وتختلف علامات وأعراض التهاب الجلد التأتبي (الإكزيما) اختلافًا كبيرًا من شخص لآخر، وتشمل ما يلي:
- الحكة، التي قد تكون شديدة وخاصة أثناء الليل.
- بقع حمراء إلى رمادية مائلة للبني، وخاصة على اليدين والقدمين والكاحلين والرسغين والرقبة وأعلى الصدر والجفنين وبداخل ثنيات الكوعين والركبتين، وفي الأطفال، قد تظهر في الوجه وفروة الرأس.
- بثور صغيرة وبارزة، قد يتسرب منها سائل ويتجلط فوقها مكونًا قشرة عند خدشها.
- جفاف الجلد وتقشره وتشققه وزيادة سُمكه.
- تورم الجلد وزيادة حساسيته وتقشر طبقات منه بسبب الخدش.
وفي أغلب الأحيان، يبدأ التهاب الجلد التأتبي قبل سن الخامسة وقد يستمر إلى المراهقة والبلوغ. وفي بعض الأشخاص، تتفاقم الأعراض بشكل دوري ثم تختفي لفترة من الزمن، قد تصل حتى لعدة أعوام.
* ما العوامل التي تؤدي إلى تفاقم التهاب الجلد التأتبي أو الأكزيما؟
يعاني معظم المصابين بالتهاب الجلد التأتبي أيضًا من وجود البكتيريا المكورة العنقودية الذهبية على جلدهم. وتتكاثر البكتيريا العنقودية سريعًا عند خدش الحاجز الجلدي، ومن ثمّ يكون الجلد رطبًا بالسوائل؛ وهذا بدوره قد يجعل الأعراض تتفاقم، لا سيما لدى الأطفال الصغار.
وتشمل العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم علامات وأعراض التهاب الجلد التأتبي ما يلي:
- جفاف الجلد، الذي يمكن أن ينتج عن الاستحمام بالمياه الساخنة لفترة طويلة.
- الهرش، والذي يتسبب في المزيد من تلف الجلد.
- البكتيريا والفيروسات.
- الضغط النفسي.
- العرق.
- التغيرات في الحرارة والرطوبة.
- المذيبات والمنظفات والصابون والمطهرات.
- الصوف الموجود في الملابس والبطاطين والسجاجيد.
- الغبار وحبوب اللقاح.
- دخان التبغ وتلوث الهواء.
- البيض واللبن والفول السوداني وفول الصويا والسمك والقمح، وذلك في الرضع والأطفال.
ويرتبط التهاب الجلد التأتبي بالحساسية، لكن التخلص من المواد المسببة للحساسية نادرًا ما يكون مفيدًا في تحسين الحالة. وفي بعض الأحيان، يمكن للأغراض التي تلتقط الغبار، مثل وسائد الريش وألحفة زغب الأوز والمراتب والسجاجيد والستائر، أن تزيد من تفاقم الحالة.
* أسباب التهاب الجلد التأتبي أو الإكزيما
لم يتم التوصل إلى السبب الدقيق لالتهاب الجلد التأتبي (الإكزيما)، ويساعد الجلد السليم على الاحتفاظ بالرطوبة ويحميك من البكتيريا والمواد المهيجة وتلك المسببة للحساسية. وترتبط الإكزيما على الأرجح بمزيج من العوامل التالية:- جفاف الجلد وتهيجه، وهو ما يحد من قدرة الجلد على أن يكون حاجزًا فعالاً.
- اختلاف في التركيبة الجينية يؤثر على وظيفة الحاجز التي يؤديها الجلد.
- خلل في الجهاز المناعي.
- البكتيريا، مثل المكورات العنقودية الذهبية، التي تفرز مادة رقيقة تسد الغدد العرقية.
- الظروف البيئية.
* مضاعفات التهاب الجلد التأتبي أو الإكزيما
- الربو وحمى القش- الحكة المزمنة وتقشر الجلد.
- عدوى الجلد.
- مشكلات بالعين.
- التهاب جلد اليد المهيج.
- التهاب الجلد التماسي التحسسي.
- مشكلات النوم.
- المشكلات السلوكية مثل اضطراب فرط الحركة/تشتت الانتباه.
