يلجأ البعض لاستخدام دواء كويتيابين Quetiapine للمساعدة على النوم، في محاولة منهم لتجنب الأدوية التقليدية المعروفة لعلاج الأرق، وذلك لِمَا قد تسببه هذه الأدوية من إدمان وآثار جانبية. ومع ذلك؛ فإن الأدلة التي تدعم استخدام دواء كويتيابين لهذا الغرض قليلة، بالإضافة لما له من آثار جانبية، مثل زيادة الوزن والتأثير على عملية الأيض وغيرها. فهل يساعد دواء كويتيابين حقًا على النوم؟ هذا ما سنتعرف إليه في هذا المقال.
ما هو دواء كويتيابين؟
دواء كويتيابين Quetiapine هو دواء مضاد للذهان، حصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء لعلاج الفصام والاضطراب الثنائي القطب، يُستخدم أيضًا في الشكل الدوائي المديد المفعول مع الأدوية المضادة للاكتئاب في علاج اضطراب الاكتئاب الشديد لدى البالغين.
كيف يساعد دواء كويتيابين على النوم؟
دواء كويتيابين له نشاط مضاد للهيستامين يعمل على مستقبلات الهيستامين 1، بالإضافة إلى تأثير مضاد أدرينالي على مستقبلات ألفا 1 و 2 الأدرينالية، وذلك عند استخدامه بجرعات منخفضة (25 مجم إلى 100 مجم قبل النوم). يمكن أن تؤدي تلك التأثيرات على هذه المستقبلات في الدماغ إلى النعاس والنوم والتهدئة.
أما الجرعات العالية لدواء كويتيابين، فلها أيضًا تأثير على مستقبلات السيروتونين والدوبامين، مما يضفي تأثيرًا على استخداماته المعتمَدة كدواء مضاد للاكتئاب ومضاد للذهان. يُعتَبر دواء كلوزابين، أولانزابين، وكويتيابين أكثر علاجات مضادات الاكتئاب غير النمطية تهدئةً.
جرعة كويتيابين لعلاج الأرق
في حالة وصف كويتيابين للمساعدة على النوم، يجب على الطبيب وصف أقل جرعة فعالة من الدواء، ثم المتابعة بشكل منتظم تجنباً لحدوث أية آثار جانبية، ولمعرفة مدى الحاجة لاستمرار العلاج. تتراوح الجرعة عادة من 25 مجم إلى 100 مجم قبل النوم، وهي الجرعة التي تم استخدامها في دراسات علاج الأرق لدى الأشخاص الذين لا يعانون من اضطرابات الصحة العقلية.
يجب التعامل بحذر مع هذا الدواء عند كبار السن، لأن هناك تحذيرًا شديد الخطورة، أو ما يسمى تحذير الصندوق الأسود (Black box warning)، لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية والوفاة عند استخدامه لدى المرضى المُسنّين المصابين بالذهان المرتبط بالخرف. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يسبب دواء كويتيابين انخفاض ضغط الدم الانتصابي (دوخة ودوار عند الوقوف مع انخفاض في ضغط الدم)، والذي يمكن أن يؤدي إلى السقوط وإمكانية كسور العظام، وغير ذلك.
دراسات لمعرفة تأثير كويتيابين في المساعد على النوم
على الرغم من الاستخدام المتزايد لكويتيابين لعلاج الأرق، فإن العديد من الأطباء والمنظمات الطبية المهنية لا ينصحون بهذا الاستخدام لأسباب تتعلق بالسلامة والفعالية غير المؤكدة، إذ إن بعض الدراسات التي أُجريت لم تكن حاسمة فيما يتعلق بالفعالية والسلامة على المدى الطويل.
يعاني مرضى الاضطرابات العقلية، مثل الفصام، من مشكلات في النوم، لذلك قد يساعد العلاج بمضادات الذهان مثل كويتيابين، بالإضافة إلى تحسين الصحة العقلية للمريض، على تحسين أنماط نومه بشكل عام.
- في دراسة أجريت على 14 رجلاً يتمتعون بصحة جيدة، تلقى المشاركون إما كويتيابين بجرعة 25 مجم، أو 100 مجم، أو الدواء الوهمي عن طريق الفم قبل ساعة واحدة من النوم.
