يُعد الإمساك مشكلة شائعة عند الرضع والأطفال وهو سبب ما يقرب من 3% من زيارات طبيب الأطفال. ويُعرَّف الإمساك عادةً على أنه قلة حركات الأمعاء التي تكون قاسية ومؤلمة. لكن، من المهم معرفة أن بعض الرضع وخاصة أولئك الذين يتغذون على حليب الأم حصريا، يتبرزون كل يومين أو ثلاثة أيام تقريبا ويكون برازهم طري بدون أي مشاكل، فهذه الفئة من الرضع لا تصنف على أنها تعاني من الإمساك، بل يجب أن يكون البراز قاسيا ومؤلما مع مغص وعدم ارتياح وحتى نقصان للشهية.
أسباب الإمساك عند الرضع
- على الرغم من أن بعض الآباء يفهمون الدور الذي يلعبه الكثير من حليب البقر، والنظام الغذائي منخفض الألياف، وعدم شرب كمية كافية من السوائل في الإسهام في الإمساك، فقد يكون لديهم أطفال آخرين يتبعون نفس النظام الغذائي ولا يعانون من الإمساك. لهذا، قد يستمرون بنفس النظام الغذائي للطفل الذي يعاني الإمساك.
- بالإضافة إلى عادات الأكل لدى طفلك، فإن العامل الرئيسي الآخر الذي يساهم في الإمساك هو حركات الأمعاء النادرة، حيث قد يمتنع الطفل من التبرز بعد تجربة مؤلمة للتبرز وهذا قد يؤدي للإمساك مرة أخرى، فهو يخلق حلقة مفرغة.
- سبب شائع آخر للإمساك وندرة البراز هو التجربة السيئة في التدريب على استخدام الحمام.
- وعلى الرغم من ندرتها، إلا أن هناك بعض الأسباب الطبية للإمساك، مثل مرض هيرشسبرونغ والتليف الكيسي وقصور الغدة الدرقية.
- وغالبًا ما يوجد الإمساك أيضًا عند الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، مثل السنسنة المشقوقة ومتلازمة داون والشلل الدماغي.
- ويمكن أن يكون الإمساك من الآثار الجانبية للعديد من الأدوية.
علامات تحذيرية تدل على حالات أكثر خطورة
عندما تحدث هذه الأعراض مع الإمساك، يمكن أن تشير إلى حالة أكثر خطورة:
- انتفاخ في البطن.
- حُمى.
- ضعف الشهية.
- زيادة الوزن الضعيفة.
- التقيؤ.
- فقدان الوزن.
- نزيف من المستقيم.
علاجات الإمساك عند الرضع والأطفال
يجب أن يقوم طبيب الأطفال بتقييم الرضع والأطفال حديثي الولادة المصابين بالإمساك بعناية، حيث يمكن أن يؤدي سوء التغذية إلى الجفاف والإمساك، لذا من المهم تقييم عادات تغذية طفلك ووزنه. ونادراً ما يصاب الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية حصرية بالإمساك. وتذكر أن حركات الأمعاء غير المنتظمة لا تعني الإمساك إذا كان براز طفلك لينًا.
وتقترح الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) إعطاء الأطفال (الذين تزيد أعمارهم عن شهر واحد) كمية صغيرة من عصير التفاح أو الكمثرى لتخفيف البراز وتخفيف الإمساك. كما يقترح بعض أطباء الأطفال أيضًا إعطاء 1-2 ملاعق صغيرة من شراب الذرة يوميًا. وتحدث دائمًا إلى طبيب الأطفال الخاص بطفلك قبل اتخاذ أي إجراء لعلاج الإمساك، خاصة عند الأطفال الصغار. بمجرد أن يبدأ طفلك بتناول الأطعمة الصلبة، فإن إعطائه المزيد من الخضار والفواكه (مثل البرقوق) قد يساعد في علاج الإمساك.
أيضا، يختلف تواتر حركات الأمعاء من طفل لآخر، فقد يعتاد بعض الأطفال على حركة الأمعاء مرتين يوميًا، بينما يتبرز البعض الآخر مرة كل يومين أو ثلاثة أيام. وإذا كان طفلك يكافح من أجل التبرز، فإن أول ما يجب النظر إليه هو عاداته الغذائية. وسيساعد تناول المزيد من الأطعمة الغنية بالألياف والتشجيع على تناول الكثير من السوائل (خاصة الماء) طفلك على حركات أمعاء منتظمة. وتشمل بعض الأطعمة المفيدة التي يجب إضافتها إلى قائمة طعام طفلك ما يلي:
- الفول.
- التوت.
- الفاكهة مع القشرة (مثل الكمثرى).
- العدس.
- دقيق الشوفان.
- الخضروات.
- حبوب القمح الكامل.
ويجب أن يحصل الأطفال على حوالي 14 جرامًا من الألياف لكل 1000 سعر حراري يأكلونها. وإذا لم يكن طفلك معتادًا على تناول الأطعمة الغنية بالألياف، فقم بزيادة تناوله تدريجيًا لتقليل الانزعاج الناتج عن الغازات أو الانتفاخ. وتشمل الخيارات الأخرى المفيدة للأطفال المصابين بالإمساك حساء الخضار (لأنها تحتوي على الكثير من الألياف والسوائل المضافة) والفشار. ويمكن أن تكون النخالة الإضافية مفيدة أيضًا، بما في ذلك حبوب النخالة وكعك النخالة والقمح المبشور وخبز القمح الكامل.