* تشخيص وعلاج التهاب الجلد التأتبي أو الإكزيما
ليست هناك اختبارات معملية مطلوبة لتشخيص الإصابة بها. ويتمكن الطبيب، على الأرجح، من التوصل إلى تشخيص الحالة عن طريق فحص جلدك ومراجعة تاريخك الطبي. وقد يستخدم أيضًا اختبار الرقعة أو غيره من الاختبارات لاستبعاد الأمراض الجلدية الأخرى أو للكشف عن الحالات الأخرى التي تصاحب الأكزيما.ويمكن لالتهاب الجلد التأتبي أن يدوم طويلاً، وقد يحتاج طفلك إلى تجربة علاجات مختلفة على مدى أشهر أو أعوام للتحكم فيه. وحتى إذا استجاب للعلاج، فإن العلامات والأعراض قد تعاود الظهور (التفاقم). ومن المهم أن يتم التعرف إلى الحالة مبكرًا كي يتم البدء بالعلاج مبكرا، وإذا كان الترطيب المنتظم وغيره من خطوات الرعاية الذاتية لا يجدي نفعًا، فقد يوصي الطبيب بالعلاجات والعقاقير التالية:
- الكريمات التي تساعد في السيطرة على الحكة والالتهاب
قد يصف الطبيب أحد الكريمات أو المراهم التي تحتوي على الستيرويدات القشرية، ولكن تحدث إلى طبيبك قبل استخدام أي ستيرويدات قشرية موضعية؛ فكثرة استخدام هذا العقار قد تتسبب في تهيج الجلد أو تغير لونه وترققه وإصابته بالعدوى وعلامات التمدد.
- الكريمات التي تساعد في علاج البشرة
هناك عقاقير تسمى مثبطات الكالسينيورين، مثل تاكروليموس (بروتوبك) وبيميكروليمس (إليديل)، تؤثر على جهازك المناعي. وعند وضع هذه العقاقير على الجلد، فإنها تساعد في الحفاظ على صورته الطبيعية، كما تساعد في السيطرة على الشعور بالحكة وتقلل من تفاقم التهاب الجلد التأتبي. وبسبب الآثار الجانبية الممكنة لهذه العقاقير، لا يتم صرفها دون وصفة طبية ولا تستخدم إلا عند إخفاق العلاجات الأخرى أو إذا كان المريض لا يستطيع تحمل العلاجات الأخرى، وهي معتمدة للاستخدام مع البالغين والأطفال فوق سن الثانية.
- أدوية مكافحة العدوى
قد تكون هناك حاجة إلى تناول المضادات الحيوية إذا كانت هناك عدوى بكتيرية جلدية أو تشققات جلدية أو تقرحات مفتوحة ناتجة عن الخدش. وقد يوصي الطبيب بتناول المضادات الحيوية الفموية لفترة قصيرة من أجل علاج العدوى، أو قد يوصي بتناولها لمدة أطول للحد من وجود البكتيريا على الجلد وللوقاية من الإصابة بعدوى أخرى.
- العقاقير الفموية المضادة للحكة
إذا كانت الحكة شديدة، فقد يكون من المفيد تناول مضادات الهيستامين الفموية. ويمكن لعقار داي-فينهايدرامين (بينادريل وغيره) أن يسبب النعاس وقد يكون مفيدًا عند النوم على وجه الخصوص.
- عقاقير للتحكم في الالتهاب عن طريق الفم أو الحقن
بالنسبة للمرضى الذين تكون حالتهم شديدة للغاية، قد يوصي الأطباء بتناول الستيرويدات القشرية الفموية، مثل بريدنيزون، أو بالحصول على حقن الستيرويدات القشرية. وهي عقاقير فعالة، لكن لا يمكن استخدامها لمدة طويلة نظرًا لخطورة آثارها الجانبية المحتملة. وينبغي المداومة على الترطيب واستخدام طرق الرعاية الذاتية الأخرى، وذلك للوقاية من تفاقم الحالة بعد التوقف عن تناول الستيرويدات القشرية.
