تلعب هرمونات الغدة الدرقية دورا مهما جدا في نمو ونضج معظم أعضاء الجسم، خصوصا الدماغ.
ويؤدي قصور الغدة الدرقية عند المراهقين وفي مرحلة الطفولة، في حالة عدم اكتشافها ومعالجتها، إلى مضاعفات خطيرة تشتمل على ضعف النمو والتأخر العقلي.
أسباب قصور الغدة
1- خلل تكوّن الدرقية Thyroid Dysgenesis
وهو أكثر أسباب قصور الدرق الولادي الدائم شيوعا (80 في المائة من الحالات) في شمال أميركا وأوروبا واليابان.
وفيه يمكن أن ينتج خلل تكوّن الدرقية عن الغياب التام أو الجزئي للنسيج الدرقي.
2- الأخطاء الولادية في تصنيع الهرمون الدرقي
وهي مسؤولة عن 15 في المائة من حالات قصور الدرقية الولادي الدائم، وهي تنجم عن فشل في مرحلة أو أكثر من مراحل تصنيع هرمونات الدرقية.
قصور الدرق الناجم عن قصور الغدة النخامية أو منطقة ما تحت المهاد (هيبوثالاموس)، ويسمى عادة قصر الدرق الثانوي والثالثي.
3- مقاومة النسج المحيطية لهرمون الدرقية.
4- قصور الدرقية الولادي العابر أو المؤقت
وله العديد من الأسباب، ومن أكثرها شيوعا:
- نقص اليود أو زيادته عند الأم أثناء الحمل وقبله، أو عند الوليد في مرحلة ما بعد الولادة.
- تناول الأم الحامل للأدوية المثبطة للدرقية (الأمهات المصابات بفرط نشاط الدرقية).
- عدد من الأسباب النادرة الأخرى.
الأعراض السريرية
تشتمل الأعراض السريرية التقليدية على: كبر اللسان والبكاء الخشن وتنفخ الوجه وضعف المقوية العضلية ووجود فتق سريري.. إلخ.
وهي نادرا ما تكون ملحوظة مجتمعة في البداية، إلا في حالات القصور الشديد، لكنها تتطور مع مرور الوقت.
لذا، من الحكمة أن نحاول البحث عن نتائج أو معطيات أخرى قد توحي باحتمال وجود قصور الدرقية الولادي، وتشتمل هذه على:
- فرط البيلروبيلين غير المنظم المديد (اليرقان المديد).
- الحمل الذي تجاوز 42 أسبوعاً.
- وجود صعوبة في رضاعة الوليد.
- الإمساك.
- صعوبات التنفس عند الوليد وانخفاض درجة حرارته.
وتعتمد شدة الأعراض ومدى ظهورها على سبب وشدة ومدة القصور.
الفحوص المخبرية
ينبغي طلب فحوصات الدرقية عند وجود أدنى شك بوجود قصور الدرقية، وتجري الكثير من الدول فحوصات الدرقية بشكل روتيني للمواليد كافة.
ويمكن تشخيص قصور الدرقية البدئي عند الأطفال في حال وجود انخفاض في التراكيز الدموية للثروكسين الحر FT4 وارتفاع في مستوى الهرمون المحرض للدرقية TSH فوق 20 ملي وحدة/ لتر، وذلك بعد مرور 24 ساعة على الولادة.
أما في قصور الدرقية الثانوي والثالثي الناجم عن مرض النخامى وتحت المهاد، فإن TSH تكون منخفضة أو طبيعية، مع بقاء هرمونات الدرقية منخفضة.
وينبغي عند تشخيصها البحث عن وجود قصور في الغدد الأخرى المعتمدة على هرمونات النخامى.
وينبغي إجراء فحص سريري شامل مع إجراء "إيكو" لمنطقة العنق للبحث عن نسيج الدرقية.
كما أن هناك بعض الفحوصات النوعية الأخرى، التي تستعمل لتحديد سبب بعض الأشكال الخاصة من القصور.
وينبغي ألا تؤخر تلك الاستقصاءات من البدء المبكر بالمعالجة.
المعالجة والمتابعة
ينبغي البدء بالمعالجة التعويضية بالثيروكسين حالما يوضع التشخيص.
وتكون الجرعة عادة 10 إلى 15 مكروغرام، لكل كيلوغرام من وزن الجسم.
وتهدف المعالجة إلى الوصول إلى تراكيز FT4 طبيعية، وذلك بغية الحصول على نمو وتطور طبيعيين للطفل.
وجدير بالذكر أن الوصول إلى تراكيز طبيعية من FT4، يتم عادة خلال أسبوعين من المعالجة بالجرعة المذكورة أعلاه.
بينما تعود TSH إلى المستويات الطبيعية في غضون شهر عادة.
وبعد ذلك، ينبغي متابعة الحالة وتعديل جرعة الثيروكسين تبعا للوزن والعمر بإجراء تقييم سريري وفحوص دورية لهرمون TSH وFT4، وبفواصل زمنية يراها الطبيب المعالج مناسبة.
قصور الدرق عند الأطفال.. أهمية التشخيص والعلاج مبكرا
آخر تعديل بتاريخ
17 مايو 2019