الجهاز المناعي هو عبارة عن تحالف معقد بين الخلايا والأنسجة والأعضاء، التي تعمل سوية للدفاع عن الجسم ضد المتسللين الغرباء غير المرغوب فيهم. ولكي يعمل الجهاز المناعي على أفضل ما يرام، فهو يحتاج منا أن نعتمد خيارات غذائية ذكية كافية وجيدة ومتنوعة تكون حليفاً لهذا الجهاز، بحيث يكون الدرع الواقي للجسم ضد مختلف أنواع الميكروبات والأمراض. وكثيراً ما يدور الحديث عن وجود أطعمة تضعف المناعة فما هي هذه الأطعمة؟
أكثر 10 أطعمة تضعف المناعة
٠1 الأطعمة المالحة
يعد الملح من بين عدة أطعمة تضعف المناعة. يعتبر الملح ضرورياً لنظامنا الغذائي بجرعات محسوبة، إلا أن آثاره قد تكون ضارة عند استهلاكه بكميات كبيرة. إن الإفراط في تناول الملح لا يشكل تهديداً لصحة القلب والأوعية الدموية وحسب، بل قد يؤثر سلباً على الجهاز المناعي في الجسم، ويشجع على حدوث الالتهابات المزمنة.
هناك معطيات تفيد أن كثرة استهلاك الملح تغير من بكتيريا الأمعاء وتزيد من مخاطر التعرض لأمراض المناعة الذاتية، مثل داء كرون ومرض الذئبة والتهاب القولون التقرحي، من هنا، فمن الضروري ضبط استهلاك الملح في وجباتنا، لأنه واحد من بين أطعمة تضعف المناعة.
٠2 الأطعمة المشحونة بالسكر المضاف
يوجد السكر بكثرة في نظامنا الغذائي، خاصة في المخبوزات والحلويات والشوكولاتة وغيرها من المنتجات المصنعة، لهذا فإن الاستهلاك المفرط لمثل هذه الأطعمة قد يشكل خطراً على الجهاز المناعي. يؤدي فرط استهلاك السكر إلى زيادة إنتاج البروتينات الالتهابية وإلى تثبيط وظيفة الخلايا المناعية، مثل الخلايا البلعمية والخلايا اللمفاوية، ما يجعل الجهاز المناعي أقل يقظة وأقل قدرة على مواجهة العوامل التخريبية التي تتربص بالجسم.
ووجدت الأبحاث أن فرط استهلاك السكر المضاف، يؤدي إلى ارتفاع مستوى سكر الدم، الذي يمكنه أن يضر بوظيفة الحاجز المعوي، فيحدث خللاً في توازن ميكروبيوم الأمعاء، الأمر قد يحد من الاستجابة المناعية فيجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.
٠3 الأطعمة المحلاة صناعياً
إذا كنت تحاول تجنب السكر العادي لتستعيض عنه بالمحليات الصناعية لحماية جهازك المناعي، فإن خيارك هذا سيئ، فقد تبين أن المحليات الصناعية قد تكون ضارة بنفس القدر الذي يسببه السكر العادي إن لم يكن أكثر، فهناك دراسات ربطت بين بعض المحليات وحدوث تغيرات في تكوين بكتيريا الأمعاء وزيادة حدوث الالتهاب وضعف الاستجابة المناعية، من هنا استنتج بعض الباحثين بأن فرط استخدام المحليات الصناعية قد يضر بصحة الجهاز المناعي. علاوة على ذلك، قالت دراسات إن فرط تناول المحليات الصناعية قد يساعد في تطور أمراض المناعة الذاتية، ومع ذلك، فإن هناك حاجة لعمل المزيد من البحث، لتأكيد ذلك.
٠4 الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات المكررة
إن الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات المكررة (مثل الخبز الأبيض، والأرز الأبيض، والدقيق الأبيض) يمكن أن تضر بالجهاز المناعي، لأنها ترفع نسبة السكر في الدم بشكل مباغت، وتزيد من مستويات هرمون الإنسولين، ما قد ينتج عنه إنتاج المزيد من الجذور الحرة والبروتينات الالتهابية التي تؤثر سلباً على الجهاز المناعي، مما يدل على أن الكربوهيدرات المكررة قد تكون من بين قائمة طويلة تضم أطعمة تضعف المناعة.
٠5 الوجبات السريعة
تجلب الوجبات السريعة الراحة واللذة لآكليها، ولكن في المقابل هناك ثمن باهظ قد يدفعه هؤلاء من صحتهم، خاصة على صعيد الجهاز المناعي، فالوجبات السريعة تحتوي على الكثير من الملح ومواد كيميائية مضافة تضر بميكروبيوم الأمعاء، وتضعف الاستجابات المناعية.