* طرق العلاج الأخرى
- الضمادات المبللة
تتمثل إحدى طرق العلاج الفعالة والمركزة لعلاج التهاب الجلد التأتبي الشديد في تغطية المنطقة المصابة بالستيرويدات القشرية الموضعية والضمادات المبللة؛ فقد ثبت نفعها في السيطرة على العلامات والأعراض في غضون ساعات إلى أيام. وفي بعض الأحيان، يتم إجراؤها في المستشفى لأنها إجراء مركز ويحتاج إلى خبرة في التمريض، أو، يمكنك أن تطلب من الطبيب تعليمك كيفية إجراء هذا الأسلوب في المنزل.
- العلاج الضوئي
ينطوي العلاج الضوئي على تعريض الجلد لمقدار محدد ومحسوب من ضوء الشمس الطبيعي، أما الأنواع الأخرى من هذا العلاج، فيتم إجراؤها باستخدام أشكال صناعية من الأشعة فوق البنفسجية أ (UVA) وحزمة ضيقة من الأشعة فوق البنفسجية ب (UVB) إما بمفردهما أو مع الأدوية. وعلى الرغم من فعالية العلاج الضوئي، فإن استخدامه لمدة طويلة له آثار ضارة، بما في ذلك الشيخوخة المبكرة للجلد وزيادة مخاطر الإصابة بسرطان الجلد. ولهذه الأسباب، لا يستخدم العلاج الضوئي مع الرضع والأطفال الصغار. استشر طبيبك بشأن مزايا وعيوب العلاج الضوئي في حالتك.
- علاج الضغط النفسي
قد تكون جلسات الاستشارة النفسية مفيدة للأطفال والشبان الذين يعانون من الإحراج والضيق الشديدين بسبب حالتهم الجلدية. وقد يساعد الاسترخاء أو تعديل السلوك أو الارتجاع البيولوجي في التعامل مع عادة الهرش.
وللحد من الحكة وتلطيف جلد طفلك الملتهب، يمكن تجربة أساليب العناية الذاتية التالية:
1- تناول أحد أدوية الحساسية أو أحد مضادات الحكة مثل سيتيريزين (زيرتك) أو فيكسوفينادين (أليغرا). كذلك، قد يكون من المفيد تناول داي-فينهيدرامين (بينادريل، وغيره)، إذا كانت الحكة شديدة، لكنها قد تجعل طفلك يشعر بالنعاس، لذا من الأفضل أن يتم تناولها قبل النوم.
2- ضع كريمًا مضادًا للحكة أو غسول الكالامين على المنطقة المصابة.
3- ضع مرطبًا على كامل الجسم بينما لا يزال الجلد رطبًا من جراء الاستحمام، واهتم خصيصًا بالساقين والذراعين والظهر وجانبي الجسم، وإذا كان جلدك قد أصبح جافًا، فيمكنك استخدام زيت أو كريم مليّن.
4- تجنب الهرش عن طريق تغطية المنطقة المثيرة للحكة بضمادات إذا كنت لا تستطيع منع طفلك عن حكها، وقلِّم أظافره، وألبسه قفازات بالليل.
5- ضع كمادات باردة مبللة لحماية الجلد ومنع الإصابة بالخدوش.
6- الاغتسال في حمام دافئ، وانثر في ماء الحمام القليل من صودا الخبز أو دقيق الشوفان غير المطبوخ أو دقيق الشوفان الغروي، وهو دقيق الشوفان المطحون جيدًا والمعد للاستخدام في حوض الاستحمام (أفينو وغيره). وأجلس طفلك في المياه لمدة تراوح من 10 إلى 15 دقيقة، ثم جفف جسمه وضع الغسول أو المرطبات الطبية أو كليهما (استخدم الشكل الطبي أولاً).
7- اختر أنواع الصابون الخفيف دون صبغة أو عطور وتأكد من شطف الصابون بالكامل من على جسمه.
8- استخدم جهازًا لضبط الرطوبة وتأكد من الحفاظ على نظافة الجهاز والمنزل المُرطب لتجنب نمو البكتيريا والفطريات.
9- احرص على ارتدائه ملابس قطنية ناعمة لا تتسبب في زيادة حرارة الجسم.
10- حاول تحديد المحفزات التي تزيد من تفاقم الالتهاب وتجنبها، وقلل وقت استحمام طفلك واستخدم الماء الدافئ، وليس الساخن، كذلك، قد يكون حمام الزيت مفيدًا. وجفف الجسم بعناية.