاحية وشروط حفظ الدواء.
- قياس وزن الطفل وحساب الجرعة تبعاً للوزن بحيث لا تقل عن 10 ملغرامات، ولا تزيد عن 15 ملغراما لكل كيلوغرام من الوزن.
- يسمح بإعطاء تلك الجرعة كل 4 ساعات كحد زمني أقصى بين الجرعات، وبمعدل أربع جرعات كحد أقصى في اليوم، وعدم تجاوز جرعة 4 غرامات كجرعة يومية كلية مهما بلغ وزن الطفل.
- استخدام محقن (سيرنج) لعيار الدواء بالميليليتر، وذلك لتجنب الخطأ عند استخدام أنواع أخرى من المكاييل كغطاء العلبة أو الملعقة.
- إعطاء الدواء عند اللزوم فقط، وليس بشكل منتظم، وبالتالي عدم إيقاظ الطفل مثلاً لإعطائه الجرعة بدون داع وكأن الدواء هو مضاد حيوي فرضاً.
- عدم إعطاء الدواء في نفس الوقت مع أدوية أخرى كشراب مخفف السعال أو المضاد الحيوي أو الفيتامينات، وذلك لمنع التداخلات الدوائية غير المرغوبة، ولتخفيف فرصة عدم امتصاص الدواء بشكل جيد؛ لأن في ذلك ما يضعف تأثير الدواء، أو يقصر المدة التي يبقى فيها الدواء فعالاً في الجسم لفترة أطول.
- تسجيل مقادير وتوقيت إعطاء الجرعات على ورقة أو دفتر خاص، ومراجعته قبل إعطاء أي جرعة تالية، وذلك لتجنب الخطأ في مقدار الجرعة وتوقيتها.
- إغلاق علبة الدواء جيداً، ومن ثم وضعها في مكان آمن بعيداً عن متناول الأطفال، وبدرجة حرارة التخزين المطلوبة كما ننوه إلى أهمية رمي علبة الدواء، وعدم استخدامها إذا ظهر تغير على لون أو تجانس المحلول الموجود داخل العلبة أو مضى أكثر من شهر على فتح علبة الدواء، وذلك لاحتوائها غالباً على مواد سكرية قد تعمل كوسط مناسب لنمو الجراثيم داخل العبوة بعد فتح العلبة بأكثر من ثلاثين يوماً.