وفي بعض الحالات، قد ينصحك طبيب الأطفال باستخدام ملين للبراز أو علاج آخر. لكن من المهم أن تتجنب الاستخدام المزمن للملينات المنبهة، مثل بيساكوديل أو إكسلاكس أو زيت الخروع. والملين التناضحي، والذي يعمل عن طريق سحب المزيد من السوائل إلى القولون لتليين البراز، يكون عادةً أكثر أمانًا للاستخدام على المدى الطويل. وتشمل علاجات الإمساك الشائعة الاستخدام للأطفال الصغار ما يلي:
- بيساكوديل: Bisacodyl ملين منشط شائع الاستخدام ومتوفر باسم Correctol و Dulcolal.
- Docusate: متوفر في صورة Colace وSurfak وهو متوفر أيضًا مع ملين منشط في العقار المركب Peri-Colace.
- مستخلص شوربة الشعير (Maltsupex): مالتسوبكس له رائحة كريهة، ولكن يمكن خلطه بسهولة مع الحليب.
- حليب المغنيسيا: يحتوي حليب المغنيسيا على هيدروكسيد المغنيسيوم، وهو ملين تناضحي ذو طعم طباشيري لا يتحمله جميع الأطفال. وقد يكون من المفيد خلطه مع اللبن المخفوق.
- الزيت المعدني: الزيت المعدني هو مادة تشحيم للقولون يمكنك مزجها مع عصير البرتقال، وقد يتسبب الزيت المعدني في تسرب البراز وتلطيخ الملابس الداخلية.
- البولي إيثيلين جلايكول (ميرالاكس): مسحوق لا طعم له ولا رائحة يمكن خلطه بالماء، وهي متوفرة بدون وصفة طبية.
- Senokot هو ملين منشط، متاح باسم Senokot أو Senokot S.
- تشمل الأدوية الأخرى المتوفرة بوصفة طبية اللاكتولوز، وهو ملين تناضحي.
- خلط Metamucil أو Citrucel أو ملين آخر مع 8 أونصات من الماء أو العصير أو إعطاء مكملات الألياف. وتتوفر الآن العديد من مكملات الألياف على شكل أقراص قابلة للمضغ أو مكملات صمغية للأطفال.
لكن، مع أي من هذه العلاجات، تحدث إلى طبيب الأطفال أولاً، حيث يمكن أن تكون المسهلات خطيرة جدًا على الأطفال ويجب عدم استخدامها بدون نصيحة الطبيب.
علاج البراز المنحشر
إذا كانت هناك كتلة صلبة كبيرة من البراز في مستقيم طفلك، فقد يحتاج إلى "تنظيف" أو إزالة هذه الكتلة قبل أي إجراء آخر. ويتم ذلك عادةً باستخدام حقنة شرجية أو تحميلة تحت إشراف طبيب الأطفال. ويمكن أيضًا إجراء عملية إزالة الكتلة عن طريق جرعات عالية من الزيوت المعدنية أو البولي إيثيلين جلايكول. وقد يكون استخدام الحقنة الشرجية أو التحاميل ضروريا في بعض الأحيان كعلاج إنقاذ إذا لم يتبرز طفلك في غضون ثلاثة إلى أربعة أيا ، ولكن يجب عدم استخدامها بشكل منتظم، وإذا كنت بحاجة إلى استخدامها بانتظام، فتحدث إلى طبيب طفلك حول زيادة جرعة ملينات البراز.
وبمجرد أن يصبح براز طفلك لينًا ومنتظمًا، من المهم تشجيعه على القيام بحركات أمعاء منتظمة. وهذا يشمل غالبًا جلوسه على المرحاض لمدة خمس دقائق تقريبًا بعد الوجبات مرة أو مرتين يوميًا. واحتفظ بمذكرات أو ملصقات توضح الوقت الذي يحاول فيه طفلك التبرز مع اوقات تناول الدواء، ثم قدم مكافأة للامتثال المنتظم. ولا تحاول إجباره على الجلوس حتى يتبرز، بل دعه يقوم بذلك وهو مرتاح بدون اجبار أو صراخ.
وعلى الرغم من أن الإمساك يمكن أن يكون حالة مزمنة ويصعب علاجها، فإن التبرز المؤلم ليس شيئًا يجب أن يتعلم طفلك التعايش معه. ويجب أن يكون طفلك قادرًا على حركات الأمعاء الرخوة بانتظام، فإذا كان طبيب الأطفال غير قادر على المساعدة في علاج الإمساك لدى طفلك، فقد ترغب في طلب مساعدة إضافية من طبيب أمراض الجهاز الهضمي للأطفال. وتعتبر الإحالة إلى أخصائي فكرة جيدة أيضًا إذا كان لدى طفلك أي علامات تحذيرية لحالة أكثر خطورة أو إذا لم تتحسن علاجاتك الحالية.