٠6 الأطعمة الفائقة المعالجة
بات نظامنا الغذاء في أيامنا هذه حافلاً بالمنتجات الفائقة المعالجة المحملة بالكثير من السكر والملح والدهون المشبعة والمتحولة والإضافات التي تشكل خطراً على الصحة بشكل عام، وعلى الجهاز المناعي بشكل خاص، إذ تصبح قدرة هذا الأخير أضعف على مواجهة العوامل الممرضة. لاحظ الباحثون أن الأطعمة المصنعة الفائقة المعالجة الغنية بالإضافات يمكنها أن تؤثر على نفاذية الأمعاء، وتجعل الناس أكثر عرضة للسمنة والالتهابات ومقاومة الإنسولين.
٠7 الدهون المشبعة
تصنف الدهون التي نتناولها في خانتين كبيرتين هما: الدهون المشبعة، والدهون غير المشبعة، وتعتبر الأولى العدو الصامت لجهاز المناعة، لأن استهلاكها بكميات كبيرة من شأنه أن يشعل مسارات معينة تزيد من الالتهاب، وبالتالي تثبط من وظيفة الجهاز المناعي، ما قد يزيد من مخاطر الإصابة بالعدوى والأمراض.
٠8 الأطعمة المقلية
عند قلي الطعام بدرجات حرارة عالية؛ يتحد البروتين والدهن مع السكر ليعطي مجموعة من الجزيئات يطلق عليها اسم منتجات الكرملة النهائية المتقدمة، ويمكنها أن ترتبط مع ميكروبيوم الأمعاء، وإذا زادت تلك المنتجات عن حدها في الجسم فإنها يمكن أن تضعف الجهاز المناعي بعدة طرق من خلال استنزاف مضادات الأكسدة، وزيادة الالتهاب، والتأثير سلباً على ميكروبيوم الأمعاء.
٠9 اللحوم المصنعة
تم ربط استهلاك كميات كبيرة من اللحوم المصنعة بالعديد من الأمراض خاصة سرطان القولون، وتحتوي اللحوم المصنعة على نسبة عالية من الدهون المشبعة، التي تبين أنها قد تساهم في زيادة الحيثيات الالتهابية وتضعف الجهاز المناعي.
٠10 الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من أوميغا 6
هناك معطيات تفيد بأن النظام الغذائي الغني بالأحماض الدهنية أوميغا 6 يعزز من إنتاج البروتينات المسببة للالتهاب، والتي يعتقد أنها تساعد على إضعاف الاستجابة المناعية. في المقابل، فإن أحماض أوميغا 3، تحد من إنتاج تلك البروتينات الالتهابية وتعزز من وظيفة الجهاز المناعي.
وفي هذا الإطار، كشفت دراسات أجريت على أشخاص يعانون من السمنة إلى أن تناول كميات عالية من أوميغا 6 في النظام الغذائي، قد يؤدي إلى إضعاف جهاز المناعة، ويزيد من خطر الإصابة بالربو والتهاب الأنف التحسسي. ومع ذلك؛ فإن العلاقة بين أوميغا 6، والاستجابة المناعية تبقى معقدة، من هنا الحاجة إلى المزيد من البحوث البشرية.
3 أعراض رئيسية تشير إلى ضعف الجهاز المناعي
- التعب والإجهاد.
- العدوى المتكررة.
- تأخر الشفاء.
كلمة من موقع صحتك
يلعب النظام الغذائي دوراً أساسياً في الأداء السليم لجهاز المناعة، لهذا، فإن اختيار الأطعمة المناسبة والغنية بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة وغيرها من العناصر الغذائية المفيدة مهم جدا، فمن الممكن مساعدة الجسم على الدفاع عن نفسه ضد الالتهابات والأمراض التي تتربص به شراً، ولكن يجب ألا ننسى بأن هناك أغذية قد تساهم في إضعاف الجهاز المناعي، ما يجعلنا أكثر عرضة لغزو الميكروبات وحدوث الالتهابات.
ولكن، وعلى الرغم من أن الناس على دراية بأن الجهاز المناعي هو بمثابة الدرع الواقي ضد العدوى والالتهابات والأمراض، فإن كثيرين منهم لا يعملون على صيانته، ولا يدركون أن هناك أطعمة معينة يمكن تقلل من قوة الجهاز مثل فرط استهلاك السكر المضاف، وفرط تناول الدهون المشبعة، وفرط استهلاك الملح واللحوم المصنعة والكربوهيدرات المكررة والمقليات والكحوليات والكافيين.