إذا كان لديك أطفال فلا بد أنك قد سمعت بلعبة الـ"سلايم" (slime).. هذه المادة التي تباع في علب تشبه علب الصلصال، لكنها أكثر ليونة ولزوجة ومرونة، وتأتي بأشكال وألوان متعددة، وقد أقبل الأطفال عليها بحماس كبير منذ انتشارها، بل أقبل عليها الكثير من البالغين لاستخدامها في الحد من الشعور بالضغط – مثل كرات التوتر المطاطية – وأصبحت هناك العديد من الوصفات لصناعتها منزليًا؛ مما ساعد بشكل أكبر في انتشارها، ولكن بعد فترة بدأت تنتشر تحذيرات من مخاطر السلايم، وخاصة المصنَّع منزليًا، وتنصح الأهالي بمنع الأبناء من اللعب به بسبب مكوناته غير الآمنة، والتي قد تؤدي إلى مشاكل صحية.. فهل السلايم خطر حقًا؟ ومم يتكون؟
* مكونات السلايم.. هل هي خطرة؟
في دراسة أجرتها إحدى المؤسسات الأميركية تمت ملاحظة نسبة مرتفعة من مادة البورون في بعض أنواع السلايم الموجودة في الأسواق، إذ تتعدى هذه النسبة الحد المسموح به بخمسة عشر ضعفًا.
يعد البورون مادة مهيجة، وقد يؤثر على الجلد والعين والأنف والحلق، ولدى ابتلاعه يسبب تهيج الجهاز الهضمي مما قد يؤدي إلى ألم في المعدة أو قيء أو إسهال أو مشكلات أخرى في الجهاز الهضمي.
ابتلاع كميات كبيرة من البورون قد يكون قاتلًا (حوالي 5 غرامات للطفل، و15 غراما للبالغ)، ولكن ذلك أمر مستبعد تمامًا إذ يحتاج الطفل إلى ابتلاع عدة عبوات ليصل إلى هذه النسبة، وعلى الرغم مما سبق، فإن مادة البورون تُصنف كمادة غير خطرة، فهي لا تعد مادة مسرطنة، ولا يتم امتصاصها عبر الجلد، ولذلك فإن وجودها في السلايم لا يسبب مشكلات صحية خطرة، وقد يؤدي فقط إلى تهيج الجلد، وذلك يختلف من شخص إلى آخر.
* السلايم المصنوع منزليًا
من ناحية أخرى، فإن استخدام بعض أنواع السلايم المصنوع منزليًا قد ينطوي على بعض الخطورة، وتوجد العديد من الوصفات لتحضير السلايم منزليًا، لكن الوصفة الأكثر انتشارًا تتكون من:
- صمغ أبيض ويجعل السلايم لزجًا، وهو غير سام ويستخدم بشكل طبيعي في المدارس.
- محلول العدسات اللاصقة ويستخدم لتخفيف قوام السلايم، وفي أغلب الأحيان يحتوي على مواد غير سامة.
- كريم الحلاقة ويستخدم لجعل السلايم منفوشًا، وقد يسبب تهيج الجلد إذا لامس جرحًا مفتوحًا، وقد يسبب ألما في المعدة لدى ابتلاعه.
- البوركس أو البورق (Borax)، وهي مادة بورات الصوديوم، وهي أحد مركبات عنصر البورون، وتستخدم بعد تخفيفها بالماء لجعل السلايم رطبًا.
يعد البوركس المتهم الأساسي عند الحديث عن مخاطر السلايم، والبوركس يوجد منزليًا في أغلب المنظفات وصابون الغسيل، ومثل البورون، يعتبر البوركس مادة مهيجة للجلد – وخاصة الجروح المفتوحة – والعينين والأنف والجهاز التنفسي، ولدى ابتلاعه يسبب الغثيان والقيء والإسهال.
وقد سجلت عدة حالات لحروق جلدية من الدرجة الأولى والثانية لأطفال نتيجةً للعب بالسلايم، ولكن على الأغلب قد يحدث ذلك بسبب استخدام البوركس في تحضير السلايم دون تخفيفه بالماء، أو بسبب رد الفعل التحسسي لدى الأطفال، لذلك يجب الإشراف على الأطفال أثناء تحضير السلايم للتأكد من اتباع الخطوات الصحيحة، وفي حالة إصابة الطفل بالحساسية فمن الأفضل استخدام وصفات لا تحتوي على البوركس لتحضير السلايم.
* هل السلايم ناقل للعدوى؟
هناك تحذيرات بخصوص إمكانية انتقال العدوى عبر السلايم بسبب نمو البكتيريا فوق سطحه، ولكن ذلك في الحقيقة أمر شديد الصعوبة، حيث إن مكونات السلايم مثل البوركس والصمغ لا تمد البكتيريا بالظروف المناسبة للتكاثر، كما أن البكتيريا تحتاج إلى أماكن مظلمة ورطبة، لذلك فنموها على السلايم يحتاج إلى وقت طويل، وعلى الرغم من ذلك فمن الأفضل وضع السلايم في عبوة نظيفة بعد استخدامه، كما يمكن تخزينه في الثلاجة لإبطاء عملية نمو البكتيريا بدرجة أكبر.
يجب أيضًا غسل الأيدي قبل وبعد اللعب بالسلايم وتنظيف الأسطح جيدًا، فكما يحدث مع الألعاب الأخرى، فإن انتقاله بين أيدي الأطفال باستمرار وملامسته الأسطح المختلفة قد يؤديان إلى انتقال العدوى من طفل إلى آخر، ويجب أيضًا التخلص من السلايم لدى تغير لونه أو عندما يبدأ بالتفكك.
خلاصة القول إنه لا مشكلة في لعب الأطفال بالسلايم، ولكن تحت إشراف الآباء وخاصة في السن الصغيرة (لتجنب ابتلاعه)، وعدم اللعب به عند وجود جروح جلدية، وفي حالة تحضيره منزليًا فمن الأفضل استخدام الوصفات التي لا تستخدم البوركس، أو تخفيفه جيدًا قبل استخدامه، وفي حالة إصابة الطفل بأية أعراض غير طبيعية أثناء اللعب بالسلايم، يجب استشارة الطبيب على الفور.
