كل علاقة لها صعود وهبوط، ولكن عندما يتم تشخيص شخص ما بمرض الفصام، فمن الممكن أن تتوتر حتى الشراكات المستقرة، أو أن ينفصل الأزواج تمامًا.
يقول دوست أونجور، المدير الإكلينيكي لبرنامج أبحاث الفصام والاضطراب ثنائي القطب في مستشفى ماكلين في بلمونت، ماساتشوستس: "يجعل الفصام من الصعب على الأشخاص تكوين روابط وثيقة"، وفي كثير من الأحيان، التقى الأشخاص المصابون بالفصام المتزوجين بشريكهم قبل تشخيصهم بالمرض، غير أن الأشخاص العازبين المصابين بالفصام "يميلون إلى البقاء عازبين".
بالنسبة للأشخاص الذين كان شريكهم يتمتع بصحة جيدة عندما بدأت العلاقة، يمكن أن يكون ظهور الفصام بمثابة صدمة، ويمكن للمرض أن يغير سلوك الشخص وشخصيته، ويمكن أن تجعل الأعراض حتى الأفراد الأكثر رعاية وحبًا يبدون بعيدين وباردين.
* رعاية شريك الحياة المصاب بالفصام
يقول فرانك بارون، الذي يعاني من الاضطراب الفصامي العاطفي، وهو نوع من الأمراض العقلية التي تسبب أعراضًا مشابهة لمرض الفصام، إنه عندما يتم تشخيص شخص جديد بمرض مثل الفصام، يجب على أحبائهم محاولة إظهار التعاطف، و"أفضل شيء يمكن قوله هو.. أنا أحبك وأهتم بك، هذا لا يغير من شعوري تجاهك".* نصائح لرعاية شريك الحياة المصاب بالفصام
يمكن أن تكون رعاية شخص مقرب مصاب بالفصام مهمة ضخمة متعبة ومحبطة في بعض الأحيان، ويمكن أن تساعد النصائح التالية في الحفاظ على قوة العلاقة:- يجب على مقدم الرعاية إنشاء نظام الدعم الخاص به: إذا كان شريكك مصابًا بالفصام، فقد لا يتمكن من تلبية احتياجاتك العاطفية كما كان يفعل من قبل، وبالإضافة إلى ذلك، وفقًا لدراسة نُشرت في أكتوبر/ تشرين الأول 2017 في مجلة Psychiatric Services، فإن مقدمي الرعاية للأشخاص المصابين بالفصام يميلون إلى تجربة مستويات عالية نسبيًا من الكرب، لهذا السبب من المهم الحصول على دعم الصحة العقلية، مثل مستشار أو معالج، كما يمكن للأصدقاء والعائلة أيضًا توفير أذن مستمعة.
- يجب أن يقبل الشخص المصاب بالفصام العلاج: إذا تُركت الحالة دون علاج، فقد يعرضون شركاءهم للإساءة اللفظية والإهمال العاطفي والاتهامات الوهمية، ولا توجد علاقة صحية يمكن أن تتحمل هذه السلوكيات.
- يجب على كلا الشريكين التواصل: يمكن أن يساعد التواصل المفتوح والواضح مع شريك الحياة المصاب بالفصام في العثور على الدعم الذي يحتاجونه، وكذلك فهم ما هو متوقع منهم في العلاقة، وبالإضافة إلى العلاج الفردي، يمكن أن يساعد العلاج الزواجي كلا الشريكين في التعامل مع تأثيرات الفصام على العلاقة.
* الفصام والعلاقات: التحديات والحلول
يتعامل كل زوجين مع المهام اليومية مثل الأعمال المنزلية والموازنة المالية، ولكن قد يحتاج الأشخاص المصابون بالفصام إلى مساعدة إضافية في إدارة مسؤولياتهم، وقد يشمل ذلك:- الواجبات المنزلية: يوضح الدكتور أونغور أن الفصام يؤثر على الطريقة التي يقرأ بها الناس الإشارات الاجتماعية، ما يعني أن شريكك قد لا يكون قادرًا على التعرف إلى ما تريده أن يفعله في المنزل، ويمكن أن تساعد الاستشارة مقدمي الرعاية على تعلم كيفية وضع توقعات واضحة بطريقة داعمة وإيجابية، وتحديد مسؤوليات كل شريك في المنزل هو استراتيجية أخرى تساعدكما.
- الموارد المالية: الأشخاص المصابون بالفصام غير قادرين في معظم الأعمال على العمل، حتى بعد استقرار أعراضهم، وإذا كان هذا هو الحال، فإن التقدم بطلب للحصول على مزايا إعاقة الضمان الاجتماعي يمكن أن يساعد، ويمكن أن تكون أدوية مرض الفصام باهظة الثمن، ما يؤدي لزيادة المدفوعات المشتركة المتكررة، ومن المهم أن تخبر أطبائك بوضعك المالي أيضًا، لأن بعض العيادات تفرض رسومًها بشكل متدرج وفقاً لدخلك.
- الحميمية: قد يجعل المريض بالفصام أقل اهتمامًا بالجنس، كما تؤدي بعض الأدوية المضادة للذهان إلى النتيجة نفسها، وجرب التحدث إلى معالج زواجي يمكنه مساعدتك في التعبير عن احتياجاتك ورغباتك، ويمكنك أيضًا أن تطلب من طبيب شريكك اختيار أدوية أقل تأثيراً على الرغبة الجنسية، أو إضافة الأدوية التي يمكن أن تعزز الاستجابة الجنسية.
- التفاعلات الأسرية: يمكن أن يتصرف الأشخاص المصابون بالفصام بطريقة غير عقلانية، ويجدون صعوبة في التفكير بوضوح، ويصارعون مشاعرهم اليومية، والتي يمكن أن تكون مربكة أو مخيفة أو مؤذية لأفراد الأسرة، وتؤدي إلى صراعات داخل الأسرة، ومن المهم تحديد السلوكيات المقبولة وغير المقبولة بوضوح في المنزل، وفي أماكن أخرى، خاصة إذا كان لديك أطفال.