يعد ضيق التنفس من المشكلات الشائعة بين مرضى سرطان الرئة، حيث إنه يؤثر على ما يقارب 15% من المصابين بالمرض في مراحله الأولى، ويؤثر على أكثر من 90% ممن هم في المراحل المتقدمة من المرض. وقد يعاني بعض الأشخاص من ضيق التنفس الذي يأتي ويزول اعتماداً على مستوى النشاط البدني أو الحالة النفسية، ولكن من الممكن أن يحدث ضيق التنفس فجأة، مما قد يزعج المريض للغاية.
إذا كنت تعاني من سرطان الرئة، فهناك بعض الأمور التي يمكنك القيام بها للتعامل مع ضيق التنفس بشكل صحيح عند حدوثه.
أولا: تمارين التنفس
عند حدوث ضيق التنفس، قد تحاول أن تتنفس بسرعة أكبر وبشكل غير عميق من أعلى رئتيك وصدرك للحصول على ما يكفي من الهواء، لكن في الواقع هذا النوع من التنفس يستنزف طاقتك، ويمكن أن يؤدي إلى الإرهاق. وللمساعدة في مواجهة هذا، فإن القيام ببعض تمارين التنفس التالية يمكن أن يكون مفيدًا جداً.
- التنفس الحجابي: يساعدك التنفس الحجابي على التحكم بشكل أفضل في أنفاسك، مع التركيز على التنفس بعمق من الجزء السفلي من رئتيك، ولتطبيق ذلك عليك القيام بالخطوات التالية:
- اجلس وتأكد من أن ظهرك مستند جيداً، وأن كتفيك في حالة استرخاء.
- ضع يدك على بطنك، فوق السُّرّة مباشرة.
- تنفس بشكل بطيء من خلال أنفك، وتأكد من أنك تشعر بأن البطن تتمدد مع دخول الهواء.
- قم بالزفير ببطء من فمك، حيث يجب أن تشعر بأن بطنك يعود إلى الداخل أثناء الزفير، وحاول أن تكون مدة الزفير ضِعف مدة الشهيق.
- قم بهذا التمرين إلى أن تشعر بأن التنفس عاد إلى وضعه الطبيعي، لكن انتبه دائماً لأنفاسك، وبأن البطن يتحرك ويتمدد مع التمرين في كل مرة.
- التنفس مع ضم الشفاه: قد تفيد هذه التقنية عندما يأتي ضيق التنفس فجأة، وللقيام بهذا التمرين اتبع الخطوات التالية:
- خذ نفساً بطيئاً من خلال أنفك.
- ضم شفتيك كما لو كنت على وشك أن تقوم بالصفير، أو كأنك تقوم بإطفاء شمعة، ثم أخرج الزفير ببطء من فمك.
- حاول أن تكون مدة الزفير أطول من مدة الشهيق، حيث يتوجب عليك إفراغ الهواء بشكل كامل من الرئتين.
- كرر هذا التمرين حتى يعود التنفس إلى طبيعته.
ثانيا: تقنيات الاسترخاء
قد يكون الشعور بضيق التنفس أمراً مزعجاً أو حتى مخيفاً في كثير من الأحيان، بل وقد يؤدي ذلك إلى الشعور بمزيد من القلق، مما قد يؤدي في الواقع إلى تفاقم ضيق التنفس.
يمكن أن تساعد تقنيات الاسترخاء في الحفاظ على الهدوء حتى يعود التنفس إلى طبيعته. ومن أنواع تقنيات الاسترخاء التي يمكن تجربتها ما يلي:
- استرخاء العضلات التدريجي: يتضمن استرخاء العضلات التدريجي القيام بشد مجموعات العضلات لمدة معينة، ثم تركها تسترخي بشكل تدريجي، ويمكنك البدء بعضلات القدمين ثم الانتقال إلى الأعلى.
- التأمل: هناك أنواع مختلفة من التأمل، ولكن السمة المشتركة بينها أنها تعمل على زيادة تركيزك وتوجيه أفكارك بطرق محددة.
- التخيل: يعد هذا من أحد تقنيات الاسترخاء التي تتضمن أن تتصوّر في ذهنك ظروفًا وصورًا تبعث على الهدوء لمساعدة نفسك على الاسترخاء.
ثالثا: الراحة هي الأساس
أثناء محاولتك التعامل مع ضيق التنفس الذي تعاني منه، حاول التأكد من أنك في مكان مريح، واتخذ خطوات لتقليل العوامل التي يمكن أن تجعل التنفس صعباً. ومن الأمور التي يمكنك فعلها:
- توقف عما تفعله واحرص على الجلوس.
- حاول أن تجلس بشكل مستقيم، فذلك يساعد على إبقاء الشعب الهوائية مفتوحة.
- اخلع الملابس التي قد تقيد التنفس، فمثلاً قم بفك أزرار القميص.
- انتقل إلى مكان بدرجة حرارة معتدلة، حيث يمكن أن تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى تفاقم الأمر.
- استخدم مروحة يدوية لدفع الهواء البارد إلى وجهك.
رابعًا: التدخل الطبي
من المحتمل أن يكون طبيبك قد وصف لك أدوية أو علاجات للمساعدة في التنفس، فعندما يحدث ضيق التنفس، توقف عما تفعله، واستخدم الأدوية الموصوفة حسب توجيهات الطبيب. وهناك بعض الأمثلة على الأدوية أو العلاجات التي يمكن استخدامها:
- موسعات الشعب الهوائية: هذه الأدوية تقوم بفتح مجرى الهواء، ويتم أخذها من خلال جهاز الاستنشاق أو البخاخات، ويمكن استخدامها إذا كنت تعاني أيضاً من حالة تسبب ضيق مجرى الهواء، مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن أو الربو.
- أدوية القلق: إذا كنت تعاني من القلق الشديد والمتعلق بضيق التنفس، فقد يوصي طبيبك بالأدوية التي تقلل من القلق الحاد، مثل البنزوديازيبينات (زاناكس، فاليوم، وغيرهما).
- الأكسجين: يُستخدم الأكسجين عادة في الحالات الأكثر شدة عندما تنخفض مستويات الأكسجين في الدم، ويتضمن ذلك تنفس الأكسجين من خلال قناع الوجه أو أنبوب يتم تثبيته على الأنف.
وإذا كنت لا تستخدم حالياً أي تدخلات طبية للتنفس ولكنك تجد أنك تعاني من ضيق التنفس بشكل متكرر، فتحدث مع طبيبك للاستشارة فيما يتعلق بالتدخل الطبي.
المصادر: