يفضل العديد الحياة في المدن والمناطق الحضرية، حيث فرص العمل الأعلى أجراً والتمتع بالخدمات المتنوعة وإمكانية ممارسة العديد من الأنشطة، لكن الوجه الآخر للحياة في المدن يحمل العديد من السلبيات كالازدحام المروري، والتلوث، والضوضاء، وتكلفة الحياة المرتفعة، ولا يتوقف الأمر عند هذا فحسب، إذ يمكن لتلك السلبيات أن تؤثر على الصحة النفسية بشكل ملحوظ، لذا تتناول هذه المقالة الكيفية التي تؤثر بها المدن على الصحة النفسية لقاطنيها، وسبل مجابهة هذا الأمر.
اقــرأ أيضاً
* كيف توثر سكنى المدينة على الحياة النفسية؟
تشير العديد من الدراسات والأبحاث أن قاطني المدن أكثر عرضة لخطر الإصابة بالعديد من الأمراض النفسية، وذلك بالمقارنة بسكان المناطق الريفية، حيث يرتفع خطر الإصابة بالاكتئاب، وأمراض القلق، واضطرابات الحالة المزاجية، واضطراب كرب ما بعد الصدمة، ومشاكل التحكم بالغضب؛ وكذلك بعض الأمراض النفسية الخطيرة كالفصام، وجنون الارتياب، والاضطراب ثنائي القطب لدى سكان المدن.
ووفقاً للأطباء النفسيين، يرجع السبب في ذلك إلى أن الحياة بالمدن تعد بمثابة تمرين مستمر للمخ بشكل يغير من الطريقة التي يتعامل ويتكيف بها مع القلق والضغوط النفسية، ذلك أن العيش في المناطق الحضرية يتسبب في حالة تحفيز دائم للجسم، مما يدفعه للشعور بالضغط والقلق طوال الوقت، الأمر الذي يجعل ساكني المدن أكثر قابلية للتعرض للمشاكل النفسية.
بالإضافة إلى هذا فإن سكنى المدينة تساهم في إضعاف جهاز المناعة النفسي، مما ينعكس على زيادة خطر الإصابة بالأمراض النفسية خاصة لدى الأشخاص الذين لديهم استعداد لذلك.
بجانب هذا فإن الحياة في المدينة تؤثر على الصحة العضوية أيضاً، وبشكل يتسبب في مزيد من الآثار السلبية على الصحة النفسية، فالتعرض لضوضاء المدن والازدحام المروري المستمر والأضواء القوية طوال الليل والنهار يؤثر بشكل سلبي للغاية على جودة النوم، حيث تبين العديد من الدراسات أن قاطني المدن يعانون من الأرق وصعوبات النوم، وعدم الحصول على قسط كاف من النوم، كما أن التعرض لكل ذلك يساهم في زيادة إفراز الجسم لهرمون الكورتيزول المعروف بهرمون الإجهاد، وبالطبع فإن كل تلك الأمور ذات عواقب وخيمة على الصحة النفسية لسكان المدن.
اقــرأ أيضاً
* سبل مجابهة المشاكل النفسية الناجمة عن الحياة في المدن
1- قضاء مزيد من الوقت في الخارج
إن قضاء وقت طويل داخل مقر العمل أو المنزل بين جدران خرسانية من شأنه التسبب في الشعور بالكآبة لسكان المدينة، لذلك فإن قضاء الوقت في الخارج من خلال الذهاب للسير في الحدائق والمتنزهات قد يكون حلاً جيداً؛ حيث تشير العديد من الدراسات إلى أن التواصل مع الطبيعة من شأنه تحسين الحالة النفسية والوقاية من الاكتئاب، وفي حين يعتقد العديد من قاطني المدن أنه لا يوجد وقت كاف للقيام بهذا الأمر بسبب الانشغال الدائم، إلا أن ذلك التواصل مع الطبيعة لا يتطلب سوى قضاء وقت بالخارج في حديقة أو متنزه قريب لمدة ساعة كل يوم خلال استراحة الغذاء أو بعد الانتهاء من العمل، أو القيام بنزهة طويلة بين أحضان الطبيعة مرة واحدة كل أسبوع خلال العطلة. الأمر الذي سيساهم في التخلص من الشعور بالضغط والقلق المتواصلين، وبالتالي القدرة على مواكبة تلك المشاعر السلبية.