بالمقارنة مع الدواء الوهمي، أدى دواء كويتيابين إلى تحسّن كبير في سرعة وجودة ومدة النوم لدى المشاركين الذين استخدموه للنوم.
- في وكالة أبحاث وجودة الرعاية الصحية (AHRQ)؛ لم يكن القائمون على البحث حاسمين بشأن استخدام كويتيابين للمساعدة على النوم، ففي إحدى الدراسات في تايلاند تلقى المشاركون إما الكويتيابين 25 مجم، أو الدواء الوهمي لمدة 14 ليلة، ولم تكن النتائج مؤكَّدة، ولكنها أظهرت اتجاهًا نحو النوم بشكل أسرع، ووقت نوم أطول.
- وجَدت مراجعة للدراسات أجراها أندرسون وفاندي جريند أن فعالية الكويتيابين وسلامته للاستخدام في علاج الأرق لم تكن حاسمة بسبب نقص البيانات.
وخلص الباحثون إلى أن هذا الدواء لا ينبغي أن يُستخدَم لعلاج الأرق بسبب احتمال حدوث آثار جانبية وقلة فعاليته.
- وجَدت دراسة أخرى أنه لا يوجد سوى القليل من الأدلة لدعم استخدام الكويتيابين للأرق لدى عامّة الناس، إلا أنهم لاحظوا أنه قد يكون مفيدًا لدى الأشخاص الذين يعانون من بعض اضطرابات الصحة العقلية الذهانية ولديهم خطر منخفض لحدوث الإدمان.
نتائج الدراسات:
- تم استخدام دواء كويتيابين بجرعات منخفضة للمساعدة على النوم، ولكن الدراسات حول ذلك غير كافية، ويمكن أن يسبب آثارًا جانبية خطيرة.
- لا يوصي العديد من الأطباء باستخدام كويتيابين كمساعد على النوم لدى عامة الناس، ولكن يصفونه فقط للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات مزاجية أو عقلية معينة أو اضطرابات الذهان.
- عندما يتم استخدام كويتيابين للمساعدة على النوم يتم وصفه عادةً بجرعات منخفضة تتراوح من 25 مجم إلى 100 مجم.
- هناك العديد من البدائل لكويتيابين للمساعدة على النوم، بما في ذلك العلاجات الدوائية وغير الدوائية، والتي تكون أكثر فعالية وسلامة.
ما هي الأعراض الجانبية لدواء كويتيابين؟
تشمل الآثار الجانبية الشائعة لدواء كويتيابين ما يلي:
- اضطراب في المعدة.
- القيء.
- الإمساك.
- آلام في المعدة.
- الغثيان.
- زيادة الشهية.
- زيادة الوزن.
- مشكلات في الكلام.
- الدوخة.
- النعاس.
- التعب.
- ارتفاع نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية.
- نقص الطاقة.
- سرعة النبض.
- اختبارات غير طبيعية لوظائف الكبد.
- التهاب الحلق.
- انسداد الأنف.
- جفاف الفم.
- صعوبة في الحركة.
هل دواء كويتيابين منوّم؟
عند تناول كويتيابين بجرعات منخفضة (50 مجم يوميًا)، يكون له تأثيرات منومة ومهدئة واضحة على المريض.
هل يمكن أن يسبب علاج كويتيابين الإدمان؟
دواء كويتيابين لا يسبب الإدمان، ولا يسبب النشوة عند استخدامه بمفرده، وهذا هو أحد الأسباب التي تجعله العلاجَ المضاد للذهان الأكثر وصفًا في الولايات المتحدة الأمريكية.
ختامًا:
لا يُنصح باستخدام دواء كويتيابين للمساعدة في النوم ما لم يصفه الطبيب خصيصًا لهذا الاستخدام، إذ لا يوصي العديد من الخبراء بهذا الاستخدام لعامة السكان نظرًا لوجود بدائل أكثر أمانًا، كما أن استخدامه للنوم هو استخدام خارج الاستخدام المصرح به من قبل إدارة الغذاء والدواء.