اقــرأ أيضاً
2- التواصل مع الآخرين
إن التواصل مع الآخرين سواء كانوا من الأهل والأقارب أو الأصدقاء أو الجيران أو زملاء العمل أو الآخرين ذوي الاهتمامات المشتركة أمر في غاية الأهمية، وذلك من خلال القيام بعدد من الأمور البسيطة للغاية كزيارة الأقارب، وتناول الطعام مع الأصدقاء، ودعوة الجيران لشرب القهوة أو الشاي، والمحادثات العابرة مع أصحاب المحال وبوسائل المواصلات؛ إذ أن ذلك التواصل من شأنه تعزيز التفاعلات الاجتماعية مع الأفراد الآخرين، ومن ثم بناء شبكة واسعة من العلاقات الاجتماعية الصحية؛ الأمر الذي ينعكس بصورة إيجابية على الصحة النفسية إذ أنه يدفع الشعور بالوحدة، ويعزز من الثقة بالنفس.
اقــرأ أيضاً
3- ممارسة الرياضة
مما لا شك فيه أن ممارسة الرياضة يحمل فوائد جمة للصحة البدنية والنفسية على السواء، إذ يشير العديد من الدراسات إلى أن الرياضة تساهم في الشعور بالسعادة، مما ينعكس على الصحة النفسية بالطبع. لا يتطلب الأمر ممارسة الرياضة بشكل محترف أو إنفاق الكثير من الأموال على معدات الرياضة أو اشتراكات صالات اللياقة، فممارسة المشي أو الجري أو التمارين الرياضية البسيطة داخل المنزل يمكنها أن تصنع الفارق، والأمر الأكثر أهمية هو المواظبة على الرياضة بما لا يقل عن 30 دقيقة يومياً أو 3 ساعات أسبوعياً.
4- طلب الدعم عند الحاجة
إن الأمراض النفسية الناجمة عن الحياة المدنية أمر لا يمكن إنكاره، بل يمكن القول إنه قد يكون طبيعياً للغاية بفعل التعرض للضغوطات والقلق المستمرين المرتبطين بذلك النمط من الحياة، وبالتالي لا يوجد داع لكتمان ذلك الأمر حال التعرض له، إذ يجب اللجوء لطلب الدعم والمساعدة لمجابهته. حيث ينصح بالتحدث مع الآخرين حول ذلك الأمر من خلال اللجوء لمجموعات الدعم النفسي، أو اللجوء لمعالج نفسي للمساعدة للتخلص من تلك التبعات النفسية والحول دون تفاقمها، وبالطبع يمكن اللجوء في العديد من الحالات إلى طبيب نفسي متخصص، والذي قد يلجأ لاستخدام بعض الأدوية لعلاج الأمراض النفسية.
اقــرأ أيضاً
في النهاية تظل الحياة في المدن حياة مليئة بمباهج ومسرات الحياة، وللتمتع بحياة حضرية دون عواقبها السلبية على الصحة النفسية يجب تعلم كيفية التعامل مع ومواكبة الضغوطات المتنوعة لإيقاع الحياة بها.
تشير العديد من الدراسات والأبحاث أن قاطني المدن أكثر عرضة لخطر الإصابة بالعديد من الأمراض النفسية، وذلك بالمقارنة بسكان المناطق الريفية، حيث يرتفع خطر الإصابة بالاكتئاب، وأمراض القلق، واضطرابات الحالة المزاجية، واضطراب كرب ما بعد الصدمة، ومشاكل التحكم بالغضب؛ وكذلك بعض الأمراض النفسية الخطيرة كالفصام، وجنون الارتياب، والاضطراب ثنائي القطب لدى سكان المدن.
ووفقاً للأطباء النفسيين، يرجع السبب في ذلك إلى أن الحياة بالمدن تعد بمثابة تمرين مستمر للمخ بشكل يغير من الطريقة التي يتعامل ويتكيف بها مع القلق والضغوط النفسية، ذلك أن العيش في المناطق الحضرية يتسبب في حالة تحفيز دائم للجسم، مما يدفعه للشعور بالضغط والقلق طوال الوقت، الأمر الذي يجعل ساكني المدن أكثر قابلية للتعرض للمشاكل النفسية.
بالإضافة إلى هذا فإن سكنى المدينة تساهم في إضعاف جهاز المناعة النفسي، مما ينعكس على زيادة خطر الإصابة بالأمراض النفسية خاصة لدى الأشخاص الذين لديهم استعداد لذلك.
بجانب هذا فإن الحياة في المدينة تؤثر على الصحة العضوية أيضاً، وبشكل يتسبب في مزيد من الآثار السلبية على الصحة النفسية، فالتعرض لضوضاء المدن والازدحام المروري المستمر والأضواء القوية طوال الليل والنهار يؤثر بشكل سلبي للغاية على جودة النوم، حيث تبين العديد من الدراسات أن قاطني المدن يعانون من الأرق وصعوبات النوم، وعدم الحصول على قسط كاف من النوم، كما أن التعرض لكل ذلك يساهم في زيادة إفراز الجسم لهرمون الكورتيزول المعروف بهرمون الإجهاد، وبالطبع فإن كل تلك الأمور ذات عواقب وخيمة على الصحة النفسية لسكان المدن.
* سبل مجابهة المشاكل النفسية الناجمة عن الحياة في المدن
1- قضاء مزيد من الوقت في الخارج
إن قضاء وقت طويل داخل مقر العمل أو المنزل بين جدران خرسانية من شأنه التسبب في الشعور بالكآبة لسكان المدينة، لذلك فإن قضاء الوقت في الخارج من خلال الذهاب للسير في الحدائق والمتنزهات قد يكون حلاً جيداً؛ حيث تشير العديد من الدراسات إلى أن التواصل مع الطبيعة من شأنه تحسين الحالة النفسية والوقاية من الاكتئاب، وفي حين يعتقد العديد من قاطني المدن أنه لا يوجد وقت كاف للقيام بهذا الأمر بسبب الانشغال الدائم، إلا أن ذلك التواصل مع الطبيعة لا يتطلب سوى قضاء وقت بالخارج في حديقة أو متنزه قريب لمدة ساعة كل يوم خلال استراحة الغذاء أو بعد الانتهاء من العمل، أو القيام بنزهة طويلة بين أحضان الطبيعة مرة واحدة كل أسبوع خلال العطلة. الأمر الذي سيساهم في التخلص من الشعور بالضغط والقلق المتواصلين، وبالتالي القدرة على مواكبة تلك المشاعر السلبية.
2- التواصل مع الآخرين
إن التواصل مع الآخرين سواء كانوا من الأهل والأقارب أو الأصدقاء أو الجيران أو زملاء العمل أو الآخرين ذوي الاهتمامات المشتركة أمر في غاية الأهمية، وذلك من خلال القيام بعدد من الأمور البسيطة للغاية كزيارة الأقارب، وتناول الطعام مع الأصدقاء، ودعوة الجيران لشرب القهوة أو الشاي، والمحادثات العابرة مع أصحاب المحال وبوسائل المواصلات؛ إذ أن ذلك التواصل من شأنه تعزيز التفاعلات الاجتماعية مع الأفراد الآخرين، ومن ثم بناء شبكة واسعة من العلاقات الاجتماعية الصحية؛ الأمر الذي ينعكس بصورة إيجابية على الصحة النفسية إذ أنه يدفع الشعور بالوحدة، ويعزز من الثقة بالنفس.
3- ممارسة الرياضة
مما لا شك فيه أن ممارسة الرياضة يحمل فوائد جمة للصحة البدنية والنفسية على السواء، إذ يشير العديد من الدراسات إلى أن الرياضة تساهم في الشعور بالسعادة، مما ينعكس على الصحة النفسية بالطبع. لا يتطلب الأمر ممارسة الرياضة بشكل محترف أو إنفاق الكثير من الأموال على معدات الرياضة أو اشتراكات صالات اللياقة، فممارسة المشي أو الجري أو التمارين الرياضية البسيطة داخل المنزل يمكنها أن تصنع الفارق، والأمر الأكثر أهمية هو المواظبة على الرياضة بما لا يقل عن 30 دقيقة يومياً أو 3 ساعات أسبوعياً.
4- طلب الدعم عند الحاجة
إن الأمراض النفسية الناجمة عن الحياة المدنية أمر لا يمكن إنكاره، بل يمكن القول إنه قد يكون طبيعياً للغاية بفعل التعرض للضغوطات والقلق المستمرين المرتبطين بذلك النمط من الحياة، وبالتالي لا يوجد داع لكتمان ذلك الأمر حال التعرض له، إذ يجب اللجوء لطلب الدعم والمساعدة لمجابهته. حيث ينصح بالتحدث مع الآخرين حول ذلك الأمر من خلال اللجوء لمجموعات الدعم النفسي، أو اللجوء لمعالج نفسي للمساعدة للتخلص من تلك التبعات النفسية والحول دون تفاقمها، وبالطبع يمكن اللجوء في العديد من الحالات إلى طبيب نفسي متخصص، والذي قد يلجأ لاستخدام بعض الأدوية لعلاج الأمراض النفسية.
في النهاية تظل الحياة في المدن حياة مليئة بمباهج ومسرات الحياة، وللتمتع بحياة حضرية دون عواقبها السلبية على الصحة النفسية يجب تعلم كيفية التعامل مع ومواكبة الضغوطات المتنوعة لإيقاع الحياة بها.
المصادر:
Here’s How Living in a City Can Mess with Your Mental Health
How Urban Design can Impact Mental Health